السبت، 16 فبراير 2013

ليبيا:زعماء مؤيدون للاستقلال في الشرق يدعون للهدوء


حث زعماء مؤيدون للاستقلال في شرق ليبيا أنصارهم على إلغاء احتجاجات ضد السلطات المركزية خشية أن تؤدي الى نشوب أعمال عنف أثناء احتفال البلاد بالذكرى الثانية لاندلاع الانتفاضة.
وقام عدد من جماعات المعارضة وأصحاب المصالح في بنغازي بالإعداد لمظاهرات حاشدة الجمعة للمطالبة بتعزيز الأمن والاستثمار في المدينة ثاني كبرى المدن في ليبيا وبؤرة الانتفاضة التي اندلعت عام 2011 وأطاحت بالزعيم معمر القذافي.
وقال الناشط زيد الرقاص إن الجميع يحمل سلاحا في بنغازي ولا تزال هناك حالة عامة من الفوضى والارتباك.
وأضاف أنه من مسؤولية النشطاء تقليص حجم الأضرار إلى أقل مستوى ممكن في المدينة ومن ثم فإنهم سيلزمون بيوتهم في 15 شباط (فبراير).
وبينما سيكون يوم الأحد المقبل هو الذكرى السنوية الفعلية لبداية الانتفاضة المناوئة للقذافي ستبدأ الاحتفالات في وقت لاحق اليوم الجمعة إحياء لذكرى اعتقال محام معني بالدفاع عن حقوق الإنسان في بنغازي أشعل فتيل الاضطرابات في البلاد.
ويدعو الكثير من الليبيين خاصة سكان الشرق مواطني البلاد إلى الخروج في الشوارع للتعبير عن استيائهم من عجز الحكومة في طرابلس عن توفير الأمن بنزع سلاح الميليشيات أو التحرك نحو صياغة دستور جديد.
ويمثل الأمن مشكلة خاصة في بنغازي لما تشهده من أعمال العنف ضد الأجانب واغتيال أفراد من الشرطة على يد جماعات إسلامية متشددة بشكل متكرر.
ولطالما كانت بنغازي مركزا للمطالبة بالاستقلال وكانت وراء محاولات سابقة للإطاحة بالقذافي وصارت الآن محور شعور واسع النطاق بأن السلطات الجديدة في طرابلس لا تزال تتجاهل المنطقة الشرقية من البلاد.
وتتمثل القضية الأكثر أهمية بالنسبة لبنغازي هو ما ستحصل عليه من وضع في ليبيا الجديدة وحصتها من إمدادات النفط الليبي التي تبلغ 1.6 مليون برميل يوميا يستخرج معظمها من الشرق.
وقالت الطالبة سامية علي (22 عاما) 'لا نشعر بأن هناك احتفالا حقيقيا في بنغازي'.
وأضاف 'بدأت الثورة هنا ولم تنته بعد. نحتاج إلى إصلاح الكثير من الأمور ولا تصغي طرابلس لاحتياجاتنا خاصة اقتصادنا'.
وفي إطار الإجراءات الأمنية المشددة المقرر اتخاذها مطلع الأسبوع قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إنه سيتم إغلاق الحدود البرية مع تونس ومصر.
وتحيي ليبيا الاحد العيد الثاني لانطلاق الثورة الشعبية التي اسقطت نظام معمر القذافي فيما تثير الدعوات الى التظاهر ضد السلطات الجديدة مخاوف من حصول تجاوزات في بلد يعاني من انعدام الاستقرار.
واطلق عدد من الجماعات الليبية دعوات الى التظاهر من بنغازي مهد الثورة في الشرق الليبي منذ 15 شباط/فبراير، ومن بينهم مؤيدو الفدرالية ومنظمات المجتمع المدني.
ومن المطالب 'نفي مسؤولي النظام السابق' و'اسقاط النظام' الجديد وحل الميليشيات المسلحة المسيطرة في البلاد منذ سقوط حكم القذافي. ويعتبر الثوار السابقون ابطال الثورة الليبية الذين شكلوا ميليشيات لمواجهة لقوات القذافي حتى مقتله في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2011 مسؤولين عن غياب الامن السائد وعقبة امام اعادة بناء الدولة.
وعكس مقتل السفير الامريكي كريس ستيفنز في الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي في 11 ايلول/سبتمبر 2012 التاثير المتزايد لهذه الجماعات المسلحة ولا سيما المجموعات الاسلامية المتشددة.
وصرح المحلل السياسي سليمان ازقيم ان 'الملف الامني هو احد التحديات التي تواجهها البلاد ولا سيما انتشار الاسلحة وفرار الاف السجناء' في اثناء ثورة 2011.
واضاف ان 'السلطات الجديدة وجدت نفسها على الفور امام مطالب اجتماعية تحول دون تطبيق استراتيجيات اقتصادية او امنية على المدى المتوسط او الطويل'.
بالرغم من تنظيم الانتخابات الحرة الاولى في تاريخ البلاد في تموز/يوليو 2012 اعتبر ازقيم ان البلاد 'ما زالت غير ناضجة' على المستوى السياسي بعد ديكتاتورية القذافي التي استمرت اكثر من اربعين عاما وحظر فيها تعدد الاحزاب.
ويعاني البرلمان المختلط الذي انبثق عن تلك الانتخابات من صعوبات في احراز تقدم في ملفات على غرار المصالحة الوطنية وتاسيس عدالة انتقالية وصياغة دستور لتحديد صورة المستقبل السياسي للبلاد.
ولتبرير بطء الاصلاحات تتحدث السلطات عن 'ارث ثقيل' للقذافي يتمثل في بلاد بلا مؤسسات وتهميش الجيش والشرطة فيما يتهم انصار النظام السابق بعرقلة العملية الديموقراطية في ليبيا. واتهمت الحكومة والثوار السابقون انصار القذافي بالسعي الى 'نشر الفوضى' في احتفالات العيد الثاني للثورة وهددوا باستخدام القوة ضد كل من 'يحاول التشويش على الاحتفالات' واعلنوا عن اجراءات صارمة لضمان امن البلاد.
بالتالي اعلنت الحكومة الثلاثاء عن اغلاق الحدد البرية مع تونس ومصر بين 14 و18 شباط/فبراير وتعليق الرحلات الدولية في مطارات البلاد باستثناء مطاري بنغازي وطرابلس.
وقررت ليبيا في اواخر كانون الاول/ديسمبر اغلاق الحدود مع جيرانها الاربعة في الجنوب.
منذ ايام اقيمت نقاط تفتيش على محاور ومداخل طرابلس الرئيسية.
كما نفذت الاجراءات نفسها في بنغازي حيث شكل سكان مجموعات للدفاع الذاتي في احيائهم.
لكن نظرا لحجم الدعوات الى التظاهر ضد السلطات والخشية التي اثارتها بين السكان قرر عدد من منظمات المجتمع المدني ومن بينها انصار الفدرالية في شرق البلاد ارجاء تحركاتها الاحتجاجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق