الاثنين، 2 يوليو 2012

مرسي الحائر بين الإعجاب بعبدالناصر وكراهيته له.. مبارك يهلوس ويطالب بطرد الإخوان من القصر الجمهوري



أهم وأبرز ما في صحف مصر السبت والأحد، كان عن الخطابات الثلاثة التي ألقاها الرئيس الجديد محمد مرسي، وحلفه اليمين ثلاث مرات، وهي المرة الأولى في تاريخ رؤساء الجمهورية في العالم التي يؤدي فيها رئيس يمين القسم اكثر من مرة، صحيح ان النص القانوني للقسم واحد لم يتغير،أما ما سبقه وما تلاه في مرتين فقد كان يتناقض مع القسم والالتزام بالقانون والدستور في أول خطاب له بميدان التحرير، استغل الفرصة ليخيف المجلس العسكري- ويظهر في صورة الزعيم الشعبي وكنت ألمح من خلال مراقبتي لأداءه وحركاته ان شبح خالد الذكر يطارده، ما بين اعجاب به لا يريد إظهاره وأمنية بأن ينال مكانته الشعبية وما بين شعور بالكراهية له والرغبة في الانتقام منه، وقد أفلتت منه عبارة دالة على ذلك عندما ذكر الستينيات - وأردفها بتعليق ساخر، وما أدراك ما الستينيات، وهي العبارة التي سيدفع ثمنها بالتأكيد، لمحاولته إشعال خلاف وصراع انتهى، ليعيد تجربة السنة والشيعة، وان كان قد حاول في خطابه الثالث بجامعة القاهرة يوم السبت ان يؤكد انه سيعمل بالعودة بمصر الى مكانتها التي كانت عليها أيام ما أدراك ما الستينيات عندما قال بالنص: ااننا سوف نبني مصر القوية ونعيد تشكيل منظومة أمنها القومي بما يتفق مع قدرات مصر الصلبة والناعمة ونقلها الحقيقي في الدوائر العربية والإسلامية والإفريقية والدوليةب.
أي يتمنى أن يرتبط اسمه بإعادة مكانة مصر التي كانت عليها أيام ما أدراك.
المهم ان خطابه في التحرير كان مزيداً من إخافة المجلس العسكري وإثارة رعبه مستنداً إلى المتظاهرين ضد ما يعتبره تقييداً لسلطاته، وخطابه أمام أعضاء مجلس الشعب المنحل، ومجلس الشورى وشخصيات عامة كان يحمل تحريضاً ضد المجلس العسكري والمحكمة الدستورية عندما قال بالنص: 'ان المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورهاب. وهو ما يعني عدم الاعتراف بحكم المحكمة الدستورية العليا حل مجلس الشعب، وتحدي الإعلان الدستوري المكمل، بينما كان قبل ساعات فقط يؤدي القسم أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية معلناً التزامه بالدستور والقانون، وبعد جامعة القاهرة أقيم حفل عسكري لتسليمه السلطة، وفي جميع الخطابات أشاد بالجيش، وعلى كل حال، فباستثناء تورطه في عبارة - الستينيات وما أدراك ما الستينيات - فإنه حاول إرضاء الجميع، المتظاهرين والأقباط ودعاة الدولة المدنية والدينية والجيش، ومعارضي الإخوان وأمريكا والاتحاد الأوروبي، بعد أن تأكد أنه لن يتمكن من إكمال مدته، أو تركه يعمل في سلام إذا اصطدم بأي قوة، وبالتالي عليه إرضاء الجميع، ولكن، كيف؟ وهل هذا ممكن؟ الأيام القادمة ستكشفه، خاصة عندما تبدأ عملية تشكيل الوزارة. وإلى بعض مما عندنا:

مرسي ادى اليمين امام
مشفى المعادي ليسمعه مبارك

أما الظاهرة الملفتة فهي تلك الترتيبات التي تظهر آيات الله عندما يريد ضرب الأمثلة على انه يمهل ولا يهمل، فقد أراد المجلس العسكري إنقاذ مبارك بنقله من مستشفى سجن مزرعة طرة الى مستشفى المعادي العسكري، حتى لا يأتي شفيق يا راجل ان نجح في الانتخابات ويتحرج من نقله، أو يأتي مرسي ولا يخرجه من السجن، وفي نفس الوقت ظل مرسي مترددا في المكان الذي سيؤدي فيه القسم، وعلى طريقة، خدوا واحد، وانتم كمان واحد، وأنتم، ادى القسم في التحرير وفي جامعة القاهرة وأمام المحكمة الدستورية التي يواجه مبناها مستشفى المعادي، ليسمعه مبارك، وقد نشرت جريدة اروزاليوسفب يوم الجمعة تحقيقاً لزميلنا توحيد مجدي جاء فيه: اكشف مصدر مقرب من عائلة الرئيس المخلوع مبارك أن أطباء المركز الطبي العسكري بالمعادي، أخبروا الأسرة بأن مبارك يهزي منذ أكثر من ثلاثة أيام ويطالب أطباءه بأشياء تعود لوقت رئاسته للجمهورية وأنه طلب منهم عدة مرات ان يطردوا الإخوان من القصر الجمهوري فورا، وأن يودعوهم السجون حتى يعود للقاهرة، بينما تشعر قرينته سوزان ثابت بالحرج الشديد من تصرفات مبارك التي تبدو مثل عناد الأطفال في بعض الأحيان، وأنها شددت على الأطباء عدة مرات ألا يكشفوا لأي جهة كانت الحالة التي يوجد عليها وأن يعلنوا انه في حالة نفسية سيئة بسبب ظروف حبسهب.
ولا أعرف لماذا لم يطلب مرسي فجأة بعد ان أدى القسم امام هيئة المحكمة الدستورية، أن يقوم بجولة تفقدية في المستشفى للاطمئنان على الخدمات فيها ويطلب زيارة جناح مبارك، ويفاجئه بالقول له:
بخ.
ليرد مبارك مذعورا: مين، مرسي.
فيقول له: آدي احنا بنتسلى.

الذين تحولوا فجأة لمديح الرئيس محمد مرسي

والى المعارك السريعة والخاطفة ونبدأ من االمصريونب يوم الخميس مع صديقنا المحامي والإخواني وعضو مكتب الإرشاد السابق مختار نوح، وهو بالمناسبة من خفيفي الظل، قال وهو غير مندهش من الذين تحولوا فجأة لمديح الرئيس محمد مرسي: 'فجأة رأيت السماء وكأنها تمطر أشخاصاً ملونة وكتاباً ملونين وعلماء ملونين ومذيعين ومذيعات ملونات، ولم يصبح أمام الذين يصرون على ارتداء ملابسهم البيضاء إلا أن يهربوا من تلك الألوان التي تنزل عليهم من كل جانب، فهذا البرلماني الذي كان ينتقد ليل نهار جماعة الإخوان المسلمين تغير لونه وأصبح ابني اللونب مشرق الأسارير يبتسم للغد المشرق على يد الرئيس الجديد الذي أصبح يراه فجأة طيباً وذكياً ونسي ما قاله في ذات البرنامج قبل أسبوعين عن نفس الشخص قبل أن يصبح رئيساً.
أما هذا الإعلامي فقد كان يرى ويرى ويرى ثم فجأة أصبح لاى يرى ولا يرى ولا يرى، 'وأهي أرزاقب والمتلونون دائماً هم أخطر الناس على الحكامب.

إذا حضر الرئيس بطل العسكر

ونتحول إلى 'الحرية والعدالة' في نفس اليوم وعلى طريقة إذا جاءت الملائكة خرجت الشياطين، كان عنوان مقال زميلنا الإخواني عبدالحكيم بحيري هو - إذا حضر الرئيس بطل العسكر ـ قال: 'إذا جاز للعسكري الذي عينه مبارك أن يصدر إعلانا دستورياً بصفته القائم مقام الرئيس فكيف يتم منع الرئيس المنتخب من ذلك، لذا سعى العسكري للسطو على صلاحيات الرئيس بإعلان غير دستوري يمثل جريمة مكتملة الأركان، منح لنفسه حقاً ليس له، ويريد أن يجعل من الرئيس صورة بلا جوهر وشكلا بلا مضمون. في الفقه الإسلامي هناك قاعدة تقول: إذا حضر الماء بطل التيمم 'ولم يقل أحد من الفقهاء بجواز التيمم في ظل وجود الماء بل ان هذا يؤدي إلى بطلان الصلاة لافتقادها شرطاً من شروط صحتها ووجود العسكري في ظل وجود الرئيس، هو البطلان بعينه مهما روج المرجفون لغير ذلك'.

لو نافس مرسي غير شفيق لما فاز

وننتقل إلى االجمهوريةب لنكون مع زميلنا يسري السيد - ناصري - ونقرأ له: االحمد لله، فاز د. محمد مرسي بكرسي الحكم في مصر ليعيد الثقة لي مع الملايين بأن الثورة مستمرة حتى وان كانت ليست بالصورة المرضية التي حكمنا بها وحتى ولو كان بعضها يمثل هواجس للكثيرين وأنا منهم، لكنه من وجهة نظري لا ترقى أبداً ولا تقارن بإعادة انتاج النظام القديم، كان الأمر ممكناً ووضعه في السياق الديمقراطي لو كانت المنافسة بين حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي وخالد علي وهشام البسطويسي وحتى عمرو موسى، لكن أن يكون على الطرف الآخر عمر سليمان أو أحمد شفيق، فالأمر كما قلت بين ثورة ونظام قديمب.

الجماعة لا ترضى بما هو أقل من استسلام الدولة

لكن زميله أحمد البرديسي أراد إطفاء نور فرحته بفوز مرسي بأن قال: 'يبدو أن هناك حدودا لما يريده الدكتور مرسي وجماعة الإخوان من الشعب والدولة، ويمكننا أن نقول ان الدولة لا تريد من جماعة الإخوان المسلمين سوى الدكتور امحمد مرسيب المنتخب لكن جماعة الإخوان لا ترضى من الدولة بما هو أقل من الاستسلام التام وتسليم كامل المؤسسات لقوة الهيمنة الجديدة. ومن منا يرضى أو يتصور ولو للحظة واحدة أن يتحول جيش الشعب إلى جيش تابع لجماعة أو حزب مهما كان اسمه أو وضعه، ومن منا يمكن أن يتقبل أن تتحول أجهزة الأمن القومي والشرطة إلى أجهزة تابعة لحزب أو جماعة باسم الديمقراطية وحكم الشعب، ان الذين قاموا بالثورة من أجل دولة مدنية لن يستسلموا بسهولة الدولة الإخوانب لأنهم قاموا بالثورة من أجل دولة مصر والذين رفضوا الزواج الفاضح بين المال والسلطة قبل الثورة لن يقبلوا بزواج جديد ثلاثي الأبعاد بين الدين والمال والسلطة يضاف إليه الشراكة الاستراتيجية مع أمريكاب.

'يحيا الإخوان' لأنهم
فرضوا شروطهم ومطالبهم

ونظل في عدد االجمهوريةب الاسبوعي لامتلائه بالمعارك السريعة، والملفتة ومنها قول زميلنا محمود نفادي متهكما على الإخوان: امن حق جماعة الإخوان المسلمين أن نقول ايحيا الإخوانب لأنها فرضت شروطها ومطالبها على المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل إعلان النتائج الرسمية وجرت مفاوضات وتفاهمات في الغرف المغلقة وشد وجذب وحصلت على كرسي الرئاسة وعلمت بالنتائج قبل غيرها بل انها سربت اللجزيرةب مساء السبت الماضي توقيع اللجنة العليا لقرار الفوز لمرشحها. من حق جماعة الإخوان المسلمين أن نقول ايحيا الإخوانب لأن إرهاب رئيس وأعضاء اللجنة العليا للانتخابات والمظاهرات أمام أبواب قصر الأندلس وفي ميدان التحرير حقق أهدافه كاملة ولا تصدق غير ذلك بما في ذلك مقدمة بيان اللجنة العليا الذي تلاه رئيسها فاروق سلطان لأن مقدمة البيان تناقضت مع ختامه وخلاص حتى يفوز مرشح الإخوان لأن المرشح المستقل لا ينتمي للجماعةب.

هل يكون الرئيس مرسي السادات الجديد؟

أما آخر زبون من االجمهوريةب فهو زميلنا السيد البابلي الذي حرض مرسي على الإطاحة بزملائه داخل الجماعة بعد أن أصبحوا مراكز قوى وأن يتشبه بذلك بالرئيس الاسبق أنور السادات، قال: اهل يمكن أن يكون الرئيس محمد مرسي هو أنور السادات الجديد، ان السادات بدأ رئاسته لمصر بتوقعات بأن مراكز القوى سوف تسيطر عليه وسيكونون هم اصحاب القرار وتعاملت مراكز القوى مع السادات على أنهم الأعلى صوتا والأقوى تأثيراً، ولكن السادات استطاع بذكاء ومهارة أن يقلب الطاولة على الجميع وأن ايفرمهمب جميعاًَ ويكون هو وحده السيد الرئيس والدكتور محمد مرسي يبدأ رئاسته بظروف مشابهة حيث يتحدثون عن وقوعه تحت سيطرة حزب الحرية والعدالة، وأن الحكم سيكون للمرشد وليس للرئيس وهي ظروف مشابهة لتولي السادات للرئاسة وفي مقدور مرسي الذي بدأ الرئاسة بتوجيه رسائل تطمين للجميع أن يضرب ضربته وأن يجتذب الشعب وراءه وأن يكون بشرعية الشعب فوق الجميع رئيساً لمصر الجديدة بفكر جديد للأيام الجميلة التي طال انتظارها ولم تتحقق بعدب.
والحقيقة أن النموذج الذي ضربه البابلي خاطىء لأنه حسب كلامه فاإن مركز القوى المهدد لسلطة مرسي هو المجلس العسكري، لا الجماعة.

الاخوان ما زالوا يتحدثون نيابة عن الرئيس

وإلى اأخبارب الخميس أيضاً، واستمرار المعارك السريعة حول الرئيس والجماعة، وقول زميلنا محمد عبدالحافظ: ايجب أن يتوقف قيادات الإخوان وحزب الحرية والعدالة عن التصريحات المتعلقة بشؤون الرئاسة وتشكيل الحكومة ومكان أداء اليمين للرئيس المنتخب، الرئيس محمد مرسي قال انه استقال من الجماعة والحزب وكان لابد أن يستكمل هذا القول بقرار يمنع أياً من قيادات الجهتين بالإدلاء بتصريحات تخصه حتى تتحقق المصداقية من انفصاله عنهم. على الرئيس أن يزيل الشكوك والمخاوف التي يشعر بها الشعب من أن رئيسه لا يزال يتلقى أوامر تسيير البلاد من المقطم حيث مكتب المرشد، ولابد أن يكون ذلك عملياً وليس مجرد تصريحات، فتنظيف الجروح لابد أن يسبق إجراء أي جراحة أو علاجب.

الاخوان يجنون ثمار عملهم

ولكن عبدالحافظ تلقى في نفس العدد رداً عنيفاً من الأستاذ بجامعة الإسكندرية الدكتور عبدالرحيم خليفة بقوله: 'بعد أن انتقل التيار الإسلامي ممثلا في الإخوان المسلمين من مقاعد المعارضة الى مقاعد السلطة همز البعض ولمز بأنهم قد ركبوا الثورة واستغلوها، والحقيقة والتاريخ يشهدان بغير ذلك فهم من زرعوا الشجرة التي ارتوت عشرات السنين من معاناتهم وعذابهم وأموالهم وأقرت لهم الأرض ونطقت من خلال صناديق الاقتراع، وان كانت هذه الشجرة قد رويت الرية الأخيرة بدماء شهداء يناير وتساقطت ثمارها عندما اهتزت الأرض تحت أقدام الثوار فأقول للمتشككين دعونا نتذوق ثمار هذه الشجرة وسنتبين عما قريب ان كانت هي شجرة الحرية والعدالة أم أنها تلك التي أخرجت آدم من الجنة شجرة الخلد وملك لا يبلىب.

انتصرت مصر وليس الإخوان المسلمون

وآخر زبائننا اليوم سيكون زوج شقيقتي والأستاذ بجامعة طنطا والناقد والإخواني الدكتور حلمي محمد القاعود، وفشله في إخفاء شماتته في الذين كرهوا فوز مرسي بقوله في نفس اليوم - الخميس - في االأهرام': الحمد لله انتصرت مصر وليس الإخوان المسلمون أو التيار الإسلامي وإنما مصر كلها هي التي انتصرت حين قدمت للدنيا كلها نموذجاً رائعاً للتنافس على منصب رئيس الجمهورية، ومن قبل مقاعد البرلمان بغرفتيه، ولم يكن انتصارها لنفسها فحسب، ولكنه كان انتصارا للعالم العربي وللأمة الإسلامية ولأفريقيا وآسيا، وكلها ترى في مصر عقلها وقيادتها والرائد الذي تسير من ورائه وتستلهم تجربته وتتأثر بما يجري له، وعلى الإعلام المضلل أن يتقي الله إذا بقي لديه ارتباط بالله، فكيف عن الكذب والتضليل والتدليس والنفاق والسادة الفضلاء الذين مازالوا يتصدرون المشهد السياسي والفكري طوال ستة عقود فكانوا ناصريين مع عبدالناصر واضحوا ساداتيين مع السادات وصاروا مباركيين مع مبارك، ولا يخجلون من أنفسهم وهم يرتدون اليوم ثياب الثورة، وقد بلغوا أرذل العمر وأرذل الفكر وأرذل السلوك عليهم أن يخلدوا إلى الراحة وأن يتوبوا عما اقترفوه من تضليل وتدليسب.

كلمة خيرت أصبحت الكلمة العليا في الجماعة

وإلى معارك الإخوان المسلمين، والتي بدأها الإخواني السابق والمحامي والكاتب، وخفيف الظل ايضا، ثروت الخرباوي، بمقال في مجلة االمصورب عما سيكون عليه حال الجماعة الآن، ومن أبرز ما جاء فيه قوله: اكلمة خيرت أصبحت هي الكلمة العليا في الجماعة بعد ان استأثر بأموالها، فللمال والسلطان يخضع الجميع والأموال التي يديرها الشاطر هي التي أنفقت على حملة مرسي، وقد وضع خيرت نفسه ومكانته في مصر من خلال الأساطير التي كانت تحكى عنه بعد الثورة، أصبح هو الفاعل الرئيسي في كل قرارات الجماعة ومفاوضاتها وصفقاتها وحواراتها مع الغرب والأمريكان، كان يكفي للشاطر أن يطلب لقاء السفراء الأجانب حتى يهرعوا إليه في مقر الجماعة يلتقي بهم ويتحدث معهم بصفته الآمر الناهي في الجماعة، وبإشارة من أصبعه الصغير كان رجال الأعمال يتزاحمون حول مكتبه بالطابور، خيرت الشاطر بهذه المثابة سيجمع بين شخصية أحمد عز في نظام مبارك وشخصية جمال مبارك، المال ولجنة السياسات، المال الذي يشتري الجميع والتأثير الكبير على الرئيس بحيث لا يستطيع أن يرد له أمرا، دولة المخابرات الإخوانية لها مكانة في الدولة الإخوانية الجديدة الرامية، إلى افتح مصرب إسلامياً ورجل المخابرات القوي هو محمود عزت، فمحمود عزت الغامض الذي لا يعرف عنه أحد شيئاً هو المدبر للخطط التكتيكية للجماعة، هو وريث الحاج مصطفى مشهور رجل النظام الخاص القوي، كان محمود عزت متهماً في تنظيم سيد قطب عام 1965 الذي كان يهدف الى قلب نظام الحكم واغتيال عبدالناصر وقد تدرب محمود عزت على السلاح حينما كان شابا صغيرا في تنظيم قطب ومكث في السجن عشر سنوات وتم حبسه مرة أخرى عام 1995 ولمحمود عزت خبرة في إعداد المكائد والحيل وهو الذي أعد خطة الإطاحة بالدكتور محمد حبيب من موقعه كنائب للمرشد ومن موقعه كعضو بمكتب الارشاد هو الذي رتب خطة الإطاحة بالدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح بعد ان تلقى أمراً بذلك من رفيقه خيرت الشاطر، وعبدالرحمن البر شيخ الإخوان المعمم سيكون هو الشكل الديني الظاهري للجماعة وهو الذي سيقوم بتبرير كل تصرفات الجماعة وسيجد لها مخرجا دينيا، فالشيخ عبد الرحمن بسمته الأزهري يسهل عليه أن يتحدث باسم الدين وسيتقبل الناس تبريراته نظرا لما يكنه الشعب لشيوخ الأزهر من تقدير، أزهريته هذه ستتيح له الفرصة أن يقنع الناس بما لا يمكن الاقتناع به.

غزلان العصا التي تحملها
الجماعة لضرب خصومها

محمود غزلان هو العصا التي تحملها الجماعة لتضرب بها خصومها، هو الرجل الصدامي الذي يهدد ويتوعد، هو أحد صقور الجماعة التي لا يمكن أن تستغني أبدا عن دوره، سيكون محمود غزلان في أحد وجوهه شبيهاً بالمرحوم كمال الشاذلي وفي وجهه الآخر شبيها بوزير الداخلية حبيب العادلي.
الدكتور رشاد البيومي أستاذ الجيولوجيا والذي كان متهماً هو الآخر في قضية تنظيم سيد قطب عام 1965 وهو عضو مكتب الإرشاد القوي رشاد البيومي هو الشخص الذي سيدير ملفات بعينها سيكون صاحب الرأي الأعلى في اختيار الوزراء والمحافظين ورؤساء الشركات الحكومية والهيئات، وهو بهذا الدور سيقوم بطرف مما كان يقوم به زكريا عزمي وطرف مما كان يقوم به صفوت الشريف في نظام مبارك تماما، كان علاء مبارك يستند في قوته وإمضاء قراراته الى صلته بالرئيس مبارك كابن له، بديع هنا يستمد قوته من كونه أباً للجماعة ليس إلا، فريق الحمائم من الإخوان جاهزون تحت الطلب وستكون قوتهم من حيث الحاجة إليهم، فريق الحمائم يضم عصام العريان ومحمد البلتاجي، جمال حشمت، أسامة يس'.

المنتخبة غاضبة وكارهة العريسين المتقدمين لها

إييه، إييه، وهكذا ذكرنا ثروت خفيف الظل بتنظيم المرحوم سيد قطب من خلال ذكره أسماء من كانوا فيه مثل محمود عزت ورشاد البيومي، وتذكرت ما نشرته حالياً جريدة االمسلمونب عن خطاب سيد قطب الى خالد الذكر، واعترف فيها بالتنظيم وتسليمه، ولذلك سننشره في الأيام القادمة، أما الآن فإلى الجميلة وفاء الشيشيني زميلتنا بمجلة اآخر ساعةب وقولها: اعندما ذهبت أنا شخصياً إلى انتخابات الإعادة كنت حزينة غاضبة كارهة العريسين المتقدمين لي شخصيا شفيق ومرسي، فأنا من مريدي التيار الثالث تيار الثورة التي تريد النجاح لمصر بفقرائها وعاطليها ومرضاها، ضحايا نظام مبارك العفن الذين سقطوا صرعى الثالوث الرهيب السرطان والكبد الوبائي والفشل الكلوي، كنت أريد ببساطة شيئاً بسيطاً أن ننجو جميعاً من مستقبل لا يحمل رائحة عار الماضي عار صمتنا ورضانا، ان نعيش عبيدا لممالك العصر الحديث ،وعندما كان يعارضني أحد في الأحد عشر مرشحاً الرئاسيين السابقين وعدم ارتفاعهم الى مستوى يليق بمصر العظيمة كنت أسخر سخرية المبتلي وأقول: اختشوا لقد حكمنا البقرة الضاحكة الضحل عديم الموهبة والكفاءة والوطنية، الكاره لشعبه المحب لذاته لدرجة المرض ثلاثين عاما بالتمام والكمال، بعده أي إنسان سوف يعتبر عملاقاً إذا قورن بالماضي وعندما يغضب مني محدش يقول: لقد قمنا بثورة من أجل محو هذا النوع من الحكام من حياتنا، أقول نعم عندك حق ولكن المتاح أمامنا نتيجة لأنانية المدعين الوطنية حتى وضعنا رقابنا مرة أخرى بين فكي الرحى عودة نظام مبارك أو الوقوع في ظلامية الإخوان وبراغماتيتهم والاتفاقيات السرية وخيانة الثوار وتركهم يسحلون ويقتلون، ما أن وصلوا الى المجلس الشعبي وبدأوا يرددون ويكيلون نفس الاتهامات التي كان مبارك ونظامه وشقيقه وعمر سليمانه يكيلونها لهم، وكانت الصدمة الكبرى المصورة تليفزيونياً للخيانة الكبرى للجماعة للثورة والثوار، أما شفيق فتلك حكاية مخزية فاجرة ان مجرد وصوله الى الترشح هو إهانة بلون الدم للشهداءب.

الظروف التي تدفع الناس لمنافقة الحاكم

من زمان وأنا تستهويني ظاهرة النفاق وأهله ورغم أنها عادة مرذولة وتكون لها في بعض الأحيان اثار ضارة، فان لها جوانبها الأخرى التي تعتبر ممتعة، لمن يدرسها بهدوء وحياد، لمعرفة الظروف الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تدفع الناس الى منافقة حاكم أو نظام أو بلد أو شخص ما صاحب مال ونفوذ، أو منافقة شخص لا يريد المنافق منه طلباً أو منفعة، وإنما لإعجابه به وبما يعتقد في علمه أو تقواه، أو لأنه من أتباعه، إذا كان داعية إسلاميا أو سياسيا، ويصل به النفاق الى الدفاع عنه حتى وان نطق بما يمكن اعتباره كفرا، أو الصمت عنه، وهناك منافقون محببون للنفس خاصة الذين يتمتعون بخفة ظل ويعترفون انهم يمارسون النفاق، ولا يؤذون أحدا، وهم بخلاف نوعية أخرى تربط بين النفاق والتحريض على الأذى، وهي نوعية تثير القرف - وأنا آسف - لاستخدام هذه الكلمة، ولكن ما حيلتي في ذلك، لأنني لا أطيق تعمد الحاق الأذى بأي إنسان مهما بلغت درجة الخصومة معه، وما يترتب عليه من بلاوي له ولأبنائه وأسرته.

رئيس التحرير الذي ايد كل الرؤساء

ويحضرني هنا نموذج رائع للمنافق السياسي، وهو زميلنا الراحل والموهوب موسى صبري الذي تولى رئاسة تحرير صحف منها االأخبارب وأيد كل الأنظمة والحكام، لكنه لم يلحق أذى بأحد زملائه، بل لم يتأخر عن مساعدة من احتاج لمساعدته من الذين هاجموه واختلفوا معه، وكنت من بين هؤلاء واتسمت موافقة مصر مع خصومه بالرجولة.
وقال لي مرة في مكتبه عندما كنت في قسم التحقيقات بالأخبار عام 197:
أصلي أنا يا كروم زي الكرة المطاط لا يستطيع أي نظام أن يتخلص مني، إذ ألقاني اصطدم بالحائط وأعود إليه، يعني مفيش فايدة، جاي، جاي، ثم ضحك ضحكة صافية.
ولذلك أحبه أشد خصومه خاصة الشيوعيين، من خصوم الرئيس السادات، وأخلص هو للسادات.

أشد أنواع المنافقين للاخوان

أما أشد أنواع المنافقين قرفا، فهم من يجمعون بين النفاق والأذى، وثقل الظل، وهو النوع الذي ظهر في الأسواق لمنافقة الإخوان المسلمين عندما بدأ نجمهم يسطع بل وتحولوا الى كتاب استراتيجيين يقدمون عروضهم الفكرية لهم، وبعضهم تطرف وهاجم ثورة يوليو وخالد الذكر والناصريين على أساس ان هذا يعجب الإخوان، وعندما تقدم أحمد شفيق للترشيح انقلبوا ضدهم، واعتقدوا انه سيأتي رئيساً بمساندة المجلس العسكري، وبعد نجاح مرسي ظهرت في الأسواق أنواع أخرى، غير الإخوان والسلفيين لأن هؤلاء إشادتهم ومديحهم لمرسي شيء طبيعي. كذلك اتفهم نفاق عدد من رجال أعمال نظام مبارك من خلال إعلانات التهاني التي نشروها في الصحف، بينما أي إعلان منها كاف لعلاج عشرات المرضى، لأنهم خائفون على مصالحهم، بالإضافة الى ان تكلفة الإعلان سيتم حسابها في المصروفات المقدمة للضرائب.

محمد مرسي لم يكن
مشاركا في الضربة الجوية!

وعن هؤلاء وأولئك أنشد يوم الخميس في االشروقب زميلنا وأحد مديري تحريرها عماد الدين حسن - ناصري - يقول: انحمد الله أن محمد مرسي لم يكن مشاركا في الضربة الجوية مثل أحمد شفيق ولم يشارك في أي ضربة، ونتمنى ألا نفاجأ بعد أيام أنه كان الشخصية الحقيقية لرأفت الهجان أو شارك في احدى الغزوات، ربما احدى الصفات الجيدة في مرسي أنه إنسان عادي يمكن ان تصادفه في أي مكان، رجل تلقى تعليماً جيداً وينحدر من قرية لديه أخوة وأقارب ما يزالون يمتلكون بضعة قراريط ويرتدون الجلاليب في قرية العدوة بالشرقية وأخوات يشبههن إخواتنا وأهالينا في الدلتا أو الصعيد، لكن المشكلة أن الشخص المسؤول ومهما كان متواضعا فإنه يجد نفسه محاصرا بالعديد من المنافقين والأفاقين والمجاملين والباحثين عن دور، أو منصب، أو يريدون تأمين أنفسهم ومصالحهم مع النظام الجديد. في هذا اليوم قام اثنان من عتاة لجنة سياسات جمال مبارك بتهنئة مرسي أحدهما متهم في موقعة الجمل، في نفس اليوم كان أحد قادة الأحزاب الخارجين من رحم الحزب الوطني يكرر نفس إعلان التهنئة في صحيفة حكومية، هل نحن مدمنون لسياسة امات الملك عاش الملكب لهذه الدرجة.

تفاحة السلطة وعلامتها التجارية

وهل هذا سؤال؟ طبعاً لهذه الدرجة وأكثر، وهو يقصد رجل الأعمال محمد أبو العينين المتورط في موقعة الجمل، أما زميلنا في االيوم السابعب محمد بركة فقال في نفس اليوم عن أهل النفاق: امن حق أعضاء جماعة الإخوان أن يطير النوم من أعينهم شعورا بفرحة طاغية وقد دانت لهم تفاحة السلطة التي سقطت في أياديهم شهية طازجة تحمل خاتم الثورة والعلامة التجارية للديمقراطية الناشئة، من حقهم ان يظهروا للشعب مشروعهم في النهضة وبرنامجهم في الإصلاح تماماً مثلما من حق الشعب أن يراقبهم بدقة ويصبر عليهم مائة يوم ليس أكثر ليتحقق من مدى وفاء أول رئيس مدني منتخب بتعهداته الشهيرة في النظافة والأمن والمـــــرور والخبز والغاز والبنزين، علما بأنه هو الذي حدد فترة المائة يوم. الطريف ان هناك فصيلا رابعا يرقــــص عشرة بلدي ويلعن سلسفيل النظام البائد، بعضــــهم كانوا أعضاء في لجنة السياسات التابعة للحزب الوطني غير المأسوف عليــه، بعضهم شهد أكثر الــحملات ضراوة وكان يطالب مبارك علناً بحرق الجماعة اخلينا نخــــلص منهم بقى يا ريسب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق