الاثنين، 14 مايو 2012

جزائريات يخترن العنوسة طواعية.جزائريات يخترن العنوسة طواعية






ضربن بعرض الحائط المثل القائل ''ظل رجل ولا ظل حائط
'يظهر أن كثيرا من فتياتنا خاصة المتعلمات واللواتي استطعن تأمين حياتهن بتوفر منصب عمل قار ورفيع، إلى جانب سكن فردي وسيارة، اكتسبن حرية تصرف في الحياة جعلتهن يفضلن الاستغناء عن الزوج، مما تسبب في ظهور حالات متعددة من ''العنوسة الاختيارية'' التي باتت رقعتها تتوسع يوما بعد يوم، وتتغذى من الاستقلالية التي اكتسبتها الفتاة الموظفة سواء إزاء أسرتها أو قدرتها المادية.
كثيرات هن فتيات الجزائر اللواتي وضعن النجاح نصب أعينهن، وبداياته من النجاح الدراسي الذي حصدن مراتبه الواحدة تلو الأخرى، ليفزن بعدها بمناصب عمل مميزة جعلتهن مرتاحات ماديا وسهلت لهن تحصيل عديد متطلبات الحياة العصرية، مستغنيات تماما عن فكرة الزواج والخضوع، حسب اقتناعهن، لـ ''ظل رجل'' يطمس معالم شخصيتهن، مفضلات ظل الحائط الصلب الذي بنينه لأنفسهن، معارضات بذلك أصول المثل المصري القائل ''ظل راجل ولا ظل حيطة''. واحدة من هذه الحالات تختصرها الآنسة ''حياة''، اختصاصية في طب النساء بأحد مستشفيات الجزائر العاصمة، ''40 سنة''، سألناها عن موقفها من الزواج وتكوين بيت فردت قائلة: ''اخترت طواعية أن أكون عانسا لأنني أرفض الزوج بمفهومه السلطوي والموجود بكثرة.. بحثت كثيرا بين من تقدموا لخطبتي عن شريك حياة يقدر اهتماماتي ويفهمني، ولكني لم أعثر عليه.. فقبلت بلقب ''عانس'' على تكملة مشوار حياتي مع شخص أندم على الارتباط به بقية حياتي''. كما قالت ''جميلة'' إطار سام بإحدى الشركات الوطنية في الجزائر العاصمة، وعمرها 38 سنة، إنها استطاعت وبعد حصولها على منصب مسؤولية ضمن إحدى أكبر الشركات الاقتصادية، أن توفر لنفسها بيتا خاصا بها بوسط الجزائر العاصمة، مستقلة عن أسرتها التي تقطن خارج المدينة والتي لم تمانع ما اختارته الابنة، خاصة أنها بلغت من العمر ما يؤهلها لتحمل مسؤولية اختياراتها. وبحكم استغنائها، مثلما أكدته لنا عن الزوج الذي لن يكون في مثل حالتها إلا عبئا تجره أينما حلت، مع اقتناعها التام بالفكرة، لأنها لم تجد، لحد الساعة، إلا من يتقدم لها طمعا في سكنها مع تفاقم مشكلة السكن أو في مرتبها المعتبر، لجأت ''حياة'' إلى فكرة كفالة صغير يملأ عليها دنياها وكان لها ذلك. اليوم باتت ''جميلة'' مسؤولة عن التكفل بصغير لا يتعدى سنه العامين تتولى رعايته مساء لتودعه كل يوم قبل أن تداوم عملها إحدى دور الرعاية النهارية. سألناها عن مدى تأقلمها مع هذا النمط الجديد في حياتها وتعامل محيطها معها، فأكدت أنه نمط اختارته بمحض إرادتها وتتحمل مسؤولية تبعاته، مضيفة أن ما ميز تعاملات المحيطين بها بداية الأمر استغرابهم لجرأتها على ما أقدمت عليه وسط مجتمع رافض للفكرة من جذورها، لكنها أقنعت من يهمها أمرهم وتجاهلت الغير.
ويظهر من خلال الحالتين اللتين وقفنا عليهما أن الطموح العلمي للفتاة سبب جديــد في تفشي ظاهرة العنوسة وسط الجزائريين، حيث ترفض الفتاة ذات الطموح العلمي الزواج إلى غاية تحصيل الماجستير والدكتوراه، وطبعا فتحصيلهما يعني تغير شروطها في زوج المستقبل، ليبدأ بالتالي مسلسل الرفض حتى يفوتها قطار الزواج.. المشكل نفسه يطرح بحدة أقل لدى الفتاة التي حصلت على قسط بسيط من التعليم، والتي كانت في الماضي تحلم بأن تصبح زوجة وربة بيت، وتدرك أن الزواج سنة الله في أرضه. لكن تغير المفاهيم في أيامنا الحالية جعلها تعيش حالة صراع للأدوار، بعد أن أصبحت لا تفكر في دورها التقليدي فقط كزوجة وأم، بل أيضا في دورها كامرأة عاملة تخشى أن تتزوج من رجل يستولي على راتبها، وهو الزوج ذاته الذي تستطيع في نظرها الاستغناء عنه لعدم حاجتها له ماديا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق