الجمعة، 25 مايو 2012

اليقين والتوكل


قال الله تعالى : } ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالو ا : هذا ما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله،
وما زادهم إلا إيماناً وتسليم اً{ ) )الأحزاب : 2 2( ( وقال تعالى : } الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا
لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوءٌ
واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم { ) ) آل عمران : 73 1 : 74 1( (، وقال تعالى : } وتوكل على
الحي الذي لا يموت { ) )الفرقان : 8 5( ( وقال تعالى : } وعلى الله فليتوكل المؤمنون { ) )إبراهيم : 1 1( ( .
وقال تعالى : } فإذا عزمت فتوكل على الله { ) ) آل عمران : 59 1( ( . والآيات في الأمر بالتوكل كثيرة
معلومة . وقال تعالى : }ومن يتوكل على الله فهو حسبه { ) ) الطلاق : 3( ( أي : كافية : وقال تعالى : } إنما
المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون {
) )الأنفال : 2( ( والآيات في فضل التوكل كثيرة معروفة . وأما الأحاديث .
-74 فالأول عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عرضت علي
الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي
سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لى : هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد
عظيم، فقيل لى، انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي : هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً
يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب » ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون
الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم : فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وقال بعضهم : فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام، فلم يشركوا بالله شيئاً- وذكروا أشياء- فخرج عليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : » ما الذي تخوضون في ه؟ » فأخبروه فقال : »هم الذين لا يرقون
، ولا يسترقون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون » فقام عكاشة بن محصن فقال : ادع الله أن يجعلني
منهم، فقال : » أنت منهم » ثم قام رجل آخر فقال : ادع الله أن يجعلني منهم فقال : »سبقك بها عكاشة »
. ) )متفق عليه ( ( .
-75 الثاني : عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : » اللهم
لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت ، وبك خاصمت . اللهم أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت
أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون » ) )متفق عليه ( ( . ) )وهذا لفظ مسلم،
واختصره البخاري ( ( .
-76 الثالث : عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً قال : » حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم صلى
الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالو ا: إن الناس قد جمعوا لكم
فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالو ا: حسبنا الله ونعم الوكيل : ) )رواه البخاري ( ( .
-77 الرابع : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : »يدخل الجنة أقوام
أفئدتهم مثل أفئدة الطير » ) )رواه مسلم ( ( .
2828
-78 الخامس : عن جابر رضي الله عنه أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول
الله صلى الله عليه وسلم قفل معهم، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة، فعلق
بها سيفه، ونمنا نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي فقال : »إن هذا
اختراط علي سيفي وأنا نائم، فاسيقظت وهو في يده صلتا، قال : من يمنعك من ى ؟ قلت : الله-ثلاث ا » ولم
يعاقبه وجلس . ) )متفق عليه ( ( .
وفي رواية : قال جابر : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع : فإذا أتينا على شجرة ظليلة
تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من المشركين، وسيف رسول الله صلى الله عليه
وسلم معلق بالشجرة، فاخترطه فقال : تخافن ي ؟ قال : لا قال : فمن يمنعك مني ؟ قال : الله .
وفي رواية أبي بكر الإسماعيلى في صحيحه : قال : من يمنعك من ي ؟ قال : الله قال : فسقط السيف من
يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فقال : من يمنعك من ي؟ فقال كن خير آخذ، فقال تشهد
أن لا إله إلا الله ، وأني رسول ا لله؟ قال : لا، ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك،
فخلى سبيله، فأتى أصحابه فقال : جئتكم من عند خير الناس .
-79 السادس : عن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : »لو أنكم
تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطان اً » ) )رواه الترمذي
، وقال حديث حسن ( ( .
-80 السابع : عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : » يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك : وفوضت
أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك
الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت؛ فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خير اً »
) )متفق عليه ( ( .
-81 الثامن : عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب
بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي رضي الله عنه - وهو وأبوه وأمه
صحابة، رضي الله عنهم- قال : نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت
يارسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدمية لأبصرن ا . فقال : » ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهم ا »
) )متفق عليه ( ( .
29

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق