الأحد، 6 مايو 2012

غياب اي مشروع اسلامي حديث

غياب اي مشروع اسلامي حديث


تواجهنا كمسلمين في هذه المرحلة العصيبة بالذات حالة عالمية معينة تتسم بتعقيد إلى جانب أوضاعنا الاجتماعية التي يمكن أن نعبر عنها بإختصار بكلمة 'التخلف' وكل يدرك ويعي ما وراء الكلمة من أبعاد ثقافية واجتماعية وسياسية.
حقيقة الوضع العالمي خطير لسببين هما: خطير في حد ذاته لأنه ربما يحمل في طياته مفاجآت وتغيرات عالمية جذرية وبطريقة لم تعرفها الإنسانية في شتى مراحل تاريخها. وخطيرة لكوننا لا نعلم هل نحن مهيأون لمواجهة هذه التغيرات بما يخدم عالمنا الإسلامي أم لا؟
بداية يجب أن نفهم معنى المشكلات العالمية، فمن خلال تحليل هذا الطرح في إطاره العام. المشكلات العالمية كما يقول المفكر الاجتماعي مالك بن نبي 'إنها جملة المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يواجهها العالم في مراحل مختلفة استلزمت البحث عن فلسفات تؤدي إلى القضاء عليها'. فيقصد المفكر بالفلسفات بالمدارس الفكرية المتمثل في التيارين الاشتراكي والرأسمالي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن لنا التقيد بالفهم الغربي لحل المشكلات العالمية العديدة التي أثرت وما زالت تأثر في كياننا أو نذهب إلى بناء تصور عقلاني مستمد من خصوصياتنا الإسلامية والعربية؟
إن الشيء الذي لاغبار ولا التباس عليه رغم النجاح المرحلي والمؤقت الذي حققته النزعات الغربية فقد فشلت في تحقيق الأهداف المنشودة التي تميزت صراحة بالمثالية والتي نادت بها في أوطانها فكيف تكون في عالمنا ناجحة.
ففكرة تبني أراء فاشلة مميتة في وطننا الإسلامي سفه وحماقة لان الواقع جلي وبين إنهيار المدارس الغربية الكلاسيكية والحديثة.
نعم سنواجه المشكلات العالمية انطلاقا من مبادئنا الإسلامية فديننا علمنا كيف نحدد المشكلة وما الوسائل التي نحل بها هذه المشكلة وما الأهداف التي نجنيها من هذا كله في الدنيا وفي الآخرة.
إن تغيير مشكلاتنا المتنوعة عملية هادفة إذا أحسن استغلالها وكانت النوايا صادقة ووجد الإخلاص عند المثقف والعالم والمدرس والمسؤول وكل من له قدرة النهوض بالأمة الإسلامية، مبتعدين عن العنف والإجرام والعبث في جميع المجالات لأنها ليس من الإسلام في شيء هكذا علمنا القران وهدية السنة المطهرة.
وبهذا يتم بتوفيق من الله الاستقرار الشامل والأمن بين أبناء الأمة الإسلامية ولا كيد ولا مكر للأعداء علينا لأننا خير امة أخرجت لناس.

خليل زغدي - الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق