الأحد، 13 مايو 2012

الصحافي التونسي توفيق بن بريك يترشح لـ'نوبل' ويتهم السبسي والمبزع وعاشور بـ'سرقة الثورة من أصحابها'

الصحافي التونسي توفيق بن بريك يترشح لـ'نوبل' ويتهم السبسي والمبزع وعاشور بـ'سرقة الثورة من أصحابها'


فيما خرج توفيق بن بريك أشهر صحافي وشاعر عارض الرئيس التونسي المخلوع من صمته بعد انتظار له طال 3 أشهر، كشف من طبع أول كتاب في حياة بن بريك عن مخادعته بن علي طيلة 11 عاما أنقذ بفضلها كتابا للصحافي من الإتلاف.
وفي تصريح لـ'القدس العربي' الجمعة، قال محمد دريج صاحب المطبعة التي نشرت 'الآن أصغ إلي' أول كتاب يؤلفه بن بريك في حياته 'خدعت بن علي مدة 11 عاما بحالها بعد أن أوهمته أنني أعدمت كتاب بن بريك الأول في حياته. وحين فر بن علي ها انا أخرج الكتاب إلى النور أخيرا'.
ومنذ الرابع عشر من كانون الثاني/يناير الماضي تاريخ فرار بن علي، لاحظ المتابعون غياب توفيق بن بريك عن الأضواء وتوقفه عن الكلام بوسائل الإعلام. إلا أن أشهر كاتب وصحافي معارض لبن علي خرج من صمته الخميس ليعلن صدور كتابه الأول عن الثورة التونسية باللغة الفرنسية تحت عنوان 'تونس: الهجمة..'. ومن المفارقات أن صدر لبن بريك هذا الكتاب الأول له بعد الثورة في نفس اليوم مع أول كتاب له ألفه قبل الثورة وكان الرئيس المخلوع قد أمر بإتلاف نسخه فور طبعه عام 2000.
وروى دريج ناشر الكتاب لـ'القدس العربي' حكاية تلقيه أوامر من بن علي بإتلاف ذلك الكتاب بقوله 'في شتاء 2000 أتممت طباعة 'الآن أصغِ إلي' وفجأة حضر عدد كبير من أعوان البوليس ومعهم تعليمات بن علي بأن أعدم كل نسخ الكتاب فورا، فأبلغتهم باستجابتي إلى طلبهم لكني لم أنفذ ذلك'.
وتابع 'طلبت منهم أن أعدم نسخ الكتاب ليلا، لكن قبل حلول الليل وبدل إعدام الكتاب قررت 'سجنه'، حيث خامرتني فكرة سرعان ما نفذتها إذ ركبت لوحة كبيرة على احد الخزانات بداخل المطبعة بعد أن وضعت نسخ الكتاب فيها ودققت جيدا المسامير عليها'.
وقال 'في المساء الموعود تظاهرت أمام أعوان البوليس بحرق نسخ الكتاب بينما أنا لم أحرق وقتها سوى فضلات الطبعة وهكذا لم يتفطن أحد لاحتفاظي بالكتاب'.
وأضاف 'هذا السر لم أكشفه قبل ثورة 14 كانون الثاني/يناير لأحد، حتى للكاتب نفسه توفيق بن بريك، والآن يخرج الكتاب إلى النور ويعرف الجميع حكاية الكتاب الذي سجن في خزانة ما يزيد عن عقد من الزمن'.
وتابع دريج القول 'الأغرب من كل هذا أن هذا الكتاب ضم قصائد وخواطر لتوفيق بريك إنما تنبأ فيه بدقة في إحدى قصائده بقيام ثورة تونسية تصنع عهدا جديدا في شهر كانون الثاني/يناير تحديدا'.
وكان دريج يعني قصيدة 'غرة السنين.. جانفي ينجب جانفي' (جانفي هو شهر يناير) التي يقول بن بريك في أحد مقاطعها: 'الدم الملقى في الشارع الرئيس.. (يعني شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس الذي اجبرت مظاهرة 14 يناير بن علي على الفرار) والجبل والريف.. تحتسيه فوهة البديع..
جانفي يُنجب جانفي .. ومنه نتسلح بلا دين
أيها البديع.. هبْنا يوما مجيدا'.
وكان بن بريك عقد الخميس بالعاصمة تونس أول مؤتمر صحافي له بعد الثورة منتقدا ما وصفه بـ'سرقة الثورة التونسية على يد طغاة جدد مثل بن علي'.
وقال بن بريك للصحافيين 'كنت أحارب بن علي واحدا أما الآن فقد صعد الى دفة الحكم أكثر من بن علي واحد، وهم ليسوا ثوارا حتى يحكموا تونس فقد نصبوا أنفسهم بأنفسهم وسرقوا الثورة من الشباب والثوار الحقيقيين في بدو تونس ومدنها الداخلية'.
ووصف بن بريك رئيس الحكومة المؤقتة في تونس الباجي قايد السبسي ورئيس الدولة فؤاد المبزع وعياض بن عاشور رئيس مجلس تحقيق أهداف الثورة بأنهم 'ركبوا على الثورة وسرقوها وهم الذين لا صلة لهم بها بتاتا ولم يعارضوا يوما الدكتاتور بن علي'.
وقال 'لم نستعد إلى الآن لا جهاز الإعلام ولا القضاء ولا الحرية ولا الكرامة ولا حقنا في السعادة.. الثورة لم تكمل طريقها'، مضيفا 'لا بد من توحيد الصفوف حتى لا يسرق هؤلاء ثورتنا ويعيدوا إنتاج نظام بن علي ذلك أن رأس الدكتاتورية قد رحل لكن باقي جسدها مازال قائما في تونس'، حسب تعبيره. وتابع أن 'الشيء الوحيد الإيجابي الذي تحقق هو أن هذا الشعب نزع عنه أخيرا معطف الخوف ولذلك لن يصمت لهم'.

نوبل للآداب

من جهة أخرى علمت 'القدس العربي' أن عددا من الشخصيات الدولية المفوضة من طرف الهيئة المشرفة على جائزة نوبل للآداب قد قرروا ترشيح الكاتب بن بريك لنيل الجائزة لهذا العام.
وكان بن بريك بدأ مسيرته مع الكتب في عام 2000 حين كتب 'الآن أصغِ إليّ'، لكن بعد ذلك تلاحقت كتبه باللغة الفرنسية أو العربية أشهرها 'ضحكة الحوت' (رواية) و'لن أرحل' (رواية) و'بن بريك في القصر'(رواية) و'المنتحل' (قصة
شعرية) و'سكان تونس' (رواية) و'موعد في جهنم' (شعر) و'بـ..نَعْلي' (شعر) ، ليصل عدد كتبه في العقد الماضي إلى أكثر من 15.
وكان الرئيس التونسي المخلوع قد منع كل كتب بن بريك في تونس، وهو المعارض التونسي الوحيد الذي ذكره بن علي في خطاباته بالإسم أكثر من مرة منتقدا إياه، لكن مؤلفات بن بريك عرفت طريقها إلى النشر خارج تونس بفرنسا ولبنان ومصر والجزائر والمغرب وترجمت إلى العديد من اللغات.
ولم يسبق أن نال كاتب عربي جائزة نوبل من قبل سوى المصري نجيب محفوظ.
وأحرز بن بريك في السنوات الماضية على جوائز عديدة بينها جائزة الكاتب الأمريكي 'داشيال هامات' وجائزة 'المجتمع الحر' التي يسندها الرئيس الإيطالي وكان نالها من قبل الزعيم نلسون مانديلا وفاكلاف هافال، وجائزة الصحافة الجزائرية وجائزة أحسن إنتاج صحافي تونسي لسنة 1990 وجائزة منظمة 'هيومان رايتس ووتش' لمراقبة حقوق الانسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق