الأربعاء، 23 يناير 2013

استمرار الاشتبكات في حمص لليوم الثالث يخلف 23 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى


قتل 23 جنديا ومسلحا مواليا للنظام السوري وجرح العشرات غيرهم خلال ثلاثة ايام من المعارك مع مقاتلين معارضين في مدينة حمص في وسط سورية، غداة مقتل 42 شخصا مساء الاثنين في تفجير انتحاري استهدف مبنى يضم عناصر من اللجان الشعبية الموالية للنظام السوري في بلدة السلمية في محافظة حماة بوسط سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. واكد مصدر رسمي سوري ان 'التفجير الارهابي الانتحاري تسبب بمقتل العشرات'.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان 'وردت معلومات من مشفى حمص العسكري تفيد بمقتل وجرح ما لا يقل عن 130 عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة خلال الايام الثلاثة الفائتة'.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في وقت لاحق انه تم التعرف على 23 من القتلى، الا انه رجح ان يكون عدد القتلى اكبر.
واوضح ان القتلى سقطوا في معارك عنيفة في غرب المدينة التي عرفت اول فصل من المعارك الدامية في النزاع السوري بعد اشهر على بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار (مارس).
وتتركز الاشتباكات بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة في منطقتي السلطانية وجوبر في غرب المدينة.
وقال عبد الرحمن ان 'غرب حمص منطقة استراتيجية لانها محاذية للطريق السريع الذي يربط دمشق بالساحل، وهي مفتاح الوصول الى العاصمة، والحركة التجارية، والسلاح الذي يدخل سورية عبر البحر المتوسط'.
ويقول ناشطون على الارض ان العمليات العسكرية عادت تتمحور حول حمص وريفها.
وقال الناشط الاعلامي عمر شاكر في اتصال هاتفي من سورية بوكالة فرانس برس 'لم يوجه النظام ضربات الى اي منطقة سورية بالقسوة نفسها التي ضرب فيها حمص'.
واضاف ان 'النظام يركز قوات في مناطق في غرب حمص يريد استعادة السيطرة عليها' وتشكل صلة الوصل بين العاصمة والمنطقة الساحلية.
كذلك، وقع انفجار في حي دمر الراقي في شمال غرب دمشق اوقع ضحايا، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الانفجار نتج من عبوة ناسفة. وافاد شهود انه احدث دويا كبيرا.
وفي دمشق ايضا، افاد المرصد ان 'احياء العسالي والمادنية والحجر الاسود والتضامن (جنوب) تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية. كما سقطت قذائف عدة على مخيم اليرموك (جنوب) فيما دارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على اطراف المخيم'.

دمشق تتهم تنظيم القاعدة

الى ذلك اتهمت دمشق الثلاثاء تنظيم القاعدة في سورية بتنفيذ التفجير الانتحاري في وسط البلاد الذي اودى امس بحياة العشرات مجددة اتهامها لجارتها تركيا بفتح ابوابها 'لكل ارهابيي العالم' لدخول سورية 'دون قيد او شرط'.
وذكرت وزارة الخارجية في رسالتين متطابقتين وجهتهما الى رئيس مجلس الامن وامين عام الامم المتحدة ان 'المجموعات الارهابية المسلحة وفي مقدمتها تنظيم القاعدة في سورية +جبهة النصرة+ استمرت بتنفيذ عملياتها الارهابية الاجرامية وذلك من خلال قيامها بعمل ارهابي جبان اخر نفذه انتحاري ضد المواطنين الامنين بتاريخ 21 كانون الثاني (يناير) في وسط مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة'.
واسفر الانفجار بحسب الخارجية عن مقتل 32 مواطنا واصابة عشرات من المواطنين بينهم أطفال ونساء وتدمير المشفى الوطني في السلمية واخراجه عن الخدمة، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم ان حصيلة ضحايا التفجير ارتفعت الى 42 قتيلا، هم عناصر من اللجان الشعبية ومدنيون بينهم نساء واطفال.
واشار الى ان 'العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود اشلاء'.
وبث المرصد شريط فيديو التقط بعد الانفجار الذي نفذه انتحاري في السلمية يظهر فيه اشخاصا متجمعين حول المبنى المستهدف والذي دمر بشكل شبه كامل.
وملأت الانقاض الطريق الممتد امام المبنى، بينما بدا الناس في حالة ذهول ووجوم.
واكدت الرسالتان بحسب النص الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان 'هؤلاء الارهابيين الذين يتباهون بأنه لا جنسية ولا هوية لهم، يتدفقون بشكل أساسي عبر بعض دول الجوار وعلى الاخص من تركيا التي فتحت أبوابها لكل ارهابيي العالم للدخول الى سورية دون قيد او شرط'.
واشارت الى ان الحكومة التركية 'تزودهم بكل الاسلحة التى يستخدمونها للاعتداء على الشعب السوري وارتكاب الاعمال الارهابية فيها'.
وجددت دمشق مطالبتها مجلس الامن بـ'ادانة هذه الاعمال الارهابية في سورية واينما حدثت في اي مكان من العالم'. كما طالبت 'الدول التي تعيق مجلس الامن عن الاضطلاع بمهامه ومسؤولياته بالتراجع عن هذه المواقف التي لا تخدم الامن والسلم'.
اشتباكات بين المعارضة والاكراد
شمال شرق سورية

وكان المرصد تحدث في وقت سابق عن مقتل 112 شخصا في غارات جوية وقصف ومعارك في سورية، لا سيما في منطقة دمشق وفي محافظات الرقة وحلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) وحمص (وسط)، في وقت سجلت مواجهات مسلحة بين مقاتلين اكراد والقوات النظامية في احدى مناطق الحسكة واخرى بين المقاتلين الاكراد ومجموعات مسلحة معارضة في منطقة اخرى من المحافظة نفسها.
وقال ناشطون الثلاثاء ان 56 شخصا عل الاقل قتلوا في اسبوع من الاشتباكات في شمال شرق سورية بين معارضين مناهضين للحكومة وأفراد من الاقلية الكردية التي تعرضت للقمع طويلا والتي استغلت الحرب الاهلية في محاولة للحصول على حكم ذاتي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يجمع تقارير عن العنف في سوريا من ناشطين محليين الثلاثاء ان معارضين مناهضين لدمشق يستخدمون دبابات ومدافع مورتر ضد قوات كردية.
وفي حادث منفصل قال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان 42 شخصا على الاقل بينهم نساء واطفال قتلوا عندما انفجرت سيارة ملغومة تستهدف ميليشيا مؤيدة للحكومة مساء الاثنين في بلدة سلمية التي تقع الى الشرق من مدينة حماة.
وبينما يقاتل معارضون القوات الحكومية في الغرب والجنوب استغل الاكراد الذين يشكلون نحو عشرة بالمئة من السكان الفراغ لانشاء مدارس ومراكز ثقافية كردية حرموا منها طويلا خلال حكم حزب البعث وتشكيل شرطة وميليشيات مسلحة.
لكنهم بقوا بعيدين عن المعارضين ومعظمهم من الاسلاميين السنة خوفا من عدم احترام هؤلاء لطموحاتهم في حكم ذاتي في منطقة تضم جزءا من احتياطيات مهمة في سورية تشير تقديرات الى انها تبلغ 2.5 مليون برميل من النفط الخام.
وقال المرصد ان مقاتلي وحدات الدفاع عن الشعب الكردي اشتبكوا الثلاثاء مع عدة مجموعات من المعارضة في مدينة رأس العين في محافظة الحسكة بشمال سورية.
وهذا القتال جزء من الخطوط الطائفية والعرقية العديدة التي منعت ظهور حركة متسقة واحدة تحاول الاطاحة بالرئيس بشار الاسد منذ ان حمل المعارضون السلاح بعد حملة الحكومة ضد احتجاجات سلمية في اذار (مارس) عام 2011.
ومنذ ذلك الحين تحول الصراع الى حرب اهلية شاملة قتل فيها أكثر من 60 الف شخص واضطر 650 الفا الى الفرار من البلاد ونزح أكثر من مليون شخص داخل سورية.
وأظهرت لقطات فيديو وضعت على الانترنت رجالا ونساء يتجمعون في شارع تناثر فيه حطام ما وصفه المرصد بأنه موقع الانفجار في بلدة سلمية. وقال المرصد ان بعض الجرحى في حالة حرجة.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان الانفجار نتج عن مهاجم انتحاري وان أكثر من 25 شخصا قتلوا.
ولا يمكن لرويترز التحقق من مثل هذه التقارير من داخل سورية لان الحكومة تفرض قيودا صارمة على دخول وسائل الاعلام المستقلة. 
sihamabdellah.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق