السبت، 26 مايو 2012

الأضحية خطبة لفضيلة الشيخ/حمد بن إبراهيم الحريقي

الأضحية
  خطبة لفضيلة الشيخ/حمد بن إبراهيم الحريقي   

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي شرع لعباده التقرب إليه بذبح القربان وقرن النحر بالصلاة في محكم القرآن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل والإمتنان وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من قام بشرائع الإسلام وحقق الإيمان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً       أما بعد:
أيها الناس اتقوا ربكم واشكروه على ما أنعم به عليكم من مشروعية الأضاحي التي تتقربون بها إلى ربكم وتنفقون بها نفائس أموالكم فإنها سنة مؤكدة لمن يقدر عليها فضحوا عن أنفسكم وأهليكم من الزوجات والأولاد والوالدين ليحصل الأجر العظيم من الله وتقتدوا بنبيكم r حيث ضحى عنه وعن أهل بيته وإن بعض الناس ليحرم نفسه الأجر بأن يضحي عن والديه فقط ويدع نفسه وأولاده والأولى أن يضحي للجميع وفضل الله واسع والأضحية يا عباد الله مشروعة بكتاب الله وسنة رسوله r وبإجماع علماء المسلمين وبها يشارك أهل البلدان حجاج البيت في بعض شعائر الحج فالحجاج يتقربون إلى الله بذبح الهدايا وأهل البلدان يتقربون إليه بذبح الضحايا وهذا من رحمة الله بعباده حيث لم يحرم أهل البلدان الذين لم يقدر لهم الحج من بعض شعائره.
والواحدة من الغنم تجزئ عن الرجل وأهل بيته الأحياء والأموات.
ومن كان عنده وصايا بأضاحي فليعمل بها كما ذكر الموصي فلا يدخل مع أصحابها أحداً في ثوابها ولا يخرج منهم أحداً وإن نسي أصحابها فلينووها عن وصية فلان فيدخل منها كل من ذكر الموصي
ولا تجزئ الأضحية إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم لقوله تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) الحج34
ولا تجزئ الأضحية إلا بما بلغ السن المعتبر شرعاً وهي ستة أشهر في الضأن وسنة في المعز وسنتان في البقر وخمس سنوات في الإبل فلا يضحي بما دون ذلك
وأما العيوب التي تمنع من الإجزاء فقد بينها النبي r حيث قال:أربع لا تجوز في الأضاحي العرجاء البين ضلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقى)
فاختاروا الحسن الجيد من الأضاحي وكلما كانت الأضحية أكمل في ذاتها وصفاتها وأحسن منظراً فهي أفضل فاستكملوها واستحسنوها وطيبوا بها نفساً واعلموا أن الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها لأنها شعيرة من شعائر الله وليس المقصود منها مجرد اللحم الذي يؤكل ويفرق فقط بل أهم مقصود فيها ما تتضمنه من تعظيم الله عز وجل بالذبح له وذكر اسمه عليها ولا تذبحوا ضحاياكم إلا بعد انتهاء صلاة العيد وخطبتيها فإن ذلك أكمل وأفضل إقتداء بالنبي r فإنه كان يذبح أضحيته بعد الصلاة والخطبة ولا يجزئ الذبح قبل تمام صلاة العيد لقول النبي r :من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى واذبحوا ضحاياكم بأنفسكم أن أحسنتم الذبح وقولوا بسم الله والله اكبر وسموا من هي له عن ذلك اقتداءً بالنبي r فان لم تحسنوا الذبح فاحضروه فإنه أفضل لكم وأبلغ في تعظيم الله والعناية بشعائره.
وإذا ذبح الإنسان أضحيته عليه أن يأكل منها ويطعم الفقراء ويطعم الجيران والأقارب يقول أهل العلم فما أعطاه للأغنياء فهو هدية وما أعطاه للفقراء فهو صدقة وكان بعض السلف يحب أن يجعلها أثلاثاً فيجعل ثلثاً لنفسه وثلثاً هدية للأغنياء وثلثاً صدقة للفقراء لقوله تعالى (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) الحج36
وفقني الله وإياكم لتعظيم شعائره والعمل بشريعته والوفاة عليها
أقول ما تسمعون واستغفر الله.........

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى وسار على نهجهم إلى يوم اللقاء      أما بعد:
عباد الله يظن بعض العامة من الناس أن الأضحية مختصة بالأموات وهذا لا أصل له والأضحية عن الأموات على ثلاثة أقسام:
1-أن يضحي عنهم تبعاً للأحياء مثل أن يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته وينوي بهم الأحياء والأموات وأصل هذا تضحية النبي r
2-أن يضحي عن الأموات بمقتضى وصاياهم تنفيذا لها وأصل هذا قوله تعالى {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
3-أن يضحي عن الأموات تبرعاً مستقلين عن الأحياء فهذه جائزة وقد نص فقهاء الحنابلة على أن ثوابها يصل إلى الميت وينتفع بها قياساً على الصدقة عنه ولكن ليس تخصيص الميت بالأضحية من السنة لأن النبي r لم يضح عن أحد من أمواته بخصوصة فلم يضح عن عمه حمزة وهو من أعز أقاربه عنده ولا عن أولاده الذين ماتوا في حياته ولا عن زوجته خديجة وهي من أحب نسائه إليه ولم يرد عن أصحابه في عهده أن أحداً منهم ضحى عن أحد من أمواته
فاحرصوا على تحري السنة في جميع أعمالكم
وصلوا وسلموا.......
اللهم احفظ حجاج بيتك الحرام في جوك وبحرك وبرك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق