السبت، 12 مايو 2012

روايات متضاربة عن اكتشاف السروال وبريطانيا تقول انها جندت العميل السعودي وزودته بجواز سفر بريطاني .المراسل.نعمان عبد الله.

روايات متضاربة عن اكتشاف السروال وبريطانيا تقول انها جندت العميل السعودي وزودته بجواز سفر بريطاني
هل تحول اليمن الى وزيرستان الجزيرة العربية؟ حيث نقلت الادارة الامريكية طائراتها من وزيرستان الباكستان الى جبال اليمن ووديانها الوعرة التي تستخدمها القاعدة كملاجىء خلفية للانسحاب او شن هجمات على قوات الحكومة اليمنية. ففي مناطق القبائل اليمنية وفي الجنوب اوجدت 'القاعدة في جزيرة العرب' قواعد تسيطر عليها وتديرها.

العدو رقم واحد
وفي البداية فالولايات المتحدة صعدت من حملتها في ملاحقة من قالت انهم قادة القاعدة، وحددت عدوها الجديد بعد مقتل انور العولقي العام الماضي.
والاسم الجديد هو ما قالت انه خبيــرالمتـفــجرات ابراهــيم حسن العسيري، الذي يعتقد انه وراء صناعة المتفجرة التي حملها العميل السعودي وسلمها الى الامريكيين بدلا من تفجيرها على متن طائرة امريكية.
وقد زعمت الادارة الامريكية ان العملية التي احبطتها تعتبر بمثابة اختراق كبير. وقد تداول ادعاء العملية من خطط لها ونفذها كل من المــخابرات الامريكية والبريطانية والسعودية.
وقد حاولت الادارة الامريكية التي غضبت على التسريبات التي قامت بها وكالة انباء 'اسوشيتدبرس' الاشارة الى ان تنظيم القاعدة لم يعد محصنا من الاختراق. وبحسب التقارير الامريكية فان العميل الذي تم تجنيده كان بمثابة العميل المثالي لانه اولا عبر عن استعداده للموت في سبيل القضية وثانيا كان يحمل جواز سفر دولة غربية، وهذا الجواز كفيل بالسماح له بالسفر على متن اي طائرة يختارها.
الدور البريطاني
لكن صحيفة 'ديلي تلغراف' قالت ان المخابرات البريطانية هي التي جندت العميل وزرعته، صحيح العميل سعودي كما تقول 'ام اي فايف' لكنه يحمل جواز سفر بريطانيا.
وقد تم تجنيده للقيام بالعملية التي خططت لها السي اي ايه، ثم عملت المخابرات الخارجية البريطانية (ام اي ـ 6) مع المخابرات السعودية التي تملك خبرات واسعة في التعامل مع القاعدة في اليمن.
وتقول الصحيفة ان العميل ظل مع القاعدة حيث تم تكليفه بالمهمة وبدلا من تنفيذها سافر قبل اسبوعين الى الامارات العربية ومنها الى السعودية حيث اعطى المتفجرة الى مسؤوله البريطاني، وقدم بالاضافة لذلك معلومات قادت الى مقتل القيادي في القاعدة فهد العولقي، والذي تتهمه الولايات المتحدة بالتورط بالهجوم على البارجة 'كول' عام 2000 والذي قتل فيه 17 من جنود المارينز.
وتقول 'تلغراف' ان مكتب التحقيقات الفدرالي 'اف بي اي' اجرى عليها فحصا ووجدها تشبه القنبلة التي تم ثبيتها في سروال النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب، الذي حاول تفجير طائرة امريكية في طريقها الى ديترويت عام 209 لكنها اكثر تقنية.
وعلى الرغم من دورها فالمخابرات البريطانية ليست راضية عن ذكر اسمها خشية ان يؤثر هذا على محاولات اختراق في المستقبل. هذا عن الدور البريطاني. اما عن الامريكيين:

الرواية الامريكية
فبحسب المعلومات الصادرة عنها فقد تعاونت سي اي ايه مع السعوديين وتمت زراعة العميل. وتقول تقارير امريكية ان العميل السعودي يعتبر واحدا من مجموعة من الشباب من ذوي الملامح الغربية الذين تم ارسالهم لليمن ومعهم وثائق سفر اجنبية لخداع القاعدة التي تريد تنفيذ عمليات في اوروبا.
وبحسب صحيفة 'واشنطن بوست' يعتبر الاسلوب جديدا في اطار عمل المخابرات السعودية التي كانت تعتمد في تجميع معلوماتها عن القاعدة على افراد القاعدة الذين يتم اعتقالهم، او ممن تابوا ودخلوا في برامج اعادة تأهيل. وغيرت الان اسلوبها حيث دخلت الى القاعدة من خلال شباب متحمس يريد القتال في معارك القاعدة لكنهم غير مستعدين للقيام بعمليات انتحارية. واستطاع السعوديون اللعب على ضعف بعضهم وتجنيدهم من خلال اغراءات المال وغيرها.
وبحسب مسؤولين امريكيين فالعميل السعودي ربما تم زرعه في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ مدة غير قصيرة، ربما اشهر. وخلال هذه المدة لم يكن العميل يحضر للعملية او يحاول اقناع قادة القاعدة لتجنيده بل كان يجمع المعلومات. ومن هنا فقد تبع احباطها الغارة التي قتلت فهد العولقي.

هل هي بيضة النعامة؟
ويقترح محللون انه في حالة صدقت المعلومات الامريكية فما حدث يعتبر اختراقا كبيرا للتنظيم. وفي سياق اخر اقترح مسؤولون امريكيون انه ربما تم اخراج العميل على جناح السرعة حتى لا يتم اكتشافه. ففي تحليل كتبه جيسون بيرك في صحيفة ' الغارديان' انه لم يتم الكشف في الاعوام الاخيرة إلا عن عدد قليل من عمليات نجحت في اختراق القاعدة، وذلك لا يرجع فقط للسرية التي تحيط بعملية مثل هذه، ولكن لان وكالات المخابرات العربية عادة ما وجدت صعوبة بالغة في زرع مجندين جدد في التنظيمات الموالية للقاعدة في المنطقة لقوة تنظيمها.
وفي الجانب العملي للعملية الاخيرة فانها وان اظهرت تعاونا لصيقا بين الامريكيين والمخابرات السعودية وقدرة الاخيرة على زرع عملاء في التنظيم فقد تكون عملية واحدة او كما يقال 'بيضة النعامة'، فقد تعاونت المخابرات الامريكية في الماضي وبشكل وثيق مع السعوديين والمخابرات الاردنية، حيث تعاونت مع الاخيرة في افغانستان والعراق. ومثل السعوديون في العملية الاخيرة دور الحليف المثالي نظرا للثقافة واللغة المشتركة التي تسهل زراعة جاسوس في التنظيم. وفي هذه العملية نسق الامريكيون مع الامير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية (بمرتبة وزير).
وتعتبر العملية نجاحا للاخير خاصة انه كان مستهدفا من القاعدة وحاول انتحاري اغتياله عام 2009، اضافة لمحاولات اخرى. ويهم تنظيم اليمن السعوديين لانه تطور بعد ان اجبرت الحملة السعودية عام 2003 ضد نشطاء القاعدة في داخل البلاد للهروب الى اليمن والتحالف مع القادة المحليين واعلنوا عام 2009 عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومن العوامل التي ادت لنجاح العملية ان السعوديين استخدمواعلاقاتهم الواسعة والصلات العائلية لهم في اليمن وحقائبهم المالية لاختراق التنظيم. وجاءت الجهود السعودية هذه بسبب التغير السياسي والاطاحة بحكم ثلاثين عاما لعلي عبدالله صالح الذي قاد الى حالة من الفوضى استخدمتها القاعدة لتعزيز قواعدها واحتلت مناطق في الجنوب وسيطرت على مدينة زنجبار وما حولها.
ويرى عميل الاستخبارات الامريكية السابق روبرت باير ان الكشف عن دور السعودية ليس مفيدا لان الرياض خائفة من وصول الحرب الى اراضيها خاصة ان حدودها مع اليمن تغطي 1100 ميل. ويتكهن باير ان السعودية لن تنسق مع سي اي ايه في المستقبل ولن تقوم بدعوة الامريكيين للتعاون في عمليات خطيرة كهذه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق