الثلاثاء، 1 مايو 2012

أم البراء


طلبت المعلمة من طالبات صفها كتابة موضوع بعنوان
(ماذا سأصبح في المستقبل؟؟)
... سألت المعلمة رغد: ماذا ستصبحين في المستقبل يارغد
أجابت رغد: طبيبة يامعلمتي
سألت المعلمة نجوى ..فأجابت : مهندسة يامعلمتي
سألت المعلمة حنان ..فأجابت : زوجة يامعلمتي
ضحكت الطالبات بسخرية واستهزاء
فصاحت المعلمة بهنّ غاضبة ..صمتاً ..هدوء
عقّبت المعلمة على كلام حنان قائلة :تقصدين خادمة ياابنتي المدللة
أجابت حنان والدموع تذرف من عينيها
لايامعلمتي ..قصدتُ زوجة
وماذا تعنين بزوجة ياحنان ..سألت المعلمة
قالت حنانالزوجة هي الملكة في بيتها ، الأميرة في مجتمعها
المعلمة لأبنائها ، المربية لصغارها،الأقحوانة في قلب زوجها
الزوجة يامعلمتي ..
هي المقدّسة في خيمتها، اللؤلؤة في صدفتها
هي تاجٌ الزوج حين يتباهى به، وهي جوهرة الخِدر في بيتهِ
هي المؤنسة لهجير الوحدة ،الحكيمة لضوضاء الزمان
هي العالم بأسره،فكل العالم لحبِّها قد طلبْ
وكل الحب لوفائها قد سكبْ
الزوجة يامعلمتي ..
حلم كل فتاة تحب أن تحيا الحياة كما هي
...
بقلمي الصامت
همسة صادق
ــــــــــــــ
صرخ ناهراً ..أين ملابسي ياسعاد
أمازالت في احشاء الغسالة؟؟
...
اتجهت نحوه معتذرة متأسفة على تقصيرها
مقدّمة له آلاف الأعذار
شعر بالحزن والأسى
كيف له ان ينهر زوجته الغالية
وهي الساهرة على خدمته وخدمة أولاده
أقسم أن يتأسف منها أسفاً يليق بها
انتظر قدوم الليل وأسرع الى حمام الغسيل
وهمّ لغسل الثياب ..ثم تنشيفهم وكيّهم
وفي الصباح ذهب لعمله والتعب بادٍ على وجهه
سأله زملاؤه في العمل: أكانتْ سهرة خاصة ؟؟
أجاب : لقد كان اعتذاراً واسفا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وداعاً يازنزاتي الباردة
كم كان صقيعكِ يمرضني
وكم كانت قيودك في يدي الهشة تؤلمني
وداعاً يازنزاتي المقيتة
فقد ملّ جلادي من تعذيبي
فرماني على قارعة الطريق
ارجو الصدقة تلو الصدقة
ملّ الظلم آهاتي واحزاني
فطلقني وابتاعني عند جزار الأرواح
لأحيا ميتة
اليوم أنا كتلك اليمامة أحلق بحريّة
ابحث كل يوم عن مكانٍ يبعدني
عن ذكرياتي الحزينة
ابحث عن أوراق بلا سطور لأكتب عليها
وعن أقلامٍ بلا أحبار لأسطر بها
وعن ريشةٍ بلا ألوان حتى أخربش فيها
خربشات طفولتي الضائعة
التي طالما زينتها رائحة أمي الحانية
بحبها وتشجيعها لي
بالرغم من أني فاشلة
اليوم انا بلاعنوان يُشرق به اسمي
لم أعد سيدة الحقول البرية
التي تتمنى أن تحيا بربيعها
كل امرأة مشرقة
اليوم بدأت حياتي
على هامش الحاضر
وفي ساحات الماضي
أرشف قطرات الندى
ففيها بلسم جروحي وأشجاني
هكذا
سأبقى أنسج مستقبلي في الأحلام
لأنه
فقط في الأحلام
ننسج من ذكرياتنا شراعاً للإبحار
بقلمي الصامت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق