الجمعة، 1 يونيو 2012

قنبلة الحكم ضد مبارك في مقتل المتظاهرين تنفجر اليوم.. وقضية جديدة ضد علاء وجمال




أبرز ما في صحف مصر أمس الخميس كان عن حملات تخويف الناخبين من شفيق وإمكانية إعادته نظام مبارك ـ آسف ـ المخلوع ـ والتساؤل عن مصيره إذا تولى الرئاسة، ثم صدور حكم المحكمة الدستورية العليا بدستورية قانون العزل السياسي عن مجلس الشعب، وقد عبر عن هذه الحالة زميلنا الرسام إسلام، في 'الأهرام المسائي' أمس، برسم عن صديقين، قال أحدهما للآخر: - زهقان، قولي نكتة. فقال له - قانون العزل السياسي.
فانتابته ضحكة هستيرية، وقال: - ها، ها، هاي، مش قادر هاموت م الضحك.
واليوم - الجمعة - ستتم مليونية في ميدان التحرير لرفض نتيجة الانتخابات، وانتهاء حالة الطوارىء وعدم تقدم الحكومة بطلب لاستمرارها مدة أخرى، وقرار النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، إحالة تسعة متهمين في قضية التلاعب في البورصة في عملية بيع أسهم البنك الوطني الى محكمة الجنايات، وهم علاء وجمال مبارك وأيمن احمد فتحي وأحمد فتحي، وياسر الملواني وأحمد نعيم بدر وحسن هيكل وعمرو محمد علي القاضي، وحسين لطفي صبحي، وقد نفت شركة هيرمس وجود أي تلاعب في عملية البيع.
وإلى بعض مما عندنا:

اتصالات محمومة
للتحالف بين الاحزاب

ونبدأ بـالاتصالات المحمومة التي تتم بين عشرات من القوى والأحزاب السياسية وبين كل من حملتي محمد مرسي وأحمد شفيق، وتسابق الاثنين في الإعلان عن قبول معظم التعهدات المطلوبة منهما، ومنها قبول شفيق التعهد في حالة انتخابه، أن لا يصدر أي عفو عن مبارك، عن الحكم الذي سيصدر ضده غدا - السبت - سواء بالإعدام أو السجن، ونقله الى سجن طرة إذا كان بالحبس، بينما اجتمع حمدين صباحي مع عبدالمنعم أبو الفتوح، ومع باقي المرشحين الآخرين، هشام بسطويسي وخالد علي وأبو العز الحريري ، وبدأت بوادر اتفاق على تجميع كل قوى الثورة، لخوض انتخابات المجالس المحلية، ورفض الإعلان عن تأييد أي من المرشحين، وترك الأمر لأنصارهم، وهو ما أغضب زميلنا الإخواني محمد جمال عرفة المشرف على القسم الخارجي بجريدة 'الحرية والعدالة'، ودفعه للقول: 'هذه المواقف جعلت صباحي وأبو الفتوح يخسران مرتين، مرة في الانتخابات الرئاسية، ومرة ثانية أمام الشعب الخائف من عودة رموز النظام السابق الذي كان يتصدر. ان كل مرشحي الثورة الخاسرين سيمدون ايديهم للمرشح الوحيد الفائز من رموز الثورة، الدكتور مرسي، ويقفون جميعا ضد فلول الحزب الوطني الذي بعث من جديد، وبدأ يوزع علنا، دعاية لأحمد شفيق في السويس وعدة محافظات، بينما هؤلاء الثوار يؤكدون انهم لن يدعموا مرشح الثورة'.

شكوك عميقة
في نوايا الإخوان ومحمد مرسي

كما ان أحد الإخوان البارزين وهو الدكتور عبدالحي الفرماوي، الذي أدرك ان هناك شكوكاً عميقة لدى الكثيرين في نوايا الإخوان ومحمد مرسي ولذلك اقترح عليه في نفس العدد، التعهد بالآتي: 'الأستاذ حمدين صباحي نائباً لرئيس الجمهورية، والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رئيساً للحكومة، والأستاذ عمرو موسى وزيرا للخارجية، وثلاثة وزراء من الأحزاب المختلفة وثلاثة وزراء من الإخوة الأقباط وثلاثة وزراء من النساء، وثلاثة وزراء من شباب الثورة.
وقد ترفض بعض هذه الأسماء أن تشارك معكم في حمل هذه المسؤولية الكبيرة، وفي هذه الحالة تكونون قد أعذرتم الى الله وصدقتم مع شعبكم، ولكم الكثير من غيرهم الذين يقبل هذه المهام بديلا لمن رفض التعاون معكم وتكونون كذلك قد قطعتم الطريق على الفلول وإفسادهم للبلاد وإذلالهم للعباد وعودتهم لنهب الخيرات والظلم والطغيان'.

الخيار بين الإخوان
والحزب الوطني

والى معركة الرئاسة التي انتهت جولتها الأولى وستبدأ الثانية والحاسمة في السادس عشر والسابع عشر من حزيران/ يونيو بين الإخواني محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة والمستقل أحمد شفيق الشهير بـ'شفيق يا راجل'، والملفت هنا أن تعبير شفيق يا راجل الذي أطلقه الفنان محمد نجم في مسرحية 'عش المجانين' كان يستخدم في البداية للسخرية من أحمد شفيق، أصبح بعض أنصاره يستخدمونه للدعاية له، وأدت المعركة إلى انقسامات شديدة داخل كل أسرة مصرية، بعد أن أصبح الجميع طرفاً في المعارك، وسنبدأ أولاً بردود أفعال الجميلات، ففي 'أخبار' الثلاثاء، قالت زميلتنا أماني ضرغام: 'يتساءل البعض، هل كتب علينا دوما أن نقع في خيار بين الإخوان والحزب الوطني، هذا السؤال أصاب بعضنا بالاكتئاب، لكني أقول لهم، بالعكس، لقد خرجنا من الانتخابات بمكسب هام جدا، فالحياة الحزبية في مصر التي كانت حبراً على ورق سنوات طويلة، أتوقع أن يبث فيها الروح من جديد فنجد حزباً ناصرياً اشتراكياً قوياً يقوده حمدين صباحي ومعه خمسة ملايين عضو مؤسس، وحزباً وسطياً معتدلا يقوده د. أبو الفتوح ومعه أربعة ملايين عضو مؤسس، وحزبا ليبراليا وسطياً يقوده عمرو موسى ومعه قرابة ثلاثة ملايين عضو مؤسس بالإضافة إلى حزب الدستور للدكتور البرادعي والذي أتوقع أن يصل عدد مؤسسيه إلى ملايين أخرى وبذلك نكون قد حققنا في هذه الانتخابات ما لم يتحقق طوال تاريخ مصر السياسي وهو وجود أحزاب قوية ذات أسس واضحة ومشاركة قوية وساعتها بس نقدر نقول ان هناك قوى سياسية في مصر وليست جماعات مصالح'.

حمدين صباحي
تحول إلى ظاهرة شعبية

وفي الحقيقة فقد خلطت زميلتنا الجميلة بين المؤسسين لأي حزب وأعضائه، وبين جماهيره المؤيدة.. وإلى جميلة أخرى في 'الأخبار' هي زميلتنا ميرفت شعيب وقولها:
'
أفرزت الانتخابات الرئاسية زعيما للثورة يستحق أن نلتف حوله، هو حمدين صباحي الذي تحول إلى ظاهرة شعبية مع الصعود السريع لنجمه في الشهر الأخير قبل الانتخابات، فحمدين صباحي لم يملك المال لينفق على حملته الدعائية في الوقت الذي أنفق منافسوه عشرات الملايين من الجنيهات مجهولة المصدر دون أن تحاسبهم اللجنة العليا للانتخابات، واستخدموا سلاح المال السياسي واشتروا أصوات الفقراء، بينما حصل حمدين صباحي على حب المصريين وثقتهم بدون مقابل، فقط لأنهم رأوا فيه الأمل ولمسوا حبه للفقراء ورغبته في خدمتهم، وعندما أعلن أنه سيوقف تصدير الغاز لإسرائيل راحت صحفهم تحذر من فوزه لأنه يملك مشروعاً سيقفز بمصر إلى مصاف الدول العظمى واعتبرته عدواً لإسرائيل، ويا له من شرف أن يعتبرك العدو خطرا عليهم لأنك تملك خطة للنهوض ببلدك'.

انه كوب حنظل وحنشربه

وثالث جميلات 'الأخبار' هي زميلتنا مديحة عزب وقولها وهي متأففة جدا من المرشحين الاثنين في الإعادة: 'نعزي أنفسنا قائلين انه كوب حنظل وحنشربه واهي أربع سنوات ويغوروا حنستحملهم بالطول أو بالعرض وربنا يصبرنا على ما بلانا، بس نفسي ما نبقاش اضحوكة العالم الذي بهرناه عندما قمنا بالثورة للإطاحة بالنظام السابق، ثم عندما أردنا أن نبهره مرة ثانية أعدنا النظام السابق بكل إرادتنا، أما مبارك ده راجل اهبل بصحيح، كان ليه بيزور الانتخابات، ما هي الناس فل أهو'.
ترك كل القوى
تتناحر في الانتخابات

أما رابع جميلات 'الأخبار' في نفس العدد فكانت زميلتنا نهاد عرفة التي قالت لمديحة: 'المناورات السياسية تستخدمها الجيوش دائماً خلال الحروب لبث الفرقة والنزاع داخل صفوف العدو، المجلس العسكري لم يرد لمصر أن تكون مثل ليبيا أو سورية وان كان الهدف واحد، وهو القضاء على الثورة وعودة النظام المباركي، ترك كل القوى تتناحر في الانتخابات، وعمل على تجميع الصفوف في الخفاء حول الفريق شفيق، وهي اللعبة التي ساهم فيها جهاز الأمن وأعضاء الحزب الوطني المنحل ورجال الأعمال ذوو المصالح، كل يعمل بكل ما أوتي له من قوة ومال من أجل البقاء وبمساعدة لجان تعمل بقوة مشكلة من بعض الإعلاميين والصحافيين ورؤساء التحرير السابقين الذين كانوا يعملون في بلاط الرئيس المخلوع أملاً في استعادة أمجادهم المفقودة'.

شفيق ومرسي: اثنان احلاهما مر!

ونظل نرحب بالجمال وهو يتحدث في السياسة ففي نفس اليوم - الثلاثاء - قالت زميلتنا في 'المصري اليوم' نشوى الحوفي ساخرة من مرسي وشفيق: 'وجدتني أمام اثنين من المرشحين للرئاسة أحدهما كان جزءاً من نظام سابق ويواجه تهم الفساد وسجلت لجان مراقبة الانتخابات قيام أنصاره بدفع رشاوى انتخابية لحث المواطنين على منحه أصواتهم، أما الأخ المجاهد المرشح الآخر، فهو متهم ايضا بالفساد الانتخابي، عيني عينك، حيث ثبت منحه أيضاً رشاوى عينية من زيت وسكر وخلافه، ومادية من عينة مائة جنيه لمن يمنحه صوته أيضاً في الانتخابات، كلاهما فاسد، ولكن الفارق الوحيد أن احدهما يحدثني كبشر فلا يقنعني، والآخر يبرر فساده بعبارات دينية على طريقة قال الله وقال الرسول، فيثير حفيظتي، هكذا أرى الاثنين يا سادة، تنتون وتنتن وببعض الهدوء أفند معكم ما يتردد من أن شفيق كان على علم بموقعة الجمل وتركها تحدث على مدار خمس عشرة ساعة ليستشهد فيها أكثر من ثلاثين مواطنا، فأؤكد هذا الكلام، لا عن تحليل، بل عن شهادة متابع، ولكن إذا كان شفيق قد صمت على مقتل هؤلاء في موقعة واحدة، فقد صمت الآخ المجاهد محروس على مقتل ما لا يقل عن مائتي مواطن في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء حينما أعلنت جماعة الإخوان امتناعها عن مساندة الثائرين في الشوارع، وتزداد دهشتي مع من يروجون المقولة أن ترشيح شفيق يعني سرقة الثورة، يالهو بالي.
ألم يسرق الإخوان الثورة حين جلس الكتاتني ومرسي مع عمر سليمان قبل تنحي مبارك، واتفقوا على الانسحاب من الميدان وترك مبارك، يكمل مدته، ألم تسرق الثورة حين روج الإخوان للاستفتاء مع المجلس العسكري وقالها دكتور عصام العريان بالنص، من سيرفض الاستفتاء فهو يدعم إسرائيل.
أما مقولة أن فوز شفيق يعني عودة النظام القديم وأنه من السهل زحزحة الإخوان عن الحكم بعد أربع سنوات لو ثبت فشلهم فتلك أكذوبة'.

الشاطرة تغزل برجل حمار

وآخر الجميلات من 'المصري اليوم' في نفس العدد هي الاستاذة بكلية الطب بجامعة القاهرة الدكتورة غادة شريف، فقالت: 'في رأيي المتواضع أرى أن حمدين صباحي هو الرئيس الفعلي للبلاد، عندك واحد انتخبه البعض من منطلق السمع والطاعة، والبعض من منطلق فقر وجوع بعد أن تسلموا زجاجات الزيت واللحمة، وربما الأموال، إذن هؤلاء لا يملكون إرادة حرة، أما الثاني فقد انتخبه معسكر قديم كان يجب حرمانه من حق التصويت حتى تسير الأمور في اتجاهها الصحيح، كما انتخبه جزء لم يعجبه النظام السابق لكنه زهق من الدوشة وخايف من بكرة، وهو في هذا معذور، في النهاية، الطائعون والجائعون والخائفون لا يخضعون للمنطق، إذن من المرشح الوحيد الذي تم انتخابه بإرادة حرة ليست جائعة ولا مغيبة بالسمع والطاعة ولا لها سوابق؟ انه حمدين صباحي الذي رغم قلة موارده اثبت أن الشاطرة تغزل برجل حمار لكننا للأسف لا نستطيع أن نمنع الفئات المغلوبة على أمرها طاعة أو فقرا من التصويت، لأننا للأسف لدينا حق ديمقراطي وهو ممارسة الحقوق السياسية، لكننا نستخدمه بشكل غير ديمقراطي'.

الخطاب المفزع بتقسيم المواطنين

وقبل أن اتجه للجنس الخشن سمعت يوم الأربعاء في 'الوطن'، صوتا شجياً ناعماً اكتشفت انه لزميلتنا الإعلامية الكبيرة فريدة الشوباشي وهي تشدو كالعصفورة: 'ان أكثر ما يخيف الآن هو الخطاب المفزع بتقسيم المواطنين بين مسلم جدا ومسلم نص نص وآخر ليبرالي كافر، وبين مسلم وقبطي، في خطوة مثقلة بالمخاطر بين المذهبين الكبيرين في الإسلام، بين سنة وشيعة تمهيداً لخوض حرب ليست حربنا، ولأن ملايين المصريين قد فطنوا إلى فساد هذا الخطاب وما يخفيه من نوايا شريرة بتفتيت الوطن، فقد صوتوا لحمدين صباحي لأنه واحد مننا عانى من أمراضنا ويحمل في صدره همومنا وهذا يعني أن هذه الملايين لن تتخلى عن الحلم بمصر عظيمة وقائدة، فالادعاءات والافتراءات تسقط بالتوالي مثل سخافة مقولة أن الأقباط صوتوا للفريق شفيق، والأكيد أن كثيرين وأنا منهم يرون أن انتخاب الفريق شفيق يعني إمكانية تغييره بعد أربع سنوات، أما المرشح، المنحة الإلهية فهو سيشهر في وجهي أن معارضته تعني إثماً قد يستوجب ربما الإعدام لأنني بذلك قد أوصف بأنني أعارض شرع الله'.
وكان بودي أن أظل مع الجميلات فقط حتى ينتهي تقرير اليوم بهن، لكن فريدة دفعتنا بكلامها عن زميلنا وصديقنا حمدين صباحي، إلى هذه الظاهرة التي لمعت في سماء مصر، وأصبحت موضع اهتمام ودراسة الكثيرين، ولذلك سنتوقف عندها قليلاً.

ظاهرة حمدين تحل ألغازا كثيرة

في صحيفة 'اليوم السابع' اليومية المستقلة قال زميلنا وائل السمري يوم الاثنين: 'التفاف الناس حول حمدين صباحي الآن يحل ألغازا كثيرة، في الشخصية المصرية التي كانت تهتف بسقوط حكم العسكر، وفي ذات الوقت ترفع صور جمال عبدالناصر الذي أسس حكم العسكر في مصر، لكن عبدالناصر هنا في المظاهرات والمسيرات يختلف عن عبدالناصر الذي نعرفه في كتب التاريخ، فالناس تريد ناصر، الرمز والحلم والكبرياء، لا ناصر الكبت والقهر والاعتقال، وهما وجهان للتجربة المصرية لا يقدر أحد على أن يتجاهلهما حتى أعاد المصريون اكتشاف حمدين صباحي فأعاد الى الأذهان صورة ناصر الأولى، ووسط هذه المعركة تكشف الواقع عن بذور مدرسة وطنية جديدة وجدت خطابها وأسست لنفسها شرعية شعبية كبيرة معتمدة على المدارس النهضوية الفارقة في تاريخ مصر سواء تلك التي أنشأها محمد علي، أو أسسها جمال عبدالناصر، مدرسة تعلي من قيمة الوطن واستقلال قراره، وتنتمي الى فقرائه وفلاحيه وعماله ولا تحرم المواطنين من التطلع للغد ولا تقف حائلا امام طموحات رجال الأعمال بشرط ألا تكون ظالمة، مدرسة تعتز بجيش مصر الوطني ولا تجعله تحولاً ينهش الأخضر واليابس، ولا كياناً مترهلاً متخاذلاً ضعيفاً، يتكلم عن السلام أكثر مما يتكلم عن قدراته، وتطوير معداته وقدرات أبنائه، مدرسة تعرف أن مصر مصرية ولها من الأحقية ما يجعلها قائدة للجميع وليست تابعة لأصاغر العالم أو أكابره، وتليق بثورة يناير التي نهش المنتفعون لحمها وطحنوا عظامها'.

ثنائية نظام
مبارك والإخوان

ونظل مع ظاهرة حمدين التي قال عنها في نفس اليوم في 'التحرير' زميلنا وصديقنا وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي - ناصري - 'ثنائية نظام مبارك والإخوان التي بقينا نكابد الأسر في سجنها لمدة عقدين كاملين من الزمان واستخدمت عمداً من الطرفين كذريعة لتعطيل كل إمكانية للتطور والتحرر والخلاص، هذه الثنائية تعود من جديد وكأن لا ثورة قامت ولا دنيا تغيرت ولا شهداء سقطوا ولا دماء طاهرة سالت وتدفقت في الشوارع، ولا انطفأ نور البصر في عيون أجمل شبابنا، غير أن هذا الانطباع ربما يتغير بنسبة كبيرة إذا ما غادرنا منطقة الصدمة، وأمعنا النظر في كل تفاصيل المشهد الدرامي الحالي، انها المعجزة التي حققها مرشح الثورة حمدين صباحي عندما غلب صدقه وإخلاصه لأهداف الثورة، وكفاءته في التعبير عنها، رغم فقر ورثاثة الإمكانية المادية والدعائية التي تيسرت له، واستطاع ببراعة ان يستنهض همة نحو خمسة ملايين ناخب ينتمون الى شرائح وطبقات اجتماعية مختلفة ومتنوعة، التقطوا بوعيهم وبصيرتهم وحسهم المرهف أنه الأجدر والأصلح أن يكون عنوانا لثورة فجروها وحلموا أن تصنع وطنا ومجتمعا جديدين، لكن لصوصا وخطافين كثرا تكالبوا عليها وحاولوا النفاذ إلى روحها من ثغره أنها ثورة ولدت وحاولت أن تعيش بغير عنوان، باختصار، لقد أضحى صباحي رمزاً منتخباً ومعززاً بشرعية الاختيار الحر للناس وعنوانا للطريق الثالث، طريق الثورة، طريق الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية'.
أيضاً قال مدير عام 'التحرير' وعضو مجلس نقابة الصحافيين زميلنا وصديقنا كارم محمود - ناصري - 'اعجبني حمدين عندما رفض بشدة وحسم أن يكون الرجل الثاني بعد أي أحد - سواء مرشح الإخوان المسلمين أو آخر رؤساء الوزارة في عهد مبارك'.

أحمد شفيق والمشهد الأخير
في محاكمة مبارك

ومن ظاهرة حمدين إلى أحمد شفيق الذي توعده زميلنا وصديقنا بـ'الأهرام' أشرف العشري يوم الثلاثاء بالقول عنه: 'من سوء الطالع لشفيق أن أتون المعركة الانتخابية ستتزامن مع المشهد الأخير في محاكمة مبارك المخلوع السبت المقبل،حيث العيون والحناجر شاخصة في انتظار كلمة الفصل من القاضي أحمد رفعت، لن يرضى الجميع بغير الإعدام على المخلوع ووزير داخليته العادلي الديكتاتور القاتل وكل فريق النهب والفساد المنظم، عزمي وسرور وصفوت وعز حتى لو تأجلت محاكمتهم لمزيد من الوقت المستقطع، لن ينفهم شفيق إذا وصل، عليه أن يتبرأ منهم من اليوم ويغسل يديه من عار صداقتهم والعمل معهم يوما ما، علة الرجل الوحيدة انه صافح وعمل وجلس مع هؤلاء اللصوص من فريق مبارك، ولذا ستكون مهمته في الوصول الى قصر العروبة صعبة ان لم تكن مستحيلة'.

قدرة شفيق على عبور هذه المرحلة الصعبة

لا، لا، هذا كلام لم يقنع زميلنا بـ'الأخبار' أحمد جلال ولذلك قال في اليوم التالي - الأربعاء - 'وصول الفريق شفيق لمرحلة الإعادة في انتخابات الرئاسة لم يكن مفاجأة، فما حققه كان أمراً منطقياً وشيئاً طبيعياً لأن عددا كبيرا من المصريين على قناعة كاملة بقدرة شفيق على عبور هذه المرحلة الصعبة، كما ان قطاعات كبيرة من الشعب على يقين أن فوز محمد مرسي مرشح الإخوان ربما هو الذي سيكون إعادة انتاج النظام السابق لأن كل السلطات ستكون في يد الإخوان المسلمين مثلما كانت مع الحزب الوطني'.

شفيق كان في خدمة الدولة وليس النظام

كما لقي شفيق في نفس العدد دعماً قوياً من الكاتب والسياسي الدكتور علي السمان بقوله عنه: 'كان حاسماً في الرد على الاتهامات الظالمة بأنه رجل النظام السابق. وأوضح انه كان في خدمة الدولة وليس النظام، وذكرني ذلك انه كان من أبطال أكتوبر الذي خطط ونفذ لتحرير الأرض، وأنه أيضاً جعل من منظومة الطيران المدني نموذجاً أمام العالم فشهد له الخبراء بأنه أفضل من مطار شارل ديغول، أما حين يقول انه لم يكن جزءا من النظام السابق فكلنا يعلم انه لم يكن عضوا في الحزب الوطني ولا في لجنة السياسات ولا في المناورات التي هدفت الى تحقيق مشروع التوريث وهذا هو اختيار رجل الدولة، وتأكيد شفيق على إعادة حق شباب الثورة إليهم بعد ان سرقت منهم بأن يكونوا - في فهمي - شركاء في بناء مصر الغد'.

شفيق يغازل الفضائيات

ونظل مع شفيق الذي قال عنه زميلنا وصديقنا بـ'اللواء الإسلامي'، حازم عبده وعن اقتراح تنازل مرسي لحمدين: 'لا أستطيع أن أفهم ذلك إلا بأن نافعة وحمزاوي يريدان تهيئة الفرصة لشفيق الذي غازل فضائيات الحزب الوطني والقبائل التي فقدت مقاعدها في البرلمان لطول فسادها ومصاهرتها للحزب الوطني بحل البرلمان وإعادة المقاعد لمشتريها السابقين، ان من يريد شفيق رئيساً يشبه ذلك الرجل الذي ضاق بحماته وزوجته ولم يجد سبيلاً للإصلاح فطلقها وتزوج شقيقتها، ومع ذلك فإنني سأحترم نتائج الصندوق'.

هجوم على حسن نافعة وعمرو حمزاوي

وإلى 'الحرية والعدالة' يوم الأربعاء، وصاحبنا الإخواني حمزة زوبع، وهجومه على كل من الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والدكتور عمرو حمزاوي عضو مجلس الشعب بسبب اقتراحهما بتنازل محمد مرسي لحمدين صباحي، فقال حمزة: 'ان يخرج استاذ جامعي يوصف بكونه مفكرا سياسيا ثم يتلوه نائب في البرلمان عمل لسنوات كباحث سياسي في الأوضاع السياسية المصرية والعربية ان يخرجا علينا مطالبين الفائز الأول في الانتخابات الرئاسية وهو الدكتور محمد مرسي بالتنازل لصالح المرشح الثالث فهذا لا يمكن وصفه إلا بكلمة واحدة، هي، عيب، وعيب كبير قوي خصوصاً حين تخرج من اثنين بمكانتكما.
هل قرأتم في التاريخ السياسي المعاصر وغير المعاصر مثل هذه الشطحات السياسية! كنت أتصور ان يقف الثوار والوطنيون الأحرار موقفاً يليق بما دأبوا على ترديده عبر الفضائيات، وفي أعمدتهم اليومية عن احترام إرادة الشعب وخياراته، ولكن للأسف يبدو ان ما يكتب شيء وما يفعل شيء آخر، ما الفرق بين ما يقوله أنصار شفيق والإخوان الكريمان! لا فرق تقريبا، فأنصار شفيق يرون أن مرسي لا يستحق الرئاسة، والإخوان الكريمان يقولان الشيء نفسه وان كان بكلمات مختلفة وبصياغة مختلفة، لو أنهما اشترطا على الإخوان ومرشحهم شرطا أو شروطا ولو كانت معجزة لكان خيراً لهما، وأفضل، ولكن أن يتنكرا لإرادة الشعب ويلبسا ثوب الوعظ والإرشاد على جثة صندوق الانتخابات فهذا أمر غير مفهوم، فلماذا كانت الانتخابات إذن؟ من تعاقبون يا سادة؟ هل تعاقبون الإخوان؟ إذن أنتم مثل النظام السابق الذي دأب على معاقبتهم وإيذائهم، هل تعاقبون الشعب، إذن أنتم ايضا تفعلون فعلة النظام السابق، فقد كان يصوت الشعب للمعارضة وتحسب النتائج للحزب البائد، عيب قوي، وكفاية كده'.

لا تخافوا الدكتور مرسي

أما زميلنا وصديقنا الإخواني العزيز، صلاح عبدالمقصود، فأخذ يطمئن الجميع في مصر من ناحية مرسي، وانتهى إلى القول على طريقة أخ كريم، وابن جماعة من الكرام: 'أقول لكل المصريين الشرفاء والأوفياء لوطنهم، لا تخافوا الدكتور مرسي، لأنه باختصار شديد يخاف الله'.
وبعد هذه الجولة وجدت نفسي على وشك أن أقول عن مرسي وشفيق، حادي بادي، ما اخدش إلا دي، وقبل أن أضع يدي فوجئت بمن يمسك بها، وكان زميلي وصديقي العزيز حمدي رزق، رئيس تحرير مجلة 'المصور'، الذي قال ان حادي بادي لا تجوز شرعا، على مرسي وشفيق، وإنما على قوله عنهما: 'فلينسحبا معا، يريحان ويستريحان، يريحان أعصاب شعب انهكته الخطوب ودقت على رأسه الطبول، وتناوبته الأعاصير، وتداعت عليه الأمم تداعي الاكلة الى قصعتها ليس عن قلة ولكن غثاء كغثاء السيل، فلينسحبا برب هذا البيت الذي أطعمنا من جوع وأمننا من خوف نحن أسرى خوف عظيم وخشية متصلة قلق عارم صدورنا صارت ضيقة حرجة كأنما تصعد للسماء، فلينسحبا معاً، نريدها مصرية، لا عسكرية ولا دينية لا نريد دولة الجنرال العائد من غيابات الجيب المباركي، يبارك ثورتنا، ويمدها بمدد من عنده، لا نريد دولة المرشد الذي يحكمنا بالسمع والطاعة، لا سمعاً ولا طاعة لمن يريد أن يحكمنا بالمقدس، لا قداسة لبشر، لا ولاية لفقيه لا سمعاً ولا طاعة لمرشد، مصر دولة وشعب وحضارة، مصر ليست جماعة لن يحكمها تنظيم، مصر أكبر من حزب وطائفة، مصر هي مصر لو تعلمون'.
ثم طلب مني حمدي ان أغمض عيني وأنام حتى موعد التقرير القادم، وبلاش حادي بادي. أخ، أخ، أخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق