السبت، 16 فبراير 2013

سوريا :خطف اكثر من مئة مدني في شمال غرب سورية

  معارضة تضع شروطا للحوار مع الأسد... وخطف متبادل لمدنيين بـ'طابع طائفي'
اشتباكات وتحضير لهجوم متبادل في محيط مطاري حلب والنيرب... والأمم المتحدة: 40 الفا فروا من القتال العنيف


خطف اكثر من مئة مدني في شمال غرب سورية في عمليات يخشى ان تكون ذات طابع طائفي، في حين تبادل القوات النظامية والمقاتلون المعارضون الجمعة القصف في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري (شمال) تمهيدا لشن هجوم متبادل.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مجموعات مسلحة موالية لنظام الرئيس بشار الاسد خطفت ليل الخميس سبعين رجلا وامرأة متوجهين على متن اربع حافلات صغيرة الى مدينة ادلب (شمال غرب)، مشيرا الى ان الحادث وقع قرب حاجز للقوات النظامية.
واوضح المرصد ان الخاطفين قدموا من قريتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، بينما يتحدر معظم المخطوفين من قرى سراقب وسرمين وبنش السنية، بحسب المرصد.
واتت العملية بعد ساعات من قيام مجموعة مسلحة بخطف اربعين مدنيا على الاقل غالبيتهم من النساء والاطفال، وهم شيعة من الفوعة وكفريا، كانوا على متن حافلة في طريقهم الى دمشق.
وتخوف المرصد من ان تكون عمليات الخطف هذه 'ذات طابع طائفي'، في بلد متنوع التركيبة الدينية. وتتألف سورية البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، من غالبية سنية، واقليات علوية (التي ينتمي اليها الرئيس الاسد) ومسيحية ودرزية.وسبق للامم المتحدة ان حذرت من ان النزاع المستمر منذ 23 شهرا واودى بنحو 70 الف شخص، بات 'طائفيا بشكل واضح'.
وقال عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض الجمعة إن الائتلاف مستعد للتفاوض على رحيل الرئيس بشار الاسد مع أي من أعضاء حكومته الذين لم يشاركوا في الحملة الصارمة ضد الانتفاضة.
وكان معاذ الخطيب رئيس الائتلاف قد أطلق المبادرة بشروط عامة الشهر الماضي دون التشاور مع الائتلاف وهو ما فاجأ أعضاء الائتلاف السبعين. وانتقدت كتلة قوية داخل الائتلاف يهيمن عليها الاخوان المسلمون -الجماعة المنظمة الوحيدة في صفوف المعارضة السياسية- المبادرة واعتبروها اضرارا بالثورة.
ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية السوري وليد المعلم محادثات هذا الشهر في موسكو أحد أهم حلفاء سورية في الخارج. وتأمل الحكومة الروسية ان يزورها الخطيب قريبا في محاولة لتحقيق انفراجة في الصراع الدائر منذ عامين تقريبا الذي تقدر الأمم المتحدة أنه حصد أرواح نحو 70 ألفا.
وقالت مصادر في المعارضة إن من شأن تأييد الائتلاف رسميا لمبادرة الخطيب أن يمنحها ثقلا أكبر على الساحة الدولية ويقوض حجة أنصار الأسد بان المعارضة منقسمة بصورة لا يمكن معها النظر اليها كطرف جاد.
وبعد اجتماع عقد في القاهرة الليلة الماضية لأعضاء المكتب السياسي للائتلاف المكون من 12 عضوا قال وليد البني عضو المكتب إن المكتب وافق على مبادرة الخطيب لكنه وضع خطوطا عريضة لمحادثات السلام ستطرح للموافقة عليها من جانب أعضاء الائتلاف بكامل اعضائه يوم الخميس. وقال عضو آخر في الائتلاف إن اجتماع الائتلاف بكامل أعضائه سيحاول احياء خطط لتشكيل حكومة مؤقتة وهي الخطط التي قوضتها انقسامات داخل صفوف الائتلاف.
وقال البني وهو واحد من بضعة ليبراليين داخل الائتلاف الذي يهيمن عليه الاسلاميون لرويترز إن الأسد وحلفاءه في الجيش والمخابرات لا يمكن أن يكونوا جزءا من المفاوضات.
وقال من القاهرة 'نرغب في التفاوض مع أي مسؤول مدني بشأن ازاحة بشار وانهاء الاستبداد.'
وأضاف 'بشار وزمرته لن يكونوا طرفا في أي محادثات ولن نعتبر الموجودين من جانب الحكومة ممثلين عنه.'
وتابع أن أعضاء حزب البعث الذي يتزعمه الأسد والذي يحكم سورية منذ انقلاب عام 1963 يمكن ان يشاركوا في المحادثات المقترحة إذا كانت 'أيديهم نظيفة من الدماء'.
وقال البني إن اجتماع الليلة الماضية بحث سبل التعامل مع ايران وروسيا وهما الحليفان الرئيسيان للأسد بعد أن اجتمع الخطيب مع وزيري خارجية البلدين في ميونيخ هذا الشهر.
وردا على سؤال عن شائعات بأن الخطيب قد يلتقي المعلم في موسكو قال البني إنه لم يتحدد موعد لزيارة الخطيب وانه لا يعلم أي شيء عن اجتماع محتمل مع وزير الخارجية السوري.
وأعلن الخطيب أنه على استعدادا لاجراء محادثات مع ممثلين عن الأسد في المناطق التي تهيمن عليها المعارضة في شمال سورية في مسعى لوضع نهاية للصراع.
وفي أول رد فعل مباشر من الحكومة أبدى علي حيدر وزير 'المصالحة الوطنية' هذا الأسبوع رغبته في السفر للخارج للقاء الخطيب الذي يقيم في القاهرة.
لكنه قال إن السلطات ترفض أي حوار يهدف إلى تسليم السلطة من طرف لآخر وتصر على أنه يجب اجراء المفاوضات الرسمية على أرض سورية.
وكانت السلطات السورية قالت فيما سبق إنها ستجري محادثات مع رموز 'المعارضة الوطنية' الذين لم ينضموا لصفوف التمرد المسلح. لكن معظم شخصيات المعارضة غادروا البلاد منذ اعتقال عبد العزيز الخير وهو من دعاة الحوار ووقف العنف العام الماضي.
ويرأس الخطيب الائتلاف الوطني السوري منذ تشكيله في ديسمبر كانون الأول في قطر بدعم غربي وخليجي. وعمل على تكوين روابط مع مختلف الشخصيات الدينية والمدنية داخل سورية. و قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الجمعة إن ما يقدر بنحو 40 الفا فروا من بلدة بشرق سورية شهدت قتالا عنيفا على مدى ثلاثة ايام بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.
وقالت جماعة تراقب أعمال العنف لرويترز إن مقاتلي المعارضة سيطروا على الشدادة في شرق سورية المنتج للنفط الخميس بعد الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 30 منهم و100 من جنود القوات السورية النظامية.
وقالت اليزابيث بيرس المتحدثة باسم برنامج الأغذية للصحفيين في جنيف اليوم 'زار فريق من برنامج الأغذية العالمي المنطقة وقدر أن نحو 40 الف شخص فروا من الشدادة الى مدينة الحسكة.'
وأوضحت أن شمال شرق سورية عانى من الجفاف على مدى اربع سنوات قبل اندلاع الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الاسد منذ نحو عامين مما أدى الى ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال.
وأضافت 'القتال والنزوح لا يؤديان الا لتفاقم بؤس هؤلاء الناس' مشيرة الى أن البرنامج أرسل حصصا غذائية إضافية للمنطقة هذا الأسبوع.
وبعد السيطرة على الشدادة يزداد مقاتلو المعارضة قربا من الحسكة عاصمة محافظة الحسكة على بعد 45 كيلومترا الى الشمال.
وينضم النازحون الجدد الى ما يقدر بنحو 2.5 مليون شخص نزحوا داخل سورية يعيش أغلبهم في ظروف سيئة في مدارس ومبان عامة تحولت الى ملاجيء وفقا لارقام الأمم المتحدة.
الى ذلك تدور اشتباكات متقطعة وقصف متبادل الجمعة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في شمال سورية، مع استعداد الطرفين لهجوم متبادل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان القوات النظامية 'تقوم صباح الجمعة بقصف محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، في حين يرد المقاتلون المعارضون بقصف متقطع بصواريخ محلية الصنع على مطار النيرب'.
واوضح ان 'النظام يتحضر لعملية واسعة لاستعادة السيطرة على اللواء 80' المكلف حماية المطارين، والذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الاربعاء بعد اشتباكات 'ادت الى مقتل ما لا يقل عن 150 شخصا من الطرفين، بينهم ضباط كبار من القوات النظامية'.
واشار عبد الرحمن الى ان المقاتلين 'يحاولون السيطرة على مطار النيرب وتدمير مدرجات مطار حلب الدولي التي يستخدمها النظام لاغراض عسكرية'.
ولفت المرصد الى ان اشتباكات تدور كذلك في محيط بلدة تلعرن في ريف مدينة السفيرة في محافظة حلب 'مع رتل من القوات النظامية متجه من حماة (وسط) ويحاول التقدم الى محيط المطارين' المذكورين.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل سبعة اشخاص اليوم هم طفل وستة رجال جراء قصف على مدينة خان شيخون، بحسب المرصد.
كما تدور اشتباكات قرب بلدة حيش وفي محيط معسكري وادي الضيف والحامدية، يرافقها 'قصف من القوات النظامية وتحليق للطيران الحربي في سماء المنطقة' في محاولة لايصال الامدادات الى المعسكرين، بحسب المرصد. ويفرض المقاتلون حصارا على وادي الضيف منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، بعد سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب، ما سمح لهم باعاقة امدادات القوات النظامية. في دمشق، قصفت القوات النظامية حي جوبر (شرق) الذي يضم جيوبا لمجموعات مقاتلة معارضة، مثله مثل بعض الاحياء الجنوبية المتاخمة لريف دمشق. وفي الريف، تعرضت احياء في مدينة حرستا (شمال شرق) للقصف من القوات النظامية التي ارسلت تعزيزات اضافية الى مدينة داريا (جنوب غرب)، والتي تحاول منذ فترة فرض كامل سيطرتها عليها.
وادت اعمال العنف الخميس الى مقتل 155 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف مناطق سورية.
وادى النزاع السوري المستمر منذ 23 شهرا الى مقتل نحو 70 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حي 'كرم الطراب' بمدينة حلب شمالي سورية تعرض للقصف من قبل القوات النظامية الجمعة.
وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه الجمعة، أن انفجارين عنيفين هزا مدينة 'الباب' بريف حلب منتصف ليل الخميس/الجمعة، ولكن لم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وقال المرصد إن مدينة 'خان شيخون' بمحافظة إدلب شمالي سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية لتغطية رتل القوات النظامية المتجه من معسكر للقوات النظامية بجوار المدينة لمعسكري وادي الضيف بريف معرة النعمان.
وأضاف أن بلدة 'بصر الحرير' بريف درعا جنوب سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية فجر اليوم بينما تعرضت بلدتا 'محجة' و'داعل' للقصف من قبل القوات النظامية منتصف ليل الخميس/الجمعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق