الجمعة، 1 فبراير 2013

هل استهدف سلاح الجو الاسرائيلي معهد الابحاث ام قافلة عسكرية كانت متوجهة للبنان؟

هل استهدف سلاح الجو الاسرائيلي معهد الابحاث ام قافلة عسكرية كانت متوجهة للبنان؟ معظم التعليقات الصحافية قالت ان اسرائيل نفذت ما هددت به منذ ايام وهو التحرك حالة وجدت ان هناك اسلحة تنقل الى حزب الله، وانها لن تتسامح مع وصول اسلحة متقدمة او غير تقليدية اليه.
وفي الوقت الذي اعلن فيه النظام السوري عن وقوع الهجوم وانه استهدف مركز البحوث والدراسات العلمية بجمرايا- بالقلمون قرب الحدود مع لبنان.
قال مسؤولون امريكيون ان هجوم يوم الاربعاء استهدف تدمير اسلحة كانت ستنقل لحزب الله اللبناني. وقال المسؤولون الذين تحدثوا الى صحيفة 'نيويورك تايمز' ان اسرائيل اخبرت الحكومة الامريكية بنيتها التحرك العسكري، حيث سافر الجنرال افيف كوتشافي، رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لواشنطن واجتمع مع قادة البنتاغون.

لن يرد

وتظهر الضربة تصميما اسرائيليا على منع حزب الله من الاستفادة من الفوضى التي تعيشها سورية، فقد قررت اسرائيل الهجوم وهي تعرف ان النظام السوري المتداعي والذي يواجه حربا مستعرة لن يكون قادرا على الرد، فهو لم يرد على الهجوم السابق، قبل خمسة اعوام عندما ضربت اسرائيل منشأة نووية عام 2007، لا تزال اسرائيل ترفض تأكيدها، وكان النظام في حينه في اوج قوته، وفي هذه الحالة رفضت اسرائيل تأكيد الحادث الاخير، ولكنه جاء بعد سلسلة من التهديدات التي اطلقتها الحكومة الاسرائيلية انها ستتحرك حالة تم نقل ترسانة السلاح الكيماوي السوري من اماكنها، وان اسرائيل مستعدة للتدخل العسكري حالة تأكدت من ان هذه الاسلحة في طريقها لحزب الله. وكانت اسرائيل قد نشرت نظامها الصاروخي ـ القبة الحديدية في الشمال قرب حيفا والتي وصلت اليها صواريخ حزب الله في عام 2006. ومع ان سورية واسرائيل في حالة حرب الا انهما عاشتا نوعا من السلام او الهدوء الحذر.
وفي الوقت الذي راقبت فيه اسرائيل ما يجري في سورية منذ عام 2011 وحاولت البقاء على الحياد خشية ان يؤدي تدخلها لاشعال حرب بينها وبين حزب الله وايران، الا انها تحركت عندما شعرت ان الحرب تقترب منها، حيث قصفت وحدة مدفعية سورية وذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بعد ان وصلت بعض القذائف السورية الى داخل الحدود الاسرائيلية.
وفي الوضع الحالي يرى المحللون ان اسرائيل ضربت وهي تعرف ان النظام السوري لن يكون قادرا على الرد او سيمتنع عن الرد، وذلك بحسب ما نقله موقع انترنت عن داني ياتوم، مدير الاستخبارات الاسرائيلية السابق - الموساد - ان الوضع قابل للتدهور لكن تقييمه يقول ان ردا انتقاميا لن يحدث لانه لا سورية او حزب الله مهتمان بالانتقام، لان نظام بشار الاسد يعيش ازمة، فيما يقوم حزب الله بتقديم المساعدة اليه ويحاول في الوقت نفسه مواصلة الحصول على الاسلحة ونقلها عبر سورية ولهذا فليس من مصلحتهما توسيع دائرة الحرب.

تداعيات اقليمية


وينظر الى الهجوم الذي عبرت الحكومة الروسية عن قلقها من حدوثه باعتبار انه جاء بدون استفزاز سوري، ان الحرب الاهلية قابلة للتوسع وجر جيران سورية الى دوامتها. فمن جهة اعلنت ايران عن تحذيرها من التدخل الخارجي في سورية وتقوم بدعم النظام السوري بالمستشارين وعناصر من لواء القدس في الحرس الثوري الايراني، وتنقل اليه الاسلحة مستخدمة المجال الجوي العراقي كما كشفت تقارير صحافية امريكية. ومن جهة اخرى يلعب حزب الله دورا مهما في الساحة السياسية اللبنانية.
ويقدم الدعم اللوجيستي للنظام السوري، ومن جهة اخرى يعتمد على سورية في التسليح ومعبر لمرور الاسلحة القادمة من ايران. ويعتقد ان الحزب يقوم بنقل الاسلحة التي يخزنها في سورية تحضيرا لسيناريو يسقط فيه الاسد ويأتي بعده نظام معاد للحزب. ويعتقد ان الشاحنات التي ضربت كانت محملة بأنظمة صواريخ مضادة للطائرات (اس اي -17) وهي انظمة متقدمة لا تريد اسرائيل لحزب الله الحصول عليها.
ونقلت 'نيويورك تايمز' عن ماثيو ليفيت، المسؤول الامني السابق والباحث في معهد واشنطن لابحاث الشرق الادنى قوله ان حصول حزب الله على هذه الصواريخ يعتبر امرا خطيرا. مشيرا الى ان اسرائيل بامكانها الان التحليق فوق الاجواء اللبنانية بحرية وستكون قادرة على القيام بعمليات جمع معلومات استخباراتية من الجو، ومراقبة تحرك الاسلحة بين سورية ولبنان.

غموض


وعلى الرغم من الحديث عن نقل اسلحة متقدمة لحزب الله الا ان بعض المراقبين يشكون في قيام النظام باعطاء حليفه اللبناني هذه الاسلحة المتقدمة والاستراتيجية في هذا الوقت الحرج. وما يقوله المعلقون الاسرائيليون هو ان حزب الله يقوم بنقل اسلحته من مخازنه السورية وان اسرائيل تراقب قوافل تنقل الاسلحة من سورية الى لبنان. ففي ظل الوضع المتأرجح للرئيس الاسد توصلت قيادة حزب الله في لبنان انه لا يمكن بقاء اسلحتها في سورية ويجب نقلها للاراضي اللبنانية.
ونقلت صحيفة'التايمز' البريطانية عن مسؤول امني اسرائيلي قوله ان مجرد وقوع صواريخ 'اس اي ـ 17' في يد حزب الله سيغير قواعد اللعبة وسيجعل من نظام الدفاع الجوي الاسرائيلي عرضة للخطر وعليه فاسرائيل لن تتسامح مع هذا التطور.

المركز

ويعتبر مركز الدراسات والبحوث العلمية الذي قال بيان الحكومة السورية ان الطائرات الاسرائيلية قد دمرته بابحاث الصواريخ والاسلحة الكيماوية، كما انه مرتبط باللجنة السورية العليا للطاقة الذرية والتي يعتقد المسؤولون الامريكيون انها لعبت دورا في انشاء مفاعل نووي على نهر الفرات في دير الزور قبل خمسة اعوام.
وقد ورد اسم المركز في تقرير لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش عام 2005 حول من ضمن من اعتبرتهم الادارة المروجين والناشرين لاسلحة الدمار الشامل وقد جمل التقرير عنوان 'منع امتلاك اسلحة الدمار الشامل والعاملين على نشرها وتشجيعها'.
وقامت ادارة بوش بعد هذا التقرير بعامين الى تجميد اموال عدد من المؤسسات التابعة له، باعتباره مؤسسة تقوم بتطوير اسلحة غير تقليدية وصواريخ لاطلاقها. ومن هنا فاعلان النظام عن تدمير المركز في الوقت الذي ضربت فيه اسرائيل قافلة عسكرية على الحدود مع لبنان يثير الشكوك، فبحسب انتوني كوردسمان الباحث في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن انه يجب اخذ الرواية السورية بنوع من الشك، فالنظام اما يحاول التغطية على وقوع المركز في يد المقاتلين او انه دمر بطريقة ما. ولكن ديفيد اغناطيوس في تعليقه في صحيفة 'واشنطن بوست' اشار الى تدمير المركز، وقال في مقاله ان اسرائيل رسمت فيه علامة بتدخلها في سورية وانها تركت جيشها يتحدث نيابة عنها، ونقل عن معارضين تحدثوا اليه ونقلوا روايات شهود عيان وفيديو للهجوم الذي حدث في الساعة الثانية صباحا من يوم الاربعاء حسب التوقيت المحلي. وقال ان رواية المعارض متطابقة مع رواية النظام في هذا السياق.
واشار اغناطيوس ان المركز يقع تحت اشراف ماهر الاسد، شقيق الاسد، مشيرا وحسب المعارضة ايضا الى ان مسؤولين مرتبطين بالمركز قاموا قبل فترة بنقل 100 كيلوغرام من المواد الكيماوية الى مكان مجهول. ومن هنا يشكك كوردسمان في امكانية قيام اسرائيل بضرب مبنى تعرف انه يحتوي على مواد كيماوية.
وقال حسب ما نقلت عنه 'واشنطن بوست' انه لو حدث هذا فسورية ستقوم بتوزيع اماكن تخزين ما تملكه من اسلحة كيماوية على اماكن متعددة مما يجعل من الصعوبة بمكان على اسرائيل معرفتها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي قوله انه لا توجد ادلة تشير الى ان ما استهدفته اسرائيل كان يحمل اسلحة كيماوية، وان السلاح الكيماوي السوري في اماكن آمنة. ولكنها اشارت الى مخاوف اسرائيل من نقل اسلحة متقدمة لحزب الله، حيث نقلت عن غيورا ايلاند، مسؤول مجلس الامني القومي السابق ان الصواريخ المتقدمة ليست اقل خطرا من الاسلحة الكيماوية ولانها متوزعة في اكثر من مكان، ولا يسيطر النظام السوري عليها بشكل كامل فمن السهل وقوعها في يد حزب الله.

المعارضة

وايا كان الحال فالهجوم على المركز او القافلة سيضع المعارضة السورية في وضع محرج، حسب صحيفة 'فايننشال تايمز' لانها لا تريد اي المعارضة ان تظهر بمظهر من يقف الى جانب اسرائيل، وهذا سيعقد موقفها في داخل سورية وخارجها ولدى المعارضة ما يكفيها من مشاكل خاصة في ظل تصريحات مسؤول الائتلاف الوطني السوري الجديد، معاذ الخطيب الذي عبر عن استعداده للجلوس مع النظام السوري لحقن دماء السوريين. واشترط شرطين ليس منهما المطالبة برحيل الاسد، وهما الافراج عن 160 الف معتقل وتجديد جوازات السوريين المنتهية صلاحياتها ممن لا يستطيعون العودة لبلادهم وان ارادوا ذلك. وعلى الرغم من تصحيح الخطيب وجهة نظره الا ان المواقف المعارضة والشاجبة له تؤكد الطبيعة المتشرذمة للمعارضة السورية منذ ان بدأت اول مرة كمحاولة سلمية لتغيير النظام وانتهت الان تطالب الدول الغربية بتغيير النظام بالقوة اما بالتدخل المباشر او تسليح فصائلها المسلحة.
ويشكك معلقون نقلت عنهم 'نيويورك تايمز' في تقبل الحكومة السورية العرض لان الاسد لا يريد الظهور بمظهر الشخص الضعيف حالة استجاب لمطالب الخطيب. وبحسب جوشوا لانديز، فهذه اشارة لاستعداد المعارضة للتفاوض مع الاسدـ لكن من الصعب الاعتقاد ببدء حوار حقيقي مع النظام. وما نراه الان هو ان لغة الحوار قد بدأت بالظهور.
وجاءت تصريحات الخطيب في ضوء تطورات دولية وهو اجتماع برعاية الامم المتحدة في الكويت للتصدي لازمة اللاجئين السوريين في دول الجوار، ومجزرة حلب التي انكر النظام ضلوعه فيها، ولم يعرف بعد عدد الضحايا. وفي ضوء هذا اكد مسؤول في الائتلاف لصحيفة 'ديلي تلغراف' ان الخطيب كان يتحدث بصفته الشخصية لكنه اضاف ان الائتلاف سيجتمع في الايام المقبلة ويناقش ما طرحه رئيس الائتلاف.
وتضيف الصحيفة ان ما يفسر هذه التصريحات هو الشعور بالقلق من استمرار نزيف الدم السوري، والاحباط من الدول الداعمة، الخليجية منها من حالة الجمود التي وصلت اليها الازمة، وكذا تصاعد التأثير الجهادي على الانتفاضة
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق