الخميس، 31 يناير 2013

استمرار الاشتباكات بالقاهرة.


عرف المشهد السياسي المصري تطورات متلاحقة امس مع اعلان الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني مبادرة جديدة لكن مشروطة للحوار الوطني مع الرئيس محمد مرسي، ما اثار امالا حذرة بانفراج الأزمة، وموافقة حزب النور السلفي على كافة مطالب جبهة الانقاذ المعارضة ماعدا الانتخابات الرئاسية المبكرة، ما ادى الى اضعاف 'الاخوان' وموقفهم الرافض لتشكيل حكومة انقاذ وطني، بينما استمرت الاشتباكات الدموية في وسط القاهرة وسط انباء عن وقوع قتيلين، وانهار رسميا حظر التجوال الذي فشل النظام في فرضه في مدن القناة، بإعلان 'تقليصه'.
وقال البرادعي في مبادرته: ان وقف العنف هو الأولوية الآن وان بدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الإنقاذ وفي مقدمتها تشكيل حكومة إنقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور. وأضاف في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر 'نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد'.
وتباينت ردود الأفعال على مبادرة البرادعي، حيث تمهلت جماعة 'الاخوان' في الرد عليها حتى عودة مرسي من المانيا بعد اختصار زيارته الى عدة ساعات فقط بسبب الاحداث. واكتفى المتحدث الرسمي باسم الجماعة، بالقول ان الجماعة تدعم أي حوار جاد، وأي مبادرة تعمل في مسار يؤدي إلى إنهاء حالة العنف والبلطجة الموجودة في البلد من قبل البعض.
لكن كارم رضوان، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، وعضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين علق على دعوة البرادعي، قائلا: 'إحنا في دولة مؤسسات وليس عزبة وشعبها يحترم الرئيس، وكان عليك الذهاب إلى الحوار من قبل'.
من جانبه، أكد يسري حماد، القيادي بحزب الوطن السلفي، أن الحزب يرحب بأي دعوة للحوار الوطني، ولكنه لا يتفهم كيف يدعو الدكتور محمد البرادعي لحوار مع رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي ووزيري الدفاع والداخلية والأحزاب الإسلامية وجبهة الإنقاذ الوطني، فما الهدف من إقحام العسكريين فى الاجتماع؟. وقال الدكتور كمال الهلباوي القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، إن مبادرة الدكتور محمد البرادعي ببدء حوار جاد بين الرئيس مرسي وجبهه الإنقاذ الوطني وجماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفي وبحضور وزيري الدفاع والداخلية تضاف لعدد من المبادرات التي طرحتها القوى الوطنية لوقف العنف وبدء حوار وطني جاد وتم تجاهلها من جانب الرئاسة.
واعتبر مراقبون ان مبادرة البرادعي تشير الى رغبته في وضع الكرة في ملعب الرئيس، باشتراط حضور وزير الدفاع الذي كان حذر من انهيار الدولة في تصريح نادر قبل يومين، وكذلك باشتراط تشكيل حكومة الانقاذ التي وافق عليها السلفيون بالفعل، ما ترك 'الاخوان' معزولين في رفضهم لها.
وكان عدد من قيادات جبهة الانقاذ عقدوا ظهرالاربعاء اجتماعا مع قيادات حزب النور السلفي اتفقوا خلاله على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعيين نائب عام جديد و لجنة يتفق عليها لتعديل مواد الدستور محل الخلاف. واكدوا على حيادية واستقلالية مؤسسات الدولة ولجنة تحقيق قضائية في الأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة.
وفي برلين اشترطت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ضمانات استقرار ومحادثات سياسية شاملة لتقديم المساعدات لمصر بما في ذلك تشجيع الاستثمارات والسياحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق