الثلاثاء، 12 فبراير 2013

البحث عن وظيفة.مالذي تبحث عنه الشركات في الموظف



التخرج الأول على الدفعة لا يعني بالضرورة أنك الخيار المفضل للشركات، وكذلك لا يعني حصولك على تقييم مقبول أنك لست الخيار المفضل للشركات. لا تسيء فهمي، أنا مع الجد والإجتهاد في التحصيل الأكاديمي فهي مؤشر واضح على جدية الطالب ولكني أقول أن مؤهلك ليس كل شيء وتدني مستواك ليس نهاية الدنيا.
هناك مجموعة من المتطلبات العامة التي لو طورتها فستساعد في زيادة فرصك الوظيفية وكذلك تقدمك وتطورك الوظيفي بشكل واضح سواء كنت حديث التخرج أو على رأس العمل. ساقوم بسرد بعض من أهم تلك المتطلبات هنا. أرجو ملاحظة أن هذه هي النسخة الكاملة من المقالة وإذا كنت تبحث عن نسخة مختصرة يمكنك العثور عليها من خلال هذا الرابط المقالة المختصرة

اللغة الإنجليزية:

مهما أسهبت هنا فلن أعطي هذا الموضوع حقه من الأهمية، بلا شك ستجد فرص وظيفية لا تتطلب اللغة وخاصة في القطاع الحكومي، ولكن قدرتك على إيجاد فرص أكثر وأفضل ستقل بل وحتى ترقيتك وتطورك سيقل وسأذكر الأسباب وراء ذلك:
  • القطاع الخاص في معظمه متعدد الجنسيات وتعاملاته ومنتجاته بعضها تكون مستوردة وأحيانا تجد الشركات الكبرى السعودية تبيع منتجاتها للخارج مثل سابك وأرامكو ومعادن ولا ننسى شركات الإتصالات مثل موبايلي والإتصالات السعودية وزين. عندما ترغب هذه الشركات في تسويق منتجاتها خارجيا من تتوقع سيقع الإختيار عليه؟ لشخص متمكن من لغته الإنجليزية أو شخص مستواه متواضع؟ فكر في ذلك قليلا.
  • مصادر التعلم والتدريب لا تعد ولا تحصى باللغة الإنجليزية، اليوتيوب والمدونات والمنتديات بل وحتى الدورات التدريبية الخارجية ودورات الإنترنت متوفرة وبكثرة مقارنة بالمحتوى العربي.

برامج المايكروسوفت أوفيس:

إن إستطعت التمكن منها كلها فذلك ممتاز جدا ولكن هناك 4 برامج يجب عليك إتقانها قدر إستطاعتك وهي:
  • الإكسل: هذا البرنامج الأكثر من رائع فوائده لا تقدر بثمن أبدا على المستويان الشخصي والمهني، يمكنك توفير ساعات من العمل التي لن تصدقها كلما تمكنت من هذا البرنامج ومعادلاته والرسوم البيانية والتقارير. البرنامج سهل جدا وخاصة النسخ الحديثة منه، كل ما تحتاجه هو ممارسة ما تعلمته بشكل مستمر ويمكنك تعلمه لوحدك من خلال مصادر الإنترنت مثل اليوتيوب.
  • البوربوينت: البرنامج الأول لتصميم العروض التقديمية، وهو كذلك إستخدامه أصبح أسهل مع النسخ الحديثة ويتطلب الممارسة المستمرة. الفرق بين الشخص الذي يقوم بتصميم عروض تقديمية إحترافية وأنيقة وبين آخر لا يعرف سوى إضافة النصوص لا يقدر بثمن.
  • الورد: قد تعتقد أنك متمكن من الورد فقط لإنك تستطيع كتابة سطرين وتنسيقها! صدقني ستندهش من ما يمكنك فعله من خلال هذا البرنامج كتصميم النماذج الإحترافية وإرسال مئات الرسائل الإلكترونية من خلال عملية الدمج بلمسة زر واحدة، وإضافة الحقول والتواريخ بشكل آلي وكتابة التقارير مع الهوامش والفهارس.
  • الأوتلوك: برنامج الأوتلوك ليس مجرد برنامج لإرسال الرسائل الإلكترونية وإستقبالها فقط، يمكنك من خلاله ترتيب وتوزيع المهام وترتيب الرسائل حسب الأولوية وحجز قاعات الإجتماعات.

مهارات العرض والإلقاء:

مهارة الأشخاص الناجحين، إنزع رهبة التحدث أمام الناس من نفسك فتقديم العروض واحدة من أفضل الطرق التي تسوق بها لنفسك ويظهر من خلالها مدى تمكنك من مجال عملك وثقتك في نفسك وقدرتك على الإقناع وتسلسل الأفكار والقدرات اللغوية. شارك في الإجتماعات كلما كان هناك مجال لذلك ولا تختفي بين الأوراق.

الإحاطة بكل ما هو جديد بمجال عملك وتطوراته:

تخرجك من الدراسة لا يعني أن تتوقف عن تثقيف نفسك حول مجال تخصصك أو مجال عملك. عليك أن تواصل على مواكبة التحديثات والتطورات في مجال عملك. ما هي الدورات والشهادات المهنية التي تحتاج لها لضمان حصولك على أحدث التطورات؟ يمكنك ضمان ذلك من خلال متابعة المواقع ذات الصلة بمجال عملك والإشتراك في قوائم المراسلة الخاصة بهم، وكذلك من خلال حضور المؤتمرات أو الإستماع للبرامج الصوتية (البودكاست).

الخبرات والأنشطة السابقة:

قلتها مرارا وتكرارا، لا شيء يفرض إحترام الشركات لك وتقديرها مثل كونك شخص إستقلالي ترفض البقاء في المنزل فقط لأنك لم تجد الفرصة “الجيدة”. الشركات تحب الموظف النشيط والمثابر والمبادر ولا شي يتحدث أفضل عن هذه الخصال مثل العمل. إن لم تجد وظيفة فشارك في الأنشطة الإجتماعية والخيرية والتطوعية حتى ولو كانت من غير مقابل. إذا وجدت فرصة عمل لا ترتقي لما كنت تتوقعه وتتطمح إليه إقبل بها حتى تجد الفرصة المناسبة فانت لا تعلم متى يمكنها أن تأتي. لكن مهما يحدث، لا تكن ضيفا ثقيلا على عائلتك وانت لديك الخيار أن لا تكون كذلك.

الأخلاقيات:

الأخلاقيات المقصوده هنا كل ما يدفعك للتصرف والسلوك المحمود والطيب. وهي بلا شك قائمة طويلة والكل يعرفها ومن الأمثلة عليها النشاط، الثقة بالنفس، الإثار، التعاون، الإحترام، التواضع، الأمانة، وغيرها الكثير.

الكفاءات:

ومفردها الكفاءة وهي مجموعة من المهارات والمعارف والخبرات التي تحدد السلوكيات التي ينبغي على الموظف إمتلاكها والتحلي بها حتى يصبح متمكن من أداء مهامه بفعالية. وتنقسم الكفاءات في مجملها إلى كفاءات سلوكية وكفاءت تقنية، سأركز الضوء هنا على بعض من أهم الكفاءات السلوكية التي ينبغي على الجميع تطويرها سواء كان حديث التخرج أو موظف بخبرة.
1- روح التعاون والعمل الجماعي:
لا أحد يحب الشخص الأناني، حتى لو كنت عبقري زمانك ولا أحد يشبهك، طالما أنك تعمل أو ستعمل ضمن فريق فيجب ان ترمي ذلك خلف ظهرك فنجاح الفريق هو نجاحك. يجب تحترم وتقدر زملائك في العمل سواء كانو في إدارتك أو في الشركة وأن تقدم لهم المساعدة والمعونة قبل حتى أن يطلبونها منك. عليك التعاون معهم وإجابة إستفساراتهم من خلال وسائل التواصل الممكنة بكل إحترام وتقدير.
2- المبادرة:
المبادرة تعني رغبتك الصادقة في تأدية مهامك وتطوير وتحسين ليس نفسك فحسب بل وحتى العمل حولك. وكذلك تعني أن لا تتوقف عند أول تحدي يواجهك وتنتظر مساعدة المدير أو الغير بل أن تبحث كل السبل الممكنة التي تساعدك على تحقيق أهدافك. عندما تجد أن إجراء معين لا يحقق الفائدة المرجوة للعمل أو عند حدوث مشاكل لتكن أنت أول من يبادر في حلها والمساعدة في تخطيها.
3- التحليل وحل المشكلات:
عند النظر للمشاكل لا تكتفي بعلاج العوارض فقط والإكتفاء بالحلول السريعة الوقتية، بل إبحث عن المسببات الفعلية للمشكلة. عندما نعالج عوارض المشكلات فنحن لا نقتلعها من جذورها وهذا يعني أنها ستتكرر مرة أخرى. تحتاج إلى تحليل المشاكل وتقسيمها إلى أجزاء مختلفة تساعدك على معرفة الأسباب الفعلية وراءها. القدرة على تحليل المشكلات من هذا المنظور ومعرفة الأسباب الرئيسية للمشاكل من أقوى الكفاءات التي يمكن تطويرها.
4- الإيجابية:
التشائم هو حيلة الضعفاء وعذرهم، لا شي يحبط المعنويات بل ويقتلها مثل شخص متشائم وكثير التملل والتشكي. عزيزي، عندما تكون الظروف حولك متعبة وصعبة، لماذا تزيد ذلك بالتشاؤم؟ كل ما كنت قادر على التحلي بالإيجابية وإظهارها كل ما تمكنت من أداء عملك بشكل أفضل وأستطعت أن تتخذ القرارات وتحل المشكلات بنفسية مرتاحة وبدون ضغوط.
5- الإبداع والتفكير خارج الصندوق:
قاعدة مهمة يجب أن تؤمن بها، هناك دائما مجال للتطور والتحسن سواء على المستوى المهني أو الشخصي. يجب أن يكون لديك المهارة في إكتشاف الأمور الروتينية المتكررة والتي تؤثر بشكل سلبي على أداء العمل وبالتالي البحث عن أفضل الحلول حتى ولو كانت جديدة وغير تقليدية. لا تخشى المحاولة والتجديد أبدا.
6- تقبل التغيير:
الإنسان بطبعه يقاوم التغيير وذلك لأننا مخلوقات مجبولة على العادات ونخاف من المجهول. اسأل نفسك دائما، ماذا كنت سأفعل لو لم أكن خائفا؟. يجب أن يكون لديك القدرة على تقبل التغيير والتأقلم معه وحاول معرفة الأسباب التي أدت للتغير وتفهمها فمعظمها هدفها تحسين عام للعمل أو مواكبة ظروف معينة وأحيانا تكون تصحيحية حتى ولو لم تعجبك. لا تحب الشركات ولا المدراء الأشخاص الذي يقاومون التغيير على المستوى المؤسسي أو الإجرائي بشدة دون محاولة فهمها وتقبلها. نحن في زمن تقني يتطلب من الشركات مجارات سرعة التغيير وإلا ستلتهمها المنافسة.
7- التخطيط وتحديد الأولويات:
الخط الفاصل بين الموظف العادي والقائد هو القدرة على قراءة الأوضاع الحالية وتحليل التجارب السابقة وتخطيط المستقبل مستعينا بكل المعطيات الممكنة. أن لا تخطط معناه أنك تخطط للفشل! كذلك عليك إمتلاك القدرة على فهم وترتيب أولويات المهام والبدء بتنفيذها بدأ من الأهم في المهم فالأقل أهمية.
8- الرغبة في التطور والتعلم:
لا تقف عند حدود معرفتك الحالية فحسب، بل ابحث بشكل مستمر عن كل الطرق الممكنة لتطور من نفسك وطريقة أداء مهام العمل. فلتكن شهيتك للتعلم والتطور لا حدود لها واستفد من كل الموارد الممكنة سواء كانت حضور البرامج التدريبية أو القراءة أو الإستماع للبرامج التعليمية. ويجب أن تتعلم بسرعة من أخطاءك ولا تعيد ارتكابها مجددا.
9- الذكاء الوجداني/العاطفي
تحتاج إلى تعلم كيفية التحكم في مشاعرك وعدم الإرتباك عند الغضب والخوف والأزمات وضغوط العمل، فاستسلامك لعواطفك ومشاعرك السلبية سيؤثر بشكل مباشر على حسن التصرف وإتخاذ القرار المناسب. مالذي يجعل بعض الأشخاص قادرين على التصرف عند الأزمات بفعالية أو لا سمح الله عند حدوث أي حادث وأداء الفعل المناسب الذي ينقذ الموقف أو حتى حياتهم وحياة الأخرين؟ إنها قدرتهم على التحكم بعواطفهم بلا شك! أيضا تعلم أن لا تصدر أحكام مسبقة على الناس دون معرفة الأسباب التي قد تجعلهم يتصرفون معك بطريقة تبدو غير لائقة. حاول دائما أنت تضع نفسك مكانهم وتتفهم مالذي قد يدفعهم لفعل أو قول شيئ معين، فقد يكون الطرف الآخر يعاني ما الله به عليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق