الأربعاء، 23 مايو 2012

ساشا بارون كوهين: اذا سألتني اسئلة صحافية سهلة فستكون عائلتك بأمان! طالب بتدمير اسرائيل وبإعطاء الطغاة العرب فرصة

 
نيويورك من حسام عاصي: منذ ظهوره على القناة الرابعة في العام 2000، أمتع ساشا بارون كوهين العالم وصدمه بتصرفاته الغريبة التي لا يمكن التنبؤ بها، حيث انه ينتحل ثلاث شخصيات متمايزة: مضيف برنامج شاب ومغني راب 'علي جي'، شخصية التلفزيون الكازاخستاني 'بورات' المثيرة والعنصرية والتي لديها عقدة تجاه مثليي الجنس، والمراسل الصحفي النمساوي 'برونو' المختص بشؤون الموضة الشاذ جنسيا. ابداعاته جميعها تتشابه في طرق عملها بحصر ضيوف مقابلاته في زاوية ضيقة وتجاوز حدود راحتهم النفسية.
يقوم الآن - وهو المشهور الآن بشكل واسع بكمائنه خلال برامج التفاعل الحي- بتجسيد شخصية خيالية هي الجنرال علاء الدين، الطاغية المستبد في دولة افريقية متخيلة اسمها (وديعة) في فلمه الجديد 'الديكتاتور'.
في فيلم الديكتاتور- الذي يقوم بشكل كبير على قصة الدكتاتور الليبي السابق القذافي- يقوم علاء الدين بالذهاب الى نيويورك ليوجه خطابا الى الامم المتحدة، لكن تتم خيانته من قبل عمه تامر (بن كنغسلي) وينتهي به المطاف أن يعمل في متجر لبيع الأغذية الصحية العضوية وان يقع في غرام مثلية يسارية (آنا فارس).
بشكل ثابت تستمر صورة 'البريطاني المتهكم' المتمثلة في شخصياته بعيدا عن الشاشة طارحة بدون تردد وجهات النظر السياسية غير النابعة عن ثقافة أو معرفة عبر البرامج الحوارية، والمؤتمرات الصحفية وبرامج منح الجوائز. لكن بدون أن يكون هناك شخص يتم خداعه هذه المرة. لقد حول الاعلان عن فلم الدكتاتور إلى عرض فني.
وصل ساشا بارون ليقابل الاعلام العالمي في نيويورك في فندق والدورف أستوريا متقمصا شخصية بطل الفيلم مرتديا لباسا رسميا مذهبا بشكل مفرط والعديد من الأوسمة الحربية ومطلقا لحية كثة ومرتديا نظارات شمسية. المؤيدون والمعارضون الذين تم التعاقد معهم من قبله يتظاهرون خارج الفندق. المؤيدون هتفوا 'امنحوا القمع فرصة!' بينما قام مناوئوه بمهاجمته.
حتى غرفة الاخبار تم تعديلها لتناسب الحدث، ملصقات الدعاية لفلم علاء الدين والأعلام الملونة لوديعة ملأت الجدران وسجادة تمت زخرفتها بأشكال أشخاص يمارسون الجنس بوضعيات مختلفة تم مدها على الارض. وقبل أن يدخل الغرفة طالبنا بأن نؤدي التحية له بصفته قائدا.
محاطا بعدد من العذراوات المرتديات بدلات خاكي عسكرية ومجهزات بالبنادق يقوم في الفيلم بفحص عذريتهن كل ليلة! - دخل علاء الدين الغرفة بهدوء مبتسما باستعلاء قبل أن يلوح بمسدس ذهبي في الهواء ويصرخ: - الموت للغرب، الموت لأمريكا.
أصر أثناء صعوده إلى المنصة بان تتم مخاطبته بلقب القائد الأعلى. 'إن قمت بعدم توجيه أسئلة صعبة وقمت بأداء مقابلة جيدة ستكون عائلتك بأمان' يحذر بلهجة شرق أوسطية فجة.
سرعان ما تحولت المقابلة إلى سخرية حيث بدأ بالتهكم من زعماء العالم وبلدانهم، واصفا ألمانيا بأنها بلد أعظم الدكتاتوريات ومشهرا بزعيمتها أنغيلا ميركل بسبب نظرتها المقرفة. 'ربما كان على مركل انقاذ نفسها وإجراء تحول جنسي وان تصبح امرأة' قال ضاحكاً.
رئيسة الوزراء الأسترالية ليست بحال أفضل من وجهة نظره. 'إنها تجعل من أنغيلا ميركل أن تبدو وكانها هايدي كلوم' قال ضاحكاً.
يدعي ايضاً بأن 30000 فلبيني يعيشون في 'وديعة'. 'يأتون، يعتنون بالاطفال، ينظفون الأوساخ. أنا أحبهم. إنهم عبيد تلقائيون.'
يدعي ايضا ادعاء مجنونا بانه سينشئ خط أنابيب من هنغاريا إلى وديعة مباشرة بحيث تستطيع العاهرات القدوم من هنغاريا إلى وديعة بشكل أسهل. يسأل 'من يجب أن أتفاوض معه حول ذلك. هل تعرفون الرئيس الهنغاري؟'.
علاء الدين يصرح بانه اقام علاقات جنسية مع آلاف النسوة، العديد منهن من المشاهير ومن بينهن ميغان فوكس، والتي تشاهد معه في السرير خلال الفيلم. 'لقد أصبحت حاملاً منذ بضعة أشهر وهي تلقي باللائمة علي، لكن ذلك مستحيل. لو كان ذلك صحيحا فسيكون هذا أول حمل في التاريخ نتيجة ممارسة اللواط' يقول ضاحكاً.
عدا عن اغراق نفسه في المتع الشائنة، فإن علاء الدين مشجع ومعجب كبير بأفلام (وديعة)، وبالاخص تلك التي يلعب فيها دور البطولة، مثل فيلم الفتاة ذات وشم علاء الدين )ذا غيرل أوف علاء الدين تاتو)، قطع رأس الجندي رايان )ذا بيهيدينغ أوف برايفيت رايان(، لديك قنبلة في صندوق البريد) يوف غات أ ميل بومب(، وفلم مستوحى من دومينيك شتراوس خان، كوكب الاغتصاب (بلانيت أوف ذا ريبس(.
'أحب الأفلام الأمريكية أيضا.' يقول علاء الدين. 'أحب أفلام الخيال العلمي وبشكل خاص أفلام شيندلر. أحبها. إنها في غاية الروعة، أنا وصديقي أحمدي نجاد شاهدناها وضحكنا وشربنا الشمبانيا في النهاية'.
لكن ما كان يشغل باله بشكل رئيسي هذه الايام هو سقوط العديد من أصدقائه الديكتاتوريين، الذين كانوا ألهموه ومنحوه شعورا بالراحة. 'العظيم صدام وصديقي الطيب القذافي' وقال بلهجة رثاء 'وبالطبع تشيني وكيم جونغ. لقد فعل الكثير لنشر التعاطف والحكمة والامراض الجلدية عبر العالم'.
كديكتاتوريين آخرين، يعتقد أنه محبوب من قبل شعبه. 'الشيء الأفضل بكونك ديكتاتوراً كونك محبوبا من قبل جميع الناس لكن أن تكون دكتاتورا أمر تزداد صعوبته بشكل محزن. في الأيام الجيدة السابقة، كان كافيا أن تقتل والدك، لكن اليوم عليك أن تحتال على الأشياء للوصول إلى السلطة كأن تزوّر الانتخابات وتسجن معظم مواطنيك'.
'إنهم الآن يستهدفون الدكتاتوريين مثلنا بشكل سيء للغاية. أعني ، خذ الأسد مثالاً، قام بقدر قليل من الإبادة وفجأة انتفض الجميع في وجهه حاملين السلاح'.
لكنه يجد العزاء في ممانعة الأمم المتحدة لتمرير قرار ضد الدكتاتور السوري. 'الأمم المتحدة لطالما كانت خير داعم للدكتاتوريين' ويصيح 'إنها تأخذ الكثير من الوقت للقيام بذلك وليستمر صديقي الطيب الأسد بالقيام بعمله. أقدر ذلك بشكل كبير في الواقع'.
إنه ينكر وجود الربيع العربي معتبره موجة عابرة لا أكثر، مثل حمية أتكينز أو حقوق الإنسان. 'الربيع العربي لن يصل أبداً إلى وديعة لأنني قمت بإزالة فصل الربيع من التقويم، لذلك لست قلقا بشأن ذلك وانما أفتقد أصدقائي الطيبين فعلاً'.
وبعدها يقوم بعرض 'حل بسيط' للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، 'دمروا اسرائيل!'.
لكونه مولودا في عائلة يهودية أرثوذوكسية، فإن شخصيات بارون كوهين بما فيها علاء الدين، غالباً ما تتكلم العبرية حينما يريدون التعبير عن أنفسهم بلغاتهم الأجنبية، الأمر الذي يبدو متعارضاً مع كون علاء الدين معاديا للسامية وللادعاءات الاسرائيلية.
'لماذا تتكلم بالعبرية حضرة القائد الأعلى؟' سألته.
من الواضح أن المقابلة بأكملها مبنية بشكل رئيسي على ردود أفعاله. صمت لبرهة ثم بدأ يصرخ بصوت عال:
'كيف تجرؤ؟ من أنت؟ ومن أين أتيت؟'
'أنا من مواطني وديعة' أجبت.
'أنت يهودي!' قال شاهرا سلاحه وموجها إياه نحو الجزء الأسفل من جسدي 'ألق بهم على الأرض'.
أشار لإحدى حارساته العذراوات، التي تحركت بدورها واقتربت مني، وبارتباك تام قمت أنا بجذب الحارسة من كتفها وشرعت أفك أزرار بنطالي. متفاجئا بفعلي هذه أشار علاء الدين - ومسدسه ما يزال مصوبا إلى ما بين قدمي - لحارسته بالابتعاد وتقدم بخطوات واسعة نحوي ومد يده إلى ثيابي الداخلية.
'لديه حمّصتين كبيرتين للغاية' صرخ رافعا رأسه وموجهاً حديثه للجمهور المحتشد. 'إنه يشبه النظر في مرآتي' أردف قائلاً.
اتهمني بأنني عميل للموساد بعد أن عاد إلى المنصة. 'بحثت عبر الويكيبيديا ووجدت أن اسرائيل ما تزال واقعاً راهناً. هذا يجعلني جد مكتئب' أضاف ضاحكاً.
قبل أن يغادر علاء الدين، فعل بي ما يفعله عادة بمناوئيه. قام باعدامي. لحسن الحظ فإن مسدسه الذهبي هو مسدس خلبي كما هي لحيته، ولذلك نجوت.
مصرا على البقاء متقمصا الشخصية، يتجنب بارون كوهين أسئلة حوله وحول موهبته، قائلاً عن نفسه 'أنا لا أشاهد أيا من هؤلاء الكوميديين الصهاينة'.
لحسن الحظ، فإن السير بن كينغسلي - والذي يقوم بأداء دور عم علاء الدين في الفلم- مستعد للتعاون من أجل فك شيفرة هذا الممثل الغامض وتسليط الضوء على طرق عمله.
بشكل غريب فإن بارون كوهين ليس صارما حيال بقائه متقمصا الشخصية خلال التصوير كما هو عليه الحال خارج أوقات التصوير. 'إنه يندمج بالشخصية لكن بوقت جد قصير قبل بدء المشهد' يقول السير بن.
بالرغم من أن بارون كوهين لم يقم بالاخراج فإنه كان قادرا على صياغة بعض البدائل والاحتمالات أثناء التصوير، وعندها يكون قد خرج من نطاق الشخصية ولعب دور دور الكاتب والمخرج.
الممثل الحائز على جائزة الأوسكار مذعور من قابلية بارون كوهين للانغلاق على نفسه وتلبس الشخصية الشائنة لعلاء الدين. 'ساشا يلعب دور رجل لا يهتم بتاتا بشأن بلاده أو بشأن شعبه، وليس لديه أدنى معرفة بما يجري في العالم خارج أسوار قصره، ولديه كم هائل من الأحكام المسبقة والمخاوف والفوبيا. ساشا شخص مغاير تماماً. إنه رجل معاصر بكل ما للكلمة من معنى. يمكنك أن تسأله أي سؤال يتعلق بأي حدث تاريخي يحصل الآن وبالتأكيد سيتمكن من صياغة جواب أو رد فعل'.
خلال التصوير، يقوم بارون كوهين بالعمل مع كتّاب السيناريو والمخرج يصقل المشاهد ويشذب الحوار، وعندما ينصرف الجميع في آخر النهار يواصل هو العمل مع الكتاب أو خبير المكياج مجرباً أشكالا مختلفة من اللحى والشعر المستعار.
يقول السير بن متعجباً 'في بعض الليالي يكون قد نام لمدة ساعتين أو ثلاث أو أربع فقط، ورغم ذلك لطالما كانت طاقته استثنائية في اليوم التالي، وهي طاقة غير عصابية مما يجعل توفرها أمراً حسناً'.
حتى قبل لقاء بارون كوهين في موقع تصوير هوغو، حيث كان كلاهما نجماً، كان السير بن معجبا جدا بعمله. 'أحب علي جي على التلفاز. الاقدام والشجاعة والحد العالي من التهكم اللطيف وكونه على تواصل كبير مع العالم الواقعي'.
'الأمر الاستثنائي أنه وخلال تصوير فلم هوغو، والذي تم تصويره قبل سنة تقريبا من تصويرنا لفلم الدكتاتور- بفترة طويلة قبل الربيع العربي- كان يصمم هذه الشخصية ويعمل على هذه القصة قبل سنتين تقريبا من بداية ارهاصات الأحداث في تونس ومصر وليبيا' أضاف قائلاً.
فقط عندما تصلبت العلاقة بينهما قام بارون كوهين بالطلب من السير بن أن يلعب دور عمه تامر في الفلم. 'إنه مثير جدا بالنسبة لي وإنه شخص رائع للعمل معه بدون قدر كبير من القلق ومن الشكوك وفقط إمضاء وقت جيد جداً'
'إننا في حاجة ماسة إليه في مجتمعنا' يقول الممثل المخضرم. 'إنه إنساني جدا ويهتم كثيرا لأمر الآخرين ولذلك فإنه مسل جداً باعتبار كوميدياه مرتبطة الجذور بأمور من صلب اهتماماته أكثر من كونها أمورا يظن أنها مضحكة، وبالتالي فهي ليست مجرد نكات تدور في الفراغ. إنه شارلي شابلن عصرنا ويجب علينا أن نثمنه وأن نكون ممتنين له'.
يصف السير بن أيضاً نظيره المتخرج من كامبريدج بأنه أب رائع وزوج عظيم حيث أنه التقى زوجته الممثلة إيسلا فيشر وابنتيه الاثنتين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق