السبت، 26 مايو 2012

لطيفة في سيرة موسى - عليه السلام



لقد كثر ذكر نبي الله موسى - عليه السلام - في القرآن الكريم، كما ورد له ذكر في السنة المطهرة، وليس المجال مجال بسط، وإنما هي إشارات. ومن خلال النظر في سيرته - عليه السلام - يتبين أنه من أولي العزم من الرسل، وأنه قد بلغ الكمالَ البشري من جهة القوة، والشجاعة، والثبات، ورباطة الجأش؛ كيف لا، وقد بعث إلى أعظم طاغية ذكر في القرآن الكريم ألا وهو فرعون. كيف لا، وقد عالج من أمة بني إسرائيل ما عالج؛ حيث كانوا على درك سحيق من العناد، والفساد، والخور، واللؤم. ولعل من أبرز ما جاء في شأن قوته، وشجاعته ما كان منه مِنْ فَقْأ عين المَلَكِ، ومحاجةِ أبيه آدم، وأخذِه برأس أخيه يجره إليه، وَوَكْزِهِ الرجلَ القبطي، ومواقفه العظيمة مع فرعون ومَلَئِه، إلى غير ذلك مما يدل على شجاعته المتناهية المتنوعة. ومع ذلك فإن المتأمل في سير الأنبياء في القرآن الكريم يرى أنه لم يُذْكَرِ الخوفُ في سيرة نبي كما ذكر في سيرة موسى - عليه السلام -، حيث ورد ذكر الخوف في سيرته في صيغ متنوعة، وسياقات مختلفة، منها على سبيل المثال قوله - تعالى - عنه: (إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى) (طه: 45) وقوله - تعالى -: (لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه:46) وقوله - تعالى -: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى) (طه: 67-68) وقوله - تعالى -: (لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى) (طه: 77) وقوله - تعالى -: (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ) (الشعراء: 21) وقوله - تعالى -: (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ) (القصص: 21) وقوله عن صاحب مدين لموسى: (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص: 25) وقوله عن موسى - عليه السلام -: (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) (القصص:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق