الكوثر
|
محتوى السورة : المشهور أنّ هذه السورة نزلت في مكة ، وقيل : في المدينة ، وقيل : من المحتمل أنها نزلت مرتين في مكة والمدينة ، لكن الروايات في سبب نزول السورة تؤيّد أنها مكيّة . ذكر في سبب نزول السورة : أنّ « العاص بن وائل » رأى رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج من المسجد ، فالتقيا عند باب بني سهم ، وتحدثا ، واُناس من صناديد قريش جلوس في المسجد ، فلما دخل « العاص » قيل له من الذي كنت تتحدّث معه ؟ قال : ذلك الأبتر . وكان قد توفى عبدالله بن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو من خديجة ، وكانوا يسمّون من ليس له ابن أبتر ؛ فسمّته قريش عند موت ابنه أبتر ، « فنزلت السورة تبشّر النبي صلى الله عليه وآله بالنعم الوافرة والكوثر وتصف عدوه بالأبتر » (1) . ولمزيد من التوضيح نذكر أنّ النبي كان له ولدان من ام البنين خديجة عليهاالسلام أحدهما « القاسم » والآخر « الطاهر » ويسمى ايضا عبدالله ، وتوفى كلاهما في مكة ، واصبح النبي من دون ولد . هذه المسألة وفّرت للأعداء فرصة الطعن بالنبي صلى الله عليه وآله فسمّوه |
|
الأبتر .
والعرب حسب تقاليدها كانت تعير أهمية بالغة للولد ، وتعتبره امتدادا لمهام الأب ، بعد وفاة عبدالله خال الأعداء أنّ الرسالة سوف تنتهي بوفاة الرسول صلى الله عليه وآله ، فنزلت السورة لترد على هؤلاء الأعداء بشكل إعجازي ولتقول لهم : إن عدوّ الرسول هو الأبتر وإن الرسالة سوف تستمرّ وتتواصل ، وهذه البشرى بددت من جهة آمال الأعداء ، وطيبت خاطر النبي صلى الله عليه وآله ، بعد أنّ اغتمّ من لمز الأعداء وتأمرهم.
فضيلة
السورة
ورد في فضيلة
هذه السورة عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : « من قرأها سقاه الله
من أنهار الجنة ، واُعطي من الأجر بعدد كل قربان قربه العباد في يوم عيد ، ويقربون من أهل
الكتاب والمشركين » .
الآيات
بسم الله الرحمن الرحيم
( إنا أعطيناك الكوثر * فصلّ لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر )
التفسير
اعطيناك الخير العميم
الحديث موجّه إلى النبي صلى الله عليه وآله وأحد
أهداف هذه السورة
|
|
تسلية
قلب الرسول ازاء ركام الأحداث المؤلمة وطعون الأعداء .
( إنا أعطيناك الكوثر ) الكوثر : من الكثرة وبمعنى الخير الكثير ، ويسمى الفرد السخي كوثرا . ( فصل لربك وانحر ) نعم ، وواهب النعم هو سبحانه . لذلك ليس ثمة معنى للعبادات إن كانت لغيره خاصّة وإنّ كلمة ( ربّ ) تعني استمرار النعمة والتدبير والربوبيّة . بعبارة اخرى ، العبادات ، سواء كانت صلاة أم نحرا ، تختص بالربّ وولي النعمة ، وهو الله سبحانه وتعالى . والأمر بالصلاة والنحر للربّ مقابل ما كان يفعله المشركون من سجودهم للأصنام ونحرهم لها ، بينما كانوا يرون نعمهم من الله ، وتعبير ( لربّك ) دليل واضح على وجوب قصد القربة في العبادات . وانحر هو من النحر ، وهو ذبح الناقة ، وقد يكون ذلك لأهمية الناقة بين أنواع الأضاحي . |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق