الأربعاء، 23 مايو 2012

لبنان على حافة الكارثة رأي القدس





 
الموقف في لبنان يثير القلق بل والرعب ايضاً، فمن الواضح ان هناك جهات داخل لبنان وخارجه تعمل على تفجير حرب اهلية طائفية تغرق البلاد في حمامات من الدماء، ويكون ضحاياها من اللبنانيين جميعا بغض النظر عن دينهم او طائفتهم.
خطف حجاج لبنانيين شيعة في منطقة حلب كانوا في طريق عودتهم الى لبنان لا يمكن الا ان يصب في هذا المخطط الذي يريد اشعال فتيل هذه الحرب من خلال دفع اللبنانيين الشيعة الى الاقدام على اعمال خطف مماثلة مما يدخل البلد، والمنطقة باسرها، في دوامة الخطف والخطف المضاد.
الحروب الاهلية تبدأ بحادثة صغيرة مدبرة، او غير مقصودة، لتنزلق الى دائرة العنف، وعلينا ان نتذكر ان الحرب الاهلية اللبنانية التي تواصلت لاكثر من 16 عاما بدأت بعملية هجوم على حافلة في عين الرمانة يستقلها فلسطينيون، لتشتعل بيروت ومعظم لبنان ويسقط الآلاف من الجانبين الاسلامي والمسيحي قتلى وجرحى، والاخطر من ذلك تقسيم البلاد جغرافيا وسياسيا ودينيا لعقود.
لقد احسن السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله صنيعا عندما خرج على شاشة تلفزيون المنار لكي يدعو الى ضبط النفس والابتعاد عن اعمال الثأر والانتقام وقطع الطرق، والمأمول ان يبادر زعماء سنة لبنانيون وسوريون وعرب الى اصدار نداءات مماثلة لتطويق هذه الفتنة وتهدئة المشاعر.
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اعرب يوم امس عن قلقه من تطورات الوضع اللبناني، وعبر عن خشيته من انفجار حرب اهلية مشيرا الى ما حدث من اشتباكات دموية في طرابلس بين ابناء الطائفتين السنية والعلوية، وهو قلق في محله، ولكن المطلوب منه ما هو اكثر من ذلك، اي بذل جهوده لاطلاق هؤلاء الحجاج باسرع وقت ممكن وادانة مثل هذه الاعمال ايا كان مصدرها، وايا كانت هوية او طائفة ضحاياها.
لبنان تعرض لانتكاسة اقتصادية كبيرة عندما حذرت دول خليجية رعاياها من عدم زيارة لبنان بسبب تدهور الاوضاع الامنية، وطالبت من يتواجد فيه بالمغادرة فوراً، والآن يواجه احتمالات الحرب الاهلية، ودفع ثمن الصراع الدموي المتفجر حاليا في سورية بين نظام مصر على المضي قدما في حلوله الامنية ومعارضة مدنية ومسلحة تريد اسقاطه.
هذا ليس وقت تبادل الاتهامات، والجدل حول الطرف المسؤول، رغم ايماننا المطلق بان النظام السوري الذي لم يبادر بالاصلاح الديمقراطي ويقدم تنازلات لشعبه هو الذي يتحمل المسؤولية الاكبر. هذا وقت حقن الدماء وتقليص الخسائر الى حدودها الدنيا اذا تعذر وقفها.
الحرب الاهلية التي تجتاح سورية حاليا تمتد تدريجيا الى لبنان، ومن المؤكد انها لن تتوقف عند هذا الحد وستصل الى دول الجوار الاخرى، وربما الى المملكة العربية السعودية ودول خليجية اخرى.
لا بد من تحرك العقلاء في لبنان وسورية بل والمنطقة العربية باسرها لتطويق الكارثة الطائفية التي تهدد الجميع وباقصى سرعة ممكنة وقبل فوات الاوان حيث لن ينفع الندم.
Twier:@abdelbariatwan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق