الأحد، 6 مايو 2012

الصوت الانتخابي الفرنسي ـ المغاربي قد يحسم الانتخابات لأول مرة في دولة غربية والمستفيد الاشتراكي هولند .نعمان عبد الله الشطيبي

الصوت الانتخابي الفرنسي ـ المغاربي قد يحسم الانتخابات لأول مرة في دولة غربية والمستفيد الاشتراكي هولند


من حسين مجدوبي: لأول مرة في انتخابات يشهدها العالم الغربي، تصبح الأصوات الانتخابية من أصل عربي حاسمة في اختيار رئيس دولة غربية، ويتعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري الأحد من الأسبوع الجاري. إذ تحول صوت الفرنسيين المغاربيين لصالح المرشح الاشتراكي فرانسوا هولند عاملا رئيسيا في حسم الفوز لصالحه على حساب الرئيس المؤقت ومرشح اليمين نيكولا ساركوزي.
ووفق متوسط التقديرات، يشكل الفرنسيون من أصل مغاربي ما يقارب خمسة ملايين بالأخذ بعين الاعتبار خمسة أجيال من الهجرة منذ استعمار فرنسا لدول المغرب العربي-الأمازيغي وخاصة الجزائر، والثلثين يحق لهم التصويت بسبب بلوغهم سن الرشد، أي أكثر من 18 سنة.
ويأتي في المركز الأول الفرنسيون من أصل جزائري ثم الفرنسيون من أصل مغربي وبعد ذلك التونسيين.
وخلال العشر سنوات الأخيرة كانت نسبة من الفرنسيين من أصل مغاربي تصوت لليمين، وكانت البداية مع التصويت المكثف للرئيس جاك شيراك في الجولة الثانية سنة 2002 لتفادي فوز مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبين بعد إقصاء المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان في الدور الأول.
وفي سنة 2007 صوتت نسبة كبيرة من الفرنسيين من أصل مغاربي لصالح نيكولا ساركوزي هربا من الحزب الاشتراكي الذي لم يفتح لهم الأبواب السياسية وقتها، بينما كان ساركوزي قد وعد بمنح مناصب إدارية رفيعة ووزارات للفرنسيين من أصل مهاجر. وتحقق ذلك من خلال تعيين نساء وزيرات في حكومته أبرزهن رشيدة الداتي.
وتبرز قناة فرانس 24 في موقعها في شبكة الإنترنت في ربورتاج أنه إضافة الى الصوت الانتخابي الفرنسي من أصل مغاربي هناك قضايا المغربي العربي التي حضرت بقوة في هذه الحملة الانتخابية التي تزامنت والربيع العبي. وتؤكد أن التونسيين غاضبين على ساركوزي لتردده في دعم 'ثورة الياسمين'، ولكن ساركوزي يجد دعما في ليبيا، لكن ليس في فرنسا مهاجرون من ليبيا، بينما الجزائر ترحب بوصول الاشتراكيين الى الرئاسة الذين تتفاهم معهم أكثر من اليمين، وتهتم موريتانيا بمعرفة السياسة المقبلة لفرنسا تجاه تنامي الإرهاب في منطقة الصحراء الكبرى.
ولا يشير الربورتاج الى المغرب، وإن كان الرأي السائد هو ميل الملك محمد السادس لصالح ساركوزي، إذ تميزت العلاقة بين اليمين والقصر المغربي بالحوار والتفاهم وكانت متشنجة خلال حكم الاشتراكيين بزعامة فرانسوا ميتران.
وحول ميول الأصوات الانتخابية للمغاربيين، تبرز مختلف وسائل الاعلام الكبرى مثل 'نوفيل أوبسيرفاتور' و'لوموند' و'ليبراسيون' أن الصوت المغاربي سيذهب أساسا الى المرشح الاشتراكي فرانسوا هولند في مجموعه بسبب موقف ساركوزي من الهجرة والإسلام خاصة في المناظرة التلفزيونية التي جمعته مه هولند وتلميحاته بعدم اندماج المهاجرين المسلمين، في إشارة غير مباشرة كذلك الى الفرنسيين من أصل مغاربي أو مسلم عموما.
وتبرز الأبحاث عن 90' من المغاربيين صوتوا لليسار عموما، ما بين 59' لهولند و23' لمرشح اليسار الراديكالي ميلنشون، بينما الباقي ساركوزي نسبة قليلة جدا صوتت كذلك للجبهة الوطنية، وهو أمر يثير الباحثين. وتبرز الأبحاث أن الفرنسيين من أصول مغاربية هم محافظون عموما، ولكن في فرنسا يصوتون لصالح اليسار.
وتختلف تقديرات الباحثين لتقييم النسبة المائوية للناخب الفرنسي المغاربي، والتقديرات تشير الى ما بين 6' الى 10' من مجموع الأصوات. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن هولند قد يفوز على ساركوزي بما بين 4' الى 6' من الفارق، وقتها سيكون الصوت الفرنسي من أصول مغاربية ليس فقط له وزن بل يحسم انتخابات رئاسية لأول مرة في تاريخ دول ة غربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق