الجمعة، 22 فبراير 2013

تفجيرات دمشق الجهادية ضد بشار النعجة الروسية الغائفة من شعبها اكثر من خوفها من اسرائيل

 

هزت ثلاثة تفجيرات قلب العاصمة السورية ومداخلها يوم امس اوقعت اكثر من ستين قتيلا والعشرات من الجرحى، غالبيتهم الساحقة من جيش النعجة الاسد  الذين كانوا في طريقهم الى لقتل المواطنين .
هذه التفجيرات احدثت حالة من الرعب والهلع في اوساط الدمشقيين الذين اعتقدوا ان مدينتهم آمنة، او بالاحرى بعيدة عن الصدامات المسلحة، التي تحدث في اطرافها، وباقي المدن السورية والاخرى، خاصة الشمالية الشرقية (دير الزور) والشمالية الغربية (حلب وادلب).
السلطات السورية اتهمت جماعات جهادية قريبة من تنظيم 'القاعدة' بالوقوف خلف هذه التفجيرات، مستندة الى كون منفذيها انتحاريين، ولكن لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنها حتى كتابة هذه السطور.
الائتلاف الوطني السوري الذي يمثل فصائل المعارضة سارع الى اصدار بيان أدان فيه هذا 'العمل الارهابي' ايا كانت الجهة التي تقف خلفه، اي انه نأى بنفسه عن مثل هذه التفجيرات التي اثارت غضب اهالي العاصمة تجاه النظام والمعارضة معا، مثلما ورد على لسان بعضهم في لقاءات مع اجهزة اعلام عربية وعالمية.
النظام السوري سيحاول الاستفادة من هذه التفجيرات، وحالة الغضب والخوف التي احدثتها في اوساط اهالي الضحايا وسكان العاصمة، سواء من خلال دعوة مجلس الامن الدولي للانعقاد لادانة هذه التفجيرات والجهات التي تقف خلفها، او من خلال توجيه اصبع الاتهام الى دول عربية تدعم المعارضة السورية بالمال والسلاح مثلما جاء في البيان الرسمي.
ولكن وصول التفجيرات الى قلب العاصمة يشكل ضربة قوية للنظام ويكشف مدى هشاشة اجراءاته الامنية لتوفير الحماية للعاصمة وسكانها خاصة في مثل هذا الوقت الذي اجمع فيه الكثير من المراسلين الاجانب الذين زاروها في الاسابيع الاخيرة، على تمتعها، اي العاصمة، بحياة طبيعية حيث تعج المطاعم والمقاهي بالرواد في فترات المساء.
اللجوء الى السيارات المفخخة، والعمليات الانتحارية، واستهداف المدنيين، تطور يمكن ان يكون الاخطر في الازمة السورية منذ انطلاق شرارة الثورة الاولى من مدينة درعا قبل عامين. فلا توجد قوة على وجه الارض تستطيع ان تمنع انتحاريا من تفجير سيارته الملغمة بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات.
سورية تنزلق الى مستقبل دموي اكثر من اي وقت مضى، مستقبل عنوانه التفجيرات الارهابية التي تهدف الى القتل والدمار والرعب، للنظام والمواطنين على حد سواء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق