في الاسبوع الماضي أعلن في واشنطن رئيس الوزراء
القطري ووزير الخارجية الامور التالية: ‘وفد الجامعة العربية يؤكد أن
الاتفاق (بين اسرائيل
والفلسطينيين) يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين على اساس خطوط 4 حزيران
1967، مع امكانية تبادل للاراضي طفيف، متساوٍ ومتفق عليه’.
كما قال المسؤول القطري ان ‘السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو خيار استراتيجي للدول العربية’. هذا ما قاله ليس أكثر وليس أقل. أما كيري، وزير الخارجية الامريكي فقد اثنى على هذه الاقوال وعلى تمسك الوفد بـ ‘مبادرة السلام العربية’ (من قمة الجامعة العربية في 2002).
الثناء في مكانه. فقد تحدثت المبادرة العربية عن انسحاب الى خطوط 4 حزيران 67، اما الان فمع أن وفد الجامعة العربية يتحدث عن انسحاب الى هذا الخط، الا انه يضيف أنه يحتمل تبادل طفيف للاراضي.
في واقع الامر فكرة تبادل الاراضي ليس فيها اي جديد، وقد بحث الفلسطينيون معنا في الماضي في هذه المسألة ولكن هذا بالفعل جديد في صيغة المبادرة العربية من العام 2002.
لكن بودي أن الاحظ والقي الضوء على ثلاث نقاط. الاولى هي أن عندنا في وسائل الاعلام قفزوا على الفور نحو أقوال المسؤول القطري وكتبوا بان ها هي الجامعة العربية أعربت عن موافقة مبدئية على ‘ابقاء الكتل الاستيطانية تحت الحكم الاسرائيلي، مقابل تلقي اراض بحجم متساوٍ للحكم الفلسطيني’. ما العمل، المسؤول القطري لم يقل هذا ولم يلمح بهذا. هذا تفسير اسرائيلي كله تفكير ينطلق من الرغبات (wishful thinking). هذه ظاهرة منتشرة وشر مريض، يوجد في داخلنا كمن يعطي أقوال الفلسطينيين تفسيرات مشوهة، او يتجاهل تماما ما يقوله الفلسطينيون ويتناقض مع ما يعتقد. فما الذي قصده المسؤول القطري بالضبط؟ صيغته هي بالطبع نتيجة مفاوضات مع وزير الخارجية الامريكي، ولكني لا اعرف ما قصده بالضبط. الواضح أنه تبادل للاراضي طفيف حول الحدود.
النقطة الثانية متعلقة برد الفعل الاسرائيلي. نحن نوجد اليوم في عالم ‘العاب التظاهر’، حيث تنسج الكلمات كالملابس الخيالية في ”. وفي كل مرة يقتل فيها في سوريا عشرات الاف اخرين من الناس، تصبح تنديدات كل متنوري الغرب وحقوق الانسان اكثر حدة، والمواساة للمذبوحين اكثر انفعالا؛ الرئيس اوباما يثني على ‘صمود’ بوسطن في وجه الشيشانيين؛ وممثل لبنان (اي ممثل دولة حزب الله) في وفد الجامعة العربية برئاسة المسؤول القطري ينشد هو ايضا أناشيد السلام كخيار استراتيجي للدول العربية. علينا أن ننخرط في لعبة التظاهر هذه وأن نكون جزءا من الجوقة!
لا ينبغي لدولة اسرائيل أن تفزع، لا ينبغي لها أن تتلعثم. عليها أن تأتي وتقول، بكل الابواق، شيئا بالاسلوب التالية: حسنا، نحن ايضا نرحب بالتقدم الهام. الى الامام، نحن ندعو رئيس وزراء قطر الى لقاء احتفالي لافتتاح المحادثات مع ابو مازن فيما أن الاساس هو ‘دولتان للشعبين’ (مع التأكيد على الشعبين، إذ أن العرب لم يذكروا أبدا هذه الكلمة). دولة اسرائيل لم تفوت اي فرصة للسلام، واللقاء الاحتفالي الاول سيكون في واشنطن في الايام القريبة القادمة. وكبادرة خاصة على شرف قطر وابو مازن ستفرج اسرائيل عن سجناء، وما شابه.
والنقطة الثالثة تتعلق بالدول العربية الاعضاء في الجامعة العربية. فهي، ظاهرا، تتعهد بتطبيع العلاقات مع اسرائيل بعد أن تنفذ كل ما هو مطلوب منها تجاه الفلسطينيين. وهذا يشبه بالطبع شخصا يطالبك بان تدفع له 10 مليون دولار، فقط بعد ذلك، بعد أن يكون كل المال في يده، سيبني لك البيت الذي وعدك به. ولكن دعنا من ذلك. في العام 2013، عن أي دول نتحدث؟عن سوريا؟ العراق؟ لبنان؟ ليبيا؟ الصومال (الذي ليس عربيا ولكنه عضو في الجامعة)؟ فهل يرى احد سفارة اسرائيلية في السعودية، في المستقبل المنظور؟ ان نحلم أمر مسموح به، ولكن مع الأقدام على أرض الواقع.
عاموس غلبوع
معاريف 7/5/2013
كما قال المسؤول القطري ان ‘السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو خيار استراتيجي للدول العربية’. هذا ما قاله ليس أكثر وليس أقل. أما كيري، وزير الخارجية الامريكي فقد اثنى على هذه الاقوال وعلى تمسك الوفد بـ ‘مبادرة السلام العربية’ (من قمة الجامعة العربية في 2002).
الثناء في مكانه. فقد تحدثت المبادرة العربية عن انسحاب الى خطوط 4 حزيران 67، اما الان فمع أن وفد الجامعة العربية يتحدث عن انسحاب الى هذا الخط، الا انه يضيف أنه يحتمل تبادل طفيف للاراضي.
في واقع الامر فكرة تبادل الاراضي ليس فيها اي جديد، وقد بحث الفلسطينيون معنا في الماضي في هذه المسألة ولكن هذا بالفعل جديد في صيغة المبادرة العربية من العام 2002.
لكن بودي أن الاحظ والقي الضوء على ثلاث نقاط. الاولى هي أن عندنا في وسائل الاعلام قفزوا على الفور نحو أقوال المسؤول القطري وكتبوا بان ها هي الجامعة العربية أعربت عن موافقة مبدئية على ‘ابقاء الكتل الاستيطانية تحت الحكم الاسرائيلي، مقابل تلقي اراض بحجم متساوٍ للحكم الفلسطيني’. ما العمل، المسؤول القطري لم يقل هذا ولم يلمح بهذا. هذا تفسير اسرائيلي كله تفكير ينطلق من الرغبات (wishful thinking). هذه ظاهرة منتشرة وشر مريض، يوجد في داخلنا كمن يعطي أقوال الفلسطينيين تفسيرات مشوهة، او يتجاهل تماما ما يقوله الفلسطينيون ويتناقض مع ما يعتقد. فما الذي قصده المسؤول القطري بالضبط؟ صيغته هي بالطبع نتيجة مفاوضات مع وزير الخارجية الامريكي، ولكني لا اعرف ما قصده بالضبط. الواضح أنه تبادل للاراضي طفيف حول الحدود.
النقطة الثانية متعلقة برد الفعل الاسرائيلي. نحن نوجد اليوم في عالم ‘العاب التظاهر’، حيث تنسج الكلمات كالملابس الخيالية في ”. وفي كل مرة يقتل فيها في سوريا عشرات الاف اخرين من الناس، تصبح تنديدات كل متنوري الغرب وحقوق الانسان اكثر حدة، والمواساة للمذبوحين اكثر انفعالا؛ الرئيس اوباما يثني على ‘صمود’ بوسطن في وجه الشيشانيين؛ وممثل لبنان (اي ممثل دولة حزب الله) في وفد الجامعة العربية برئاسة المسؤول القطري ينشد هو ايضا أناشيد السلام كخيار استراتيجي للدول العربية. علينا أن ننخرط في لعبة التظاهر هذه وأن نكون جزءا من الجوقة!
لا ينبغي لدولة اسرائيل أن تفزع، لا ينبغي لها أن تتلعثم. عليها أن تأتي وتقول، بكل الابواق، شيئا بالاسلوب التالية: حسنا، نحن ايضا نرحب بالتقدم الهام. الى الامام، نحن ندعو رئيس وزراء قطر الى لقاء احتفالي لافتتاح المحادثات مع ابو مازن فيما أن الاساس هو ‘دولتان للشعبين’ (مع التأكيد على الشعبين، إذ أن العرب لم يذكروا أبدا هذه الكلمة). دولة اسرائيل لم تفوت اي فرصة للسلام، واللقاء الاحتفالي الاول سيكون في واشنطن في الايام القريبة القادمة. وكبادرة خاصة على شرف قطر وابو مازن ستفرج اسرائيل عن سجناء، وما شابه.
والنقطة الثالثة تتعلق بالدول العربية الاعضاء في الجامعة العربية. فهي، ظاهرا، تتعهد بتطبيع العلاقات مع اسرائيل بعد أن تنفذ كل ما هو مطلوب منها تجاه الفلسطينيين. وهذا يشبه بالطبع شخصا يطالبك بان تدفع له 10 مليون دولار، فقط بعد ذلك، بعد أن يكون كل المال في يده، سيبني لك البيت الذي وعدك به. ولكن دعنا من ذلك. في العام 2013، عن أي دول نتحدث؟عن سوريا؟ العراق؟ لبنان؟ ليبيا؟ الصومال (الذي ليس عربيا ولكنه عضو في الجامعة)؟ فهل يرى احد سفارة اسرائيلية في السعودية، في المستقبل المنظور؟ ان نحلم أمر مسموح به، ولكن مع الأقدام على أرض الواقع.
عاموس غلبوع
معاريف 7/5/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق