الثلاثاء، 1 مايو 2012

رباعيات الحب والحرب


يَومِياتْ بَطَّـة
رباعيات الحب والحرب
طريف يوسف آغا
اسـتيقظتِ الغابةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ
أنَّ مَليكَها ليـسَ سِـوى بَطَّـة
وهوَ الذي طالما افتخرَ وفاخَـرَ
بأنَّـهُ ينحدرُ مِـنْ أصلِ قِطَّـة
***
اسـتيقظتِ المملكةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ
أنَّ الصَولجانَ انتهى إلى (كَشَّـةٍ) مِـنَ الطيورْ
هُنا بومةٌ وشـوحَةٌ هُناكَ وأُنثى غُرابْ
أما الرَعِيةُ فانتهتْ بينَ قابِـرٍ ومَقبـورْ
***
اسـتيقظَ المغولُ ذاتَ صباحٍ لِيَجِـدوا
أنَّ تحتَ ملابِـسِ هولاكو ينبُتُ ريـشْ
والعالَـمُ الذي وجدهُ عَدواً للحضاراتِ
وجدهُ أيضاً مُدمِناً، على الدماءِ يعيـشْ
***
استيقظَ الشـبيحةُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدوا
أنَّ الشَـبيحَ الأولَ يمتلكُ جناحيـنْ
 صحيحٌ أنَّـهُ مِـنَ الدناءةِ أدنى ولكنهُ
على الطيرانِ أيضاً باتَ قابَ قوسَـينْ
***
اسـتيقظَ اللصوصُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدوا
أنَّ اللِصَّ الأكبرَ لهُ مِنقـارْ
يتلقى تعليماتِهِ مِـنْ هذهِ وتلكْ
ويعملُ على نهبِ البِلادِ ليلَ نهـارْ
***
اسـتيقظتْ قُرَيـشُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ
أنَّ مَعبودَها غارقٌ في العَسَـلْ
وهيَ التي طالما ركَعتْ لهُ وسَـجدَتْ
وأطلقتْ عليهِ مِـنَ الأسـماءِ هُبَـلْ
***
استيقظَ القتلةُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدوا
أنَّ رئيسَـهمْ هوَ أيضاً قاتِلُ قلـوبْ
معَ ارتكابهِ الجرائِمَ تحلو الرسـائِلْ
مُراسلاتُهُ تجعلُ القُلوبَ تحترِقُ وتذوبْ
***
استيقظتْ نقابةُ الجزّارينَ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ
أنَّ نقيبَها الجزّارَ ورائَـهُ قِصَّـةْ
قِصَّـةٌ للأسَـفِ لاتُلائِمُ سُـمعَةَ المِـهنَةْ
وأقلُّ مايُقالُ عنها أنَّها (جرصَـة)
***
اسـتيقظتِ السَـلطنةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ
أنَّ السُـلطانَ تحكمُهُ باقَـةٌ مِـنَ الـحَريـمْ
الأمرُ عندَهُ (لشِـيمةْ وريمةْ وقليلة القيمةْ)
أمّا هوَ فمِنْ كُلِّ الفوائدِ عَديمْ
***
اسـتيقظَ الشَـعبُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدَ
أنَّ الوريثَ الـمُلهَمَ لديهِ هِواياتْ
قصصُ الأطفالِ مِـنْ بعضِها والجِنسُ اللطيفْ
والتعذيبُ وقصفُ الـمُدُنِ وحرقُ البَلداتْ
***
اسـتيقظَ الجيـشُ الجرارُ ذاتَ صباحٍ ليجِـدَ
أنَّ قائِدَهُ الأعلى تقودهُ فِرقَـةُ مُستشاراتْ
وأنَّـهُ مابينَ اسـتلامِ وتسـليمِ الـجُثَثِ
يسـتلمُ الصورَ والأشـواقَ والآهـاتْ
***
اسـتيقظتِ الزوجةُ ذاتَ صباحٍ لتجِـدَ
أنَّ زوجَها غارِقٌ معَ النِسـاءْ
وأنَّ المياهَ ماشِـيةٌ مِـنْ تحتِها ولاتدري
وأنَّ الظاهِرَ عكسُ مايجري في الخَفـاءْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق