السبت، 12 مايو 2012

كيف سيهنئ الزعماء العرب الرئيس الفرنسي هولاند؟

كيف سيهنئ الزعماء العرب الرئيس الفرنسي هولاند؟



أن تكون مواطناً فرنسياً، يعني انك تعيش في دولة تمارس أعرق أنواع الديمقراطيات في العالم، مع أني احمل الكثير عليهم بعد اعتقالهم للمناضل العربي 'جورج عبد الله' ومحاكمته غير العادلة والذي يقبع اليوم في إحدى زنازين الظلم الفرنسية، فيما يطالب الناشطون السياسيون العرب من الحكومات الفرنسية المتعاقبة إطلاق سراحه، وإعطاءه حريته. فإننا نجدد هذا المطلب، خاصة بعد فوز الاشتراكيين بعد سبعة عشر عاماً من غيابهم عن السلطة.
فرنسا انتخبت اليوم رئيسها الجديد، وحسب الاستطلاعات الأولية التي نشرتها وسائل الإعلام، فقد تقدم هولاند على منافسه نيكولا ساركوزي بواقع 51.8 واللافت أن نشاهد ساركوزي يجتمع مع أنصاره في إحدى ضواحي العاصمة باريس ويعترف من هناك بفوز خصمه بالانتخابات ويكون أول المهنئين له، ويسترسل في كلامه قائلاً انه اخطأ في تقدير بعض الأمور، وبحسبة بسيطة إلى النتيجة ندرك أنها متقاربة جداً وليس بنتيجة 99 ' التي تردح وتطبل بها تلفزتنا الوطنية العربية طيلة فترة عملها وخاصة عندما يكثر عواؤها في فترة الانتخابات.
والمدهش بالنسبة لي كعربي انني كنت أتوقع أن يخرج ساركوزي على الهواء قائلاً: لقد تم تزوير الانتخابات، أنا لن اقبل هذه النتيجة ويبدأ مع حلفائه بإعلان انقلاب عسكري عام يشل جميع أركان الدولة الفرنسية وليخرج المجلس العسكري بقيادة ساركوزي ويخرج البيان رقم (1) ويدعو إلى حظر التجول في البلاد، ولتبدأ الدبابات الفرنسية بالنزول واحتلال المؤسسات الرسمية والسيطرة على جميع شوارع باريس، ويلقي القبض على هولاند ليلقى به في زنزانة رطبة معتمة بحجة تزوير الانتخابات، واعتقال كل من ساند ودعم هولاند، وليقوم المجلس بفرض الأحكام العرفية وإعلان حالة الطوارئ وزج المعارضين في معتقلات مفتوحة على طريقة النازيين من دون محاكمات.
بطبيعة الحال سنرى الكم الهائل من الوفود العربية الرسمية الطائرة بالبرقيات المحملة بإسم الرؤساء العرب لتهنئ الرئيس الجديد بإنتصاره، فالموضوع تقديريً يحتاج إلى بعض الخجل، فلا يمكنني إلا إن أتخيل بأن كل رئيس عربي على رأس هرم الرجعيات العربية سيموت بكل تأكيد وهو متمسك بكرسيه، أن يقوم بتقديم التهاني لرئيس منتخب بأسلوب حضاري وديمقراطي!
ناك فرق واضح لو كنـــت مكان هولاند لقلبت الرسالة وكتبت خلفها 'لما تكبر يا ماما تعال ابعث لي تهنئة'، خاصة أن الموقف اليوم بالنسبة للقادة العرب مميز جداً حيث يمكنهم استغلال هذه الفرصة وإرسال تهنئة لكي يتعرف هولاند عليهم، وأتمنى أن تبدأ رسالتهم 'أنا رئيس مثلي مثلك يا سيادة الرئيس الجديد ما في فرق غير بشوية حاجات من الجهل'.
ما أجمل هذه اللحظات في فرنسا، كم أتمنى أن نحظى بمثل هذا الشيء الرائع الذين يسمونه حرية، أريد مثله في بلاد يعرب من شرقها لغربها، لا أريد أن يفصّلوا لي حرية كما يريدون أو أن ينسجوا خيوطها في مخيلتي كما يريدون، أريدها كما هي خالية من كل أنواع القيود والحواجز، ومن دون نظرية الحاكم الأعظم الأوحد.
القدس العربي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق