الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

المغرب: توتر يسود مدينة طنجة عقب مواجهات بين اطراف مختلفة على خلفيات سلفية وحقوقية واجتماعية وكروية


يسود التوتر مدينة طنجة بعد حوادث ومواجهات تعددت اطرافها شهدتها المدينة نهاية الاسبوع الماضي.
واندلعت ليلة الاحد مواجهات بين ستة ملتحين محسوبين على 'تيار السلفية'، تبادلوا العنف فيما بينهم بسوق 'كازابراط ، مما أثار الرعب وسط المتواجدين بعين المكان، فيما لم يكن سبب خلافهم غير 'الأحقية في الأماكن المخصصة للبيع بالتقسيط' أو ما يشتهر بتسمية 'الفراشة'.
وتطور الخلاف بين الستة ليتحول إلى تبادل عنف أصاب أحدهم بطعن خطير، على مستوى العنق، من سكين ذي حجم كبير ما استدعى نقل المصاب، على وجه السرعة، الى المستشفى وأكد مصدر طبي أن حالة الشخص المصاب مستقرة في الوقت الحالي، وقال مصدر أمني إن الشرطة تمكنت من توقيف ثلاثة من المشتبه بهم.
وقالت مصادر بالمدينة ان أسباب الخلاف بين هؤلاء الباعة بالتقسيط، وهم المحسوبين على تيار 'السلفية'، يرجع إلى ما أبداه المصاب من إصرار على تخصيص المكان الذي ألف الاشتغال به لشقيقه من أجل عرض بضاعته، الأمر الذي لم يستسغه باقي 'الإخوان' ليقوموا بتعريضه للضرب والجرح.
وشهدت شوارع وسط مدينة طنجة، في الوقت نفسه مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة وجمهور فريق الكرة المحلي الذي خرج في مسيرة غاضبة من ملعب 'مارشان'، وتدخلت القوات الأمنية بعد اندلاع أعمال شغب ورشق المحلات التجارية والسيارات من طرف الجمهور الغاضب. وردد جمهور فريق اتحاد طنجة شعارات تطالب برحيل عادل الدفوف رئيس الاتحاد والذي ترشح خلال الانتخابات الجزئية التي جرت يوم الخميس الماضي، على رأس لائحة حزب الأصالة والمعاصرة الذي فشل في الحصول على المقعد البرلماني.
وذكر شاهد عيان، أن حوالي 500 شخص خرجوا من ملعب 'مارشان' وهو يرددون شعارات غاضبة ضد مسيري الفريق، وعمدوا إلى رشق محلات تجارية وسيارات تكسير واجهة المقر الرئيسي لوكالة بنكية ومطعم يتواجد قبالة مقر البريد الرئيسي.
وقام سكان غاضبون بالمدينة يوم السبت الماضي بمهاجمة عنصر من الدرك يعمل بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالمدينة، عندما كان يقوم بتصوير منطقة بنبي مكادة التي تعرف توترا اثر وفاة رب اسرة صدر قرار قضائي بافراغ منزله.
وأوضح مصدر موثوق أن السكان انهالوا على الدركي بالضرب، حتى سقط مغشيا عليه، قبل أن يحملوه إلى الساحة، وقاموا بربطه مع شجرة، وبدأوا في جمع الخشب والأوراق استعدادا لإضرام النار فيه. وذكر المصدر أن عقلاء المنطقة هم من حالوا دون تنفيذ هؤلاء لهذا الفعل. وقام أشخاص بقطع الطريق المؤدية إلى الساحة بإضرام النار في عدد من الحاويات الخاصة بالنفايات، وفي إطارات مستعملة خاص بالسيارات.
وتتزامن هذه الاحتجاجات والمواجهات مع وفاة رب أسرة توفي بعد اعتقاله رفقة زوجته وأبناءه، على إثر تدخل السلطات لتنفيذ حكم قضائي يقضي بإفراغ أسرته من المنزل التي كانت تقطن به.
وقال موقع 'فبراير. كوم' أن السلطات قامت صباح امس الاثنين بدفن احمد السقام الذي توفي بعد اعتقاله واعتقال زوجته السيدة خدوج، وتحول حادث إفراغ عائلته خدوج وزوجها إلى حدث هز حي 'أرض الدولة' في بني مكادة واضاف نفس المصدر أن رئيس المنطقة الأمنية الأولى وشخص ينتمي للمخابرات هما اللذان يشرفان على هذه العملية.
وطالبت منظمات وهيئات حقوقية باطلاق سراح خدوج لدفن زوجها، ورفضت بعض من أفراد أسرته دفنه بالطريقة التي طلب منهم أن يدفن بها، وهي نقل رفاته مباشرة من مستودع الأموات إلى القبر، في الوقت الذي أصر البعض على أن لا يوارى الثرى إلا بعد جنازة تخرج من حي 'أرض الدولة' وهذا ما رفض من الأساس، لأن الحي لازال يغلي وتفاديا لأي اشتعال جديد للمنطقة التي عاشت اليومين الأخيرين توترا اجتماعيا خطيرا.
وسادت أجواء جنائزية في حي 'أرض الدولة' منذ أن تسرب نبأ وفاة أحمد السقام إلى الأزقة والدور نظرا لوجود زوجته وابنائها البالغين بالسجن فيما ساد الخوف على الأولاد والبنات القاصرين الذين عادوا من المدرسة ليفاجئوا بالنبأ.
وأقدمت السلطات المحلية بمدينة طنجة، ظهر امس على دفن أحمد السقام بمقبرة المجاهدين بطريقة وصفها الحقوقيون بالسرية، وذلك بعد إرغام زوجته المتواجدة بدورها رهن الاعتقال الاحتياطي، على توقيع وثيقة تسليم الجثة ودفنها.
وأفاد نجيب سكاكي رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حسب موقع 'لكم. كوم، أن عملية الدفن تمت بطريقة سرية، وذلك بعد تطويق المقبرة بتعزيزات أمنية مكثفة ومنع سكان حي 'أرض الدولة' الذي كان مسرحا للمواجهات بين سكانه وقوات الشرطة أوساط الأسبوع الماضي، من ولوج المقبرة لتشييع جنازة السقام.
واضاف سكاكي أنه تم نقل جثة السقام الذي اعتقل على خلفية أحداث بني مكادة، من مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس، خلسة لدفنها بمقبرة المجاهدين، في الوقت الذي كان ينتظر فيه سكان بني مكادة وأقاربه تسلم الجثة لدفنها بالمقبرة، وتمت إعادة زوجته 'خدوج الغميش' إلى السجن بعد دفن الجثة وتوقيعها على محضر تسليم الجثة، حيث مثلت الساعة الثانية والنصف بعد ظهر امس أمام المحكمة للبث في ملتمس السراح المؤقت الذي تقدم به الدفاع الذي نصبته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وأوضح بلاغ صادر عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أحمد السقام رب الأسرة التي تدخلت القوات العمومية لتنفذ حكم قضائي يقضي بإفراغ الأسرة من المنزل الذي تقطن به، تدهورت حالته الصحية بعد اعتقاله، نتيجة إصابته في الرأس ومختلف أنحاء جسده، أثناء اقتحام منزله من طرف عناصر القوات العمومية مستعملة العصي والقنابل المسيلة للدموع من أجل تنفيد قرار الإفراغ.
وأشار بلاغ أن كل أفراد الأسرة تعرضوا للضرب والجرح والاختناق، حيث تم اقتياد الجميع إلى مخفر الشرطة بالعوامة، وفي نفس الليلة لوحظ أن الحالة الصحية للفقيد بدأت في التدهور من جراء إصابته في الرأس ومختلف أنحاء جسده، ورغم ذالك لم تقدم له أية إسعافات فبقي مرميا بالمخفر إلى غاية يوم الخميس ليتم نقله صباحا إلى المستشفي بعد أن ساءت حالته الصحية بشكل خطير.
ويبلغ احمد السقام 57 سنة، وكان يعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي قبل وفاته كان في ضيافة الشرطة إلى حدود مساء الجمعة، وبعد أن تدهورت حالته الصحية، اقتيد إلى المستشفى لتلقي العلاجات الاستعجالية، لكنه فارق الحياة.
واعاد البعض سبب الوفاة الى الإهمال، او عدم قدرته على تحمل القنابل المسيلة للدموع التي أمطرت حي 'أرض الدولة' يومها، وروايات أخرى تؤكد أن الضغط عليه في التحقيق للكشف عن مكان فرار أحد أبنائه المبحوث عنهم قد تكون أرهقت الرجل الذي تحولت زوجته خدوج إلى قضية وطنية نقلتها أشهر القنوات الأجنبية.
شنت السلطات الأمنية بالمدينة حملة اعتقالات واسعة بمنطقة القصبة بالمدينة القديمة. اسفرت عن اعتقال قرابة 14 شخصا متهما في اليوم الاسود الذي شهدته طنجة والذي خلف خلفت خسائر مادية في الممتلكات العمومية.
وقال موقع 'كود' ان وزير العدل والحريات مصطفى الرميد امر بفتح تحقيق شامل عن الاحداث التي شهدتها 'ارض الدولة' بمدينة طنجة سيشمل الاحداث التي اندلعت واستعملت القوات العمومية فيها الغاز المسيل للدموع وتحدث البعض عن استعمال الرصاص المطاطي.
وفي ظل اجواء التوتر السائد بحي بني مكادة الشعبي، قام شبان حي ارض الدولة، مساء الاحد بقطع الطريق واحراق حاويات النفايات فيما فضل السلفيون والعدل والاحسان اقامة حفل عزاء وسط حي أرض الدولة، تضامنا مع الأسرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق