الاثنين، 6 مايو 2013

الدولة العبرية ترفع درجة التأهبنصيرة برج محمد الزينNacira bardj mohamed zine



’ لم يُخف الإعلام العبري في إسرائيل أمس فرحته بسبب قصف المقاتلات الصهيونية للعاصمة السورية، دمشق، بل أنه على مختلف مشاربه ركز الأضواء على هذا الهجوم الذي وصفه بالنوعي، في اعتبره محللون في الشؤون العسكرية أنه كان هجوما مدروسا بعناية فائقة، كما تطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى رد فعل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي أكد على حق الدولة العبرية على الدفاع عن نفسها، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أنه على الأرجح، علمت واشنطن بقضية الهجوم مسبقا من تل أبيب، وأن الأمر كان منسقا بين الدولتين.
وكان لافتا التصريح الرسمي، ربما الوحيد، الذي صدر عن مسؤول رسمي في إسرائيل، وهو شاؤول موفاز، وزير الأمن الأسبق، والذي أكد على أن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف في سورة هدفها منع تعاظم قوة حزب الله وردع إيران، ولكن بموازاة ذلك، حذر محللون إسرائيليون من عواقب دخول دولة الاحتلال في الحرب الأهلية الدائرة في سورية، مشددين على خطورة انزلاق الأمور إلى حرب إقليمية، على حد تعبيرهم.
وتابع موفاز في حديث أدلى به صباح الأحد للإذاعة العامة الإسرائيلية الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت) قائلا إن المبدأ الذي يُوجه تل أبيب هو منع تسرب أسلحة متطورة إلى أيدي حزب الله، والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تم تنفيذها في الماضي في سورية هي بمثابة رسالة ردع إلى إيران وأعداء آخرين لإسرائيل، كما لفت في سياق حديثه إلى أنه بالتزامن مع ما وصفه بتفكك سورية، يتطلع حزب الله إلى أنْ يتحول إلى قوة ذات تأثير كبير في المنطقة، كما أن طهران تُقدم له المساعدة من أجل وصول الهدف، على حد قوله.
من ناحيته رأى محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة ‘هآرتس′ العبرية، د. تسفي بارئيل أن الغارات الإسرائيلية ضد سورية في الأيام الأخيرة تشير إلى وجود مصلحة مشتركة لإسرائيل والمعارضة، مشيرا إلى أن الدولة العبرية قد تُوسع عملياتها الجوية في سورية من أجل منح مظلة لحماية المعارضة المسلحة، وعلى شكل تساؤل كتب بارئيل: عما إذا كان بإمكان إسرائيل، في حال مطالبتها بتنفيذ ذلك، أنْ توسع عملياتها الجوية في سورية، تحت غطاء منع تسرب أسلحة إلى حزب الله أو إلى التنظيمات الأخرى، أو كمظلة جوية للدفاع عن القوات المتمردة؟، وتابع قائلا إن حلا من هذا القبيل من شأنه أنْ يكون مريحا لأمريكا والدول الغربية وتركيا، التي ليست مستعدة للتدخل في بلاد الشام بشكل عسكري بدون موافقة دولية واسعة، وقد تجعل إسرائيل النظام السوري والمعارضة يعتادون على أنها ترى في سورية منطقة نشاط شرعي لعملياتها مثلما تفعل في لبنان، وخلص المحلل إلى القول إن تدخلا إسرائيليا من هذا القبيل من شأنه أنْ يمنح الشرعية لتدخل من جانب إيران وحزب الله في القتال الدائر في سورية، محذرا في الوقت ذاته من فتح جبهة أخرى في لبنان، أيْ إسرائيل في مواجهة حزب الله، على حد قوله.
في السياق ذاته، قال محلل الشؤون العسكرية في موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت (YNET)، رون بن يشاي، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية الصهيونية، قال إن الدولة العبرية تستغل فرصة إستراتيجية لتوجيه ضربات قاسية ومؤلمة لمخازن الأسلحة والقذائف المهمة في سورية، وذلك بالتنسيق مع أمريكا، لافتا إلى أن هجوما من هذا القبيل هو نتيجة عمل تحضير طويل، والذي يُحتم على تل أبيب الحصول على معلومات دقيقة جدا وقوة عملياتية، مؤكدا على أن التخطيط للعملية تم على مدار عدة أسابيع على الأقل، موضحا أن الهجوم استهدف مخزنا ثانيا لصواريخ (فتح 110) الإيرانية الدقيقة، وأشار إلى أن تصاعد الدخان في العاصمة دمشق لم يترك فرصة للرئيس د.
بشار الأسد، لإنكار الهجوم، وبالتالي فإنه يحاول استثماره لصالحة، على حد تعبيره، مشيرا أيضا إلى أن الهجوم الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي فجر الجمعة استهدف المطار السوري الدولي، موضحا أن الهدف الرئيسي لكل من واشنطن وتل أبيب هو تقليل الفرص أمام الرئيس الأسد لإطلاق صواريخ تحمل رؤوسا كيميائية، على حد تعبيره، مشددا على أن ضرب الأسلحة الكيميائية نفسها يُعرض حياة المواطنين للخطر، ولفت إلى أن الصواريخ الإيرانية المذكورة في سورية موجودة على الأغلب تحت الأرض، وتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إصابتها وتدميرها يدل على قدرة إسرائيل اختراق التحصينات السورية وإصابة أهداف موجودة عميقا تحت الأرض. وأشار أيضا إلى أن الرئيس الأسد يُحاول استغلال الهجوم لكي يُثبت بأن الحديث يدور عن مؤامرة دولية، وأن إسرائيل تعمل في خدمة المعارضة سوية مع أمريكا، مع ذلك، نقل المحلل عن مصادر رفيعة في المستوى الأمني في تل أبيب قولاها إن التقديرات الإسرائيلية لا تتوقع ردا سوريا على الهجوم، ذلك أن النظام السوري، الذي يحارب المعارضة يعرف أنه بدخوله الحرب مع إسرائيل فإن نهايته ستكون محتومة، على حد قول المصادر.
من ناحيته كتب المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، وعلى صدر الصفحة الأولى للصحيفة الأوسع انتشارا في إسرائيل أن الغارات الإسرائيلية ضد سورية لن تردعها وتشكل خطرا حيال احتمال نشوب حرب إقليمية، وتابع قائلا إنه بعد القصف الإسرائيلي في سورية في شهر كانون الثاني (يناير) المنصرم اتضح لصناع القرار في تل أبيب أن العملية لم تُشكل رادعا على سورية وحزب الله، وحذر المحلل من دخول إسرائيل إلى مخاطرة غير محسوبة في سورية من شأنها أنْ تؤدي في نهاية المطاف إلى اشتعال الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط.
كما لفت المحلل إلى أنه ليس الجميع في الإدارة الأمريكية يحبون ما أسماته بالاستقلال الإسرائيلي بشن هذه الغارات، وربما هذا هو السبب للتسريبات التي تزعم أن هذه غارات إسرائيلية قد جاءت من جانب موظفين أمريكيين، على حد قوله.
في السياق نفسه، قال المحلل للشؤون العسكرية في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أور هيلر، إن إسرائيل أعلنت حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية، لافتا إلى أن جميع أجهزة المخابرات في الدولة العبرية رفعت من جاهزيتها لمراقبة تحركات وحدات الصواريخ السورية، خشية من قيام سورية بردٍ عسكري على الهجوميين الإسرائيليين، على حد تعبيره، وزاد أنه في ساعات الصباح الباكرة من يوم أمس الأحد قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بنصب بطاريات من طراز (القبة الحديدية)، في كل من مدينتي صفد وحيفا في الشمال، على حد قوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق