الثلاثاء، 22 مايو 2012

الحزب الفائز بالإنتخابات الجزائرية يسعى لإسقاط زعيمه الذي قاده إلى تحقيقه

  اتنتظر الجزائر بعد أيام حدثاً هاماً يبدو أنه يندرج بإطار التغيير والثورة الذي تشهده المنطقة العربية ضد أنظمتها المتهمة بالدكتاتورية، ولكن التغيير الذي تنتظره البلاد يتمحور حول الإطاحة بأمين عام الحزب الحاكم الذي قاده إلى تحقيق فوز ساحق ومصيري بالإنتخابات البرلمانية التي نظمت في 10 أيار (مايو) الجاري.
ولم يفهم كثيرون هذا المنطق المعكوس ودفعهم إلى الشك أصلاً في مدى مصداقية الفوز الباهر الذي قاده زعيم الحزب عبد العزيز بلخادم، إذ لا يعقل أن يعاقب الفائز بالإطاحة والدعوة إلى رحيله ويطبق عليه الجزاء.
ولم يدع معارضو بلخادم داخل الحزب العتيد (50 عاما من الحكم) كما يسمى في الجزائر، زعيمهم يعيش نشوة الإنتصار، إذ اجتمعوا السبت الماضي بالقرب من مقر رئاسة الجمهورية بعد أيام قليلة على إعلان المجلس الدستوري فوز الحزب بـ 221 مقعدا من أصل 462 مقعدا، وقرروا سحب الثقة من بلخادم على أن ينفذ القرار خلال الدورة العادية للجنة المركزية للجبهة (أعلى هيئة قيادية) في 15 حزيران (يونيو) المقبل.
وبلغ عدد الموقعين على سحب الثقة من بلخادم 210 أعضاء من اصل 345 عضواً في اللجنة المركزية.
وشارك في اجتماع 'الإنقلاب' على بلخادم وزير التكوين والتعليم المهني الحالي الهادي خالدي، ووزراء سابقون مثل وزير الإتصال الأسبق رشيد بوكرزازة، وزير البريد الأسبق بوجمعة هيشور، ووزير السياحة الأسبق محمد الصغير قارة، وقيادات تاريخية للجبهة مثل عبد الرزاق بوحارة، وعبد الكريم عبادة، ورئيس كتلة الثلث الرئاسي بمجلس الأمة (الغرفة العليا في البرلمان) محمد بوخالفة، والرئيس السابق للمجموعة البرلمانية لجبهة التحرير عباس مخاليف.
وقال أحد مهندسي الإنقلاب على بلخادم بوجمعة هيشور في تصريح صحافي، إن 210 أعضاء اتفقوا على سحب الثقة من بلخادم، وهذا يعني شغور منصب الأمين العام لجبهة التحرير وضرورة عقد دورة للجنة المركزية لاختيار امين عام جديد خلفا لبلخادم.
واتهم هيشور بلخادم بالعمل على تأجيل انعقاد الدورة العادية للجنة المركزية بهدف 'ربح الوقت' إلى حين تنظيم الانتخابات البلدية والولائية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، متحدياً إياه بالقول 'أنا لا أعرف ما إذا كان لبلخادم الشجاعة السياسية من أجل عقد هذه الدورة'.
وصرّح نائب رئيس مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة أمام المجتمعين أن بلخادم وافق حسبه من حيث المبدأ على التنحي من قيادة الجبهة بالدورة العادية للجنة المركزية في حال توفر النصاب القانوني.
وأوضح بوحارة أنه كان ممن عارضوا تولي بلخادم قيادة الحزب من البداية (2004) بسبب عدم وضوح خطابه السياسي والتوقعات التي أطلقها بخصوص حصول الإسلاميين على 40' من مقاعد البرلمان الجديد.
وردّ بلخادم في حديث مع صحيفة 'الخبر' الجزائرية على خصومه داخل الجبهة بالقول 'إن الانتخابات التي جرت في 10 ايار (مايو) أثبتت أن الحزب بإمكانه الاستغناء عنهم'.
وتحدى بلخادم معارضيه عندما قال ''أنا أعفيهم من عناء جمع التوقيعات بهدف سحب الثقة مني، لأنني دعوت إلى اجتماع اللجنة المركزية يومي 15 و16 يونيو.. فأنا أضمن لهم النقاش الحر بتمكين اللقاء من تقييم التشريعيات ونتائج الأفلان (الإسم الفرنسي لجبهة التحرير) فيها، وستطرح خلال الإجتماع قضايا نظامية، من بينها موضوع سحب الثقة'. وأبدى بلخادم استعداده للتنحي في حال جمع خصومه النصاب وسحبوا منه الثقة.
وقال ''أمي لم تلدن في القيادة، فقد تنحيت في عهد (الراحل) عبد الحميد مهري (الأمين العام الأسبق) مع كل أعضاء المكتب السياسي، وبقيت مناضلا عاديا.. ما المشكلة في ذلك؟''.
ودعا بلخادم معارضيه إلى 'التحلي بالشجاعة السياسية ويعترفوا بالخطأ عندما يخطئون.. أما أنا فقلت إنني أتحمل اختياري قوائم المرشحين (في الإنتخابات البرلمانية) وتعهدت أن أستقيل لو أثبتت الإنتخابات عدم صواب اختياري''.
وأضاف ''كان البعض يتمنى سرا خسارة القوائم بالإنتخابات حتى ينتقموا من الأمين العام (بلخادم) وهناك من معنا كجبهة التحرير، ولكن هل هم مقتنعون بمشروعها؟.. البعض يقولون إنهم مناضلون ولكنه نضال واجهة فقط، لذلك أقول لهم، تكبرون في عيني عندما تكون مواقفكم مطابقة لقناعاتكم، وتصغرون عندما تغيّرون المواقف حسب المواقع'.
وتوعد بلخادم كل من أخطأ من خصومه في حق الحزب بدفع الثمن.
وقال 'إنني سأضع حجرا في فم كل متشدق أثناء اجتماع اللجنة المركزية''.
وحول تهمة جر الحزب إلى خندق الإسلاميين حتى يستفيد من دعمهم في ترشحه المفترض للإنتخابات الرئاسية العام 2014، قال بلخادم ''هل يريدون أن أحلق لحيتي حتى أثبت لهم العكس ؟!. سوف لن أفعل ذلك.. هي طبعا تهمة تندرج في إطار البحث عن أي سبب لتبرير مواقفهم ضدي المبنية على الذاتية'.
ويقول خصوم بلخادم إن الرئيس عبد العزيز بلخادم هو من له الفضل بدفع الجزائريين لانتخاب جبهة التحرير عندما ذكّر الجزائريين في خطاب ألقاه قبل أيام قليلة من يوم الإقتراع بانتمائه لاسياسي إلى جبهة التحرير الوطني التي يرأسها شرفياً.
وردّ بلخادم على خصومه بالقول ''لا أعتقد أن رئيس الجمهورية يخوض في أمر كهذا'، معتبرا أن'الرئيس (بوتفليقة) صاحب الفضل في تجذير الممارسة الديمقراطية، فقد كان حريصا على تكملة المسار الديمقراطي بعيدا عن أي شيء قد يلحق ضررا باستقرار الجزائر، لذلك أستبعد أن يعطي نوعا من التوجيه للانتخابات الرئاسية المقبلة'.
1  مصطفى المروكي - أرفع رأسك يا با
الحزب الفائز بالإنتخابات الجزائرية يسعى لإسقاط زعيمه بالخادم

2  أحمد أبو الخير - اللهم التزوير و لا القتل
الجميع يعلم أن الانتخابات الوحيدة النزيهة التي شهدتها الجزائر في مطلع التسعينات و التي بوأت الجبهة الإسلامية للإنقاذ الصدارة بفوز كاسح، دفع الشعب فاتورتها غاليا، أكثر من 250000 قتيل. لذلك فإن لسان حال الجزائريين يقول اللهم التزوير و لا القتل.

3  شعيب - من متتبع للشأن الوطني
بلخادم من من أضعفوا حزب جبهة التحرير الوطني وساهم في إنقسام صفوفه وفي تمييع ما تبقى من مصداقية له...وفعلا كان خطاب الرئيس في8 ماي السبب الذي دفع الكثيرين للذهاب إلى صناديق الإقتراع..وبوتفليقة له شعبية طاغية عند البسطاء ..فخصوم بلخادم يعلمون أن لا يد له فيما حدث ..وبالتالي لا يريدونه أن يقطف ثمرة ما كاد أن يقتلعه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق