الجمعة، 18 مايو 2012

مسلمات الله يحفظهن ويدخلهن الجنة امين

الجنة و نعيمها


الجنة







أسماء الجنة :/ 1- الجنة 2- دار السلام 3- دار الخلد 4- دار المقامة 5- جنة المأوى 6- جنات عدن 7- دار الحيوان 8- الفردوس 9- جنات النعيم 10- المقام الأمين 11- مقعد الصدق 12- قدم صدق .





ابواب الجنة :/ للجنة ثمانية أبواب ? إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون )



[ صحيح البخاري ( 4/111) في الصوم . ومسلم (1152) في الصيام ]



سعة أبوابها :/ قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو هجر ومكة ) وفي لفظ ( لكما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى )



[ صحيح البخاري ( 8/ 395) في التفسير . ومسلم (194) في الإيمان ]



عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضُ مسيرةِ الراكب ثلاثاً ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبُهم تزولُ )





[ رواه الترمذي (2548) . و رواه البيهقي في البعث والنشور(237) ]



مسافة ما بين الباب والباب :/ قال الرسول صلى الله عليه وسلم( ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً )



[ رواه عبدالله والطبري ]



درجات الجنة :/ قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الجنة مائةُ درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض)



[ صحيح البخاري (6/11) في الجهاد]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرفة في الجنة كما ترون الكوكب في أفق السماء)






[ صحيح البخاري (11/416) في الرقاق . ومسلم (2830) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا سألتم الله فالسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة)





[ صحيح البخاري (13/377) في التوحيد . والترمذي (3506) في الدعوات . وأحمد في المسند(2/404)]



تربة الجنة وطينتها وحصبائها وبنائها :/ قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لبنة ذهب ولبنة فضة ، وملاطها المسك ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا يبأس ، ويخلد لا يموت ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه .



[ رواه أحمد في المسند (2/305) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم (أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك )



[ صحيح البخاري (6/374) في الأنبياء . ومسلم (163) في الإيمان ]



خيام وسرر أهل الجنة :/ قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( في الجنة خيمةٌ من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمن )



[ صحيح البخاري (6/318) في بدء الخلق . ومسلم (2838) ]



وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون )









[ صحيح البخاري (6/318) في بدء الخلق . ومسلم (2838) ]



وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة غرفاً من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرُها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيها من النعم واللذات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت )



[ رواه البيهقي (253) . و أبو نعيم في الحلية (2/356) ]



أشجار الجنة : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها )










[ صحيح البخاري ( 11/415) في الرقاق . ومسلم (2827) في الجنة وصفة نعيمها وأهلها ]



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب)



[ رواه الترمذي (2525) في صفة الجنة ]



قال رجل : يا رسول الله ما طوبى ؟ قال : ( شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها)



[ رواة أحمد (3/71) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل إذا نزع ثمرة ً من الجنة عادت مكانها أخرى)



[ رواه الطبري . والبزاز ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ألا مشمر للجنة فإن الجنة لا خطرلها ، هي ورب الكعبة نور يتلألأُ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة في مقامٍ أبداً ، في دارٍ سليمةٍ ، وفاكهةٍ وخضرةٍ وحبرة ونعمةٍ ، في محلة عاليةٍ بهية )



[ رواه ابن أبي الدنيا . والبزاز . وابن حبان في صحيحه . و البيهقي . وابن ماجه ]



أنهار الجنة ومجراها الذي تجري فيه :/ عن انس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة ، نبقها مثل قلال هجر ، وورقها مثل آذان الفيلة يخرج من ساقها نهران ظاهران ، ونهران باطنان ، فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : أما النهران الباطنان ففي الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات )



[ صحيح البخاري ( 6/303) في بدء الخلق ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهرٍ حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، قال : فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر )



[ صحيح البخاري (6/464) في الرقاق ]



عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر ثم تشقق الأنهار بعدُ)



[ رواه الترمذي (2571) في صفة الجنة ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج )



[ رواه الترمذي (3361) في تفسير القرآن ]



فرش أهل الجنة : / قال الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله [ وفرش مرفوعة ] قال ( ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض )



[رواة أحمد في المسند (3/75) والترمذي في صفة الجنة (2540)



وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة‘ عام ) [ رواه الترمذي (2540) ]



حلي أهل الجنة : / قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم )



[ رواه الترمذي في صفة الجنة (2538) . و أبونعيم في صفة الجنة (266) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكر حلي أهل الجنة : ( مسورون بالذهب و الفضة مكللون بالدر عليهم أكاليل من در وباقوت متواصلة وعليهم تاج كتاج الملوك شباب مرد مكحلون )



[ ذكره ابن كثيرفي النهاية (2/442) . وأبو نعيم في وصف الجنة (267)]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء )



[ رواه مسلم في الطهارة ( 250) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأه فتضرِبُ على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرأة ، وإن أدنى لؤلؤةٍ عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ، فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها : من أنت ؟ فتقول : أنا المزيد ، وإنه ليكون عليها سبعون ثوباً أدناها مثل شقائق النعمان من طوبى ، فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك ، وإن عليها التيجان ، وإن أدنى لؤلؤةٍ عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب )



[ رواه أحمد في المسند (3/75) . وحرملة في النهاية (2/445) ]



طعام وشراب أهل الجنة : / قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون ، طعامهم ذلك جشاء كريح المسك ، يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس )






[ رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2835) ]



عن عبدالله بن عمر في قوله تعالى (( يطاف عليهم بصحافٍ من ذهب وأكوابٍ ))[ الزخرف/71/ ] قال يطاف عليهم بسبعين صحفة من ذهب كل صحفةٍ منها فيها لون ليس في الأخرى . [ رواه البيهفي في البعث والنشور (321) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنك لتنظرُ إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشوياً)



[ رواه البزاز . والبيهقي في البعث والنشور(318) . وأبو يعلى كما المطالب العالية (6/155) ]



في ذكر المادة التي خلق منها الحور العين وذكر صفاتهن : / قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحور العين خلقن من الزعفران )



[ رواه أبو نعيم في صفة الجنة (384) والخطيب في تاريخ بغداد (7/99) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يسطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها )



[ رواه أبو نعيم (381) في صفة الجنة ]



عن أنس يرفعه : ( لو أن حوراء بصقت في سبعة أبحر لعذبت البحار من عذوبة فمها ، وخلق الحور العين من الزعفران ) [ رواه أبو نعيم في صفة الجنة (386) . و ابن أبي الدنيا ]



? عن أحمد بن أبي الحواري حدثني جعفر بن محمد قال : لقي حكيم حكيماً فقال : أتشتاق إلى الحور العين ؟ فقال : لا ، فقال : فاشتق إليهن ، فإن نور وجوههن من نور الله ، فغشي عليه ، فحمل إلى منزله فجعلنا نعوده شهراً .



? أن ابن عباس قال : إن في الجنة نهراً يقال له البيدخ عليه قباب من ياقوت تحته حور ناشئات ، يقول أهل الجنة : انطلقوا بنا إلى البيدخ ، فيجيئون فيتصفحون تلك الجواري ، فإذا أعجب رجلاً منهم جارية مس معصمها فتتبعه .



[ رواه أبونعيم في صفة الجنة (382) ]



? عن ابن مسعود قال : إن في الجنة حوراء يقال لها اللعبة ، كل حور الجنان يعجبن بها ، يضربن بأيديهن على كتفها ، ويقلن : طوبى لك يا لعبة لو يعلم الطالبون لك لجدوا ، بين عينيها مكتوب : من كان يبتغي أن يكون له مثلي فليعمل برضى ربي .



[ ذكره القرطبي في التذكير ص (477) ]



فضل نساء الدنيا : / عن أم سلمة قالت : قلت يارسول الله أخبرني عن قوله عز وجل ((عرباً أتراباً)) [ الواقعة /37/ ] قال : ( هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً ، خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى ، عرباً متعشقاتٍ متحبباتٍ ، أتراباً ، على ميلادٍ واحد) قلت : يارسول الله نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال : ( بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة ) قلت : يارسول الله وبم ذلك ؟ قال : ( بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله تعالى ، ألبس الله وجوههن النور وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان ، خضر الثياب صفر الحلي ، مجامرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن : نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً ، ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً ، طوبى لمن كنا له وكان لنا )



[ رواه الطبراني ]



الحمل والولادة في الجنة : / قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعةٍ كما يشتهي ولكن لا يشتهي )



[ قال الحافظ الضياء المقدسي على شرط مسلم ( النهاية<2/467> ) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الرجل من أهل الجنة ليولد له كما يشتهي فيكون حمله وفصله وشبابه في ساعةٍ واحدةٍ )



[ رواه أبو نعيم في صفة الجنة (2/124) ]





قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( موضع سوط في الجنة خير من الدنيا ومافيها)



[ رواه البخاري (6/397) في بدء الخلق]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة الحامدون الذين يحمدون الله في السراء والضراء)



[ رواه أبونعيم في صفة الجنة (1/115) وفي الحلية (5/69) ]



قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( يتجلى لنا ربنا تبارك وتعالى ضاحكاً يوم القيامة)

[ رواه الطبراني وتمام في فوائده ]





النار






إنها كما قال الله تعالى عنها: نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم:6]
قيل: يا رسول الله أهي مثل حجارة الدنيا؟
فقال : { والذي نفسي بيده إنها حجارة كالجبال }.
وقال : { ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً
من نار جهنم }، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال:
{ فإنها فُضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها } [متفق عليه].



وقال : { يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون ألف زمام
مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها } [رواه مسلم].





وروي عن كعب الأحبار أنه قال:
(
والذي نفس كعب بيده لو كنت بالمشرق والنار بالمغرب ثم كُشف عنها لخرج
دماغك من منخريك من شدة حرها! فيا قوم هل لكم بهذا قرار؟ أم لكم على هذا
صبر؟ يا قوم إن طاعة الله أهون عليكم والله من هذا العذاب فأطيعوه ) أ.
هـ.





طعام أهلها الزقوم وشرابهم الحميم.
قال :
{ لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم
فكيف بمن يكون طعامه } [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].



وأهل النار في عذاب دائم، لا راحة ولا نوم، ولا قرار لهم، بل من عذاب إلى عذاب
قال : { إن أهون أهل النار عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما
دماغه كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً وإنه لأهونهم
عذاباً } [رواه مسلم].



وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا
يموتون! قد اسودت وجوههم، وأُعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم، وقصمت ظهورهم
وكسرت عظامهم يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم
بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ [المائدة:37].
كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ [النساء:56].


يقول
الحسن: ( تنضجهم في اليوم سبعين ألف مرة ). لباس أهلها من نار،
سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ
[إبراهيم:50] وشرابهم وطعامهم من نار
وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد:15].








قال ابن الجوزي في وصف النار:
(
هي دار خص أهلها بالبعاد، وحرموا لذة المنى والاسعاد، بُدلت وضاءة وجوههم
بالسواد، وضربوا بمقامع أقوى من الأطواد، عليها ملائكة غلاظ شداد، لو
رأيتهم في الحميم يسرحون وعلى الزمهرير يطرحون، فحزنُهم دائم فلا يفرحون،
مقامهم دائم فلا يبرحون أبد الآباد، عليها ملائكة غلاظ شداد، توبيخهم أعظم
من العذاب، تأسفهم أقوى من المصاب، يبكون على تضييع أوقات الشباب وكلما
جاد البكاء زاد، عليها ملائكة غلاظ شداد،
يا حسرتهم لغضب الخالق، يا محنتهم لعظم البوائق، يا فضيحتهم بين الخلائق،
أين كسبهم للحطام؟
أين سعيهم في اللآثام؟ أين تتبعهم لزلات الأنام؟ كأنه أضغاث أحلام،
ثم أحرقت تلك الأجساد، وكلما أحرقت تعاد، عليها ملائكة غلاظ شداد ) أ. هـ.





أولئك التعساء يتقلبون في أنواع العذاب ويعانون في جهنم
ما لا تطيقه الجبال، وما يفتت ذكره الأكباد ولا تسأل عما يعانونه من ثقل السلاسل
والأغلال إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر:71]، وقال تعالى:
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [الحاقة:32].


قال ابن عباس رضي الله عنهما:
( تُسلسل في دبره حتى تخرج من منخريه حتى لا يقدر أن يقوم على رجليه
ثم ينظمون فيها كما يُنظم الجراد في العود حين يُشوى ).


أرأيت أخي حال أهل النار وما هم فيه من الشقاء، فتصور نفسك لو كنت منهم -
نسأل الله أن لا تكون منهم - تصور نفسك عندما يؤمر بك إلى جهنم عندما تنظر
إلى
الصراط ودقته وهوله وعظيم خطره وأنت تنظر إلى الزالين والزالات من بين
يديك ومن خلفك وقد تنكست هاماتهم وارتفعت على الصراط أرجلهم وثارت إليهم
النار بطلبتها، وهم بالويل ينادون وبينما أنت تنظر اليهم مرعوباً خائفاً
أن تتبعهم لم تشعر إلا وقد زلت قدمك عن الصراط فطار عقلك ثم زلت الأخرى
فتنكست هامتك، فلم تشعر إلا والكلوب قد دخل في جلدك ولحمك، فجذبت به
وبادرت إليك النار ثائرة غضبانة لغضب ربها، فهي تجذبك وأنت تنادي ويلي
ويلي حتى إذا صرت في جوفها التحمت عليك بحريقها فتورمت
في أول ما ألقيت فيها، ثم لم تلبث أن تقطر بدنك وتساقط لحمك، وتكسرت عظامك،
وأنت تنادي ولا تُرحم وتتمنى أن تعود لتتوب فلا يجاب نداؤك.


فتصور
نفسك وقد طال فيها مكثك، فبلغت غاية الكرب، واشتد بك العطش فذكرت الشراب
في الدنيا ففزعت إلى الحميم فتناولت الإناء من يد الخازن الموكل بعذابك
فلما أخذته نشت كفك من تحته، وتفسخت لحرارته، ثم قربته إلى فيك فشوى وجهك،
ثم تجرعته فسلخ حلقك ثم وصل إلى جوفك فقطع أمعاءك، فناديت بالويل والثبور
وذكرت شراب الدنيا وبرده ولذته وتحسرت عليه، ثم آلمك الحريق فبادرت إلى
حياض الحميم لتبرد فيها كما تعودت في الدنيا الاغتسال والانغماس في الماء
إذا اشتد عليك الحر، فلما انغمست في الحميم تسلخ لحمك، من رأسك إلى قدميك،
فبادرت إلى النار رجاء أن تكون هي أهون عليك ثم اشتد عليك حريق النار
فرجعت إلى الحميم فأنت هكذا تطوف بينها وبين حميم آن وذلك مصداقاً لقول
مولاك جل وعلا: يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن:44].
فتطلب الراحة بين الحميم وبين النار، فلا راحة ولا سكون أبداً.


فلما اشتد بك الكرب والعطش وبلغ منك المجهود ذكرت الجنان فهاجت غصة من فؤادك
إلى حلقك أسفاً على جوار الله عز وجل وحزناً على نعيم الجنة الذي أضعته بنفسك
بسبب الذنوب والمعاصي، ففزعت إلى الله بالنداء بأن يردك إلى الدنيا لتعمل صالحاً
فمكث
عنك دهراً طويلاً لا يجيبك هواناً بك، ثم ناداك بعد ذلك بالخيبة منه أن
اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108] ثم أراد أن يزيدك
إياساً وحسرة فأطبق أبواب النار عليك وعلى أعدائه فيها فيا إياسك ويا إياس
سكان جهنم حين سمعوا وقع أبوابها تطبق عليهم، فعلموا عند ذلك أن الله عز
وجل إنما أطبقها لئلا يخرج منها أحد أبداً، فتقطعت قلوبهم إياساً وانقطع
الرجاء منهم أن لا فرج أبداً، ولا مخرج منها، ولا محيص من عذاب الله عز
وجل أبداً، خلودٌ فلا موت. وعذابٌ لا زوال له عن أبدانهم، وأحزان لا
تنقضي، وسقم لا يبرأ، وقيود لا تحل، وأغلال لا تفك أبداً وعطش لا يروون
بعده أبداً، لا يُرحم بكاؤهم، ولا يُجاب دعاؤهم، ولا تقبل توبتهم فهم في
عذاب دائم وهوان لا ينقطع، ثم يبعث الله بعد ذلك الملائكة بأطباق من نار
ومسامير من نار، وعمد من نار، فتطبق عليهم بتلك الأطباق وتشد بتلك
المسامير، وتمد بتلك العمد، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيها روح ولا يخرج منه
غم، وينساهم الرحمن بعد ذلك نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التوبة:67]
فذلك قوله تعالى:
إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ( فِي عَمَدٍ
مُّمَدَّدَةٍ [الهمزة:9،8] ينادون الله ويدعونه ليخفف عنهم هذا العذاب
فيجيبهم بعد مدة اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون:108].




قال الحسن: ( هذا هو آخر كلام يتكلم به أهل النار وما بعد ذلك إلا الزفير والشهيق
وعواء كعواء الكلاب... )، فما أشقى والله هذه الحياة وما أشقى أصحابها -
نسأل الله أن لا نكون منهم - وما أعظمها والله من خسارة لا تجبر أبداً، ويا حسرة والله
على عقول تسمع بكل هذا العذاب وهذا الشقاء وتؤمن به ثم لا تبالي به ولا تهرب عنه
بل تسعى اليه برضاها واختيارها. فلا حول ولا قوة الا بالله.


انتهى منقول للفائدة



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق