السبت، 26 مايو 2012

اللواط - الجزء الأول خطبة لفضيلة الشيخ/حمد بن إبراهيم الحريقي

   
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن والصلاة والسلام على من حذر أمته من مضلات الفتن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بعثه ربه بأحسن سبيل وأفضل كتاب وأقوم سنن صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً              أما بعد :
فاتقوا الله عباد الله فبالتقوى حبل يقوى ورزق يبقى وسعادة في الدنيا والأخرى ..
أيها المؤمنون: خطبتنا هذه الجمعة عن منكر عظيم وفاحشة من أعظم الفواحش على الإطلاق وأضرها على الدين والمروءة والأخلاق فهو داء عضال وسم قتال منتهاه في القبح والبشاعة غاية في الخسة والشناعة وهو شذوذ منحرف يمجه الذوق السليم وتأباه الفطرة السوية وتمتصه الشرائع السماوية لما له من عظيم الأضرار وما يترتب عليه من جسيم الأخطار فأثاره السيئة يقصر دونها العد وأضراره المدمرة لا تقف عند حد فشأنه خطير وشره مستطير يفتك بالأفراد وينهك المجتمعات ويمحق الخير والبركات ويتسبب في حلول العقبات والمثلات ألا وهو عمل قوم لوط فاحشة اللواط والعياذ بالله تلك الجريمة الكبرى والمصيبة العظمى التي حلت بديار الإسلام وإن انتشار هذا المنكر في بلاد المسلمين نذير شؤم ومؤذن بلاء وعقوبة من الله كان واجباً على كل مسلم- بحسب قدرته وطاقته- أن يسعى في الوقوف أمام هذا الداء وأن يحاول صده ما استطاع ولذا كانت هذه الخطبة – بجهد المقل- سائلاً المولى أن ينفع بها شباب الإسلام ..
عباد الله : تحريم اللواط معلوم بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ } الأعراف80 وسماهم معتدين ومسرفين ولعن رسول الله r الفاعل والمفعول به وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على قتل مرتكب هذه الكبيرة وقد نص الإجماع غير واحد من أهل العلم ولم يختلف الصحابة في القتل وإنما وقع الإختلاف في كيفيته فقال بعضهم يقتل بالسيف وقال بعضهم يرمى بالحجارة وبعضهم قال يحرق بالنار وقال بعضهم يرفع على  أعلى بناء في القرية فيرمى منه منكساً ثم يتبع بالحجارة
يقول r "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به"ومما ورد عن السلف الصالح في ذم قوم لوط قول الفضيل بن عياض رحمه الله"لو أن لوطياً اغتسل بكل قطرة من السماء لقي الله غير طاهر"ولا شك أن لهذه الجريمة أضراراً كثيرةً جداً يقصر دونها العد والإحصاء والبحث والاستقصاء وهذه الأضرار متعددة فأضرار دينية وخلقية واجتماعية ونفسية وصحية وغير ذلك أما أضراره الدينية فلأنه كبيرة من كبائر الذنوب وسبب للبعد عن علام الغيوب فهو سبب لمقت الله واليم عقابه وأخذه الشديد في الدنيا والآخرة بل هو خطر على التوحيد إذ انه ذريعة للعشق والعشق ذريعة للشرك والتعلق بغير الله تعالى ،
أما أضراره الخلقية فكثيرة منها قلة الحياء فالحياء هو الحياة
فلا والله ما في العيش خير               ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
إذا لم تخش عاقبة الليالي                ولم تستحي فاصنع ما تشاء
وسوء الخلق وقسوة القلب وقتل المروءة والشهامة وحب الجريمة والجرأة على فعلها وانتكاس الفطرة وذهاب الغيرة من القلب وسقوط الجاه والمنزلة وسواد الوجه وظلمته وحرمان العلم وذهاب الشجاعة
أما أضراره الاجتماعية فزوال البركات والخيرات وحلول العقوبات وقلة الأمن وشيوع الفوضى وحرمان الأمة من السعادة الحقيقية وتفسخ المجتمع وتحلله وتفكك الأسر وتفكك المجتمع وانفصام روابطه وهو سبب للقضاء على روح الجد والإجتهاد والجهاد وانتشار الأمراض والأوبئة وعزوف الرجال عن الزواج واللواط يهدد بقلة النسل
أما الأضرار الإقتصادية فإهدار الثروة المالية بحثاً عن الشهوة المحرمة وما ينفق من الأموال على شراء المجلات الهابطة والأشرطة الماجنة وغيرها وما يبذل لدراسة هذه الظاهرة
وأيضا ما ينفق لعلاج المصابين بأمراض ..... فإذا كان مرض السيلان يصاب به مابين مائتين إلى خمس مائة ألف شخص في كل عام معظمهم في ريعان الشباب وإذا علمنا أن تشخيص وعلاج المريض الواحد يكلف مائتين وخمسين إلى أربع مائة دولار فإن مرض السيلان وحده يكلف العالم سنويا 80-200 بليون دولار هذا مرض السيلان فما بالك بالزهري أو الهربس بل وما بالك بالايدز أخطرها حمانا الله وإياكم منها
أما الأضرار النفسية لهذا المنكر الخوف الشديد والوحشة والإضطراب والحزن الدائم والقلق  الملازم والرغبة في العزلة والإنطواء وتقلب المزاج وضعف الشخصية وعدم استقلالها وعدم الثقة بالنفس والشعور بأن الناس يعلمون بقبيح فعله فلسوء فعله ساء ظنه وكثرة الوساوس والأوهام
وهناك أضرار صحية أما الأضرار الصحية فحدث ولا حرج فها هو الطب الحديث يكشف لنا بين الفينة والأخرى كارثة من كوارث الشذوذ الجنسي وها هي وسائل الإعلام تطل علينا من وقت لآخر بقارعة تحل بساحة الشذاذ  وما أن يجد الأطباء علاجاً نافعاً لمرض من الأمراض إلا ويستجد مرض جديد يشغلهم عن المرض السابق وصدق رسول الله r "لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا بينهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا" حمانا الله وإياكم وبلادنا من كل سوء ومكروه
فمن تلك الأضرار الصحية الرغبة عن المرأة والإصابة بضيق الصدر والخفقان وله تأثير على الأعضاء التناسلية وسبب للعقم وسبب للإصابة بمرض الزهري والسيلان والهربس والايدز وغيرها من الأمراض نعوذ بالله من ذلك
بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى
أما بعد : فيا عباد الله اتقوا الله تعالى
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله وأما سبيل اللواطية فتلك سبيل الهالكين المفضية بسالكها إلى منازل المعذبين يقول سبحانه (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }هود83 فهذه عاقبة اللوطية ومرتكبيها وهم سلف وأخونهم بعدهم على الأثر
وإن لم يكونوا قوم لوط بعينهم            فما قوم لوط منهم ببعيد
وأنهم في الخسف ينتظرونهم             على مورد من مهلة ووحيد
يقولون لا أهلاً ولا مرحباً بكم              ألم يتقدم ربكم بوعيد
قالو بلى لكنكم قد سننتم                   صراطاً لنا في العشق غير حميد
أتينا به الذكران من عشقنا لهم           فأوردنا ذا العشق شر ورود
فأنتم بتضعيف العذاب أحق من          متابعتكم في ذلك غير رشيد
فقال وأنتم رسلكم أنذرتكم                بما قد لقيناه بصدق ووعيد
فما لكم فضل علينا فكلنا                 نذوق عذاب الهون جد شديد
كما كلنا قد ذاق لذة وصلهم             ومجمعنا في النار غير بعيد
فذهبت اللذات وأعقبت الحسرات وانقضت الشهوات وأورثت الشقوات فندموا حين لا ينفع الندم
عباد الله ذلك هو المنكر العظيم وأضراره ونبقى في الخطبة القادمة إن شاء الله مع أسبابه وسبل الوقاية والعلاج نسال الله يقينا وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
عباد الله صلوا وسلموا 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق