الأحد، 6 مايو 2012

عودة اقدم حزب جزائري معارض الى الساحة بعد غياب

عودة اقدم حزب جزائري معارض الى الساحة بعد غياب

تيزي وزو (الجزائر) من كريستيان لو: بعد أن قاطع الانتخابات العامة لاكثر من عشر سنوات عاد أقدم حزب معارض في الجزائر ليخوض الحملة الانتخابية في معقله.
لكن الاجتماع الحاشد الذي أقيم في استاد لكرة القدم بهذه البلدة الأمازيغية كان هادئا. حضر نحو 1500 شخص وتجمعوا حول خط وسط الملعب. وحين قاد زعيم بالحزب هتافا يتهم السلطات بأنها قاتلة تردد الصدى بين المقاعد الشاغرة.
وتقول السلطات الجزائرية إنها استجابت للدعوات المطالبة بالتغيير بعد الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي العام الماضي في دول قريبة وإنها ستضمن أن تكون الانتخابات البرلمانية التي تجري في العاشر من مايو ايار ديمقراطية فعلا.
ودعما لحجتها القائلة إن الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة استشهدت السلطات بقرار حزب جبهة القوى الاشتراكية إنهاء مقاطعته للانتخابات التي وصفها قبل ذلك بانها مزورة.
ويرأس الحزب حسين آية احمد (85 عاما) الذي شارك في قيادة معركة استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي منذ نصف قرن. وفي يوم من أيام المعركة دبر سطوا على مكتب للبريد لتمويل النضال.
وبعد الاستقلال بفترة قصيرة انقلب على حكام الجزائر الجدد قائلا إنهم غير ديمقراطيين. ودفع ثمن معارضته أعواما في السجن والمنفى ليصبح رمزا للمعارضة صاحبة المباديء التي لا تلين.
ويقول آية احمد ومساعدوه إن الانتفاضات التي اندلعت في دول عربية اخرى أتاحت الفرصة لتغيير حقيقي في الجزائر التي تعاني من نفس مشاكل بطالة الشبان والحكم الذي لا يشمل نظاما للمحاسبة وهي أسباب كانت وراء انتفاضات تونس وليبيا ومصر.
وقال مصطفى بوشاشي القيادي في حزب جبهة القوى الاشتراكية لرويترز لدى وصوله الى اجتماع حاشد للحزب في استاد تيزي وزو يوم السبت 'نعتقد أن الوضع الداخلي والإقليمي والدولي موات تماما لتغيير سلمي'.
وأضاف 'لن نشارك في هذه الانتخابات دعما للسلطات وإنما للمضي قدما نحو تغيير سلمي في الجزائر من أجل ديمقراطية حقيقية وليس مجرد واجهة ديمقراطية'.
غير أن بعض قيادات الجبهة غير مقتنعة فيما يبدو بأن النخبة الحاكمة في الجزائر المدعومة من الجيش سترخي قبضتها على السلطة.
وتيزي وزو التي تقع على بعد 100 كيلومتر شرقي الجزائر العاصمة معقل تأييد للجبهة كما أنها العاصمة غير الرسمية للأقلية الأمازيغية بالجزائر.
وولد آية احمد بالقرب من تيزي وزو وبعد ان حصلت الجزائر على استقلالها عام 1962 قاد انتفاضة مسلحة لفترة وجيزة ضد الحكام الجدد من هذه المنطقة. وتكتب اللافتات الإرشادية على الطرق في تيزي وزو بالأمازيغية كما تستخدم الجبهة هذه اللغة في مخاطبة أنصارها.
غير أن مجموعة من المواطنين كانت تقف عند ناصية شارع قرب مقر الجبهة في تيزي وزو لا تعلق آمالا كبيرة على الحزب الذي يخوض انتخابات برلمان لا يتمتع بصلاحيات تذكر.
وقال رجل اكتفى بتعريف نفسه باسم حكيم 'الناس لا يثقون في الساسة. لم يتغير شيء'.
وقال آخر يدعى ابو بكر (49 عاما) إن آية احمد يعيش في سويسرا ولم يزر الجزائر منذ سنوات وأضاف 'بماذا يخبرك هذا؟ يجب أن يكون في الجزائر.'
ويتحدث مسؤولو الحزب عن الانتخابات باعتبارها فرصة لإعادة حشد أنصار المعارضة في الجزائر وبدء حوار حقيقي عن الأسلوب الذي يجب أن تدار به البلاد.
لكنهم يدركون ايضا أن هناك مجازفة تتمثل في أن السلطات لن تلتزم بما وعدت به من السماح بمزيد من الديمقراطية وستستغل مشاركة الجبهة كستار لأجندتها الحقيقية.
وقال علي العسكري اكبر مسؤول بالحزب في الجزائر لرويترز إنه اذا تم تزوير الانتخابات مثلما حدث في انتخابات سابقة 'فإننا سنرد' دون أن يوضح كيف سيرد الحزب.
وعلى غرار دول أخرى كثيرة يتهكم الجزائريون على ساستهم. ويتكهن البعض بأن حزب جبهة القوى الاشتراكية تخلى عن مقاطعته للانتخابات في اتفاق سري مع المؤسسسة الحاكمة غير أنه لا توجد أدلة قاطعة على هذا.
وقال أحد أنصار الجبهة في تيزي وزو لدى سؤاله لماذا قررت قيادة الحزب خوض الانتخابات المقبلة 'أعتقد أنها مسألة ليس لنا علم بها.'.'
وقد يعتبر الحزب الانتخابات تجربة للمنافسة مستقبلا على السلطة الحقيقية ربما بعد عامين.
ويبلغ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من العمر 75 عاما ومن غير المرجح أن يخوض الانتخابات لولاية جديدة حين تنتهي فترته الرئاسية في 2014. ويقول محللون إن النخبة ستسعى الى تسليم منظم للسلطة لكن اذا فشلت فيمكن أن تكون هذه فرصة للمعارضة.
وقال يوسف السهلي عضو أمانة حزب جبهة القوى الاشتراكية 'الانتخابات الرئاسية هي التي ستغير الوضع الراهن. نحن ندرك أن الرئيس هو من يجسد الدولة'.(رويترز)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق