السبت، 12 مايو 2012

اهانة المسلمين الامريكيين واذلالهم
رأي القدس
2012-05-11


ان تكون مسلماً فانت في معظم الاحيان موضع اتهام من قبل السلطات الامريكية وعليك ان تدفع الثمن غالياً من حريتك وكرامتك وحقوقك كانسان تنص الشرائع والدساتير الامريكية على احترامها.
الاهانات لا تتوقف على المسلم الزائر، وانما ايضا على المسلمين الامريكيين الذين يواجهون كل صنوف الاذلال في المطارات الامريكية، ابتداء من التفتيش الجسدي في اغلب الاحيان الى استجوابات طويلة من قبل المحققين من رجال الامن والجمارك.
هناك 15 مواطنا امريكيا مسلما تقدموا الى محكمة الاستئناف الامريكية الاتحادية بطعن يوم امس الجمعة ضد اجراء بحرمانهم من السفر جوا لانهم مدرجون على قائمة تحظر عليهم الطيران.
الاجهزة الامنية الامريكية تضع عشرات بل ربما مئات الآلاف من المسلمين على قائمة سرية وتضع اسماء هؤلاء في المطارات، ولا يعرف الضحايا انهم مدرجون على هذه القائمة الا بعد ان يذهبوا الى المطارات الامريكية من اجل السفر، او يحطوا فيها قادمين من مختلف انحاء العالم.
بعض المواطنين المسلمين لا يسمح لهم باستقلال الطائرات المتوجهة الى امريكا حتى لو كانوا يحملون جوازات سفر اوروبية تعفيهم من الحصول على تأشيرات دخول (فيزا)، في عملية تمييز عنصري غير مسبوقة.
قائمة 'حظر الطيران' هذه وضعت في عام 2003 ويديرها مكتب مراقبة الارهابيين بمكتب التحقيقات الامريكي وتضم نحو عشرين الف شخص يعرفهم المكتب بانه لهم صلات بالارهاب.
المفارقة ان الولايات المتحدة الامريكية التي تصادر حريات هؤلاء، وتعرقل سفرهم، وتصمهم بالارهاب، تدعي انها زعيمة العالم الحر، بل وترسل اساطيلها لغزو الدول الاخرى واحتلالها، وقتل الملايين من شعوبها تحت عنوان نشر الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان.
نحن لا نجادل في حق جميع الدول في الحفاظ على امنها وامن مواطنيها ومحاربة الارهاب، ولكن ما نجادل به هو المعايير العنصرية في التطبيق، وحرمان من هم مدرجون على قوائم الارهاب هذه بالتظلم واللجوء الى المحاكم لتنقية صورتهم ونفي هذه التهم عنهم.
الذهاب الى السفارات الامريكية للحصول على تأشيرة دخول اصبح كابوسا وعملية مهينة بالنسبة للعرب والمسلمين، والحصول على هذه التأشيرة بعد معاناة طويلة ومذلة لا يعفي صاحبها من التعرض لكل انواع الاذلال في المطارات ومواجهة تحقيقات لا يمر بها الا عتاة المجرمين، ناهيك عن التفتيش المهين للجسم وحقائب السفر، رغم ان هذه الحقائب مرت على اجهزة اليكترونية وتعرضت للشم من قبل الكلاب المدربة.
هذه المعاملة المهينة المنافية لحقوق الانسان وكرامته يجب ان تتوقف فورا، والا فعلى الحكومات العربية والاسلامية معاملة المواطنين الامريكيين بالطريقة نفسها وهذا اضعف الايمان.

Twier:@abdelbariatwan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق