الخميس، 24 يناير 2013

باريس .بعد اسبوعين على التدخل في مالي: فرنسا تستمر بدون دعم عسكري غربي وودعم اماراتي قطري من قوادي امريكا



مر أسبوعان على تدخل فرنسا في شمالي مالي وتجد باريس نفسها في موقف حرج للغاية بسبب الدعم السياسي الغربي الذي لم يتحول الى دعم مادي في شكل مساعدات عسكرية بالعتاد والجنود بل وصل الأمر الى أن البنتاغون طلب من فرنسا تأدية مصاريف الطائرات الأمريكية التي نقلت الجنود الفرنسيين الى مالي.
ويستمر الجدل في فرنسا حول الدعم الغربي المحدود للغاية، وبدأ يترتب عنه نقاش بين اليمين واليسار يهدد وحدة الصف السياسي التي أبان عنها الحزب الاشتراكي الحاكم وحزب اتحاد الحركة الشعبية المتزعم للمعارضة.
وتكتبت جريدة 'لوموند' في عددها الصادر اليوم الخميس وكعنوان رئيسي أن 'دعم الاتحاد الأوروبي لفرنسا في تدخلها في مالي يبقى محدودا'.
واستعرضت جريدة 'لوموند' الدعم السياسي الأوروبي الذي لم يجد ترجمة في أرض الواقع سوى من خلال بضع مساعدات محدودة للغاية لم تتعد طائرات شحن ومروحيتين عسكريتين ساهمت في هذا بريطانيا وبلجيكا والدنمرك. وتبرز الجريدة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتفادى الملف المالي بل هناك من لا يبدي طمأنينة وثقة في سياسة فرنسا في منطقة الساحل.
ومن ضمن الدول التي تعرضت للنقد غير المعلن من طرف حكومة باريس، اسبانيا وإيطاليا، إذ تعتبر فرنسا أنها وقفت مع البلدين في مواجهة الأزمة المالية وخاصة في مواجهة حليفها الرئيسي المانيا التي كانت تتحفظ على المساعدات، كما ان باريس نسقت مع روما ومدريد في عدد من الملفات العسكرية الشائكة في الخارج ومن ضمنها أفغانستان ولبنان، ولكن الآن يتماطل البلدان في تقديم الدعم العسكري.
وتكتب لوموند أن موقف اسبانيا الأكثر إثارة بحكم أنها دولة مهددة بالإرهاب وتعرضت لتفجيرات 11 اذار (مارس) من سنة 2004 ولكنها الآن لا تبدي حماسا في مواجهة القاعدة في الساحل.
والمثير هو ما أوردته جريدة 'لوفيغارو' الفرنسية أمس الأربعاء بأن الأمريكيين يبدون إعجابا لقرار فرنسا التدخل السريع في مالي دون التعرض للضغط السياسي والجدل الذي تعرفه الولايات المتحدة في مثل هذه المناسبات الصعبة، لكنها تؤكد أن البنتاغون طالب فرنسا بمصاريف إيجار طائرات نقل الجنود، وهو أمر يحدث نادرا بين الدول الغربية.
في غضون ذلك، يطفو الى السطح النقاش حول فاتورة التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي. في هذا الصدد، استبعد وزير الدفاع جان إيف لودريال في تصريحات لإذاعة إير تي إل تقديم فاتورة معينة ولكنه تعهد بالكشف عن جميع الأرقام بكل شفافية. وفي أحسن الحالات، لن يكون يكلف التدخل فرنسا خلال شهرين اقل من 300 مليون يورو، إذ أن بعض الصواريخ المستعملة في هذا التدخل وهي 'آ آ إس إم' تكلف 350 ألف يورو للصاروخ الواحد في حين أن كلفة ساعة واحدة من الطيران لطائرة رافال دون استعمال أي سلاح هي 14 ألف يورو للساعة.
وتخصص باريس سنويا 630 مليون يورو سنويا لعملياتها العسكرية في الخارج، وقد تعوض حرب مالي حرب أفغانستان، وهذا يعني أن فرنسا لديها الآن المال لمصاريف الشهور الأولى، ولكن إذا استمرت الحرب ستجد نفسها في وضع مالي محرج للغاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق