الأحد، 20 مايو 2012

تسوية النزاع الصحراوي


لم ينتظر الامين العام للامم المتحدة طويلا ليعلن تمسكه بمبعوثه
الشخصي للصحراء الغربية ليدخل تسوية النزاع الصحراوي في
مأزق جديد بعد طلب المغرب بسحب الثقة احتجاجا على عدم
حياديته وانحيازه لمقاربة جبهة البوليزاريو للنزاع.
الأمين » وأعلن مارتن نسيركي المتحدث باسم الأمم المتحدة أن
العام للأمم المتحدة بان كي مون رد على الموقف المغربي، فأكّد ثقته
التامة بمبعوثه الشخصي للصحراء الغربية كريستوفر روس
واظهر موقف بان كي مون ان جهود الدبلوماسية المغربية التي
بذلت خلال الاسابيع الماضية لم تات بثمار كانت الرباط توقعها
خاصة من واشنطن وباريس في زيارات قام بها الدكتور سعد
الدين العثماني لكل منهما لتوضيح تقييم المغرب لاداء روس،
وهو سفير سابق للولايات المتحدة الامريكية بالجزائر، ومواقفه
المتحيزة لجبهة البوليزاريو منذ تعيينه مبعوثا شخصيا 2009
والتي تجسدت مؤخرا في التقرير الذي قدمه بداية نيسان (ابريل)
الماضي وشكل ارضية لتقرير بان كي مون ﻟﻤﺠلس الامن الدولي وهو
ما يستدعي بالنسبة للمغرب سحب الثقة من روس وتعيين مبعوث
جديد للنزاع.
واتهم كريستوفر روس في تقريره الى بان كي مون السلطات
المغربية بعرقلة مهمة قوات الامم المتحدة المنتشرة بالصحراء
والتجسس على تحركاتها وطالب بتوسيع صلاحياتها لتشمل
مراقبة حقوق الانسان والتقرير بها.
وتقول الرباط ان روس قلل في تقريره المقترح المغربي لحل
النزاع بمنح الصحراويين حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية
والتطورات الايجابية في ميدان حقوق الانسان بالمنطقة وتجاهل
مطلب اجراء احصاء للاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف
والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي ترتكبها جبهة
البوليزاريو بحق هؤلاء اللاجئين.
ونجح المغرب بدعم فرنسي في ادخال تعديلات هامة على
مشروع تقرير بان كي مون الذي قدم ﻟﻤﺠلس الامن وشكل ارضية
لقرار رقم 2044 الذي صدر نهاية نيسان/ ابريل الماضي، دون ان
يركن لهذا النجاح وبعد ان علم ان روس يسعى لتنظيم زيارة
لاعضاء مجلس الامن الدولي للمنطقة المتنازع عليها دون تنسيق
مع السلطات المغربية ليدرك ان روس ذهب بعيدا في تحركاته
المزعجة ويبادر بطلب سحب الثقة.
وسجل المغرب ملاحظاته السلبية على روس في ثلاث محاور
الانزلاقات المسجلة على التقرير الأخير للأمين العام للأمم » هي
المتحدة، وتآكل مسلسل المفاوضات الذي أضحى دون أفق ولا تقدم،
فضلا عن المفارقات المستنتجة في تصرفات المبعوث الشخصي
للأمين العام السيد كريستوفر روس، والمتسمة بتراجعه عن
المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وسلوكه
«. لأسلوب غير متوازن ومنحاز في حالات عديدة
وأعلن المغرب، رسميا، اول امس الخميس، سحب ثقته في
كريستوفر روس كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة
للصحراء مؤكدا تمسكه بقرارات مجلس الامن ذات الصلة بالنزاع
التي تدعو لحل سلمي واقعي متوافق عليه.
وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ان
الحكومة خلال اجتمناع لها اول امس استمعت الى تقرير لوزير
الخارجية سعد الدين العثماني، حول التطورات الأخيرة لقضية
الصحراء المغربية، تضمن تقييما لهذا المسار، وتسجيلا لعدد من
الانزلاقات للمبعوث الأممي للصحراء.
على » وأوضح مصطفى الخلفي أن العثماني ركز في عرضه
تآكل مسلسل المفاوضات مع خصوم الوحدة الترابية،
مسجلا المفارقات المستنتجة من تصرفات مبعوث الأمين العام حيث
تراجع عن المحددات التفاوضية، وسلك مسلك منحازا للجانب
«. الآخر
بالنسبة إلينا تجاوزت جولات المفاوضات » وأوضح الخلفي
التسع بدون أن يحقق هذا الملف تطورا حقيقيا، بل لمسنا تطورا في
اتجاه إضعاف دور المغرب وتهميش مقترحه بالحكم الذاتي، ولم
يكن من المناسب القبول باستمرار هذه الوضعية، لذلك تم إخبار
الأمين العام بالموقف الرسمي للمغرب، كما أن هناك عدة زيارات
دبلوماسية مع الدول المعنية بهذا الملف
وجدد الخلفي تشبث المغرب بقرارات مجلس الأمن في هذه
القضية الوطنية الكبرى، مؤكدا أنه عندما انطلق المبعوث
الشخصي في جولة المفاوضات غير الرسمية، كان هناك حديث عن
جولتين غير مباشرتين إلا أننا الآن في جولة تاسعة دون أن نحقق
أي تقدم يقول الناطق الرسمي باسم الحكومة.
ذهب إلى تهميش المقترح المغربي » وأبرز الوزير المغربي أن روس
القاضي بمنح الأقاليم الصحراوية للمغرب حكما ذاتيا لحل هذا
لم يكن من اللازم الاستمرار في هذا الوضع وهو ما » ولم « النزاع
تم إخبار الأمين العام به، كما أن هناك لقاءات مع الدول الصديقة
لشرح الموقف المغربي
وأكد الخلفي أن المغرب ينتظر قرار الأمين العام من أجل تصحيح
اﻟﻤﺠال التفاوضي على اعتبار أن الطريق لحل هذا النزاع يمر عبر
الأمم المتحدة وعبر التفاوض.
واعتبرت جبهة البوليزاريو ان قرار المغرب سحب الثقة من
المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس،
قرارا تعسفيا وتحديا للمنتظم الدولي
ان القرار » وقال بيان للجبهة نشره موقعها الالكتروني الجمعة
المغربي وعلاوة على خطورته البالغة وغير المبررة، ليتعبر تحد
جديد لا يطاق وغير مقبول من قبل المغرب للمنتظم الدولي والامين
العام للامم المتحدة ومجلس الامن الذي اعتبر في قراره 2044
الوضع القائم بغير المقبول مؤكدا دعمه للمبعوث الشخصي للامين
العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية وللجهود التي يبذلها من
اجل تسهيل عملية التفاوض بين طرفي النزاع
واتهمت الجبهة التي تسعى لفصل الصحراء عن المغرب واقامة
جهود التسوية « تقويض » دولة مستقلة عليها ان بان الرباط تريد
مصداقية بعثة الميورسو العاملة في الاقليم في ظل « اقبار « و
انتهاكات المغرب المستمرة لحقوق الانسان في غياب الية لمراقبة
حقوق الانسان والتقرير عنها.
ان المغرب ومن خلال هكذا تصرف يريد ان يخول لنفسه » وقالت
دون حياء الحق في الاملاء على الأمين العام مضامين تقاريره إلى
مجلس الأمن وتحديد الطريقة التي على مبعوثه الشخصي الى
الصحراء الغربية اتباعها. كما يريد من خلال قراره هذا، اقبار
مصداقية وحياد بعثة المينورسيو كما اكد التقرير الأخير للأمين
العام وعرقلة عملية.
من جهتها جددت الجزائر المؤيدة لجبهة البوليزاريو تاييدها
،« الحثيثة » لجهود المبعوث الأممي إلى الصحراء كريستوفر روس
وقال عمر بلاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية ان
الجزائر ايدت باستمرار الجهود الحثيثة التي يقوم بها السفير
كريستوفر روس لمرافقة الطرفين, المغرب وجبهة البوليزاريو, في
البحث عن حل سياسي عادل ودائم ويحظى بموافقة الطرفين
ويعطي حق تقرير المصير لصحراويين.
ان التحديات الحقيقية التي تطرح على مهمة الامم » وقال بلاني
المتحدة في الصحراء الغربية والتي شكلت خلفية التقرير الاخير
للامين العام للامم المتحدة، تستحق بالتاكيد ان تدرس بهدوء
وشجاعة في افق تعزيز ولاية هذه المهمة بناء على القرار الذي
تبناه مجلس الامن الدولي في 24 نيسان/ ابريل الماضي
تدعو الى » واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا
القائم بين الرباط وكريستوفر روس, مذكرة « حل سريع للخلاف
بدعم باريس للمبادرة المغربية بمنح الصحراويين الحكم الذاتي
الموسع تحت السيادة المغربية.
وقال برنار فاليرو الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان
بلاده طاخذت علما بقرار المغرب سحب ثقته من المبعوث الخاص
وان البحث عن حل « للامين العام للامم المتحدة كريستوفر روس
في الاعتبار الاهتمامات الشرعية » سريع لهذا التطور يجب ان ياخذ
لكل الاطراف
تجدد دعمها » واضاف فاليرو ان فرنسا حليفة المغرب التقليدية
خطة الحكم الذاتي المغربية التي هي الاقتراح الواقعي الوحيد
المطروح اليوم على طاولة المفاوضات والتي تشكل قاعدة جدية
ذات مصداقية لحل في طار الامم المتحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق