الاثنين، 8 أكتوبر 2012

العلاقة الجنسية هي أحد العناصر المهمة في العلاقة الزوجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركته

في ثقافتنا العربية والإسلامية يسمى الزواج بناءا, وبما أنك مهندس فأنت تعلم متطلبات كل بناء من اختيار للمكان ثم تخطيطه ثم وضع القواعد ثم رفع البناء ثم كساؤه بطبقة أسمنتية أو جبسية ثم عمل الديكورات والطلاءات المناسبة، ولا يمكن أن نتصور بناءا سليما ينقصه عنصر من هذه العناصر بصرف النظر عن الأهمية النسبية لكل عنصر.

والعلاقة الجنسية هي أحد العناصر المهمة في العلاقة الزوجية لأنها تؤدي
(في حال نجاحها) إلى إشباع حاجات الطرفين العاطفية والجنسية بما يؤدي بهما معا إلى حالة من الرضا والطمأنينة والسكن وتبادل المودة والرحمة اللذان هما أساس العلاقة الزوجية.

وبداية أطمئنك بأن العلاقة الجنسية ليست صعبة كما يتخيل بعض المقدمين على الزواج بدليل أنها تتم بشكل طبيعي بين الكائنات الأدنى من الإنسان حتى دون تعليم أو ثقافة جنسية, وهذا لا يعني التقليل من أهمية الثقافة الجنسية الصحيحة والتي تؤدي إلى تحسين نوعية هذه العلاقة والارتقاء بها إلى المستوى الذي يتناسب مع رقي الإنسان على سائر المخلوقات. وسوف تجد في الآيات الكريمات والأحاديث النبوية الشريفة وكتب الفقه تفاصيل كثيرة ترتقي بهذه العلاقة إلى أسمى الآفاق الممكنة دون خجل أو خوف.

وأنصحك بالإطلاع على التركيب التشريحي للأعضاء الجنسية للذكر والأنثى وبالذات للأنثى حتى تعرف أين تقع الفتحة التناسلية فلا تخطئ أثناء عملية الدخول ولكي تتمكن من التعامل الصحيح والراقي لهذه الأعضاء التي خلقها الله لحكمة بالغة وأبدع فيها بما يمنح الإنسان أعلى درجات المتعة والسعادة, وهذا متاح في كثير من كتب علم الأحياء التي تدرس في المرحلة الثانوية أو أي من الكتب الطبية أو الثقافية.

وباختصار فإن الجهاز التناسلي للمرأة يتكون من الشفرين الكبيرين يحوطان شفرين صغيرين لونهما أحمر قاني, وعند التقاء الشفرين الصغيرين من أعلى يوجد البظر وهو زائدة جلدية
(مناظرة للعضو الجنسي عند الرجل ولكنها أصغر بكثير) ولهذا العضو أهمية كبيرة حيث أن احتكاك العضو الذكري به أثناء اللقاء الجنسي له أثر كبير في وصول الزوجة إلى حالة الإرجاز(الرعشة أو النشوة).

الصورة التالية تبين رسم توضيحى من الخارج
:





والشفران الصغيران يكونان ملتصقين في الأحوال العادية ولكنهما عند الإثارة يمتلئان بالدم وينتفخان, وهما يحوطان فتحتين الفتحة الأمامية وهي صغيرة لا تكاد ترى هي فتحة المبال, والفتحة الخلفية وهي بيت القصيد هي فتحة المهبل, وهذه الفتحة يحيط بها من جوانبها غشاء رقيق هو غشاء البكارة, وهو الذي يتمزق عند أول لقاء جنسي وهذا يحدث في الأحوال الطبيعية بشكل بسيط غير مؤلم. وفتحة المهبل تؤدي إلى قناة المهبل طولها من الأمام حوالي7سنتيمترات ومن الخلف حوالي10سنتيمترات وهي قناة قابلة للتمدد من جوانبها لكي تستوعب القضيب عند الجماع, وتنتهي قناة المهبل من أعلى عند عنق الرحم الذي يؤدي بدوره إلى تجويف الرحم.


وفي ليلة البناء (العرس أو الدخلة أو الزفاف) أنصحك بالرفق بزوجتك لأنها تكون في حالة خوف مما سيحدث في هذه الليلة خاصة إذا كانت قد سمعت بعض المبالغات من صديقاتها عن عملية اللقاء الجنسي وفض غشاء البكارة (على الرغم من أنها كما قلت سابقا عملية بسيطة في حقيقتها).

ومن المفيد أن تبدأ العلاقة بالتمهيد العاطفي لها فتأخذ زوجتك في جولة داخل الشقة (عشكما الجميل) لتفرحا بكل ما فيها وتحمدا الله أن هيأ لكما هذا العش الهادئ, ثم تغيرا ملابسكما وتتوضئان ثم تصليان ركعتين (وهذا من السنة) ثم تضع يدك على جبينها وتدعو كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم آتني خيرها وخير ما جبلت عليه, واكفني شرها وشر ما جبلت عليه", ثم تقوم بمداعبتها وملاطفتها حتى تتهيئا كلاكما للقاء الجنسي دون خوف على اعتبار أنكما تحققان مراد الله وسنة رسوله في الزواج الشرعي وبناء بيت وأسرة تساهم في عمارة الكون واستمرار الحياة.

ومن الأفضل أخذ الأمور برفق وعدم الاستعجال فإذا كان أحدكما متعبا أو غير جاهز لإتمام العلاقة في هذه الليلة فلا مانع من تأجيل ذلك لليلة أو الليالي التالية حتى تستقر الأمور وتزداد الألفة بينكما وتقل مخاوف الزوجة (إذا كانت خائفة من هذه العلاقة في أول مرة), لأن ممارسة هذه العلاقة تحت تأثير الخوف أو التعب ربما تؤدي إلى مشكلات مثل ضعف الانتصاب عند الرجل أو التشنجات المهبلية عند المرأة. ولا تكونان تحت ضغط من الأقارب لإتمام العلاقة على عجل في الليلة الأولى فهذا أمر تحددانه كزوجين ولا يجوز لأحد التدخل فيه.

ويستحسن أن يتم الإيلاج برفق وأن تراعي احتياجات زوجتك وحالتها النفسية. وفي أثناء اللقاء لا تنس الدعاء المأثور "اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا".

وكما ترى فإن هذه العلاقة علاقة مقدسة يحوطها الدين بالاحترام والرعاية ويباركها الله في كل مراحلها, ويمهد لها بقواعد السكن والمودة والرحمة ويتبعها باستمرار هذه القواعد, ومن هنا تبدو الدقائق التي تتم فيها هذه العلاقة موصولة بما قبلها وما بعدها من مشاعر السكن والطمأنينة والمودة والرحمة بين الزوجين. واعلم بأن المرأة تحتاج في هذه العلاقة بالذات إلى البدء بإثارة مشاعرها فهي لا تستجيب لها كعلاقة جسدية إلا إذا كانت محاطة بمشاعر حب وود وطمأنينة تجاه زوجها, وهذا بالطبع يختلف عن الرجل الذي يمكن أن يمارس هذه العلاقة حتى في صورتها الجسدية البحتة لأنه يستثار أكثر بالنظر وبالتفاعل الجسدي (ولذلك أمرت الزوجة بالتزين له).

ومن هنا يمكن أن نقول أن المرأة تبدأ إثارتها من قلبها في حين تبدأ إثارة الرجل من عينه, وهذا لا ينفي ضرورة المشاعر للرجل تلك المشاعر التي تجعل هذه العلاقة أكثر إشباعا وفي نفس الوقت أكثر رقيا ونبلا.

وكل شيء مباح بين الزوجين في هذه العلاقة ماعدا الإتيان من الدبر كما ورد في الآية الكريمة(نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(البقرة:223)

والتقديم هنا بمعنى المداعبة بهدف تحريك المشاعر والتمهيد للعلاقة (وهذا يحدث حتى في عالم الحيوان والطيور فنرى الكثير من ألوان الغزل قبل اللقاء), وهذا التمهيد يجهز الطرفين فسيولوجيا لهذه العلاقة حيث تفرز بعض الغدد سائلا في قناة المهبل يسهل إتمامها فضلا عن التجهيز النفسي الذي يجعلها ممتعة ومشبعة للطرفين وجالبة للسعادة والسرور كما أرادها الله سبحانه وتعالى:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم(الروم:21)
وهناك أوضاع كثيرة للعلاقة الجنسية منها الوضع التقليدي حيث يعلو الزوج زوجته ومنها الوضع الجانبي والوضع الجالس والإتيان من الخلف (في الفرج وليس في الدبر) وغير ذلك كثير, وهذه الأوضاع تحقق نوعا من التغيير للزوجين إضافة إلى أن لكل وضع مزاياه في إسعاد الطرفين, وهناك بعض الأوضاع التي تناسب فترة الحمل... وهكذا. ونذكرك في النهاية بوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء فاستوص بزوجتك خيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق