الأحد، 27 مايو 2012

الطوارق والاسلاميون في مالي يتفقون على الاندماج وانشاء دولة جديدة الجزائر تقترح 'حوارا' مع المتمردين بشمال مالي .. وجنود هربوا للنيجر يجهلون مصيرهم



عواصم ـ وكالات: قال متحدث باسم المتمردين في مالي السبت ان الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة انصار الدين اتفقتا على الاندماج وانشاء دولة اسلامية في شمال البلاد.
وربما يؤدي الاتفاق بين الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي كانت قد قالت انها تريد اقامة دولة علمانية مستقلة في الشمال وجماعة انصار الدين السلفية المرتبطة بالقاعدة والتي كانت تريد فرض تطبيق الشريعة الاسلامية في كل انحاء مالي الى تعقيد الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في مالي بعد انقلاب وقع في اذار (مارس) واغرق البلاد في حالة من الفوضى.
وقال متحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير ازواد لرويترز عبر الهاتف من جاو في شمال مالي حيث وقعت الاتفاقية 'الاتفاقية التي تم التوصل اليها هذا المساء ستشهد دمج الحركتين وهما الحركة الوطنية لتحرير ازواد وانصار الدين لانشاء دولة اسلامية مستقلة. 'وستشهد ايضا اندماج قواتنا وتعيين سلطة تنفيذية لدولة ازواد' في اشارة الى مناطق كيدال وجاو وتمبكتو الواقعة في شمال مالي.
وقال سكان انهم سمعوا دوي اطلاق نار في شتى انحاء مدينتي جاو وتمبكتو ابتهاجا بعد انباء التوصل للاتفاق.
بحثت السلطات الجزائرية ووفد من الاتحاد الاوروبي الاحد بالجزائر الوضع في مالي، كما افادت وزارة الخارجية الجزائرية التي اقترحت 'حوارا' مع المتمردين في الشمال.
وخلال هذا اللقاء الذي جمع وفدا من الإتحاد الأوروبي بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية الأوروبية المعتمدة بالجزائر ركز الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل على 'الحفاظ على السلامة الترابية وسيادة مالي'، بحسب بيان للخارجية نشرته وكالة الانباء الجزائرية.
كما دعا مساهل الى 'تسوية مسألة الشمال من خلال تنظيم حوار مع المتمردين للتكفل بمطالبهم الشرعية والتكفل بالمسائل الانسانية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة'.
كما تمخض عن هذا اللقاء بين الجزائر و الإتحاد الأوروبي 'تقارب في وجهات النظر حول ضرورة إستكمال المسار الدستوري وتعزيز الهيئات الوطنية المالية والبحث عن حل سياسي لمسألة الشمال في إطار إحترام السلامة الترابية للبلاد'.
وكانت الحركة الوطنية لتحرير الازواد وتنظيما انصار الدين والقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قد استفادت من انقلاب عسكري حصل في 22 اذار/مارس لتسريع هجومها والسيطرة على منطقة شاسعة في شمال مالي.
ويقول حميد 'لم يقولوا لنا شيئا ونجهل كل شيء عن مصيرنا' ملخصا بذلك وضع مئات من الجنود الماليين هربوا مثله الى النيجر ويتواجدون بالقرب من نيامي امام انتشار المتمردين الطوارق والاسلاميين المسلحين في شمال مالي، وينتظرون الان معرفة مصيرهم.
ويضيف لفرانس برس 'كل ما بوسعنا القيام به هو ان نأمل وننام ونمارس الرياضة. ولا نعرف ما يخبىء لنا الغد'.
وفي الساقية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب العاصمة النيجيرية يعيش 400 الى 500 جندي مالي معظمهم من الطوارق منذ مطلع الشهر الحالي في خيم نصبت في منطقة عسكرية على ضفاف نهر النيجر.
ويقود الجنود الكولونيل الاجي اغ غامو الذي كان من اركان الجيش المالي في الشمال لكنه فر في نهاية اذار/مارس امام تقدم المتمردين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير الازواد. ومنذ شهرين تخضع المنطقة الشمالية لسيطرة مجموعات مسلحة: الحركة الوطنية لتحرير الازواد وحركة انصار الدين الاسلامية اللتان اعلنتا السبت توحيدهما وكذلك القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وكان الضابط المالي تموضع اولا مع رجاله في منطقة تقع غرب النيجر قرب الحدود مع مالي. وقبل الوصول الى نيامي تم نزع اسلحة عناصره بحسب مصدر امني نيجيري.
ويتولى دركيون نيجيريون حراسة المعسكر ويخطو حميد بضع خطوات امام المدخل. ويقول احد رفاقه 'الوضع ممل هنا. في الصحراء نشعر بحرية، هنا كاننا سجناء نريد الرحيل'. ويضيف 'يجب ان تصدر الاوامر من القيادات العليا'.
وعلى مسافة قريبة يتحاور جنود مع بائع البسة.
ومن الخارج نشاهد جنود يجلسون على الارض او يتمددون امام خيمهم، في حين يمارس اخرون الرياضة.
ويقول حميد 'لم يكن لدينا اي خيار سوى الفرار' لان خصومنا تفوقوا علينا بقوة اسلحتهم.
ولا يزال الجندي اغالي يرتدي لباسه العسكري ويتهم هذا الشاب البالغ العشرين من العمر الكابتن امادو هايا سانوغو منفذ انقلاب باماكو في 22 اذار/مارس، بانه مسؤول عن 'هزيمة مالي'.
ويقول 'لقد افسد كل شيء في مالي'. ويضيف 'في وقت تشيع الفوضى في باماكو يتقدم الاسلاميون في شمال مالي'.
ولانقاذ ماء الوجه، يؤكد الجميع انهم مستعدون للعودة الى الجبهة 'لمحاربة الاسلاميين'.
ولحميد خطة خاصة به ويقول 'بمساعدة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا اذا فتحنا جبهة انطلاقا من باماكو واخرى من الجزائر وثالثة من النيجر يمكننا استعادة الشمال بدعم جوي مكثف'. والنيجر التي كانت تواجه المتمردين الطوارق لم تعلن عن موقفها من وجود هؤلاء الجنود على اراضيها.
والجمعة رفض كولونيل مالي السماح لممثلي الاتحاد النيجيري للمنظمات التي تعنى الدفاع عن حقوق الانسان والديموقراطية بدخول المعسكر الذي اتوا لزيارته، رغم موافقة نيامي على ذلك.
وقال الضابط 'لسنا لاجئين اننا عسكريون ماليون!'.
ويقول كاني عبدالله منسق الاتحاد النيجيري للمنظمات التي تعنى الدفاع عن حقوق الانسان والديموقراطية 'آن الاوان لتوضح الحكومة النيجيرية وضع هؤلاء العسكريين'. وصرح لفرانس برس 'هذا الوجود يقلقنا'.
وفي نهاية اذار/مارس اعلن الكولونيل اغ غامو التحاقه بالحركة الوطنية لتحرير الازواد. وبعد ذلك اعلن ان ما قاله كان 'حيلة' للافلات من العدو. واستقبلته هذا الاسبوع السلطات الجزائرية التي تثير الازمة في مالي قلقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق