صور من حياة أهل الجنة
1/اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم
يزور أهل الجنة بعضهم بعضا ، ويجتمعون في مجالس طيبة
يتحدثون ويذكرون ما كان منهم في الدنيا ، وما منّ الله به عليهم من دخول
الجنة ، قال تعالى واصفا ذلك { ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر
متقابلين } ، وأخبر تعالى عن لون من ألوان الأحاديث التي يتحدثون بها في
مجتمعاتهم { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا
مشفقين * فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه
هو البر الرحيم } ، ومن ذلك تذكرهم أهل الشر الذين كانوا يشككون أهل
الإيمان ويدعونهم إلى الكفران { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل
منهم إني كان لي قرين * يقول أئنك لمن المصدقين * أئذا كنا ترابا وعظاما
أئنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرآه في سواء الجحيم * قال
تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين * أفما نحن بميتين *
إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا
فليعمل العاملون }
2/فرش أهل الجنة
أعدت قصور الجنة وأماكن الجلوس في حدائقها وبساتينها
بألوان فاخرة رائعة من الفرش للجلوس والاتكاء ونحو ذلك ، فالسرر كثيرة
راقية ، والفرش عظيمة القدر بطائنها من الإستبرق ، فما بالك بظاهرها ،
وهناك ترى النمارق مصفوفة على نحر يسر الخاطر ، ويبهج النفس ، والزرابي
مبثوثة على شكل منسق متكامل ، قال تعال { فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة *
ونمارق مصفوفة * وزرابي مبثوثة } ، وقال تعالى : { متكئين على فرش بطائنها
من إستبرق ) ، وقال تعالى : { متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين }
وقال تعالى { ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين ، على سرر موضونة ، متكيئن
عليها متقابلين } ، واتكاؤهم عليها على هذا النحو من النعيم الذي يتمتع به
أهل الجنة حين يجتمعون كما أخبر الله تعالى : { ونزعنا ما في صدورهم من غل
إخوانا على سرر متقابلين } ، وقال { متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان }
والمراد بالنمارق : المخاد والوسائد المساند ،
والزرابي : البسط ، والعبقري : البسط الجياد ، والرفرف: رياض الجنة ، وقيل
نوع من الثياب ، والأرائك: السرر.
3/سوق أهل الجنة
روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة
فتهب ريح الشمال، فتحثوا في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون حسنا وجمالا،
فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا ، فيقول لهم أهلوهم : والله
لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
)
قال النووي في شرحه لهذا الحديث " المراد بالسوق مجمع
لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق، ومعنى يأتونها كل جمعة أي
أسبوع ، وليس هناك حقيقة أسبوع ، لفقد الشمس والليل والنهار ، وخص ريح
الجنة بالشمال لأنها ريح المطر عند العرب ، كانت تهب من جهة الشام ،وبها
يأتي سحاب المطر ، وكانوا يرجون السحابة الشامية ، وجاءت في الحديث تسمية
هذه الريح المثيرة ، أي المحركة ، لأنها تثير في وجوههم ما تثيره من مسك
أرض الجنة وغيره من نعيمها "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق