خاص ـ "الديوان الملكي يؤكد خبر مجتهد عن سفر ولي العهد للمغرب.
وإذا يسر الله سأكتب لكم عن مستقبل العائلة بعد الملك عبد الله ومن الذي
ينوي "القفز"
على العرش".
وكان العاهل السعودي قد أناب، قبل
مغادرته المملكة العربية السعودية في اتجاه المغرب، ولي العهد بتسيير أمور
المملكة.
وجاء في بيان للبلاط الملكي "أنبنا بموجب أمرنا هذا صاحب السمو الملكي الأخ
الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح
الشعب
خلال فترة غيابنا عن المملكة."
وتداولت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر
فرنسية مطلعة دعوة ولي العهد السعودي الأمير سلمان لاجتماع للعائلة الحاكمة
في
العربية السعودية يومي 31 آب/أغسطس والأول من أيلول/سبتمبر، خلال الفترة
التي كان
عاهل البلاد يقضي فيها عطلته الصحية في الدار البيضاء بالمغرب.
وعلقت وسائل الإعلام على الاجتماع
النوعي الذي دعا إليه الأمير سلمان الأمراء وأعضاء العائلة الحاكمة،
باعتباره
استباقا لمرحة ما بعد الملك عبد الله، وتحضيرا عائليا قبليا لخلافة العاهل
الحالي،
خصوصا في ظل توارد الأنباء والتقارير عن الوضع الصحي الحرج لعاهل البلاد
الملك عبد
الله.
وكتب "مجتهد" على "تويتر"،
والذي لا يستبعد المراقبون أن يكون عضوا مقربا جدا من الأسرة الحاكمة أو من
أجهزة
الدولة، أن هناك تخوفا لدى المسؤولين في المملكة من تدهور صحة الملك عبد
الله،
وأنه تم تزويد طائرته في عودته من المغرب بتجهيزات طبية إضافية ويجري
مراجعة صحته
يوميا الآن. وأضاف "مجتهد" أن التقارير الطبية تحذر من تطورات فجائية في
صحة الملك.
ويأتي الاجتماع الذي دعا إليه الأمير
سلمان في ضوء إدراك العائلة المالكة في السعودية لخطورة تداعيات تعيين ولي
العهد،
في نسختيه الأخيرتين، الأولى مع الأمير نايف والثانية مع الأمير سلمان، على
استقرار الوضع في المملكة خصوصا مع التأثير الذي تفرضه رياح الربيع العربي
والقلاقل التي قد تثيرها بعض القضايا الأمنية في شرق المملكة.
وفضلا عن حساسية قضية الخلافة في
المملكة، والتي لا محالة سيكون لها انعكاسات في الداخل والخارج، بالنظر
لثقل
السعودية على المستوى العربي والإقليمي والدولي.. فإن عوامل أخرى اجتماعية
وطائفية
سيكون لها تأثير في المستقبل القريب للمملكة.
في هذا السياق كتبت الباحثة "كارين
إليوت هاوس" في كتابها: "الشعب والتاريخ والدين: بين الأخطاء والمستقبل"
تقول إن أكبر تحدي سيواجهه الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية هو
تحدي
المملكة السعودية إن حدثت فيها ثورة تقضي على حكم الأسرة الحاكمة فيها.
وتعدد الكاتبة الأسباب والعوامل
المساعدة على الثورة في العربية السعودية، منها الجوانب الديموغرافية مع
ارتفاع
نسبة الشباب في المملكة وعدم مسايرة المستوى المعيشي لذلك. وتقدم الباحثة
أرقاما
لذلك، منها أن 60 في المئة من السعوديين هم من الشباب تقل أعمارهم عن 20
سنة،
وأغلبيتهم لا أمل لهم في الحصول على وظيفة، وأن 60 في المئة من السعوديين
لا حظ
لهم في امتلاك مسكن، و40 في المئة منهم يعيشون تحت عتبة الفقر.
في المقابل يتمتع أفراد العائلة
المالكة، من 25 ألف أمير وأميرة من نظام للريع والامتيازات، حيث لكل منهم
ممتلكات
وعقارات وأراض ويتقاضون رواتب.
وتورد الباحثة عاملا آخر لعدم
استقرار المملكة هو ما أسمته بالعنصرية بين المناطق، حيث ينظر أهل الحجاز
ومنطقة
الشرق والشيعة إلى الوهابية باعتبارها نظاما مفروضا عليهم من قبل أهل نجد.
كما
تشير إلى وضع المرأة السعودية والتمييز الجنسي التي تعانيه والذي يقف حجرة
عثرة
أمام تطورها وإسهامها في بناء المجتمع السعودي.
وتخصص الباحثة حيزا هاما للعوامل
السياسية، منها رياح الربيع العربي التي تدعو السعوديين إلى أمل في نظام
آخر
ديمقراطي بديل، ومنها كذلك الصراع على السلطة داخل النخبة الحاكمة، مشيرة
في ذلك
إلى ما حصل في الدولة السعودية من قبل في أواخر القرن التاسع عشر، والأثر
الذي
حلفته الصراعات على السلطة.
بيد أن خطر الفوضى يبقى قائما،
ومصدره قد يكون بعيدا عن الصراعات داخل آل سعود، كانتفاضة تيارات دينية غير
راضية
على التحالف القديم مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق