التقت فاطمة علي السيدة المطلقة ذات الـ24 عاما والتي لا
تمتلك أي مؤهل دارسي أو وظيفة مع شوكت الربيعي،وهو رجل دين شيعي في الرابعة
والثلاثين من العمر ، في هذا الوقت كانت زوجته حامل، وقال إنه لا يستطيع
مجامعتها. وكانت السيدة فاطمة تبحث عن شخص ما يرعاها. وكان الربيعي يبحث عن
خليلة له. وهكذا التقيا، معا في المنزل الذي يعيش فيه مع زوجته الحامل ،
وفي الغرفة التي يستقبل فيها الزوار الذين يقصدون للاستشارة الدينية. وكان
يتمنى هل يمكن أن تكون فاطمة زوجة متعته المؤقتة؟ كان مستعدا لان يدفع لها
خمسة آلاف دينار عراقي (حوالي 4 دولارات)، بالإضافة الى نفقاتها الشهرية.
وسيستدعيها إلى المنزل الذي سيستأجره مرتين في الأسبوع للتمتع بها..
واستغرقت المفاوضات بينهما ساعة كاملة ، وانتهت باتفاق غير مكتوب كما يذكر
الطرفان . وبالتالي بدأ زواج المتعة وهو زواج مؤقت يعتقد الشيعة أن
""الشريعة الإسلامية "تقره.
ان هذه الممارسة الشيعية التي يعتقد إنها كانت سائدة من 1400
عام، والتي قد تكون منعت في ظل نظام صدام حسين ، قد استعادت مكانتها
ألشعبية مرة أخرى منذ سقوط النظام ، طبقا لما ذكره رجال الدين والذين
تزوجوا هم أنفسهم زواج المتعة. ويقول فارس الشريف ، وهو رجل دين شيعي يسكن
في مدينة الحلة : (خلال عهد صدام لم تكن هناك حرية دينية ).
أما الذين يعارضون زوج المتعة، ومعظمهم من العرب السنة فقد
ذكروا ان الأمر يتعلق بالاستغلال الاقتصادي أكثر من تعلقه بالحرية الدينية.
فآلاف من الرجال يموتون نتيجة العنف الطائفي، الذي أعقب الغزو، وتركوا
خلفهم أرامل يبحثن عن رعاية لأنفسهن. والعديد من الشباب عاطلين عن العمل،
وبالطبع ويفضلون الزيجات المؤقتة عن الزيجات الدائمة، التي تتطلب التزامات
مالية طويلة المدى. وفي زواج المتعة، ينفق الرجل على المرأة طوال فترة
التمتع بها فقط.
تغليف الدعارة
وقالت أم أكرم العاملة في مجال حقوق الإنسان في بغداد « انه
نوع من الدعارة فبعض النساء، لأنهن لا يردن ان يصبحن عاهرات، يعتقدن ان
ممارسة هذا العمل مشروع لأنه يحظى بغطاء ديني. ولكنه خطأ». وقد طلبت أم
أكرم، عدم نشر اسمها، كحال الذين تزوجوا زواج متعة.
يعتبر العديد من المثقّفين ان تقاليد بالية مثل هذه تقف عقبة
في وجه الجهود الساعية لجعل العراق مجتمعا ديمقراطي حديثا . لكن في
السنوات الأخيرة، اكتسبت المجموعات الدينية المتطرّفة قوّة ونفوذا متزايدا
في العراق.
وتقول حميدة أحمد، وهي عضوة سابقة في البرلمان وناشطة في مجال
حقوق النساء في بغداد ((هذه الخطوات تعيد البلاد كلها للوراء، وهي عقبة
نحو تقدم البلاد، والطريقة الوحيدة هي فصل الدين عن السياسة)) .
غير أن رجال الدين الشيعة وغيرهم، الذين يمارسون زواج المتعة،
قالوا ان مثل هذه الزوجات تحافظ على الشابات من ممارسة الجماع خارج نطاق
الزوجية، والمطلقات الأرامل من اللجوء الى ممارسة الدعارة للحصول على
المال. ويقول رجل الدين الشيعي الشيخ مهدي الشوك ((ان هذا الزواج يهدف
لتقديم مساعدة إنسانية للنساء)).
وطبقا للشريعة الشيعية يمكن أن يدوم زواج المتعة لعدة دقائق
أو عدة سنوات. ويمكن للرجال الاحتفاظ بعدد غير محدود من زيجات المتعة،
بالإضافة للزوجة الدائمة. أما المرأة فلا يمكنها الزواج بأكثر من زوج واحد
سواء كان مؤقتا أو دائما. ولا يتطلب زواج المتعة عقدا مكتوبا ولا احتفالا.
وعندما تنتهي المدة، يذهب كل لحاله بلا مشاكل الطلاق التقليدي. وبالرغم من
ان زواج المتعة أصبح أكثر انتشاراً، فإنه لا يزال يثير الجدل، ويعقد أكثر
الناس من الشيعة زواج المتعة سراً.
وكانت فاطمة متزوجة زواجا تقليديا من قبل. وقد استمر لمدة
ثلاثة أشهر فقط لأن الزوجين لم يتفقا. وقالت إن فرصتها في زواج دائم نادرة،
لان الرجال عادة يفضلون البنت الباكر على المطلقة والأرملة. وقد رحبت
باقتراح الربيعي، كونه شيخا معروفا في المنطقة،وتلقت عائلتها مساعدات منه،
وانه رجل جيد ورجل مؤمن. وكان هذا الشيخ الربيعي قد تزوج أكثر من 15 عشر
مرة زواج متعة ، وقبل سنة من ألان عقد عقد زواج دائم على سيدة كانت متيعته
لمدة يوم واحد فقط. وقبل ثمانية أشهر وعندما حملت منه كانت تعتقد انه
لايزال يتمتع بالنساء، لكنها طلبت منه ان لا يخبرها، وهي لا تعلم عن علاقته
بالسيدة فاطمة علي . ويقول السيد الربيعي: لكون زوجتي حامل ألان لا تستطيع
تلبية نزواتي، لكنها تعاملني بلطف وهي ترغب ان تراني سعيداً. وقال انه
اختار فاطمة لكون شعرها أشقر وعيونها العسلية وجسمها القد، وهذه المواصفات
تجتذبه دائما. ويقول لكن فاطمة عندما تضع" مكياج" تفقد جمالها. وهو يفضل
العلاقة معها، لكن السيدة فاطمة لا تفكر بنفس طريقته، فهي تقول أحاول ان
أتعود عليه بعد تكرار متعتنا.
العوز المادي
ان المال الذي دفعه لها نتيجة متعته بها قد ساعدها قليلا .
حيث ان والدها يمتلك مخبزا صغيرا لكن المدخول لايكفي ، إلى درجة اضطرت فيها
ان تترك تعليمها بعد المدرسة الابتدائية. لكن المال لم يكن سببها الوحيد
للدخول في زواج المتعة. فهي تقول لدي رغبات مثل أيّ إمرأة أخرى. ومن
الناحية الدينية يعتقد بعض الشيعة، ان هذا الزواج محلل من الناحية الدينية،
لكن على الأقل وبعد الاحتلال شجع أية الله علي السيستاني زواج ألمتعه عبر
موقعه الالكتروني.
أم أحمد، سيدة من النجف لا تتجاوز الثامنة والعشرون من العمر
كانت قد فقدت زوجها عام 2005 إثر إصابته برصاصة خلال تبادل لإطلاق النار
بين ميليشيتين شيعيتين. وبعد وقت قصير من مقتله، دخلت في أول علاقة متعة
لها مع رجل متزوج دفع لها مبلغ 50 ألف دينار عراقي (38 دولارا) مقدما، وكان
يعطيها أي مبلغ من المال تحتاجه طوال فترة علاقتهما التي استمرت ستة أشهر.
وقالت أم أحمد إنها كانت في حاجة الى المال في الكثير من الأحيان، إذ تعمل
خياطة وهي الوحيدة التي تعمل في أسرتها المكونة من عشرة أشخاص. وتقول أم
أحمد إن الإنسان عندما يحتاج الى المال ، فإن الحاجة تضطره الى فعل أي شيء،
وقالت إن علاقة المتعة هذه أفضل من فعل الخطأ، كما تقول أيضا ان هذه
العلاقة مقبولة من الناحية الدينية. ويعتقد كثير من السنة ان هذه الممارسة
قديمة وقابلة للاستغلال ، كما ينظرون إليها كدليل إضافي على التأثير
الإيراني على حياة العراقيين، علما بأن زواج المتعة ظاهرة منتشرة في إيران.
وتقول المحامية السنية ابتسام ، التي تترأس منظمة حقوقية
نسائية عراقية، ان زواج المتعة «اكبر إهانة للمرأة». وتتحدث ناشطات في مجال
الدفاع عن حقوق المرأة عن زيادة في حالات زواج المتعة في الجامعات. إذ ان
بعض الطالبات يقدمن عليه بسبب الحاجة الى المال، فيما تقدم عليه أخريات
بدافع الحب، عندما تعترض الأسرة على الزواج من رجل من طائفة أخرى.
وقال أربعة رجال دين، إن المرأة لا تملك الحق في إنهاء الزواج
المؤقت، قبل انتهاء فترته، إلا في حال موافقة الرجل. وقالوا أيضا انه يجب
على المرأة عقب نهاية العلاقة، الانتظار على مدى دورتين شهريتين قبل الدخول
في علاقة أخرى، حتى يمكن تحديد الأبوة بصورة سهلة في حال حدوث حمل. وتنص
غالبية عقود زواج المتعة على عدم إنجاب أطفال، إلا ان رجال الدين يقولون إن
الأب يجب أن يعول طفله في حال حدوث الحمل، بيد أنهم اختلفوا حول مقدار
السلطة لفرض هذا الحكم. وقال شريف، وهو شيخ من مدينة الحلة، ان بعض الرجال
يعملون على الاستفادة من حقوقهم بموجب القانون الديني، لكنهم يرفضون قبول
مسؤولياتهم عند ولادة طفل من علاقة زواج المتعة. وقال شريف ان المحاكم
الشرعية في بعض هذه الحالات ليست فاعلة مثل المحاكم المدنية في إنفاذ
الأحكام ذات الصلة. وأضاف قائلا انه يؤيد فكرة تنظيم الحكومة لزواج المتعة،
شأنه شأن الزواج الدائم، وإلا فإن النساء سيفقدن حقوقهن.
وتقول أم أكرم ، ان عددا متزايدا من النساء طلبن من المنظمة
التي تعمل بها المساعدة في الحصول على بطاقة هوية للأطفال، الذين انجبوا من
علاقة زواج متعة. إلا ان الوالدين يجب ان يبرزا قسيمة الزواج كشرط للحصول
على بطاقات الهوية المطلوبة عند الالتحاق بالمدرسة أو بوظيفة. وتقول ان بعض
النساء منحن أطفالهن لأزواج آخرين بغرض التبني وإدراجهم في السجلات
الرسمية، باستخدام قسيمة الزواج لدى الأسرة المتبنية. ووافقت فاطمة
والربيعي على عدم إنجاب أطفال، ويريدان فقط الاستمتاع يبعضهما بعضا. وفي
الأيام التي يلتقيان خلالها يقدم الربيعي لفاطمة بعض الهدايا، ويتناولان
وجبات سوية ، ويقضيان في بعض الأحيان يوما كاملا وفي أحيان أخرى خمس أو ست
ساعات فقط. وتقول فاطمة، إنها بكت في اليوم الذي انتهى فيه زواج المتعة
بينهما والربيعي الاسبوع الماضي ، وأضافت قائلة انه كان مثل الزواج الدائم،
وإنها تشعر بالحزن عندما يغادرها. إلا ان حزن فاطمة لم يستمر كثيرا، ذلك
ان الربيعي قال في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، إنه قرر أن يتزوج فاطمة
مجددا لمدة عام كامل هذه المرة، وهي فترة كافية لخروج زوجته من فترة
الولادة وما بعدها.
URL: http://www.msnbc.msn.com/id/16717237
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق