الخميس، 19 أبريل 2012

القوى المتنافسة على حكم سوريا الجديدة نعمان عبد الله الشطيبي


القوى المتنافسة على حكم سوريا الجديدة
نعمان عبد الله الشطيبي
تبدو المعارضة منقسمة، بين التيارات الاسلامية والليبراليين،
والقيادات الشبابية المنضوية في اطارات عدة وهيئات تحت مسمى التنسيقيات
والتي تقود الحراك التظاهري على ارض الواقع مع الجيش السوري الحر )المنشقون عن
الجيش العربي السوري(.
ما بات يشكل اشكالية لدى القوى المعارضة السورية الشعبية منها والنخبوية
والتنظيمية، للمرحلة الانتقالية، هو الشكل الانتقالي للسلطة، والرؤى حول نظام
الحكم ما بعد بشار الاسد، فعلى الرغم من ان واقع المعارضة قد ينبئ بمنافسة
بين من برز خلال الثورة من قوى وشخصيات، والمقتصرة على ائتلافين هما المجلس
الوطني وهيئة التنسيق، الا ان طبيعة الخلاف القائم في الرؤى والمواقف بين أطياف
المعارضة السورية، ستحمل للمرحلة الانتقالية لما بعد سقوط نظام بشار الاسد،
معركة سياسية بين قوى عديدة ستتصارع على حكم سوريا الجديدة، بعضها
سيكون اوفر حظا من بعضها الاخر، ما دفع أطرافاً عديدة للسعي إلى تأسيس
مجالس وطنية وهيئات تنسيقية واخرى ثورية، سيسلط عليها الضوء مستقبلا،
كما سيسلط الضوء على الخلافات الأيديولوجية بين معارضة اليوم وحكام
الغد في سوريا، رغم ائتلافات فرضتها مستجدات الربيع العربي وضرورات توحيد
صفوفها التي قد تزول مسبباتها بعد سقوط النظام.
الخارطة السياسية للقوى المعارضة.
أحزاب تقليدية
الاخوان المسلمون: تأسست الحركة عام 1942 على يد الدكتور مصطفى السباعي،
ويشغل منصب مراقبها العام حاليا رياض الشقفة، وتعد امتدادا لجماعة الإخوان
. في مصر التي أسسها حسن البنا عام 1928
شارك إخوان سوريا بفاعلية في كافة مجالات العمل السياسي، ودخلوا البرلمان
وشاركوا في الحكومة حتى عام 1962 ، وبعد مواجهات فبراير/ شباط 1982 مع
النظام غابت الجماعة عن الحياة السياسية لأن القانون رقم 49 لعام 1980 الذي
أصدره الرئيس الراحل حافظ الأسد اعتبر الحركة محظورة، ويعاقب كل من يثبت
انتماؤه لها بالإعدام. الله لا يرحمك ياحافظ
وفي عام 2006 ساهمت الجماعة بتشكيل جبهة الخلاص الوطني المعارضة في
المنفى مع عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس الذي كان قد انشق عن النظام،
وانسحبت منها بعد ثلاث سنوات.
وانضوت الجماعة عقب انلاع الثورة السورية في اطار المجلس الوطني السوري،
ويعتبر المكون الرئيس للمجلس.
أحزاب يسارية غير موالية:
الحزب الشيوعي: تأسس عام 1924 وعرف تاريخيا بنشاطه ونفوذه بسوريا،وبخاصة عام 1958 ، وكان معارضا للوحدة مع مصر لذلك تعرض أعضاؤه للسجن والملاحقة إبان عهد الوحدة.
شهد الحزب توترا داخليا من عام 1969 إلى 1972 ، وانقسم إلى جناحين، جناح الحزب الشيوعي/ المكتب « خالد بكداش، وجناح رياض الترك المعروف باسم» التجمع الوطني الديمقراطي « وانضم إلى تحالف المعارضة اليسارية ،» السياسي
. منذ تأسيسه عام 1980
ويعتبر قائد الحزب الشيوعي المحامي رياض الترك أحد أبرز الوجوه التي نادت
بالديمقراطية في سوريا. وتعرض للسجن مرارا، وكان آخر ذلك اعتقاله أول سبتمبر/
سوريا، وقد أفرج عنه يوم » مانديلا » أيلول 2001 حتى شاعت بدمشق تسميته ب
. 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002
التجمع الوطني الديمقراطي: تأسس التجمع الوطني الديمقراطي عام 1979 ، وهويضم خمسة أحزاب سياسية يسارية وقد أصبح حسن عبد العظيم رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني. الديمقراطي منذ 9 مايو/أيار 2000احزاب كردية: يعود تاريخ الحركة الكردية السورية الى 1957 وتتألف الحركة السياسية الكردية في سوريا من 12 حزبا كرديا، وكذلك من 3 أطر سياسية
جامعة، إضافة إلى عدد من الأحزاب الأخرى خارج الأطر المذكورة وهي:
أولا: المجلس السياسي الكردي في سوريا.
ثانيا: أحزاب المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا.
ثالثا: الأحزاب الخارجة عن الإطارين وهي حزب الاتحاد الديمقراطي القريب من حزب
العمال الكردستاني، وتيار المستقبل الكردي في سوريا.
تيارات المعارضة الحديثة
بعد تولي بشار الاسد الرئاسة دشن المعارضون ماسمي بربيع دمشق، نشاطات ومنتديات ولاول مرة وقع 99 مثقفا بيانا سنة 2000 للمطالبة برفع حالة الطوارئ الذي أعقب وصول الرئيس .واطلاق الحريات العامة، وجاء ربيع دمشق و بشار الأسد في السلطة، وانتهى الربيع في2001/2/17 تقريباً حينما قامت أجهزة الأمن بتجميد نشاط المنتديات الفكريةوالثقافية والسياسية. وعلى قصر الفترة ) 6 أشهر تقريباً( إلا أنها شهدت مناقشات سياسية واجتماعية ساخنة من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد كان لها صدى ما زال يتردد في النقاشات السياسية والثقافية والفكرية السورية حتى اليوم.
قوى اعلان دمشق
اعلان دمشق اسم يطلق على الوثيقة التي وقع عليها عام 2005 شخصيات بارزة من المجتمع المدني والإسلاميين والليبراليين السوريين، وتدعو إلى إنهاء 35 عاما من حكم أسرة الأسد لسوريا واستبداله بنظام ديمقراطي.ويعتبر إعلان دمشق الاطار الابرز الجامع لقوى التغيير الوطنية المعارضة في سورية،وتميز إعلان دمشق بأنه أول إعلان معارض يصدر عن جهات سورية معارضة في الداخل السوري.
المنشقون عن النظام
رفعت الاسد: هو الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد وعم
الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، بين عامي 1966 و 1984 كان مسؤولا عن ، سرايا الدفاع، والتي اتهمت في المجازر المرتكبة على حماة بين عامي 1978 و 1982وعقب محاولة انقلاب على شقيقه حافظ الأسد، نفي الى احدى البلدان الاوربية.
عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية سابقا : اعلن انشقاقه في ديسمبر2005 بعد أن تدهورت علاقته برئيس الجمهورية بشار الأسد، أسس في باريس عام2006 جبهة الخلاص الوطني التي تضم معارضين سوريين ابرزهم جماعة الاخوان المسلمين الذين أعلنوا في نيسان 2009 انسحابهم من الجبهة المعارضة.
حزب الإصلاح: تأسس في الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001
على يد فريد الغادري، وهو سوري يحمل جنسية الولايات المتحدة.ويرى الإصلاح نفسه بديلا لخيارين هما حزب البعث الحاكم في سوريا وجماعة
الإخوان المسلمين المعارضة، ويختصر الحزب برنامجه في تأييد إسقاط النظام
السوري بمساعدة أميركية على غرار ما حدث في العراق، وإقامة تعاون مع إسرائيل.
حركة العدالة والبناء: تأسست في لندن عام 2006 ، وتعتبر إعلان دمشق الموقع عليه من قوى سياسية عديدة في سوريا، المظلة الأكثر قبولا لدى السوريين.ورفضت الحركة الانضمام إلى جبهة الخلاص المشكلة من خدام والإخوان، قبل أن
تنسحب الأخيرة من تلك الجبهة.وتطالب في ميثاقها التأسيسي بنظام حكم يعطي أولوية للحريات والتداول السلمي للسلطة، وإلغاء قانون الطوارئ، وهو ما يتلاقى مع إعلان دمشق. كما
تدعو الحركة لإطلاق حرية العمل السياسي وتشكيل الأحزاب وعودة جميع المنفيين والسجناء السياسيين.الهيئة العامة للثورة السورية: تأسست الهيئة عقب اندلاع الثورة السورية وإطارا يتشكّل من الثوار وتجمعات التنسيق » الهيئة العامة للثورة السورية « تعتبر التي ظهرت خلال الثورية السورية، ووافقت على الالتزام بأهدافه ومبادئه، وهي الالتزام بهدف الثورة الأساسي وهو إسقاط النظام السوري، والالتزام بمبادئ الثورة
الأساسية، وهي: الوحدة الوطنية وسلمية الثورة ولا طائفيتها.
المجلس الوطني الكردي: وهو إطار تشكل بعد انطلاق الثورة السورية الحالية في
15 مارس )آذار( الماضي، من مجموع أحزاب الحركة الكردية في سوريا ماعدا حزبين
هما )حزب الاتحاد الديمقراطي ، وتيار المستقبل الكردي في سوريا(.
هيئة التنسيق الوطنية
أعلن عن تأسيسها في شهر مايو 2011 برئاسة هيثم المناع اي بعد نحو شهرين من انلاع الثورة السوريةوهي تضم عددا من أحزاب اليسار السوري وحزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي وأربعة أحزاب كردية.ويتألف المكتب التنفيذي للهيئة من ماجد حبو وحسن عبدالعظيم وحسين العودات وعارف دليلة ورجاء الناصر وعبد
العزيز الخير ومحمد العمار ومنير البيطار وفايز سارة وصالح مسلم محمد وجمال ملا ومحمد موسى وبسام الملك ورزو،ومحمد سيد رصاص.من بين أبرز مبادئ هذه الهيئة، رفضها التدخل الخارجي في الشأن السوري ولم تدعو صراحة لإسقاط نظام
الرئيس بشار الأسد في بداية تشكيلها، وهو ما كانت تختلف به عن حركات معارضة أخرى والمجلس الوطني السوري.وطالبت الهيئة في بيانها التأسيسي بإطلاق حوارجاد مع النظام بعد توفير شروطه اللازمة، ومن أهمها وقف الخيار الأمني العسكري والإفراج عن جميع الموقوفين والمعتقلين السياسيين وتشكيل لجنة تحقيق
مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن القتل وإطلاق النارعلى المتظاهرين ورفع حالة الطوارئ والأحكام العرفيةوالاعتراف بحق التظاهر السلمي.
المجلس الوطني السوري
أعلن عن تاسيسه في 29 أغسطس )آب( 2011 بمدينة اسطنبول، وقد تم اختيار برهان غليون رئيسا للمجلس الذي تشكل من 94 شخصية سورية بارزة من الداخل والخارج، وقد تم توسيع المجلس، وهو يتألف حاليا من 230 عضوا ممثلين من 8 تجمعات واحزاب سورية هي الاخوان المسلمون وتجمع إعلان دمشق وتجمع مستقلي الخارج وتجمع مستقلي الداخل والتجمع الكردي والاشوريين والحراك الثوري الذي يضم المجلس الوطني الاعلى لقيادة الثورة ولجان التنسيق المحلية اضافة الى اللجنة المؤسسة للمجلس الوطني. وتتألف الامانة العامة لهذا المجلس من 8 شخصيات تمثل كل منها الحزب او التجمع الذي تنتمي إليه وهي برهان غليون وهيثم المالح واحمد رمضان وفاروق طيفور وعبد الباسط سيدا ومطيع البطين وبسمة القضماني وعبد الاحد سطيفو. وفي 17 و 18 كانون الأول ديسمبر 2011 ، عقد المجلس الوطني السوري المؤتمر الأول لهيئته العامة في تونس العاصمة، وأقر برنامجه السياسي، وجاء في بيانه الختامي التزامه بخيارات الشعب السوري وأهداف ثورته المتمثلة في إسقاط النظام برأسه وكل رموزه وأركانه.وأكد المجلس التزامه بالاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية، واعتبار القضية الكردية جزءاً من القضية الوطنية العامة في البلاد، و التزامه بالاعتراف الدستوري بالهوية القومية الاشورية السريانية، و دعا الى حل هذه القضية ضمن إطار وحدة الوطن، وتعهد المجلس بتوفير الدعم والرعاية للجيش السوري الحر معترفا بدوره المشرف في حماية ثورة الشعب السوري السلمية. وطالب المجلس الوطني السوري، الجامعة العربية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة حماية المدنيين والثوار في سوريا وذلك في مناطق آمنة وأخرى عازلة والتحرك السريع من أجل ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق