السبت، 26 مايو 2012

التشبه بالكافرين

 مقدمة:
قال الله تعالى:(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ).البقرة120
وقال صلى الله عليه وسلم:لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟ خ م
وقال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم . حم
-   وبذلك يتبين لنا أن موضوع التشبه من اخطر وأهم الموضوعات,وقد وقعت عدة طوائف من هذه الأمة بالتشبه وتتفاوت خطورة الأمر بين زمن وزمن ومكان وآخر وفي هذا العصر قد وقع التشبه من المسلمين بأشياء كثيرة وينبغي التنبه لهذا الموضوع والتنبيه عليه دائماً.
مفهوم التشبه:
التشبه لغة: مأخوذ من المشابهة وهي المماثلة والمحاكاة والتقليد
التشبه شرعاً: الذي ورد النهي عنه في القرآن والسنة وهو مماثلة الكافرين بشتى أصنافهم في عقائدهم أو عباداتهم أو عاداتهم أو أنماط السلوك التي هي من خصائصهم.

*لماذا نهينا عن التشبه بالكافرين؟
القاعدة الشرعية : أن الدين مبناه على التسليم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
والتسليم معناه: تصديق خبر الله وامتثال أمره واجتناب نهيه وبتصديق خبر الرسول وامتثال أمره واجتناب نهيه وإتباع هديه.
فإذا عرفنا هذه القاعدة ينبغي للمسلم أمور:
1-              أن يسلم بكل ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
2-              أن يمتثله وما جاء به النهي عن مشابهة الكافرين.
3-             ثم بعد ذلك لا مانع من التماس التعليلات والأسباب .
) أسباب النهي عن التشبه بالكفار(
1-      أن أعمال الكفار مبناها على الضلال والفساد في عقائدهم وأخلاقهم وعاداتهم وإن كان عندهم شيء من الصلاح فإنهم لا يؤجرون عليه كما قال تعالى:(وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنا هباء منثوراً).الفرقان23
2-      التشبه بالكافرين يوقع المسلم بالتبعية لهم: وفي هذا مشاقة لله ولرسوله وإتباع لسبيل غير المؤمنين )ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ونصله جهنم وساءت مصيراً) النساء115.
3-              التشابه بين المتشبه والمتشبه به:بمعنى التناسب الشكلي والميول في القلب والموافقة في الأقوال والأعمال وهذا أمر مخل بالإيمان.
4-      أن التشبه يورث في الغالب الإعجاب بالكافرين ثم الإعجاب بدينهم وعاداتهم وهذا يورث ازدراء السنة وازدراء الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
5-      أن المشابه تورث المودة والمحبة :فإن المسلم إذا قلد الكافر لابد أن يجد في نفسه إلفة له وهذه تورث المحبة والرضا والنفرة من الصالحين المتقين المتمسكين بدين الله وهذا يدركه كل عاقل .
         ويشعر المقلد بما يسمى بالانهزامية النفسية.
6-              أن مشابهة المسلم للكافرين تجعله في مقام الذليل والضعيف.
والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين..
بعض القواعد الضرورية في مسألة التشبه:
القاعدة الأولى: أن الرسول أخبر بخبره الصادق أن هذه الأمة لابد أ ن تتبع سنن من كان قبلها من الأمم الأخرى وهذا واقع لا محالة من الفرق الكثيرة ولكنه أيضاً أخبر بأن هناك طائفة ستبقى على الحق ظاهرين وهي الفرقة الناجية ومن ضرورات نجاتها وكونها على الحق ألا تقع في مشابهة الكافرين.
القاعدة الثانية: أن الرسول عندما أخبرنا بوقع التشبه حذرنا منه جملة وتفصيلاً وقال من تشبه بقوم فهو منهم وقال في عدة أحاديث خالفوا المشركين خالفوا اليهود خالفوا المجوس.
أما التفصيل فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.
القاعدة الثالثة:  القاعدة؟؟
الأمور التي ورد النهي عن التشبه بالكفار وغيرهم:
وهي أربعة أنواع:
1-      أمور العقائد: وهي أخطر أنواع التشبه والتشبه فيها كفر وشرك كصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله ومثل إدعاء النبوة والحكم بغير ما أنزل الله .
2-      ما يتعلق بالأعياد: وهي وإن كانت تدخل في العبادات أو قد تكون من  قبيل العادات إلا أنها خصت بالشرع بنصوص كثيرة لأهميتها :
وخصت بتأكيد النهي عن التشبه بالكفار فيها وخصت بقصر المسلمين على عيدين وأعياد الميلاد والألفية والاحتفالات المنظمة فكل هذه من أمور التشبه الصريحة.
3-      العبادات: وقد وردت في الشرع عن النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التفصيل نصوص كثيرة في النهي عن التشبه بالكافرين في العبادات كالنهي عن تأخير صلاة المغرب وترك السحور وتأخير الفطور في رمضان.
4-              العادات والأخلاق والسلوك:
وهذا ما يسمى الهدي الظاهر وهو الهيئة والشكل كاللباس والسلوك والأخلاق كالنهي عن حلق اللحى واتخاذ آنية الذهب وتشبه الرجال بالنساء والعكس وعن لبس     ما هو من شعار الكفار.
أصناف الذين نهينا عن التشبه بهم:
1-الصنف الأول :عموم الكفار : وقد ورد النهي عن التشبه بهم عموماً دون تخصيص ويدخل فيهم اليهود والنصارى والمجوس والصائبة والملاحدة  ونهينا عن كل ما هو من خصائصهم وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر حينما  رأى عليه ثوبين معصفرين قال إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها .
وما كان من خصائصهم كالصليب والكرفتا وقبعة اليهود
2- المشركون:وقد ورد النهي عن مشابهتهم مثل المكاء والتصدية ومثل الذبح عند القبور والإفاضة من عرفات قبل الغروب.
وكان السلف رحمهم الله يكرهون كل ما هو من خصائص المشركين وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص من بنى ببلاد المشركين وضع فيروزهم ومهرجانهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة" البيهقي 9/234
وكتاب قيم لشيخ الإسلام ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم ينصح بقرأته.
3-              أهل الكتاب: مثل البناء على القبور واتخاذها مساجد وترك أكلة السحور ورفع الصليب وطاعة الأحبار والرهبان.
4-              المجوس: ومن خصائصهم الصلاة إلى النار وتقديس الملوك وحلق قفا الرأس دون المقدمة وتطويل الشوارب.
5-      الأعاجم غير المسلمين: وذلك مبني على قول النبي صلى الله عليه وسلم حينما نهى أن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريراً قال مثل الأعاجم أو يجعل على منكبيه حريراً قال  مثل الأعاجم. د ن حم واقتضاء الصراط المستقيم.
         وقد نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن زي الأعاجم.
6- الجاهلية وأهلها: وقد ورد النهي عن أعمالهم مثل التبرج والسفور وبروز المحرم للشمس بغير ظل والتعري والعصبية القومية والفخر بالأحساب والطعن بالأنساب والنياحة وغيرها وقد ألغى النبي صلى الله عليه وسلم حينما جاء الإسلام كل أحوال الجاهلية وعاداتها وتقاليدها.
7- الشيطان: ومن أفعال الشيطان الأكل بالشمال والشرب بالشمال قال صلى الله عليه وسلم لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها.رواه مسلم
وكذلك لبس نعل دون الأخرى,وكذلك الجلوس بين الظل والشمس وكذلك تشبيك أصابع اليد قبل الصلاة.
8- الأعراب الذين لم يكمل دينهم: فيشرعون عادات ليست من الإسلام في شيء وبعضها موروث من الجاهلية: مثل العصبية الجاهلية والفخر بالأحساب وتسمية المغرب العشاء وتسمية العشاء العتمة والحلف بالطلاق.
9- النساء:
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
أسباب وقوع المسلمين في التقليد:
فأولاً نعرف أن هذا الأمر حدث وفقاً لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم ثم أن الذين وقعوا ليسوا أهل الحق من أهل السنة والجماعة بل غيرهم من الفرق
   أهم الأسباب:
1-  مكايد الكفار للإسلام والمسلمين:
 فمازالوا  يكيدون للإسلام والمسلمين (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) البقرة 120.
يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا على خاسرين) آل عمران 149.
 فهم يحرصون على حرف  المسلمين عن دينهم والمتأمل للواقع يدرك تكالب الأعداء على الإسلام وأهله
2-  جهل بعض المسلمين وعدم تفقهم في بالدين:
فالجهل مصيبة المصائب ورأس كل بلية.
3-  ضعف المسلمين مادياً ومعنوياً وعسكرياً :
مما أدى إلى شعور المسلمين بالضعف والانهزامية.
4-  كيد المنافقين : فهم خدمة الكفار قديماً وحديثاً ولهم أثر كبير في جر المسلمين إلى التشبه.
نماذج مما ورد النهي فيه عن التشبه بالكافرين:
1-الافتراق في الدين: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) آل عمران105
ومن أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بافتراق الأمة :(افترقت اليهود على أحدى وسبعين ..
2- رفع القبور والبناء عليها:
عن علي رضي الله عنه قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أدع قبراً مشرفاً إلا سويته ولا تمثالاً إلا طمسه) رواه مسلم.
3- الافتتان بالنساء : والمقصود إخراجهن عن سمتهن وسترهن وحشمتهن حتى يفتن بهن الرجال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )رواه مسلم.
4- ترك الشيب بلا صبغ تشبهاً باليهود والنصارى:
وإن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم"خ م  واجتناب السواد كما هو معلوم من نصوص أخرى.
5-  حلق اللحى:
  خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى  خ م
6-  ترك الصلاة  بالنعال على وجه الاستدامة أو التعبد "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم" د
 والصلاة بالنعال مشروط عند أهل العلم  بعدم وجود الأذى كأن يكون المسجد مفروشاً.
7-  التفريق في الحدود والتعزيزات والأنظمة بين الشريف والضعيف:
 كما يفعل اليهود وقد جاء في الصحيحين قصة شفاعة أسامة بن زيد لما سرقت المخزومية .. الحديث خ م
8- السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه وهو التلثم وهذا من فعل اليهود "نهى رسول الله عن السدل في الصلاة وإن يغطي الرجل فاه" د ت
9-  خروج المرأة لغير حاجة "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" الأحزاب 33
10-         الاختصار في الصلاة وضع اليد على الخاصرة  والسنة وضع اليد على الصدر (لأنه من فعل اليهود) وكرهت عائشة ذلك وقالت لا تشبهوا باليهود وإن اليهود تفعله. خ
11-                     الأعياد والاحتفالات والمهرجانات:
إذا لم ترد في الشرع وكثرة الاعياد من دين أهل الكتاب (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراماً) الفرقان 72
قال كثير من مفسري السلف الزور أعياد المشركين والكفار والاعياد هي من العبادات وهي توقيفية.
12-         ترك أكلة السحور : كما يفعل اليهود وأهل الكتاب لأنهم لا يتسحرون قال صلى الله عليه وسلم(فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور) م
13-         تأخير الفطور: فتعجل الافطار للصائم من السنن " لا يزال الدين ظاهراً ماعجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرونه" د ج
14-                     اعتزال الحائض من النساء في المؤاكلة والمؤانسة:
فإن ذلك من خصال اليهود وكان الرسول يفعل كل شيء إلا النكاح في الجماع. م
15-                     النهي عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها :
لأنها تطلع بين قرني شيطان ولكن الكافر يسجد لما وقت الشروق والغروب و قد نهى عن ذلك الرسول في حديث في صحيح مسلم.
16-                     النهي عن القيام للشخص وهو قاعد تعظيماً له:
إذا صلى الإمام جالساً فصلوا جلوساً وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها. د.ج
17-                     ندب الميت بالنياحة:
قال صلى الله عليه وسلم(ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية) متفق عليه.
18-                     العصبية إلى قوم: أو مذهب أو بلد أو جنس أو لون:
(ليس منا من دعا إلى عصبية وليس من قاتل لعصبية وليس منا من مات على عصبية) د ومسلم في معناه.
19-                     إفراد اليوم العاشر من محرم بالصيام:
(صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا يوماً قبله أو بعده يوم)    أحمد  م
20-                     الرهبانية والتشدد في الدين:
21-         (هلك المتنطعون) (لا تشددوا على أنفسكم فيشد الله عليكم فإن قوماً شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقايا همك في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم). د

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق