الخميس، 18 أكتوبر 2012

من قتل المعارض بوكاشوش إلى اغتيال الضابط سفيان وزوجته



هل اغتيال الضابط سفيان وزوجته والمعارض السياسي بوكاشوش رسالة لحكومة عبد الإله بنكيران؟

بقلم: فريد بوكاس -- كلما حاولنا أن نصفق لما هو استثنائي بالمغرب, إلا أننا نفاجئ بتصفيات حسابات وبشكل سريع حتى يتم إقبار كل ما له علاقة بأسرار قد تضعضع أحلام الآخرين. إنه عهد الحكومة الجديدة التي تم تعليبها وتصنيعها من طرف المطالبين رؤوسهم بالأمس... هكذا بدأت هذه السنة الاستثنائية باغتيال سفيان مسبب الذي ضحى بكل الغالي والنفيس من أجل حماية أمن الوطن من المندسين تحت إمارة مصطفى الحموشي المدير العام للإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني, ومثل هذه التصفيات غالبا ما يخطط لها من طرف الرؤساء المباشرين تحت رعاية الإدارة العامة, ولكي لا يتركوا البصمات قاموا باغتيال زوجته السيدة جميلة محسيس لسبب واحد وهو أنها تحمل في جعبتها من الأسرار ما يكفي لهز عروش بعض المستنفعين.. أما قضية البيزا أو التسمم، فهي مجرد تمويه لإقبار الملف.../...
 
لم يكن المرحوم سفيان وزوجته ضحايا سنة 2012 وحدهما وإنما تم اغتيال وبشكل وحشي الكاتب الصحفي بوكاشوش يوسف الذي سبق له أن اشتغل كرئيس تحرير لجريدة هبة بريس, لكن بعد عودته للمغرب من أجل الاطمئنان عن صحة والدته, لكن سيارات الاستخبارات كانت في انتظاره لدى الباب ليتم دهسه على الرصيف من طرف السيارة الأولى وبعدها المرور فوق جسده بواسطة سيارة أخرى... إنها سنة التصفيات والاغتيالات.

لكن السؤال هنا من المستفيد من هذه الجرائم؟ ومن المسؤول عنها؟

بالنسبة للسؤال الثاني فالأمر واضح وخصوصا بالموضوع المتعلق بالمرحوم سفيان, فمثل هذه التصفية غالبا ما تكون تصفية حسابات شخصية تتعلق بكشف أسرار متعلقة بجهاز الاستخبارات العامة, وهذا ليس بجديد فقد سبقه الكثير كما حدث مع الأخ المرابط الضابط السابق بمديرية مراقبة التراب الوطني بتطوان, حيث قام الرئيس المباشر عبد القادر بويعلى توريطه في قضية تهريب المخدرات وتم إصدار في حقه حكم بعشر سنوات حبسا نافذا, بينما رئيس الحرباء المتورط في شتى أنواع الجرائم من تهريب المخدرات إلى التجسس ضد بلده لصالح بلد أجنبي, تم ترقيته من رئيس جهوي إلى منسق وطني حسب بعض المصادر المقربة.

أما الموضوع المتعلق بالمرحوم بوكاشوش يوسف المعروف في الوسط الإعلامي بانتقاداته اللاذعة للنظام المغربي, فأعتقد وهذا من باب الاحتمال أن تصفيته تمت بتعليمات من جهات عليا لحساسية الموضوع.

عودة إلى السؤال الأول، فبالطبع المستفيد الوحيد من مثل هذه الجرائم الشنعاء, أولا النظام من جهة وبعض المستنفعين الذين كانوا بالأمس القريب رؤوسهم مطالبة في الشوارع المغربية منذ ظهور حركة 20 فبراير, لكن بعد تعيين الأستاذ عبد الإله بنكيران تم ترقيتهم ليتقلدوا مناصب عليا وصاروا يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة.

إنها سنة 2012 التي تربع على عرش حكومتها زعيم العدالة والتنمية, وهذه الاغتيالات لم تأت عن طريق الصدفة, بل هي رسالة جامدة لوزراء العدالة والتنمية حتى لا تخنهم الذاكرة ويخرجوا عن العادة ويمتطوا القطار ويتقربوا من المواطن... إنها سياسة أنا وبعدي الطوفان.

بقلم: فريد بوكاس (صحفي وسياسي معارض بالمهجر)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق