الثلاثاء، 26 فبراير 2013

نحن مع التغيير الايجابي فقط , و الذي ينقل المواطن من حال المحكوم الى حال الحاكم الذي يصنع قراره

 " نحن مع التغيير الايجابي فقط , و الذي ينقل المواطن من حال المحكوم الى حال الحاكم الذي يصنع قراره و يشارك في رأيه ليكون مساهما حقيقيا في رسم مستقبل بلده ... اما إن يكون التغيير ظاهره ايجابيا و باطنه مأساة فهو مما نحذر منه و نخاف منه ... فالموت على يد حاكم ديكتاتوري أرحم بألف مرة من المساهمة في قتل بلد و شعب . "

لا يمكن القول بان التغيير الذي اسقط النظام المصري قد قاد مصر الى فوضى اجتماعية و عرقية و ان بقاءه كان سيضمن إستتاب الامور و استقرارها على غرار المشهد العراقي ... فالتغيير الايجابي من واقع محكوم الى واقع حاكم  ليس بالشيْ السيْ و هو في قمة الوعي الفكري و الاجتماعي , و لكن التغيير من حال لحال لا يكون ايجابيا بالمعنى الحقيقي الا اذا سبقه تخطيط  لماهية المرحلة التالية لما بعد إجراء التغيير .
و عندما يكون التغيير بدون تخطيط مسبق و عفوي الحدوث فان ما ينتج عن التغيير سيكون مؤكداً فوضى و عدم استقرار للمجتمع و لأركان الدولة الوليدة حديثاً ... فالعراقيين و المصريين و التونسيين و أي مجتمع عربي سيلحق بركب المغييّرين  ... إتحدوا مع إرادة التغيير و لكنهم لم يملكوا الوقت للتخطيط لرسم سياسة دولة المستقبل و لم ينطلقوا من استراتيجية بناء الدولة الديمقراطية الحديثة , باستثناء الاتفاق على حلم جامع ممثلاً برؤية دولة حديثة يعيش الشعب فيها بكرامة و حرية .
و هذا ما جعل شعوب تلك الدول تتارجح ما بين احتفال طويل بنشوة النصر و ما بين فوضى عارمة تجتاح دولهم من عدم استقرار سياسي و اجتماعي .
و لنا في العراق و مصر شهادة حية على انتشار الفوضى العارمة من عدم استقرار سياسي و اجتماعي بات يظهر من خلال ولادة نزعات دينية جارفة بعضها دعا الى سيادة المرجعية الدينية على شئون الدولة كما في العراق . و بعضها - و هنا مكمن الخطر - من الممكن ان يدعو الى حكم ذاتي  كما في مشروع حلم الدولة القبطية في مصر , و الذي لم يعلن عنه رسمياً و لكن كل المؤشرات تقول بان الحلم بدأ ينضج في تفكير الكنيسة و في عقول الشباب القبطي .
برأي الشخصي أن الدولة القبطية قادمة لا محالة و إن كنت انا شخصياً ضد ذلك المشروع تعاطفاً مع الشعب المصري ذو الغالبية المسلمة و لكن التعاطي مع الموقف لا يكون عاطفياً في مثل هذه المواقف للأسف  .
فالغرب بدأ بإضعاف قوة مصر حتى بوجود الحاكم الموالي لها  , عندما زرع جسم غريب في جنوب السودان ليقلص حصة مصر من شريان الحياة ( النيل ) و التمهيد الى اعادة محاصصة النيل لاستعمال الماء كسلاح ضد مصر و كلنا يعلم ان النيل بالنسبة لمصر هو كالماء بالنسبة ,  و هذا يضعف بدوره مستقبل مصر لا قدر الله .

و  كذلك بدأ بتبني حلم الاقباط  أمام المحافل الدولية كاقلية دينية منتهكة الحقوق تسعى للحياة بسكينة و اطمئنان و ان هذا الحلم لن يكون ( من المؤكد ان الأقباط سينطقون بها علناً ) الا بحكم ذاتي او استقلال نهائي ربما يكون في صعيد مصر او في شمال مصر .

سيعتقد البعض ان المجلس العسكري المصري و الحكومة المصرية و من خلفهما الشعب المصري العظيم  سيأد هذه المؤامرة في مهدها و انه سيتصدى لهذا المشروع ان قدر له الظهور و ان الامور ستكون على الدوام لمصلحة استقرار مصر و علو مكانتها و شانها , و ان ما نذهب اليه من تحليلات و تكنهات ليس الا من باب ضرب الخيال و ما الى ذلك من وصف ... خصوصا بعد أن تحررت مصر من قبضة فرعون العصر الحالي و أن شباب مصر اكثر وعياً لاي مشروع صهيوني – غربي يحاك ضد مصر و مستقبلها .... نقدر انه رد غيور على مصر و تاريخها و شعبها .... و لكن :

مع املنا بأن شيئا من ذلك لن يحصل , و أن ما نذهب اليه ليس الا مجرد تكهنات .

الا انني اقف كثيرا عند المشهد العراقي و أرى كيف نشأت كينونات الحكم الذاتي ... و لم يكن حلم العراقيين قد تخطى حاجز الحياة بكرامة في عهد جديد .

أقف مرتعباً عند مشروع الحلم الصهيوني لبناء دولته من الفرات الى النيل ... فأجد ان مصر العزيزة هي الشوكة الجارحة في حلق الصهيونية و ان إضعاف مصر و قوتها من خلال إستغلال الازمات سيضعف مصر و مستقبلها .

افكر كثيرا حول هاذين الموقفين لأجد أن الفوضى السياسية و الاجتماعية التي تعقب اي تغيير داخل المجتمع  تمهد الطريق لايقاظ أحلام كثيرة لدى البعض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق