الأربعاء، 1 مايو 2013

كانت الحركة الوهابية تعتبر التعاون مع الدولة العثمانية “الكافرة” والولاء لها ناقضاً من نواقض الإيمان.لم يمانع أحد قادتها وهو الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود في التحالف مع الاستعمار البريطاني الزاحف على الشرق الأوسط في الحرب العالمية الأولى، ضد الدولة العثمانية

بينما كانت الحركة الوهابية تعتبر التعاون مع الدولة العثمانية “الكافرة” والولاء لها ناقضاً من نواقض الإيمان، لم يمانع أحد قادتها وهو الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود في التحالف مع الاستعمار البريطاني الزاحف على الشرق الأوسط في الحرب العالمية الأولى، ضد الدولة العثمانية التي كان يتولى الإمارة من قبلها على نجد. ومع ذلك لم تمانع الحركة الوهابية الجديدة من التعاون معه والعمل في جيشه تحت شعار تكفير الدولة العثمانية والشعوب العربية المجاورة، والتحول إلى أداة طيعة في يد ابن سعود لاحتلال مزيد من الأراضي والبلاد والعباد. وما أن كاد ابن سعود ينتهي من تحقيق أهدافه التي رسمها له الانجليز حتى اصطدم بقوات (الإخوان) الوهابية واستعان بالانجليز على قمعها وإخضاعها والقضاء عليها. كما استعان برجال الدين الوهابيين لتغطية عملية القمع باتهامهم بالخروج على الإمام.
وفي حين لم يقض ابن سعود على الوهابية تماماً، بعد تلك الضربة، فإنه لم يعد يلتزم بشعاراتها ولا ببرامجها العسكرية، وحافظ على الحدود التي رسمها له الانجليز في معاهدة دارين 1915م ومعاهدة جدة 1927م، واستطاع أن يدجن الوهابية في مؤسسةٍ دينيةٍ رسميةٍ تابعةٍ له تحقق له قدراً كبيراً من السيطرة الثقافية والسياسية في المملكة الجديدة التي أنشأها في نجد والأحساء والحجاز وتوابعها. ومع أنه عدل من خطاب الوهابية الرسمي بما يجنبها من تكفير عامة المسلمين، مما سمح لها بالعمل فيما بعد في أطر المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وما إلى ذلك، إلا أن نغمة التكفير ظلت تتردد على ألسن بعض كبار العلماء الوهابيين بين الفينة والأخرى وخاصة تجاه الطائفة الشيعية، مما حرم الشيعة في المملكة العربية السعودية من ممارسة حقوقهم الإنسانية والسياسية وأبعدهم عن المشاركة في السلطة أو المطالبة بنظام الشورى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق