الثلاثاء، 8 مايو 2012

بوتفليقة يدعو الى قراءة موضوعية للتاريخ بين الجزائر وفرنسا الشباب الجزائري غير مهتم بالانتخابات بعدما خذله السياسيون

ليس هؤلاء »
(الجشعون) الذين سيوفرون للمواطن
العمل والسكن وحدا ادنى من العدالة
هكذا تحدث حسان، الشاب « الاجتماعية
العاطل عن العمل في معرض اشارته الى
المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة
الخميس في الجزائر.
ويقول هذا الشاب البالغ من العمر ثلاثين
سنة لكن بملامح فتى وهو من مدينة عنابة
ان رؤساء » الساحلية بالشرق الجزائري
الاحزاب الذين يتوسلون اصواتنا اليوم لن
.« نراهم بعد الانتخابات
ويؤكد حسان الذي يصف نفسه على انه
لن يدلي بصوته في » انه « مقصي من النظام »
.« الانتخابات
ويقطن عنابة 700 الف نسمة نصفهم لا
يتعدى ثلاثين سنة، وتنتشر فيها البطالة
بنسبة 15 ٪، بحسب مصادر محلية.
٪ وفي بلد يقطنه 37 مليون نسمة 75
منهم شباب ما دون 35 سنة، تبلغ نسبة
البطالة في الجزائر 10 بالمئة بين الفئات
القادرة على العمل لكنها تصل الى 21 بالمئة
بين الشباب، بحسب صندوق النقد الدولي.
وتميزت الانتخابات التشريعية لسنة
2007 بنسبة امتناع عن التصويت قياسية
.٪ بلغت 64
ويعبر الشباب عن تذمرهم من انتشار
.« المحسوبية « و « الفساد »
ويقول عبد الرؤوف الطالب في كلية
كلهم فاسدون ولا يفكرون » الاقتصاد بعنابة
.« سوى في الصفقات وحشو جيوبهم بالمال
ليسوا اول ولا اخر من » ويوضح احمد
يتوارى عن الانظار بعد الحصول على تذكرة
في ،« السفر الى الجزائر العاصمة للاعمال
اشارة الى بعض النواب من رجال الاعمال
الذين يبحثون عن الحصانة البرلمانية.
وعبر سفيان عن انزعاجه من نوعية
المرشحين اﻟﻤﺨتارين للانتخابات وامد انه لن
في عنابة نجد (على القوائم » يصوت. وقال
الانتخابية) عناصر عصابات واصحاب
.« حانات واميين تماما
وظهرت فضائح اقتصادية كثيرة في
الجزائر تحدثت عنها الصحف وحتى
الرسميين كما هو الحال بالنسبة لشركة
النفط العمومية سوناطراك، لكن ذلك
لا يبدو انه دفع الى معالجة المشكلة من »
كما يوضح رضوان وهو جامعي. « جذورها
شفافية » وصنفت المنظمة غير الحكومية
الجزائر في المرتبة 112 من بين 183 « دولية
دولة بحسب انتشار الفساد من الاقل الى
الاكثر فسادا.
ويبدو ان عمليات التوعية عبر الاذاعة
والتلفزيون التي تركز على الشباب
وتدعوهم للتصويت بما فيه مصلحة البلاد،
لم تلق اصداء واسعة.
حتى انه تم انشاء حزب الشباب الذي
يرئسه طبيب في الثانية والاربعين من
العمر في 19 اذار/مارس الماضي الى جانب
20 تنظيما اخر في اطار الاصلاحات التي
اطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الموجود
في السلطة منذ 1999 ، لتجنب انتقال عدوى
التي اطاحت بانظمة « الربيع العربي » ثورات
مجاورة.
ليس لدينا » وقال علي الطالب الجامعي
شيء نامل به من هذه الانتخابات. ليس
.« لدينا سوى الوعود بغد افضل
من جهتها تقول استاذة علم الاجتماع
الامر الاكثر ماساوية هو » فاطمة اوصديق ان
ان هذه الوعود لم يتم الالتزام بها رغم ان
.« الدولة ثرية. هنا يكمن التناقض
وبلغ احتياطي العملات الصعبة في
الجزائر الغنية بالمحروقات 182,22 مليار
. دولار في نهاية 2011
الشباب ليس لديهم » وقالت اوصديق ان
اي (امل) حياة، ينخرط المواطن في دعم
.« الدولة حين يعتقد انها عادلة
وفي الشرق الجزائري الاقرب الى
القارة الاوروبية، يخاطر عدة اشخاص من
الراغبين في الهجرة غير الشرعية سنويا
بحياتهم على متن مراكب.
لا » ويقول حميد في حي شعبي في عنابة
شيء يجعلنا نبقى في البلاد، وبالتالي لماذا
.«؟ نصوت
ويكرر هؤلاء الشبان الذين ياتون من
اوساط مختلفة من الحائزين اجازات
جامعية او الاميين او العاطلين عن العمل
العيش ليس مجرد الاستمرار » ، او العاملين
وهم موحدون في .« على قيد الحياة
المغادرة الى عالم » الاقتناع بان الحل هو
.« افضل
من جهة اخرى دعا الرئيس الجزائري
عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء الى قراءة
بين الجزائر وفرنسا « موضوعية للتاريخ »
لتجاوز مخلفات الماضي.
وقال الرئيس بوتفليقة في خطاب
ألقاه في سطيف ( 300 كلم شرق الجزائر)
بمناسبة الذكرى ال 67 ﻟﻤﺠازر 8 ايار/مايو
قراءة موضوعية للتاريخ بعيدا » 1945 ، ان
عن حروب الذاكرة والرهانات الظرفية
هي وحدها الكفيلة بمساعدة الجانبين على
تجاوز رواسب الماضي العسير نحو مستقبل
يسير تسوده الثقة والتفاهم والإحترام
.« المتبادل والشراكة المفيدة
وذكر بوتفليقة في الخطاب الذي نشرته
وكالة الانباء الجزائرية ان الدولة الجزائرية
عملت منذ خمسين عاما على إقامة علاقات
مع مختلف دول « تعاون مثمر « و « صداقة »
العالم وفي مقدمتها الدولة الفرنسية رغم
الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الجزائري »
.« بأجياله المتعاقبة من أجل حريته و كرامته
وقال ان الجزائر تحرص على اقامة
علاقات تقوم على المصالح المشتركة إيمانا »
منها بضرورة جعل البحر الأبيض المتوسط
فضاء سلام وخير مشترك بين شعوب
المنطقة متطلعة إلى نظام دولي أكثر إنصافا
.« وتضامنا و تسامحا
وتخلد الجزائر كل عام في الثامن من ايار/
الجيش الفرنسي » مايو ذكرى مجازر ارتكبها
في حق الجزائريين الذين خرجوا للاحتفال
بهزيمة المانيا في الحرب العالمية الثانية
بحسب « والمطالبة بالاستقلال من فرنسا
المؤرخين الجزائريين.
ويدرس هذا التاريخ في المدارس
الجزائرية على انه مناسبة وطنية قتل فيها
وانها « 45 الف جزائري » الجيش الفرنسي
احد اسباب قيام حرب التحرير في 1954
التي ادت الى استقلال الجزائر عن فرنسا
. في 1962
ويتحدث المؤرخون الفرنسيون عن
سقوط ما بين 15 الى 20 الف قتيل منهم 103
اوروبيين.
وتحتفل الجزائر هذا العام بالذكرى
الخمسين لاستقلالها وسط مطالب باعتذار
التي ارتكبتها خلال « الجرائم » فرنسا عن
الاحتلال.
وفي الشأن الداخلي جدد بوتفليقة دعوته
للجزائريين لمشاركة كثيفة في الانتخابات
التشريعية الخميس.
أدعو الجميع إلى الخروج يوم » وقال
الإقتراع خروجا حاشدا لتخوضوا مرحلة
جديدة من مسيرة التنمية والإصلاحات
.« والتطور الديموقراطي في وطنكم الجزائر
واعتبر الرئيس الجزائري ان اﻟﻤﺠلس
الشعبي الوطني (مجلس النواب) القادم
المشاركة الاوسع » من حيث « مغايرا » سيكون
ﻟﻤﺨتلف التيارات السياسية وكذا مشاركة
واسعة منتظرة للنساء والشباب على قوائم
.« الترشيحات
ستكون » كما شدد على أن هذه الإنتخابات
متميزة من حيث الضمانات العديدة التي
وفرناها لتكون كما يريدها شعبنا نظيفة
شفافة إنتخابات ناجحة بفضل مساهمة
الجميع قضاء مستقلا وإدارة محايدة
وأحزابا فاعلة وجمعيات نشيطة يقظة
وصحافة حرة ومراقبة وطنية ودولية إلى
.« غير ذلك من الإجراءات
على أعتاب مرحلة » واضاف أن البلاد
.« مصيرية لا خيار لنا فيها إلا النجاح
وتجري الخميس في الجزائر انتخابات
تشريعية لاختيار 462 نائبا في اﻟﻤﺠلس
الشعبي الوطني بمشاركة 44 حزبا، جاءت
تتويجا لاصلاحات سياسية اعلنها بوتفليقة
« الربيع العربي » قبل سنة لتفادي تداعيات
الذي اعتبره رئيس وزرائه احمد اويحيى
.« طوفانا على العرب »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق