الاثنين، 18 فبراير 2013

العراق.بغداد: تصاعد التوتر الطائفي اثر تفجيرات جديدة استهدفت الشيعة واوقعت نحو 150 قتيلا وجريحا


  تصاعد التوتر الطائفي في العراق امس اثر هجمات جديدة استهدفت مناطق شيعية في بغداد امس، واوقعت نحو 150 قتيلا وجريحا، واعتبرها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي 'تطبيقا لدعوات الكراهية'، وقال انها تهدف الى ' دفع الآخرين للقيام بردات فعل مشابهة ليكتمل مخطّطهم الإجرامي الخبيث'.
وأضاف 'ليعلم الجميع أن المحرّضين لا يبحثون عن مصلحة جهة أو طائفة معينة، وإن تظاهروا بخلاف ذلك، وتباكوا وذرفوا دموع التماسيح، فهم لا يهتمون سوى بمصالحهم الخاصة ومصالح أسيادهم'.
واعتبر مراقبون ان التفجيرات الجديدة تكرس حالة العجز الامني والتوتر السياسي والانقسام الطائفي في ظل اتساع المظاهرات في المناطق ذات الغالبية السنية المطالبة برحيل المالكي.
وادت الانفجارات الجديدة الى قتل 28 شخصا واصيب اكثر من 120 اخرين بجروح اثر سلسلة هجمات بينها تفجير ست سيارات مفخخة الاحد في مناطق متفرقة ذات غالبية شيعية، فيما حمل السكان رجال السياسة المتخاصمين مسؤولية تصاعد العنف.
واعلنت قيادة عمليات بغداد عن تفكيك ست سيارات مفخخة اخرى ثلاث منها في مدينة الصدر والحسينية (شرق) والمعالف والكرادة (جنوب).
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في تصريح لقناة العراقية الحكومية ان 'هذه رسالة اخرى في ظل هذه التوقيت لاستهداف المواطنين هم (الارهابيون) لا يستطعون مواجهة القوات الامنية، ففعلوا فعلتهم هذه بتفجير مثل هكذا سيارات مفخخة وعبوات ناسفة اوزانها خفيفة لكنها ترسل رسائل الحقد والكراهية للانسانية جمعاء'.
وأدانت الأمم المتحدة والسفارة الأمريكية في العراق بشدة، التفجيرات الدامية التي شهدتها العاصمة العراقية الأحد، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة ما يزيد على 150 شخصاً.
وفي الوقت ذاته، فرضت قوات الامن اجراءات امنية مشددة على الطرق الرئيسية في عموم مدينة بغداد بعد وقوع الهجمات.
وقال علي كاظم صاحب محل تجاري في الخميسنات، حيث وقع احد الانفجارات 'السياسيين يتبادلون التهديد ونحن نفجر ونقتل'. وتابع بغضب 'الشعب ضحية صراعاتهم'.
وانتشرت برك الدماء واثار الدمار الذي تعرض له السوق الذي تباع فيه اشياء بسيطة ويرتاده الفقراء.
وتساءل حسين محمد احد الجرحى الذي اصيب اثر تحطم سيارته في احد انفجارات مدينة الصدر وانتشرت على ملابسه اثار الدماء قائلا 'امضيت ساعتين لا استطيع المرور عبر نقطة التفتيش وادخل مدينة الصدر'. وتابع بصوت مرتفع وغضب 'كيف دخلت هذه السيارات المفخخة واين كان عناصر الامن'.
واضاف ان 'السياسيين يتصارعون على الكراسي ونحن الضحية'.
واحتشد الاهالي عند المستشفيات في مدينة الصدر بعد وقوع الانفجارات للبحث عن ذويهم وسط غضب شديد فيما تعالت صرخات وكلمات السب والشتم على السياسيين الذين حملوهم مسؤولية تردي الاوضاع الامنية، وفقا لمراسل فرانس برس.
وقالت سيدة ترتدي ملابس سوداء وعباءة تقليدية عند مستشفى الصدر العام ان 'السياسيين يتصارعون ونحن من يموت ...ما ذنبنا لنقتل'.
وبسقوط ضحايا اليوم، يرتفع عدد القتلى في اعمال العنف التي وقعت في عموم العراق خلال الشهر الحالي الى ما لا يقل عن 157 شخصا وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية.
وتتزامن الهجمات مع توتر الاوضاع السياسية في العراق جراء استمرار الاعتصامات والتظاهرات في محافظات سنية، شمال وغرب بغداد، ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تتهم بـ'تهميش السنة'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق