الأحد، 6 مايو 2012

الجزائر: انتهاء حملة الانتخابات البرلمانية وسط تخوفات من ارتفاع نسبة المقاطعة إعداد. نعمان عبد الله الشطيبي

الجزائر: انتهاء حملة الانتخابات البرلمانية وسط تخوفات من ارتفاع نسبة المقاطعة
2012-05-06

الجزائر 'القدس العربي' ـ من كمال زايت: أسدل الستار أمس الأحد عن حملة الانتخابات البرلمانية في الجزائر التي دامت أكثر من ثلاثة أسابيع، جاب خلالها المرشحون وزعماء الأحزاب أرجاء البلاد من أجل إقناع المواطنين بالمشاركة في الانتخابات، والتصويت لصالحهم، وسط تخوفات من ارتفاع نسبة المقاطعة، رغم قلة عدد الداعين إلى عدم المشاركة في هذه الانتخابات.
وكانت الحملة الانتخابية قد شهدت فتورا وقلة اهتمام من طرف المواطنين، فالكثير من رؤساء الأحزاب اضطروا إلى إلغاء مهرجانات انتخابية، لأن القاعات فارغة أو شبه فارغة، بينما لجأت بعض الأحزاب لدفع مبالغ للشباب والمراهقين من أجل حضور المهرجانات الانتخابية، بدليل أن الكثير من الحاضرين في بعض التجمعات حملوا أعلام ورايات نوادي كرة القدم التي يشجعونها.
وتسابقت الأحزاب في إخراج المبررات والحجج لإقناع المواطنين بالتصويت في الانتخابات، فأحزاب السلطة مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، ركزت في خطابها الانتخابي على ما اعتبرته الأخطار الخارجية التي تهدد الجزائر، معتبرة أن المشاركة هي أفضل طريقة لسد منافذ الخطر.
من جهتها أحزاب التيار الإسلامي، التي تحالفت ثلاثة منها، هي حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح، في تكتل الجزائر الخضراء، رفعت شعار التغيير الهادئ عن طريق الانتخابات، آملة في أن يفتح الربيع العربي الطريق أمامها للفوز بالأغلبية في البرلمان القادم، وترى أن لا شيء سيحول بينها وبين الفوز إلا التزوير.
الأحزاب الجديدة وعددها 24 حزبا دخلت الساحة السياسية مباشرة للتنافس على الانتخابات البرلمانية، فأغلبيتها تفتقد للإمكانيات التي تجعلها قادرة على الوقوف في وجه الأحزاب العتيدة، مثلما هو الحال بالنسبة لحزب جيل جديد، الذي يقوده جيلالي سفيان، هذا الحزب فضل وضع الشباب في قوائمه، فيما وضع رئيسه نفسه في ذيل قائمة الحزب على مستوى العاصمة.
كما أن أغلبية الأحزاب الجديدة أثارت الدهشة والاستغراب لدى الشارع الجزائري، فيما يتعلق بمستوى أدائها، فرئيس حزب الكرامة مثلا، لم يجد ما يخاطب به الناخبين سوى إطلاق دعوة وهو يصرخ حتى بح صوته، في اتجاه ثلاثة لاعبين في المنتخب أعلنوا اعتزالهم اللعب دوليا، والغريب أن نشرة أخبار التلفزيون الحكومي اختارت هذا المقطع بالذات، وهو يترجى من اعتبر 'أنهم صنعوا مجد الجزائر'، في خلط واضح بين الجزائر وبين المنتخب الجزائري لكرة القدم.
حملة انتخابية أخرى دارت رحاها على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة على 'فايسبوك'، رواد هذا الموقع ترصدوا سقطات المرشحين والأحزاب، مثل احدى المرشحات التي كتبت تحت صورتها أنها حاصلة على 'شهادة دولة في التدليك'، وكذا مرشح آخر ظهر في الملصقة في لقطة أشبه بأفلام الكارتيه، حتى لقب بـ'بروسلي' الانتخابات البرلمانية، دون نسيان وزير الأشغال العامة عمار غول الذي ترشح على قائمة تكتل الجزائر الخضراء الإسلامي بالعاصمة، والذي وضع صورة خلفية للطريق السيار شرق غرب في ملصقته الانتخابية، وبعدما تزايد عدد المنتقدين واللائمين لاستغلال هذا المشروع في حملة انتخابية، طبع ملصقات أخرى، بعد أن حذف صورة الطريق السريع من خلفية الملصقة الانتخابية.
من جهتها السلطة لم تدخر جهدا من أجل إقناع المواطنين بضرورة الانتخاب، من خلال الخطب والتصريحات الرسمية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي دعا المواطنين أكثر من مرة للتوجه بكثافة لمكاتب الاقتراع، ووصلت الأمور إلى حد إطلاق بعض المشايخ مثل أبو بكر جابر فتاوى تحض على المشاركة في الانتخابات، واعتبار المقاطعين كالفارين يوم الزحف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق