الأحد، 6 مايو 2012

ليلى خالد: ايقونة التحرير الفلسطيني قصة امرأة فلسطينية في معترك الكفاح

ليلى خالد: ايقونة التحرير الفلسطيني قصة امرأة فلسطينية في معترك الكفاح
ابراهيم درويش
2012-05-06


في آب (اغسطس) 1969 كانت فتاة جميلة تشبه اودري هيبورن، تجلس في قاعة مطار روما، كانت تلبس بدلة بيضاء، وقبعة صيفية بيضاء. كانت شبه هيبورن هذه تنتظر موعد اقلاع الطائرة 'تي دبليو اي 84'، كانت تبدو قلقة او بلغتنا 'منرفزة' ومن منا لا يشعر بالرهبة من الرحلة وركوب الطائرة.
كانت تتظاهر بمعرفتها لشخص اخر يجلس في جانب اخر من غرفة الانتظار، الفتاة هذه ايضا نجحت بتهريب مسدس واستطاعت المرور عبر امن المطارـ سنعرف لاحقا انها والرجل الاخر واسمه سليم العيساوي هما 'وحدة كوماندو تشي غيفارا' سينجحان فيما بعد بحرف مسار الطائرة الى اثينا والتحليق فوق مدينة حيفا الفلسطينية ثم الهبوط في مطار دمشق. اسم الفتاة ليلى خالد، والقصة معروفة. العملية وان اسفرت لاحقا عن ولادة 'ايقونة' فلسطينية، زينت صورتها بالكوفية الفلسطينية وفي يدها كلاشينكوف جدران كل الشبان والشابات في العالم، و'فتاة البوستر' هذه، والتي الهمت مئات الصور والتجليات الفنية، ستصبح مثار اهتمام العالم، لانها صارت رمزا لشعب انكر العالم وجوده. لم يكن الاختطاف معروفا كاداة للفت انتباه العالم ولم يتعامل معه الاعلام بالصورة التي يتعامل فيها مع اختطاف الطائرات في مرحلة ما بعد عمليات بن لادن، من اختطفتهم ليلى خالد سيتحدثون عن انطباعات جميلة عنها، فالعملية 'الناجحة' كانت تشبه فيلما من انتاج هوليوود، ومن شعر بعض 'ضحاياها' بالنشوة فها هم يجربون رحلة اختطاف وكونهم مختطفين. وتظل في النهاية تجربة الاختطاف مرعبة وستجلب على الفلسطينيين نمطية 'ارهابيين'. كانت العملية اعلامية ولمقايضة الرهائن بسجناء فلسطينيين في سجون الاحتلال . حالة وصول الطائرة مطار دمشق اعتقد الامن انها طائرة جواسيس ارسلتها مصر، ولكن عندما عرفت الحقيقة، سجنت لفترة قبل ان يفرج عنها، كي تنضم للتحضير للعملية الثانية، مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي كانت تنتمي اليها. خلف عملية الاختطاف، قصة شعب وقصة لاجئة، اضطرت وعائلتها للخروج من بلدها يافا، ولم تكمل بعد ربيعها الرابع، ويافا التي اجبرت الطيار على التحليق فوقها كي تمسك منها ولو لمحة وحتى عن بعد، فقد كانت قادرة على استعادة ما اختزنته من صور وذكريات. عملية خطف الطائرات كانت محاولة من الفلسطينيين لتعريف العالم بوجودهم وان هناك شعبا حيا يعيش كان له وطن واغتصب لكي يعيش فيه ناس غرباء. لم تكن ليلى خالد غريبة عن الفعل الثوري لان البندقية والتظاهرة والاحتجاج كان السلاح الحقيقي لكل اللاجئين الذين لم يكونوا مجرد لاجئين عاديين.
المحاولة الثانية
في المحاولة الثانية جلست ليلى خالد في المقعد الثاني من ركاب الدرجة الثانية، مع رفيق يحمل جواز سفر هندوراسيا، كانت الطائرة 'العال 707' تحضر للاقلاع من مطار امستردام، في طريقها عبر القنال الانكليزي الى نيويورك. لم تكن العملية موفقة هذه المرة فمنذ بدايتها لم يستطيع الفريق بكامله ركوب الطائرة نظرا لمنع اثنين من المسافرين من الركوب لاسباب امنية، فقررا اختطاف الطائرة بمفردهما، كان الشاب واسمه باتريك ارغويلو جائعا لكن رفيقته تحثه وتطلب منه تأجيل موضوع الاكل حتى نهاية العملية. الفتاة هي نفسها، ليلى بعد اجراء سلسلة من عمليات التجميل على انفها ووجهها. لم تكن خالد ورفيقها اروغويلو موفقين هذه المرة فقد استطاع الطيار السيطرة عليها وقتل في المحاولة باتريك، مات جائعا في مستشفى في لندن، اما ليلى فسيقبض عليها وتنقل الى محطة 'ايلينغ برودوي' في غرب لندن، وتقضي هناك فترة قبل ان تعود الى مصر وسورية والاردن ثم لبنان، في مصر ستزور قبر عبدالناصر الذي سمعت عن خبر وفاته وهي حبيسة في لندن. كان خروجها من لندن على متن طائرة عسكرية بعد العملية الكبيرة التي كانت عمليتها جزءا منها حيث لم توفق فيما نجح اخرون باختطاف طائرات اوروبية واجبارها على الهبوط في مطار الدوسان في الاردن، سيتم تفجير الطائرات هذه بعد اخراج المسافرين منها. وبعدها تبدأ الحرب بين الجيش الاردني والمقاومة الفلسطينية. قصة ليلى خالد وتحولاتها معروفة وقد دخلت الوعي والذاكرة العالمية وليس العربية، كثيرات ممن حملن صورها، اعتبرنها الانموذج عن المرأة المقاومة، والتي اعطت مثالا ان المرأة الضعيفة بيولوجيا قادرة على فعل امور حتى الرجال او بعضهم لا يتجرأون على فعلها. اغان، وافلام اخرها فيلم 'ليلى خالد: الخاطفة' لانا مخول، اضافة لكتب وان كانت قليلة، وتحليلات في مجال الدراسات الانثوية التي اهتمت بالنظر الى الصورة والفعل من اطار قمع المرأة وتحررها وهو ما يهتم به حقل الدراسات هذا. كما ان اسمها ورد في عدد من الاغاني، وحتى الاسرائيليون مثلوا قصتها على المسرح، هكذا قيل، ويعتقد ان شخصية ليلى في فيلم المستقبل 'دكتور هو' هي تمظهر لشخصية ليلى خالد. وايا كان فقصة ليلى خالد المناضلة هي قصة الثورة الفلسطينية وتحولاتها، فبعد عام 1970 قررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التخلي عن استراتيجية خطف الطائرات بعد ان ادت هدفها، ومن هنا فاللحظة التاريخية التي ولدت فيها ليلى خالد كمناضلة عالمية نقلتها الى ساحة فعل جديدة، ساحة العمل النسوي، وادت بها للانتقال مع المقاومة بعد خروجها من بيروت بعد الاجتياح الاسرائيلي والعيش في سورية وعمان. وظلت في الوقت نفسه تتذكر ايامها في ايلينغ وزارت لندن في رحلة للمشاركة في نشاطات سياسية قبل ان ترفض السفارة في عمان منحها تأشيرة اخرى ولكنها ظلت على تواصل مع الناشطين، فتكنولوجيا اليوم تسمح لنا بالتواصل معا، بدون الحاجة للسفر ومعاناته. وعلى الرغم من صورتها المعروفة مثل صورة تشي غيفارا الا ان الكتابة عنها قليلة، فهي نفسها تعاونت مع جورج حجار عام 1973 وكتبت قصة حياتها ونضالها، وهي في نهاية العشرينيات من عمرها، ومنذ ذلك الوقت نفدت طبعات الكتاب، ولا يوجد منها سوى نسخ قليلة. ومن المحاولات الاخرى 'حرب ليلى خالد' اعده بيتر سنو وهو كتاب ركز على تجربة المخطوفين وليس الخاطفة. فيما خصصت بعض الكتب بعض الفصول عنها، من مثل 'اطلق الرصاص على المرأة اولا' لايلين ماكدونالد التي خصصت فصلا عنها. قلة الدراسات والكتب ادت بالصحافية والكاتبة الانكليزية سارة ارفينغ لاعداد كتاب عنها وسد الفراغ الموجود باللغة الانكليزية، وتقديم قصتها من خلال ما تقوله ليلى خالد عن نفسها، وما تقوله القصة الفلسطينية عن النضال والفكرة التي دفعتها للمعركة، وما يراه ناقدوها عنها، وعن اسلوب خطف الطائرات. ولا بد من الاشارة قبل عرض الكتاب الصادر عن دار 'بلوتو برس' للنشر من الاشارة الى ان استراتيجية خطف الطائرات كان يقف وراءها وديع حداد الذي قيل انه فصل من الحركة بعد عملية عنتبي او انه خرج بنفسه منها، وايا كان الامر فإن هذه الشخصية الاستثنائية في تكريسها للقضية وانكارها للذات انتهت في العراق حيث مات مسموما عام 1979. ستصفه ليلى في الكتاب بانه رجل الحركة والتنظيم والدقة ورجل لم يكن ينام الا قليلا، ويريد ممن يعمل معه ان يكونوا مثله، وتتذكر قصصا كثيرة عنه وكيف اختارتها الجبهة للعمل معه بعد ان كانت تتدرب في معسكر للجبهة في الاردن.
من يافا الى صور
في كتاب ارفينغ نتعرف على ليلى التي خرجت مع عائلتها 'غصبا عنها' من يافا بعد ان اصبحت الحياة فيها خطيرة بسبب المعارك بين الفلسطينيين والعصابات اليهودية. ونعرف انها تنتمي الى عائلة متوسطة ميسورة الحال حيث كان والدها يملك مقهى. وتقول ليلى انها رفضت الرحيل عن البيت الذي احبته واختبأت الى جانب سلة من التمر الذي كان والدها يحضره، ورفضت الرحيل مع العائلة. ولم تعان عائلتها معاناة الاخرين من الفلسطينيين وهي العيش في الخيام، فقد كان اقاربها يعيشون في مدينة صور اللبنانية، حيث لجأت غالبية اللاجئين الى لبنان، لكنها عانت مثل غيرها من الفلسطينيين 'ذل' الانتظار امام مكاتب 'الاونروا' كي تحصل على المساعدة التي كانت تمنحها منظمة اللاجئين لابناء شعبها، وعانت تغير الاوضاع فلم يكن بمقدورها ان تطلب حاجات من امها او والدها لانهم لم يعودوا في وطنهم والحال لا يسمح بتلبية احلام الاطفال. ومن هنا فقد اصبحت فكرة الحرمان المرتبطة بالخروج من فلسطين جزءا من تكوين الاطفال اضافة الى الشائعات والهمس ان الشعب الفلسطيني باع ارضه وهي اهانة لشعب كان يعيش في افقر الظروف، وظلت التهمة عالقة بالفلسطينيين حتى جرب من اتهموهم تجربة الحرب والتشرد. ذكاء وحركة ونشاط، كان ما اتسمت به ليلى في صباها، اضافة لجرأة وهو ما دفعها للنشاط السياسي مبكرا وبتأثير اخوتها الذين كانوا ناشطين في حركة القوميين العرب التي ولدت من رحم نشاطات الطلبة العرب خاص الفلسطينيين في الجامعة الامريكية في بيروت. فكما تقول ليلى ان كل فلسطيني عاش النكبة شعر ان عليه ان يفعل شيئا. على العموم فإن شجاعة ليلى ومشاركتها في التظاهرات كانت بطاقتها للانضمام لحركة القوميين العرب التي كان من مؤسسيها جورج حبش ووديع حداد وهاني الهندي، وتتذكر ليلى كيف كانت عائلتها تحاول منعها من المشاركة في خلية العمل السري بمصادرة ملابسها. تلاحق ارفينغ قصة ليلى خالد وتمظهراتها من صبية غاضبة الى مناضلة في حركة القوميين، دراستها في الجامعة الامريكية التي حرمت من اكمالها بسبب الظروف المالية وعملها في الكويت ستة اعوام ونشاطها في الجبهة الشعبية التي ولدت بعد النكسة وانقسام حركة القوميين العرب التي ترجعها الى التطورات في العالم العربي، خاصة ان الحركة التي كانت تهدف الى الوحدة العربية تأثرت بالاهتمامات الجديدة لاعضائها من الدول العربية، كما تلاحق زواجها القصير من رفيقها في السلاح العراقي الجنسية، وكيف انتهى الزواج بسبب اهتمامات الثورة التي كانت تعني عدم اجتماعهما في مكان واحد.
في مجال العمل العام
ظلت ليلى تؤكد على اهمية نشاطها وحقها في المقاومة المسلحة على الجبهة التي فضلتها وهي القتال والتي فضلتها على الاتحادات ونشاطاتها، لكن بعد خروج المقاومة من الاردن اقنعها جورج حبش زعيم الجبهة بالعمل في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية كممثلة عن الحركة، ومن هذه اللحظة انخرطت في العمل النسوي والكفاح من اجل حقوقها في القيادة والمساواة وتحسين اوضاعها. ستتغير حياة 'ليلى الخاطفة' كما اطلقت عليها الصحافة الانكليزية فستخرج من اطار العمل المسلح والملاحقة والاختباء الى ساحات العمل العام وسياسة الاتحادات النسوية. ولا بد من الاشارة هنا ان ليلى لا تزال تتمسك بعدالة ما قامت به وان عمليات خطف الطائرات كانت مشروعة ومبررة للدفاع عن القضية واسترجاع الحق، وتؤكد انها لم تكن سوى وسيلة لم تهدف للقتل حيث كانت هناك قواعد للعبة، اهمها عدم التعرض بالأذى للمختطفين. وعلى الرغم من عدالة الاسلوب كما تراه الا انه جلب للفلسطينيين اسما جديدا وهو 'الارهابيون' وكما تنقل ارفينغ عن روز ماري صايغ، الباحثة الفلسطينية فباطلاق الصحافة هذا اللقب على الفلسطينيين فقد نسي العالم انه اي الشعب الفلسطيني كان في الحقيقة ضحية للارهاب. ومهما كان الامر فإن تجربة ليلى خالد في المعترك السياسي والعمل العام كانت 'تجربة جديدة' واضطرت اليها.
المرأة والثورة
وتشير الكاتبة الى معضلة المرأة في العمل الثوري، ومشاركة النساء في الثورات اي في حمل البندقية والامثلة كثيرة في الثورات الاخرى الا ان الثورة الفلسطينية تعتبر استثنائية، ومنذ بداية الخروج المسلح للفلسطينيين في الثلاثينات من القرن الماضي فهناك فيلق من اسماء النساء المقاتلات الشهيدات والسجينات والناشطات في المعارك من حلوة زيدان وشادية ابو غزالة والقائمة طويلة. ولان التجربة التي امامنا فريدة فالكاتبة تحرص على تسييقها في سياق الخطاب النسوي ورؤيته خاصة في حالة ليلى خالد للمرأة كمقاتلة ومشاركة في خطف الطائرات. ومهما كانت رؤية التحليل النسوي والذي يتموضع في تحليل مدى قهر المرأة فبالنسبة لخالد فالفعل الثوري كان بالنسبة لها ولرفيقاتها من اجل اثبات ان المرأة قادرة على المقاومة المسلحة مثل الرجل. لكن ما فعلنه لم يؤد لتغيير النظرة الا بقدر حيث ينظر في الثورة والمجتمع لدور المرأة في المجتمع على انه مرتبط ببنات جنسها، حتى الحكيم جورج حبش قال لها 'كامرأة يجب ان تكافحي من اجل حقوق المرأة وان تكوني صوتها'. وبخلاف ذلك ترى خالد ' في الممارسة حققنا الكثير من الانجازات للمرأة لاننا حملنا السلاح واثبتنا للرجال اننا قادرات على عمل نفس ما يعمله الرجال، ولان حمل السلاح هو ممارسة سياسية، هذا هو فهمي للكفاح المسلح'. وترى ان المعركة لم تنته بعد وتعترف ان المرأة تعيش وضعا معقدا 'فنحن تحت الاحتلال وهذا يجعلنا متساويات مع الرجال، وكوننا لاجئين يمنحنا ايضا مساواة معهم، وبنفس الوقت هناك اضطهاد اجتماعي وعندما تحمل المرأة السلاح فهي تشارك في الكفاح المسلح والاجتماعي ايضا'، وما حققته المرأة الفلسطينية رغم المعوقات والتدخلات من الساسة الرجال انها لم ثبت نفسها كمقاتلة بل انها قادرة على القيادة في الكفاح السياسي اضافة للمسلح.
منذ الامس
منذ مشاركتها في اول عملية اختطاف وحتى الان جرت مياه كثيرة تحت الجسر كما يقولون، والرحلة الطويلة القصيرة في الكفاح انتهت بها الى الاردن حيث تعيش مع زوجها فايز رشيد الذي تعرفت عليه عندما كانت في موسكو تدرس التاريخ، وكان هو يدرس الطب، وهي لا تزال ناشطة في العمل السياسي وترقب مجريات الاحداث التي ادت الى تراجع الحركة التي تنتمي اليها، بسبب ما تقول انه فشل الحركة في ايصال برنامجها للناس والعمل الشاق لتحقيق هذا، وترى ان حماس التي صعدت في غزة لم تكن الا جزءا من الاخوان المسلمين 'وكانت دائما ضدنا .. وضد اليسار' وتقول ان حماس ربما ستواجه نفس مصير الجبهة وفتح، وان احداث غزة اظهرت ان حماس لا تختلف عن فتح، فاسدة 'مثل بعضهم'. وتقول ان حركة حماس ستواجه نفس مصير الجبهة من ناحية استمرار الحملة الاسرائيلية عليها واستهداف قادتها، تماما كما استهدفت ابو علي مصطفى زعيم الجبهة واسرت احمد سعدات وبالنسبة لحماس فاسرائيل لا تريد سجناء جددا ولهذا تستهدفهم بالغارات.
لن اتقاعد
في النهاية ترد ليلى على سؤال للكاتبة ان كانت تخطط للتقاعد عن العمل السياسي 'اتقاعد عن ماذا، انا لن اتقاعد حتى اعود لحيفا'، وتضيف ان لا احد يتقاعد عن الكفاح. وكما تغيرت الظروف فقد تغيرت نظرة خالد، ففي الثمانينات من القرن الماضي وفي مؤتمر للمرأة عقد في كوبنهاغن التقت مع المحامية الاسرائيلية فليتسيا لانغر بشكل عابر واعتبرت ان تسليمها على المحامية التي كشفت عن عنصرية اسرائيل تخل عن المبادىء التي كانت ترى ضرورة عدم الاحتكاك بالاسرائيليين في اي مناسبة عامة، لكنها اليوم لا تمانع من العمل مع بعض الاسرائيليين من دعاة السلام. وفي الوقت الحالي تقول ليلى ان الربيع العربي ونتيجته غير معروفة وان فوز الاسلاميين جاء لان اليسار غير متحد. وترى ان مستقبل الربيع العربي مرهون بما يحدث في مصر لانها البوصلة. ليلى خالد عاشت الكفاح من اجل استعادة الوطن، ولديها الكثير من الحكايات والقصص، وهناك اهتمام بقصتها، والقصص التي تحكيها عن علاقات ورسائل من باكستان الى اليابان تظهر كيف تتجادل قصة النضال مع بقية العالم، هي تؤمن بالعودة وهو ايمان لا يهزه الشك 'عندما اعود الى يافا سأنام تحت شجرة البرتقال ثلاثة ايام تقول'، 'لا اناقش (موضوع العودة، اؤمن به وهو حقيقة بالنسبة لي'، وتشير الى تاريخ فلسطين وسلسلة الغزاة الذي جاءوا ورحلوا 'عندما يكون هناك احتلال، امامنا عمل شاق، لدينا الارادة والجيل وراء الجيل، اؤمن بشعبي وان هناك شعوبا في العالم لدعم كفاحنا' تقول. في حكاية ايقونة التحرير الفلسطيني، نقرأ مرة اخرى قصة الثورة الفلسطينيية في تجلياتها الدولية وتداخلاتها العربية، ومصائر الفلسطينيين من المنفى الى المخيم ومن البندقية الى عبثية السلام والاهم من ذلك فكما تشير حكاية ليلى خالد فحق العودة هو مفتاح القضية، والتمسك بالامل ليس الامل بل الصعود الى فجر جديد، من آمن بالفلسطيني يؤمن انه سيصل الى بوابة الجنة.
الكتاب على صغر حجمه مهم لانه يحكي قصة ليلى خالد معتمدا على شهادتها وصوتها يحضر في ثنايا السرد، ولعل قصة العملية الفاشلة وموت باتريك من اكثر المشاهد اثارة للحزن وحبسا للانفاس، فهنا التعاطف العالمي والموت في ارض غريبة بعيدة عن الوطن، والموت جائعا. كتاب مثير وغني ومفيد للقارىء باللغة الانكليزية.
Leila Khaled
Icon of Palestinian Liberation
By : Sarah Irving
Pluto Press- 2102

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق