الثلاثاء، 1 مايو 2012

ضِفافِ المَوْتِ


زَغَبٌ شَمْعِيّ
هِيَ ذي فَوانيسُ الحَياةِ
تُغازِلُ ذُبالاتِها الحالِمَة
تَخْتالُ عَلى صَفَحاتِ الزَّمانِ
بِمَدادِ دَمْعٍ سِرِّيٍّ
تَخُطُّ زَغَبًا شَمْعِيًّا
عَلى
أَجْنِحَةِ مُنىً حاسِرَة
*
تَتَغامَزُ الدُّروبُ الضَّريرَةُ
في بَهْوِ الجِراحاتِ المُتَكَسِّرَةِ
تَرْتَعِدُ حُجُبُ النَّفْسِ
تَذْرِفُ حُروفًا مَنْبوذَةً
عَبَّدَتْها قَواميسُ الفَرَحِ
هُوَ العُمْرُ لُحَيْظاتٌ في سِنِّ المَرْجانِ
*
عَلى
شَواطِئِ السَّرابِ الهارِبِ إلَيَّ
تَتَهَلَّلُ أَقْداحُ العَتْمَةِ بِقُبْلَةٍ
تَتَسايَلُ لَهيبَ لِقاءٍ
عَلى
شِفاهِ غِيابِكَ الفَحْمِيِّ
*
عَذارى الأشْجانِ
تولِمُ مَحافِلَ الحُزْنِ
تَقْضِمُ تُفّاحَةَ الفُؤادِ
يَنْدَسُّ نَبيذُ حُسْنِها في دَمِ المَوْجِ
يَثْمَلُ بَحْرُ القَلْبِ رَهْبَةً
وَعَلى
أَمْواجٍ سادِرَةٍ
تُراقِصُ مُسُوحَ الخَيالِ
تَسْتَمْطِرُ عَفْوَكَ الصَّخْرِيِّ
*
أيا حارِسَ لَيْلِيَ الغافي
عَقِدٌ لِسانُ القَلْبِ
تَحْتَبِسُ في فَضائِهِ سُحُبُ العاقِداتِ
مَسْحورَةً فارِهَةًً
تُقيمُ عُقودَ حُزْنِكَ
عَلى
أَعْمِدَةِ دَمْعٍ يَشْهَقُ
وَأَنْتَ المُسْرَجُ بِالجِراحِ تَتَشاهَقُ
لِتَعْتَلِيَ عَرْشَ
فَ ر ا ق
*
تَماثيلُ المِلْحِ تَخِرُّ
في مَتاهاتِ الأَحْلامِ
يَئِنُّ خَريرُ عَتَباتِ الوَفاءِ
أَيُّهذا السّاهي
عَلى
صَفْحَةِ الصَّمْتِ
تَنْحَتُ وُجوهًا في مَرايا المَصيرِ
هِيَ ذي رُموشُ العَطَشِ
تَسْتَسْقي مِنْكَ آمالاً
تُلْقي سُحُبُ دَمْعِكَ مَراسيها
تُنْهِدُ فَراغَ أَباريقِكَ بِأَطْيافِها
وَهُوَ ذا سِراجُ سُكونِكَ
يَكْبو غُبارُهُ في رَذاذِ نَوافيري
*
في اُرْتِعاشَةِ السُّحُبِ
تَتَهَدَّجُ عَرائِسُ سَمائِكَ غُوايَةً
تُعَتِّقُ بُرْكانَ اللِّقاءِ بِجِرارِ الوَجَعِ
وَعَلى
مَساكِبِ الوَجْدِ
تَتَفايَضُ شَلاّلاتُ طُيوبِكَ جَفافًا لاسِعًا
يَحْتَرِقُ..
وَتَخْتَرِقُ سُدودَ النِّسْيانِ
*
بِعَبَثٍ فارِهٍ
تَتَمَرَّدُ أَلْوانُ الكُحْلِ في عَيْنِ السُّهادِ
تَغْدو لَياليكَ طاحونَةَ ذِكْرَياتٍ
تَطْحَنُ مِلْحَ النَّوْمِ
فَيَذْروهُ دَمْعُ العَتْمِ
*
بِمَطاراتِ عُزوفي
عَبَّرْتُكَ خِلْسَةً في قافِلَةِ الأَغْرابِمَلأْتُ بِحَصادِ يَأْسِكَ
حَقائِبَ قَلْبي المُثْقَلَةَ بِكَ
*
أشْواكُ رَحيلِكَ تَخِزُ أَعْصابَ الزَّنابِقِ
سَتائِرُ ماضٍ تَتَمَرَّغُ لَوْعَةً في جَنَباتِِ اللَّيْلِ
تَتَذاءَبُ عُيونُ خَيالي
مَوْجَةُ ماءٍ تُشْعِلُها
مَوْجَةُ نارٍ تُطْفِئُها
وَفي خِباءِ الأبْجَدِيَّةِ
تَسْتَأْنِسُ بِحِضْنِ ضَوْئِكَ
*
شَجِيَّةٌ تَنْسابُ ظِلالُ لِبْلابِكَ
تُعانِقُ مَواعيدَ تَخْشى الزَّوال
تَهيمُ
عَلى
حَنينٍ شَقِيٍّ
تُقَشِّرُ لِحاءَ الافْتِقادِ
أَيْنَني مِنْ نَسْغِ صَوْتِكِ الحاني يُخَضِّبُني
يورِقُني أَحْداقًا
يونِعُني عُنّابَ آذار؟
*
في بَلاهَةِ ريحِكَ السّادِيَّةِ
يَتَلَعْثَمُ الجَوابُ
تَتَجَلْبَبُ بِفَراغي
أَتَأَبَّطُ خُفَّيْ كِبْرِيائي
أُخادِعُ الدَّرْبَ كَيْ لا أَلقاكَ
وَأُمَنّي النَّفْسَ لَوْ تَلْقاني!
***
في مَلاجئ البَراءَة
نحْنُ مَنْ تَلاشَْيْنا
مُنْذُ أَنْ
هَبَطْنا
مِنْ جَنَّتِنا
أَقَدَرٌ أَنْ نظلَّ نَتَهاوى
إلى غابَةٍ مُلَوَّثةٍ بِالحَرْبِ وَالعِصْيانِ؟
أَكَأنَّما نَحِنُّ لِرَحْمَةٍ طرَدَتْنا
حينَ عَصينا المَعْرِفَة؟!
أَوْ
كَأَنَّما ظِلالَنا بَعْدُ
ما تدَرَّبَتْ عَلى المَشْيِ حافِيَة ً
عَلى
مَساكِبِ الأَشْواكِ؟
أَما عَرَفَتْ عَثَراتُنا
كَيْفَ تَنْهَلُ الأَلَمَ مِنْ مَنابِعِهِ
أما اسْتَطاعَتْ أنْ تلَوِّنَ المَنافِيَ
بِالوَجَع ِ.. بِالأَحْزانِ؟
نَمْضي حَزانى في عَياء ِ العَزاءِ
حُروفٌ مَجْروحَةٌ تتشَدَّقُ بعَذْبِ العَذابِ
وَالوَقْتُ يَعْدو إلَينا عَدْوَ عَدُوٍّ
يَرْمَحُ
عابِثًا برِماح ِ وَجْهِهِ الأَهْوَجَ
صَوْبَ مَرْقَصِِ المَوْتِ!
يَ
سْ
تَ
رْ
سِ
لُ
في وَحْشِيَّةِ رَقْصَتِهِ الشَّهِيَّةِ!
أَيَرْقُصُ نَدْبًا
عَلى آلام ِ الأَحْياء ِ المَوْتى؟
أَمْ يَطيبُ لَهُ العَزْفُ
عَلى
ناياتِ العَذارى؟
عَلى
هاماتِ اليَتامى والثَّكالى؟
أما حَنَّ الحَديدُ بَعْدُ؟
بلْ وَتبْرَعُ
تتلهَّى!
تَتَفَنَّنُ بِبَتْرِ أَعْناقِِ القُلوبِ
لِنَنْزِفَنا
عَلى
طُرُقاتِ الهَوامِشِِ
تَغْسِلُنا بِمُنْحَدَراتِها القاحِلَةِ
وَفي عُرْيِِ العَراءِ المَكْسُوِّ بِدِمائِنا
تُ
دَ
حْ
رِ
جُ
نَ
ا
مِنْ
عَلى
هاوِياتٍ مَرْهونةٍ
أَشْلاءَ بَشَر!
أَهُوَ الهَباءُ؟!
تجْمَعُنا المُفارَقاتُ
تَطْرَحُنا الضَّرَباتُ
لِتقاسِمَنا رَغيفَ الحَياةِ وَالوَطن!
يوصِدُ الأَسى أَقْفالَهُ
في مَلاجِئِ عُيونِ البَراءَةِ
يَشيبُ الصُّراخُ الأبْكَمُ
عَلى
أَفْواهِ طُفولَةٍ شابَها الهَلَعُ
وَسائِدُ الضَّحايا تَتَشَرَّبُ العَويلَ الأبْكَمَ
تُعانِقُ أرْواحَ أَحْلامٍ هارِبَةٍ
مِنْ نَواقيسَ فِرارٍ
إلى... كَوابيسَ اسْتِقْرار؟
أُمَّااااااااااهُ
جَوْقٌ مِنَ الشَّياطينِ
يَتَهافَتُ
عَلى سَحْقي...
عَلى تَمْزيقي...
لِمَ نَوافِذُ الرَّهْبَةِ مُشَرَّعَةٌ في مَنافِذِ الصُّمودِ؟
أَتَمُرُّ بِيَ رياحُ الرُّعْبِ
مِنْ آتِ وَحْشٍ
يُدَنِّسُ جَسَدي الطَّاهِرَ
يَعْصِفُني..
يَخْتَرِقُني..
بِفَوْضى الأبالِسَةِ؟!
العَتْمَة ُ
تَ
نْ
ثَ
ا
لُ
جَريحَةً
ثَقيلَةً
عَلى
أَشْباحِ المَساكين بِالرُّوحِ
عَلى
جُثَثِ الأحْياء!
أيا فَجْريَ السَّليبَ
آآآآآآآآآآآآآآهٍ
ما أَثْقَلَهُ الحُزْنَ!
دُروبُ المَوْتى تَتَعَثَّرُ بِقَناديلِ الظُّلْم ِالمُظْلِمَةِ
تَحْنو عَلَيْها.. بِقَسْوَتِها الرَّقيقةِ
تَقْتَنِصُ الأجْسادَ الضَّالَّةَ في غَياهِبِ الرُّعْبِ
بِكُتَلٍ مِنْ وَمْضٍ يَسْعُلُ
تُغْمَدُ في صَفْوَةِ صَفائِها سُيوفُ رَحْمَةٍ
اسْتَلَّتْها مِنْ غِمْدِ المَوْتِ
لِتَنوسَ ذُبالَةُ فَوانيسِ الارْتِياح!
ارْتِياح!؟
بَلْ راحَةٌ أَبَدِيَّةٌ!
الرُّوحُ
تَتَبَعْثَرُ
عَلى مُنْحَنى بَشَرِيَّةٍ
غ
ا
صَ
تْ
بِأَعْماقِ مُحيطِ اللاّشُعور
اسْتِغاثاتٌ تَضِجُّ في مَفارِقِ الحَياةِ والمَوْتِ
حَناجِرُ طُفولَةٍ تُمَزِّقُها سَلاسِلُ مَسْلولَة
وَفي رَنينِ القَوافِلِِ اللاّهِثةِ
تتَلَهَّفُ قَبائِلُ القَلَقِ السَّاهِمَةِ
أَنْ تُوارِيَ أَجْسادَ المَنْهوكينَ
في الهَرَبِ
في لحْدِ النّوْمِ المُؤَقَّتِ
لِتَبُلَّ ظَمَأَ الجُفون ِالمُعَذَّبَةِ بِـ
قَ
طَ
رَ
ا
تٍ
مِنْ نوْمٍ أَصَمَّ
لا يَسْمَعُ أزيزَ المَوْتِ الكَفيفِ!
أَتَنْهارُ سُدودُ الحَقيقَةِ
لِتنْقَلِبَ الأحْلامُ الخَضْراءُ مَرْتَعَ شِراكٍ؟
أَتُغْتالُ ظِباءُ المَنامِ؟
أَتَفْقِدُ رَحْمًا تَتَناسَلُ فيهِ أَجِنَّةُ الرَّحْمَةِ؟
لوْحَةٌ دَمَويَّةٌ تَجْري وَجَلا
تَصُبُّ
شَلاّلاتِ المَآسي في مَنابِع ِ الغُرْبَةِ
وَعَلى
ضِفافِ المَوْتِ
وحينَ يَجِنُّ اللَّيْلُ
تَتَجَنّى الصُّوَرُ في مُجونِ الجُنون
نَدًى مَغْموسٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق