الأحد، 6 مايو 2012

رئيس الوزراء الجزائري يعتبر أن مقاطعة الإنتخابات .إعداد. نعمان عبد الله الشطيبي

رئيس الوزراء الجزائري يعتبر أن مقاطعة الإنتخابات
ستكون مطية للتدخل الخارجي... ويصف الربيع العربي بـ'الطوفان' المراقبون الاوروبيون بانتظار تسلم قائمة الناخبين.. وانتهاء حملة الانتخابات دون اهتمام المواطنين
2012-05-06


الجزائر ـ وكالات: حذر رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى السبت من أن أية مقاطعة كبيرة ستحصل لانتخابات البرلمان المقررة في 10 أيار/مايو الجاري ستكون مطية للتدخل الخارجي بالشؤون الجزائرية.
وقال أويحيى أمام عدد من أنصار حزبه التجمع الوطني الديموقراطي في تجمع انتخابي بالعاصمة الجزائرية إن 'الوضعية صعبة، إما أن نرفع ورقة المشاركة بالإنتخابات وإما سيرفعون مبدأ التدخل في الشؤون الداخلية باسم الديموقراطية'.
ودعا أويحيى الجزائريين إلى المشاركة بقوة في الإقتراع المقبل، وضرورة 'اليقظة' بخاصة مما يسمى بالربيع العربي. وقال 'إن الشعب الجزائري يجب أن يكون يقظاً.. فبعد تدمير العراق وتقسيم السودان وتكسير ليبيا وإدخال مصر في الفوضى جاء الدور الآن على مالي'، الجار الجنوبي للجزائر.
ورفض أويحيى تلقي الجزائر دروسا في الديمقراطية، متسائلا 'أين كان الغرب عندما كان الجزائريون يقتلون ويذبحون على يد الجماعات الإرهابية؟.
وانتقد بشدة دعاة مقاطعة الإنتخابات المقبلة، وخص بالذكر زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة حاليا عباسي مدني الذي دعا إلى مقاطعة الإقتراع من منفاه في قطر، قائلا 'هو يتنعم في قطر وينادي الى مقاطعة الانتخابات'.
إلى ذلك، وصف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري أبو عبد الله غلام الله دعاة مقاطعة الإنتخابات'بالمنافقين'.
وقال غلام الله في تصريح لإذاعة الجزائر الحكومية إن 'المتخاذلين هم من يدعون إلى المقاطعة وهم منافقون ولا يصح أن يبنى بهم المجتمع ولا تستطيع أن تعقد شراكة مع المنافق، والغياب عن الإنتخاب ليس موقفاً وإنما هو تهرب من المسؤولية لا يليق بالإنسان الذي يحترم نفسه'.
واعتبر أن 'الانتخاب واجب قبل أن يكون حقاً وهو يدخل في إطار طاعة ولي الأمر الذي دعا الشعب للانتخاب'.
كما اعتبر غلام الله دعوة الأئمة المصلين إلى المشاركة بالانتخابات مسألة 'طبيعية'، مشيراً الى أهمية أن يكون 'المسجد متناغما مع موقف الدولة الجزائرية لأنه مؤسسة من مؤسساتها'.
وانتهت منتصف ليل الاحد حملة الانتخابات التشريعية الجزائرية المقررة الخميس دون ان تحشد المهرجانات اعدادا كبيرة من الناخبين، بالرغم من الاصلاحات التي اعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتفادي 'طوفان عربي' وفق تعبير رئيس الوزراء احمد اويحيى.
عزوف الناخبين تبرزه صحيفة 'النهار' الصادرة الاحد دون اي اشارة الى الانتخابات في صفحتها الاولى بينما خصصت عنوانها الافتتاحي للانتخابات الفرنسية، وكتبت 'هولاند اخف الضررين' في اشارة الى مرشح اليسار فرانسوا هولاند.
اما صحفيتا 'الخبر' و'الشروق' الواسعتا الانتشار فاشارتا صراحة الى عزوف الجزائريين عن متابعة الحملة الانتخابية. وقالت 'الخبر' في مقال بعنوان 'الاحزاب تكلمت والحملة انتهت ومهمة الناخبين بدأت'.
واضافت 'اخرجت الاحزاب طيلة 21 يوما كل اثقالها ومع ذلك لم تصل حرارتها (الحملة الانتخابية) الى المواطنين بالشكل الذي يبعد عنهم الياس والقنوط'.
اما 'الشروق' فتحدثت في مقال بعنوان 'حضر الجميع وغاب المواطن' عن 'نتيجة واحدة تلخصت في فتور الحملة الانتخابية وبقائها محتشمة الى لحظة لفظ انفاسها'.
انطلقت الحملة الانتخابية في 15 نيسان/ابريل بعد سنة تماما من خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اعلن فيه اصلاحات سياسية بدأت بتعديل قوانين الاعلام والاحزاب والانتخاب وستنتهي بتعديل الدستور مع المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب) الجديد. وكان بوتفليقة يهدف باصلاحاته الى تفادي تداعيات 'الربيع العربي' الذي دق ابواب الجزائر من تونس المجاورة، لكنه انتقل الى ليبيا ومصر.
ومع مرور الشهور كسبت السلطة في الجزائر الثقة بان 'خصوصية الجزائر' التي عانت من حرب اهلية سببها العنف الاسلامي وراح ضحيتها مئتا الف قتيل، في منأى من ثورة تغيير النظام.
ووصف رئيس الوزراء الجزائري والامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي احمد اويحيى السبت، الربيع العربي 'ب الطوفان على العرب'، متحدثا عن 'احتلال العراق وتدمير ليبيا وتقسيم السودان وتكسير مصر'. ومنذ الاسبوع الاول واجه المرشحون للانتخابات التشريعية صعوبات كبيرة لجذب انتباه الناخبين المنشغلين اكثر بمشاكلهم الاجتماعية وبارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية.
واكثر من 21,6 مليون ناخب جزائري مدعوون لانتخاب 462 نائبا في المجلس الشعبي الوطني، اي بزيادة 73 نائبا عن المجلس المنتهية ولايته. ويتم الانتخاب بنظام القائمة النسبية.
وقال الباحث السياسي رشيد غريم لوكالة فرنس برس 'الجزائريون يتابعون الحملة الانتخابية دون الاهتمام بها، وهذا تصرف ليس بالمفاجئ لان خطاب المرشحين لم يأت بجديد'.
واكد غريم ان 'الاصلاحات السياسية التي ادت الى هذه الانتخابات لم تغير شيئا في الحياة اليومية للجزائريين المنشغلين اكثر بالمشاكل الاجتماعية التي القت بثقلها على الحملة الانتخابية'.
وفي عاصمة البلاد لم تبد في اخر يوم للحملة الانتخابية اي مظاهر تدل على قرب الانتخابات، وظلت لوحات نشر اعلانات الاحزاب خالية في يوم ممطر ساهم في تمزق مابقي ما كان موجودا منها. وتخشى السلطات ان يؤدي هذا 'الفتور' في الحملة الانتخابية الى نسبة مشاركة ضعيفة، رغم النداءات المتكررة من جميع المسؤولين واولهم رئيس الجمهورية للمشاركة المكثفة في الانتخابات. كما ان حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية العلماني (19 نائبا من 389 في المجلس الحالي) دعا هو ايضا الى مقاطعة الانتخابات لأنها 'لن تحقق التغيير'.
ولم تتجاوز نسبة المشاركة في آخر انتخابات تشريعية في 17ايار/مايو 2007 نسبة 35,67' وهي الاضعف في تاريخ الانتخابات البرلمانية في الجزائر. كما ان النتائج التي سيحققها الاسلاميون تعد احد رهانات هذه الانتخابات بالنظر لما حققه الاسلاميون في تونس والمغرب ومصر التي اطاح فيها الربيع العربي بانطمة تولت الحكم طيلة عقود.
واعلن الاسلاميون انهم سيفوزون بالانتخابات في حال عدم حصول تزوير بينما توقع الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (صاحب الاغلبية في المجلس الحالي) فوز حزبه بالاغلبية وعدم حصول الاسلاميين على اكثر من ثلاثين بالمائة من الاصوات.
اما وزير الداخلية دحو ولد قابلية فقطع الطريق امام الجميع واستبعد امكانية حصول اي حزب على 232 مقعدا في المجلس من اصل 462، اي 50' من المقاعد بزيادة مقعد واحد.
ولم يحصل المراقبون الاوروبيون الذين دعتهم الجزائر لمتابعة الانتخابات التشريعية في العاشر من ايار/مايو، على قائمة الناخبين التي طالبوا بها عدة مرات لدى السلطات الجزائرية، كما افاد الاحد مصدر دبلوماسي.
وقال المصدر لوكالة فرنس برس 'طلبنا قائمة الناخبين عدة مرات لكننا لم نحصل على رد الى اليوم'.
وكان خوسيه ايغناسيو سالافرانكا رئيس وفد المراقبين اكد في مؤتمر صحافي في 2 ايار/مايو انه التقى في نفس اليوم وزير الداخلية دحو ولد قابلية بخصوص القائمة الانتخابية التي يتهم البعض بانها 'مزورة'.
واوضح ان الوزير قال انه 'سيسأل عن القضية' واعطانا 'انطباعا ايجابيا'. وكان وزير الداخلية اعلن ان عدد الناخبين المسجلين في القائمة الانتخابية بلغ 21,6 مليون ناخب، بالنسبة لعدد سكان في حدود 37 مليون نسمة. وكانت صحيفة 'الوطن' افادت في 12 اذار/مارس نقلا عن مصادر قضائية ان محكمة ايليزي، جنوب شرق الصحراء الجزائرية، قررت شطب اسماء 1543 عسكريا من القائمة الانتخابية لهذه البلدية رغم قبول تسجيلهم من اللجنة الادارية في 29 شباط/فبراير'.
وكانت قضية مشابهة في تندوف، اقصى الجنوب الغربي الجزائري، اثارت جدلا بعد تسجيل 33 الف عسكري في القوائم الانتخابية بصفة جماعية وبعد انقضاء الاجال القانونية.
ووصفت رئيسة حزب العمال المعارض لويزة حنون ذلك بانه 'محاولة لتزوير الانتخابات'.
ووصل نهاية الاسبوع 60 مراقبا اوروبيا لمواكبة كل العملية الانتخابية في 48 ولاية (محافظة) تتكون منهاالجزائر الشاسعة بمساحة 2,4 مليون كيلومتر مربع.
وينتطر ان يصل عدد المراقبين الاوروبيين الى 150 يضافون الى مراقبي الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والامم المتحدة ويشكلون في المجموع 500 مراقب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق