الأربعاء، 1 مايو 2013

غياب الشورى من الفكر السياسي الوهابي والقبول بحكم القاهر المتغلب

غياب الشورى من الفكر السياسي الوهابي والقبول بحكم القاهر المتغلب، إلى فتح بابٍ واسعٍ للصراعات الداخلية والانقلابات العسكرية والاغتيالات، التي ابتدأها الشيخ محمد بن عبد الوهاب نفسه عندما أمر باغتيال قائد القوات الوهابية الأمير الأكبر في نجد، أمير العيينة عثمان بن معمر. فقد بدأ الصراع على السلطة بعد وفاة الأمير سعود الذي أخذ الشيخ البيعة له ولأبيه عبد العزيز بولاية العهد، وتسنم عبد الله لمنصب الامامة، حيث أخذ عمه وأخوه ينافسانه على السلطة. و رغم أن الحركة الوهابية، بعد سقوط الدولة السعودية الأولى كانت تعيش حالة مقاومة للسيطرة المصرية العثمانية، إلا أنها لم تسلم أيضاً من الصراع على السلطة، فقد نصّب محمد بن مشاري بن معمر نفسه قائداً للحركة سنة 1234هـ، إلا أن الأمير مشاري بن سعود لم يقبل بذلك وحاول انتزاع السلطة منه مما أدى إلى مقتله. فقام أمير سعودي آخر هو تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في عام 1236هـ بالانتقام له من ابن معمر، وقتل في طريقه أمير بلدة (ضرما) ناصر السياري، ليفرض هيمنته على الرياض ويأخذ من أهلها البيعة بالقوة. ولكن ذلك لم يمنع من اغتياله سنة 1249هـ، على يد ابن أخته (مشاري بن عبد الرحمن بن مشاري بن سعود) الذي كمن له عند باب المسجد وقتله غدراً بعد خروجه من صلاة الجمعة، واستولى على السلطة عنوة. ولم تمض شهور حتى استطاع فيصل بن تركي الانتقام لوالده وقتل ابن عمه مشاري، والعودة إلى الحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق